|
Re: النظام الامريكي ينزع قناعه الديمقراطي (Re: Elsadiq)
|
الأستاذ الكريم الصادق إن اكثر المفاهيم التي شهدت تغييرات عبر التاريخ وخاصة فى العصر الحديث هي الديمقراطية وهي من اقدم المصطلحات والمفاهيم التى عرفها العالم وقد استخدم هذا المفهوم أو المصطلح فى كل دول العالم رغم اختلاف النظم السياسية والإجتماعية فهو موجود فى النظم الرأسمالية التى تعتمد فى سياساتها على ملكية الافراد للاموال والمشروعات كما ان الدول الشيوعية قد استخدمته وهي الدول التى تعتمد فى سياستها على ملكية الدولة لكل شيئ إبتداءا من السكك الحديدية ومؤسسات الدولة حتى المزارع وهناك فرق كبير بين هذه الانظمة السياسية ولكن كلا منها مارس الديمقراطية او ادعى ذلك على الأقل. الديمقراطية مفهوم واسع لمعان كثيرة ولكنها قد تلتقي عند معنى أنها نظام سياسي يجعل السلطة للشعب ويمنح المحكومين الحق في اختيار حكامهم وفي التأثير فيهم والضغط عليهم وعند الاقتضاء تغييرهم عبر آليات قد تختلف من نظام ديمقراطي إلى آخر ولكنها تلتقي عند آلية الانتخاب الحر. وبالتالي يحقق هذا النظام التداول على السلطة عبر صناديق الاقتراع ويضمن للناس حريات عامة، كالتعبير وتكوين الأحزاب، كما يضمن استقلال القضاء. وبالتالي فالديمقراطية آلية تضمن للشعب سيادته على النظام السياسي وتحقق جملة من المضامين والقيم التي تصون الحقوق وتحمي الحريات وتحصن الناس ضد الجور والاستبداد. يتوجس بعض الناس من الديمقراطية لأنها مصطلح أجنبي جاء من الغرب الذي لا يرجو منه البعض خيراً وقد أتانا مستعمراً . هذا مع أن ديننا ليس فيه ما يمنعنا من أن نأخد بكل خير أقره العقل وأثبتت التجربة جدواه أن الديمقراطية بجوهرها لا تنافي الإسلام، لأنها تقوم على أن يختار الناس من يحكمهم، فلا يقود الناس من يكرهون ولا يفرض عليهم نظام لا يرضون عنه. فإذا كان حكم الإسلام في الإمامة الصغرى أن الذي يؤم الناس في الصلاة والناس يكرهون إمامته لا ترتفع صلاته فوق رأسه، فما بالنا بالإمامة الكبرى، أي قيادة الحياة السياسية للأمة من الواضح أن الديمقراطية الأمريكية متناقضةٍ في المبنى والممارسة، في شكل الصورة ومضمونها في طريقة تعاطيها مع (الأحمر) من كيفية تعاملها مع (الأسمر) وهذه ليست ديمقراطية بل هي أسلوب أمريكي يتنافى والأسس الفكرية والمعرفية التي حرص المفكرون والكتاب والشعراء والفنانون والنخبة الإنسانية التي شكلت حدود ما يعرف بالولايات المتحدة الأمريكية الآن على إنتاجها وبلورتها.
| |
|
|
|
|
|
|
|