إقرأوا ميرفت وكوستى وقصيدة الغياب المستحيل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-21-2024, 03:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-08-2003, 04:02 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إقرأوا ميرفت وكوستى وقصيدة الغياب المستحيل

    Update 08 January, 2003 10:25:45 ص

    كوستي: قصيدة الغياب المستحيل

    نحو اشراقة مصطفى في زنزانتها الاوروبية البيضاء

    ميرفت نصر الدين ـ كوستي

    "بعد أن خرجَ

    إلى الأرض التي ليس إليها دخولٌ . ورأى أدراجاً تقودُ إلى الأرض التي أتى منها . بعد أن نجا من النار وقضى أيَّامه حالماً بالاحتراق فيها ، بعد أن سار أيَّاماً من المدينة المظلمة في يده اليسرى إلى المنيرة في اليمنى ليحمل الرسالة من هنا إلى هناك ، ومن هناك إلى هنا ، كانت الرسالة هي المدينة التي احترقت فيها كلماتها النبيلة ، ورأى بعينيه أدراجاً للصعود والنزول ، وناراً وماءً في عالمٍ يجري نحو المكان ، حيث الرسالة التي تستيقظُ وتنامُ وتموتُ وتحيا فيها المدينة "

    (إذا كنتَ نائماً في مركب نوح) .. سركون بولص



    هذا مؤلم ومريع يا إشراقة ..

    يحاصرك الضباب ،إذاً، وتزدريك ملوحة الطقس الفييني الرهيب . وينفتح في داخلك بهو من الذكريات المنضدة بعناية الهجرة . والذكرى هي كنز الراحلين وسقط متاعهم وعكازهم الذي يهشون به على غنم الموت البطيء المحدق بهم في عرصات المنافي.

    تحملين كوستي كشامة خد . وتتألمين لأنها تتآكل وتتحول إلى مجرد (بقعة مباركة منقرضة) تحجين إليها بالذاكرة كلما أحاطتكِ الغربة بسديمها المرعب .. وقلة حنانها النادر .

    ولكن هل تعلمين أن كل السودان يفكِّر في الرحيل (ما عدا ، طبعاً ، الأغنياء والمتسلطين ومحجوب شريف الذي ظلّ وفياً للتحدي الذي قاله منذ زمن: وعنّك بعيد أبيت الرحيل) . الجميع يتأهب للمغادرة . وكثيرون هم الذين حلّوا في بلدان لم تكن في يوم من الأيام في وارد أمنيات أي سوداني عاقل ، كتشاد وبنين وموريتانيا؟

    قوس:

    (من الطرائف التي يتفوّه بها الطريق ، طرفة تدّعي أن أمريكا اعتنقت الإسلام عن بكرة أبيها وفكّرت في محو ذنوبها السابقة مع السودان ، فقررت بناء مسجد كبيييييير يستوعب مليون مصلي في العاصمة .. وتم بناء المسجد الذي فرض الإنقاذيين التذاكر المدفوعة بالدولار للصلاة فيه .. وبعد فترة وجيزة ، ارتدّت أمريكا كلها عن الإسلام ، وحصل أن اشتبكت مع السودان -لأي سبب- فأمهلته خمسة أيام فقط تحمل بعدها المسجد -كما هو- إلى واشنطن .. وفي اليوم المحدد لنقل المسجد الأمريكي ، تفاجأ عمال النقل الأمميون بأن السودانيين بكامل قبائلهم وطوائفهم وأعراقهم -والكفيف شايل الكسيح- قابعون داخل المسجد وفي صحنه الخارجي .. ووجدوا جماعة الإنقاذ قد احتلوا المنبر والمئذنة ليكونوا أول الواصلين إلى جنة الوعد العصرية!) ...

    ***

    لستُ ضد السفر ولا ضد الرحيل . ففي السفر آلاف الفوائد . صحيح أنني لم أتحسس صحة الجغرافيا تحت وقع خطواتي بعيداً عن السودان . لكنني استعمل خيالي ببراعة تدربت عليها، في كل ما يتناهى إلى سمعي وقراءاتي وبصري (بعد مجيء التلفزيون والستالايت) لأدرك أن روما مديونة حتى النخاع لمايكل أنجلو ، وأن نيويورك تذهب كلها إلى المسرح لتشاهد عظمة شكسبير ، وأن سمفونية غروب الآلهة لريتشارد فاغنر هي أكثر ما تمنى الفرنسيون سلبه من ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية .. لست ضد السفر .. لكنني ضد الغياب الذي أراه يتمدد في مفاصل بعض الراحلين الذين باتوا بعيدين حدّ التلاشي ..أولئك الذين عاد بعضهم محمولاً على نعشٍ في طائرة البضائع.

