أ؛بتى الكرام
لفهم الكثير مما يدور الان لابد من اضاءة صغيرة جدا حول ما كان قبلنا يدور من اشياء لم تنقطع بل هى فى تواصل واتصال دائم ولذا آثرت ان انقل لكم شىء يسير عله يفيد فى الربط ..
* علم الكلام : هو أحد أهمِّ الجوانب الفكرية فى الحضارة العربية الإسلامية ، يعرف أيضاً بعلم أصول الدين وبعلم العقيدة .. ويسمَّى بعلم الكلام لأنَّ موضوعه هو كلام الله (القرآن) ولأنه يتكلم فى قواعد الاعتقادات وأصولها، ويسمى علماؤه: المتكلِّمون .
* المعتزلة : فرقةٌ كلامية شهيرة ، بدأها اثنان من علماء الكلام الأوائل ، هما : واصل بن عطاء ، عمرو بن عبيد .. وتتميَّز هذه الفرقة بنزوعها إلى التأويل العقلى للنصوص القرآنية وفَهْمِ مسائل العقيدة بطريقةٍ عقلانية . وهناك كثير من علماء الكلام الذين انتسبوا لفرقة المعتزلة ، آخرهم هو القاضى عبد الجبار الذى جمع التراث المعتزلى فى كتابٍ كبير بعنوان : المغنى فى أبواب التوحيد والعدل . وللمعتزلة أصولٌ خمسة يتفقون عليها ، ويعدُّ مَنْ يقول بها معتزليّاً.. وهى:
(1) التوحيد بمعنى أن صفات الله هى عين ذاته، فلا يجوز الانقسام فى الذات الإلهية
(2) العدل بمعنى أن الله لايعرف الظلم ولايمكن له أن يفعله
(3) الوعد والوعيد بمعنى أن الله تعالى لابد أن يُصدق وعده للمؤمنين ووعيده للكافرين ، دون شفاعة لمن يموت بلا توبة
(4) المنزلة بين المنزلتين بمعنى أن المسلم الذى لايؤدى حقوق الإسلام ، لاهو مؤمن ولا هو كافر ، وإنما هو فى منزلة بين منزلتىْ الإيمان والكفر
(5) الأمر بالمعروف النهى عن المنكر بمعنى أن المؤمن لابد وأن يكون فاعلاً بيده أو بلسانه ، أو يكون فاعلاً بقلبه .. وهذا أضعف الإيمان .
* الأشاعرة : هى فرقةٌ كلاميةٌ أسَّسها الإمام أبو الحسن الأشعرى الذى سار على مذهب المعتزلة ، ثم ثار على اجتهاداتهم العقليـة التى تصطدم أحياناً بعقائد أهل السنَّة والجماعة .. واتخذ هو طريقةً وسطى بين التوغُّل فى التأويل العقلى من ناحية، والتسليم بظاهر النصوص القرآنية من ناحيةٍ أخرى . وتعتبر نظريته فى الكسب من أهمِّ ملامح الفكر الأشعرى الذى امتدَّ من بعده عدة قرون، بل لايزال ممتدّاً إلى اليوم فى علماء مثل الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله ، وغيره من علماء الدين .
* نظرية الكسب : هى نظريةٌ كلاميةٌ قال بها الأشاعرة ، ملخَّصها : أن الفعل الإنسانى يقوم أساساً على نيَّة العبد ولكنه لايقع إلا بفعل قدرة الله وبالتالى فالإنسان والله مشتركان فى الفعل ، وسوف يُحاسب الإنسان عليه ؛ لأنه اكتسبه لما مالت نيَّته لهذا الفعل .. ومع أن كثيراً من الدارسين المعاصرين يرون هذه النظريَّة الكلاميَّة نوعاً من التلفيق ! إلا أنَّ نظرية الكسب وجدت قبولاً واسعاً عند غالبية المتكلِّمين المتأخرين ، وعند الجمهور .
* الخوارج : هم طائفةٌ خرجت عن الخلاف الذى دار بين السنَّة والشيعة فى فجر الإسلام وقرَّروا أن الجانبين على خطأ . ومن ثَمَّ ، فقد خرجوا عن طاعة على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان . وقد لعب الخوارجُ دوراً كبيراً فى التاريخ الإسلامى ، وانقسموا إلى فرقٍ وجماعات ، من أطرفها فرقة النجدات .
* النجدات : فرقةٌ كلاميةٌ من الخوارج ، تُنسب إلى نجدة بن عامر الحنفى الذى قُتل سنة 69 هجرية . وترى هذه الفرقة أن الدين هو معرفة الله تعالى ورسله، وتحريم دماء المسلمين وأموالهم ، والإقرار بما جاء من عند الله ؛ وما سوى ذلك فالنَّاس معذورون فى الجهل به .. وأطرف ما قالته هذه الفرقة ، هو أنَّ النَّاس لايلزمهم إمامٌ أو رئيسٌ ، وإنما يسيِّرون أمورهم بأنفسهم ويتناصفوا فيما بينهم ، وإن اضطر النَّاسُ إلى إمامٍ .. فلا بأس ! وتسمى هذه الفرقة أيضاً باسم العاذرية لأنهم يعذُرون الجاهلَ بأحكام الدين الفرعية .. أمَّا الأمور الكلية ، فلا عُذرَ فيها أحدٍ من المسلمين .
* الجوهر والعَرَض : وهو من من المصطلحات الفلسفية ، ويُقصد بالجوهر : الخصائص الأساسية للشئ ، أما العَرَض فهو الأمور الثانوية الملحقة به .. فجوهر الإنسان مثلاً ، أنَّه حيوانٌ ناطقٌ ضاحكٌ . أما العَرَض ، فكأن يكون أشقر الشعر أو أسمر البشرة أو طويلاً أو بَدِناً .. إلخ