    فما ضرّ أن ترحلوا يا إشراقة .. ما دمتم تنصقلون بالتجربة وتنجزون الشهادات الكبيرة التي يحتاجها سودان الغد؟

    وما ضرّ أن تتألموا .. ما دام ألمكم هو إلى حين .. وأنه الضريبة المدفوعة من أجل النماء الذي سيتحقق على أياديكم وأذواقكم ومفاهيمكم التي صارت خبيرة وحاذقة ؟

    أما الضرر ، كل الضرر .. فهو ألا تعودوا !

    والضرر ، كل الضرر .. هو ألا تجدوا ، إنْ عدتم ، ملمحاً واحداً من تلك الذكريات (كنوزكم المحمولة جوا) .. في واقع الحال السوداني بعد كل هذا الغياب الطويل !

    وأخشى أن هذا هو الحاصل . نعم . هو كذلك بالضبط !

    ***

    الآن ، كوستي كلها -أو ما تبقى منها- في الشارع العام .

    مجلس المحافظة ممتلئ بالمتقدمين بالمعاملات الوهمية . بنات جامعة الإمام المهدي (التي كانت مدرسة القوز الثانوية بنين قبل الإنقاذ) يتسكعن بين دكاكين الاتصالات وطبالي "قدِّر ظروفك" . وهذه الأخيرة ، إنْ كنتِ لم تسمعي بها من قبل ، محلات لبيع الإكسسوارات والعطور وألوان المكياج بحسب ظروف المشترية .. تقف الواحدة مننا بشموخ غريب أمام المحل وتنده صاحبه مادةً له خمسمائة جنيه : لو سمحتا يا ابن العم ، عايزة أضرب مناكير برتغالي .. وديانا بالباقي بالله !! . بعض الشباب يخرج حاملاً فرشاة أسنانه معه ويدلف لدكان الحلة : صباح الخير يا عم عبد الغني .. أدينا نتسوّك بالله وسجّل على الحساب !!

    صار الشارع هو الحياة .. الحياة العامة والخاصة . تخرجين من البيت قاصدة العمل أو الكلية فتتسوكين من الشارع .. وتتعطرين وتتمكيجين وترتبين شعرك من الشارع وفيه . الفطور هناك . الشاي والقهوة وسماع الأغاني الركيكة . لقد مضى زمن الوفرة والحس الندي .

    وفي تلك الأثناء .. تشعرين أن للأرض احتقانا في المفاصل ، بسبب ما تحتمله من خبط شديد السخونة يقوم به أولاد الدفاع الشعبي والخدمة الإلزامية اليافعين بملابسهم الدمّور المغبشة .. هاهم يرفعون عقيرتهم بـ"جلالات" الهوس ذات الجمل غير المألوفة:

    "طلعنا فوووق في الجبل

    سمعنا صوت جون قرنق

    يا حمااااده

    السكّنوك دار فور

    جبل أوليا

    جبل الرسول يا حماااااده

    السكّنوك دار فور"

    و ..

    "يومنا ما جا

    شهيد ، سلاح

    صبيان صبيان فزّيتو

    السونكي رِكِب بى بيتو"

    ودفارات نقل المقبوض عليهم لأداء الخدمة الإلزامية تجوب الشوارع وتزرع الرعب في قلوب الكبار قبل الصغار . وتلعب مع الشباب واليافعين لعبة القط والفأر .



    هكذا يبدأ صباحنا عادياً في مراوغته التي حفظناها عن ظهر وجع . الكساد يصبغ كل شيء . حتى الابتسامة كسدت . صرنا نتعامل مع الابتسامة كشيء ثمين لا يجب تبديده والتفريط فيه كصدقة . تكدست الابتسامات في داخلنا حتى انتهت مدة صلاحيتها فتعفنت من قلة الاستعمال .

    النيل الأبيض .. الذي كان ذات يومٍ أمَّنا وأبانا : ممدّد جنازة . انقطع نَفَس البابورات في محاولتها التنقيب عن الماء فيه . عربات الموية التي تجرها الحمير تكاد تصل مشارف طيبة والجزيرة أبا للظفر بماء يمكن شربه . الخضروات هزيلة وضامرة و.. مختلفة .. نطبخ البامية فنتذوق فيها طعم الكوسة ولا ندري لماذا؟ ..

    المستشفى .. مستشفى كوستي الكبير ، صار مادة لفكاهة الشعراء الحلمنتيش في رابطة الأصدقاء الأدبية:

    "قلنا ، أخير نلغي المستشفى

    المورود نسقيهو محايه

    والأسنان دي علاجا السفّه" .. الخ

    التمرجية هناك حجزوا مقاعد الأطباء الذين ركبوا الموج إلى الخليج بفيز الرعاة . لا تستغربي عندما تجدين الخالة حلوم الداية أصبحت رئيسة قسم الولادة في المستشفى المهيب !

    السوق الكبير تضاءل وخفت صوت الباعة فيه حتى تحول همسا . هو غير مأهول ببشر أو بضائع ، ولهذا تحسين أن شوارعه صارت واسعة للغاية . تتذكرين ، قطعاً ، الأمسيات في سوق كوستي .. كانت فترينات الصياغ تتلألأ بأضواء النيون المنعكسة على الذهب المنسوج بحذق ماهر .. النساء بكامل زينتهن يتجولن بين الدكاكين الشامخة ، ينتقين الطلبات ويفتحن شنط اليد لدفع الفاتورة . كان ذلك قبل أربع عشر سنة ( أم لعلها أربعة عشر قرناً !) . اليوم ، لا وجود لتلك الفترينات .. ولا لتلك النسوة المتأنقات . كسدت التجارة فغادر أولاد تبيدي المدينة بأكملها واستقروا في سوق أم درمان . عمر منولي صار سمساراً في سوق الحبوب بعد ما كان صائغا ملء السمع والشوف .. راجي ، القبطي ، تحول بعد كساد الذهب إلى تاجر عملة فتوقف بعد شنق بعض عائلته ثم .. هاجر إلى أستراليا .

    لا تتوقعي أن تشاهدي الهنديات وهن يعطرن أمسيات السوق بمماشيهن وملابس السواريه . لن تشاهديهن جنباً إلى جنب الزنداويات والشايقيات وبنات جعل في تلك اللوحة الوطنية السليمة المكتملة . ولا تتوقعي أحداً بعد الخامسة مساء في سوق كوستي . وحده صديق محمد أحمد يفتح مكتبته "دار الفكر" إلى حدود صلاة العشاء .. المكتبة خالية من الكتب الجيدة .. وممتلئة بدفاتر الإدارات وأقلام التلوين والمحابر . هو يبقى متواجداً لشيء وحيد: أن يغيب عن البيت أطول فترة ممكنة حتى يتحاشى النقار مع زوجته النقاقة .

    كئيب جداً ملمح الليل في كوستي . وكئيب جداً نهارها وموحش . الملل حوّل النساء إلى مدخنات شيشة محترفات . والرجال ، إنْ وُجدوا ، نصفهم نائم من فرط التعب ومطاردة اللقمة نهاراً .. ونصفهم الآخر يبحث عن فرح البلح المخادع المخبأ في قوارير الزغاوية وعاشة جون ومنحنيات أحياء الرديف والقشارات والدريسة ومربع أربعة وخمسين ..

    الفنانون . الفنانون العابثون المتدافعون للغناء بالمجان أو بوجبة عشاء دسمة .. خرّبوا الذوق العام وصار غناؤهم هرطقة . جيل جديد من الشباب الذي أفسده الإنصات إلى المدائح المموسقة ، ركب الموجة واستعبط أصحاب الأفراح . ما يهم ، الناس تريد أن تفرح ولو بالتزوير . هكذا يقولون . الفرقة تتألف من خمسة أو أكثر من المنشدين وعازف واحد على الأورغ وآخر على الإيقاع ما لم يعتمدوا على الإيقاع الكهربائي في الأورغ . يتمايلون بجسد واحد وينشدون "لايوق الأغاني" الذي استنكره ذات يوم عاطف خيري ، فيما أهل الفرح وأبناء وبنات السبيل يبرطعون كالممسوسين في تلك الرقصة التي باتت شهيرة : "رقصة القرد"!!

    الكساد حلّ بالموسيقيين أيضاً . لا مكان للأوركسترا في زمن الغناء المزوّر . عازفو الكمنجات والجيتارات والساكسفون صاروا متعطلين أو غادروا إلى الخارج أو إلى الخرطوم . نادي الفنانين تحول إلى مربط لبهائم السلخانة القريبة في مربع ستة وعشرين . نادي التنس ، على حاله ، تجمعٌ لأصحاب الحظوة والجاه على قلتهم . نادي الخريجين يضع يده على خده ويحركها ليهش ذباب المربعات الجديدة التي أغرقته في التسطيح الفكري والنغمي . أما أندية الرياضة فكما تركتيها سابقاً : دومينو وكوتشينة و .. صعلكة .

    هل تسمحين لي بزيارة السوق الصغير معكِ ؟ سوق أزهري يا صديقتي ورفيقة هواجسي .

    من زمان وأنا أقول بأن هذا السوق هو مجمع البضائع المتخصصة .. ومجمع الأعراق المختلفة لكن المتجانسة . إنه سوق اللحوم والأسماك ، ومنها الفسيخ طبعاً ، والكجيك والكول وجراد نيالا و .. وكل ما تشتهيه النفس من مأدبة . وهو سوق المقاهي ذات البنابر والأبخرة . سوق الأواني المتخصصة أيضا .. حلل القيزان وسرامس الشاي . إنه ، باختصار ، سوق للنسوان . لكنه لم يكن في يوم من الأيام حكراً عليهن . في هذا السوق بدأ كثير من الغزل العفيف بين عشاق صغار . اللقاء يكون يوم الجمعة الذي هو يوم العطلة ويوم التبضع بامتياز . يتبادل العشاق الصغار فيه نظرات الحب الأولى وابتساماته المعطونة في الخجل . وهو سوق الأحجبة ورمي الودع والنميمة وقراءة الفاتحة على المسجيين على مرمى حجر في مقابر ود أم جبو

    هكذا عرفنا السوق الصغير وهكذا كان ، وأكثر . لكنه الآن محاصر بالفراغ بعد ما حلّ الكساد بكل شيء . وبعد أن تمددت المقابر التي ضاقت بضيوفها المتكاثرين . وبعد ما استطالت بنايات حوله .. كئيبة الرونق .

    أوووه . لم أحدثكِ عن المدارس يا إشراقة . أكثرها تحوّل إلى مربط للمدفعية ، كمدرسة التيجاني بنين ، وبعضها تهالك . بعضها صمد وترقّى وصار جامعة وكليات. لكن العزوف عن التعلّم أصاب الكثيرين ، لأسباب اقتصادية وأحياناً بتشجيع من الأهل أنفسهم. كثيرات من صديقاتي ممن أحرزن نتائج باهرة في امتحانات الشهادة تحولن إلى عاملات سنترال أو نادلات في كافيتريات السوق العربي .. أو تزوجن بعضاً من قطط الخليج " المرطبين " . وحده منظر طلبة الابتدائي يمزق القلب . وقتهم يتوزع بين الدراسة الشحيحة وبين العمل . يشتغلون كعمال بناء لتشييد منازل المغتربين ذات الطوابق .. أو يمتطون عربات الماء التي تجرها الحمير الجربانة ويفرقون ماء الشرب والغسيل على منازل الفقراء .. ومنازلهم .

    المعلمون بلا هيبة . العوز حوّلهم إلى كائنات متنكرة لمهنة الأنبياء . يلزمون الطلاب الصغار على دفع "المعلوم" قبل أن تبدأ الحصة الصباحية التي حوّلوها بقدرة قادر إلى درس مسائي . اللي ما يدفع يطلع بره !!

    أحياء المرابيع والنصر والأندلس والزهور وبعض المربعات الجديدة تعيش في وضع اقتصادي فيه شيء من البحبوحة . لذلك لا تشعرين بتذمرهم . وأحياناً لا تشعرين حتى بوجودهم . الطبقية سمة أساسية في زمن كوستي مع الإنقاذ .



    ومع هذا يا إشراقة . مع كل هذه الآلام يتعايش الجميع بانتظار النهاية الغامضة . النهاية التي لا أفق يبشر بحدوثها ولا عرّافة تشجّعت وكذبت علينا بقدومها . لقد تغيّرت أنماط كثيرة في المجتمع ــ وبالمناسبة هذا الكلام عن كوستي يمكن أن ينسحب على مجمل المدن ــ . الدولة التي رفعت راية الدين وبشّرت بإكمال مكارم الأخلاق تسببت ، من حيث تدري أو لا تدري ، في إرباك تديننا وموت تقاليدنا . طفتْ تصرفات عجيبة لم تحصل في السودان حتى عندما كان علمانياً ونصف ملحد .تستغربين حدوثها في زمن يقال إن الحكم فيه هو شرع الله !! المزاج العكر هو الغالب حتى في الدردشة وكلام الحب . الحب ؟ يا إلهي . صعب الكلام عن الحب وفق هذه الأجواء التي كسدت فيها العواطف . صديقاتي يستغربن استطاعتي أن أصمد كل هذا الوقت في حب رجل واحد : "وكمان منتظراه يا غبيانة" يقلن لي .

    أعذريني يا إشراقة على كل هذا الذي قلته في هذا الحيز .. وصدقي أنني أحببتك جدا. أحببت صراحتك الجريئة البليغة . وكنت أريد أن أكتب كلاماً خصوصياً لكِ .. لكني لا أدري كيف انجرفتُ إلى العموميات ! المهم .. هناك عدد كبير من اليافعين الذين سألتيني عنهم ، ما يزالون تلاميذاً نجباء للمعلم محمود درويش .. إنهم يرفعون -ويلتزمون كذلك- لافتته الرهيبة التي هي:

    ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا

    أنا معهم ، كذلك .. أحب الحياة إذا ما استطعت إليها سبيلا . وأحب كوستي التي هي بالنسبة لي: قصيدة الغياب المستحيل . إنها القصيدة التي تستيقظُ وتنامُ وتموتُ وتحيا ولا تنتهي .. ولا تنتهي معها كوستي !

    ميرفت نصر الدين ـ كوستي



    نقلا عن سودانايل








                  

01-08-2003, 07:47 PM

منوت
<aمنوت
تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إقرأوا ميرفت وكوستى وقصيدة الغياب المستحيل (Re: Ishraga Mustafa)

    العزيزه إشراقه

    أزهلني و بهرني هذا الاجتراح الحميم ، و هذه الكلمات التي تمشي على دروب زمان كان لكوستي فيه القدح المعلى إشراقاً و إبهارا ، فلم تكن كوستي مدينة يغيب عنها الألق طوال المواسم ، و لكنها أضحت - أهم - ضحايا الزمن الفضيحة .. و ما عادت (ترب النصارى) سوى قبر لأحلام ود أم جبو


    واصلي التراسل مع ميرفت ، فنحن نتماسك بتداعياتكما ، و جميل أن تكون الذاكرة زاداً لاجراحات حميمة




    منوت العاشق لكوستي
                  

01-08-2003, 08:48 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إقرأوا ميرفت وكوستى وقصيدة الغياب المستحيل (Re: منوت)

    إشراقة

    آه لكم أبكاني هذا التداعي الذي ينعي مدينة كانت وزمن رحل،
    ميرفت ساقتني إلى التسكع في شوارع هذه المدينة من الصرايات مرورا بالكنيسة وأمام المستشفى ومحلات البان جديد، في زمن كان التصالح يجعل الشارع يحتضن المسجد الكبير والكنيسة ومرورا بميدان الحرية، الكبانية وبنك السودان لأقطع القضيب وآخد شارع الدويم إلى بابا سامي أتناول أحلى باسطة ونتعشى عند عمنا الزين

    أرجو ألا تقولي لي أن كل هذا أصبح أثر بعد عين

    وآه إشراقة
    آخر مرة زرت هذه المدينة التي كانت في يوم 27 رمضان لأبكي فيها الشهيد الرائد عبدالرحمن نقدالله، حيث نعق طائر الشؤم بهذا الخبر وأنا برفقة صديقي زكي منصور في تاني يوم لوصولي


    وأعلن الآن أنني عرفتك أيتها الإشراقة


    والتحايا لأيوب مصطفى

    (عدل بواسطة nadus2000 on 01-08-2003, 08:50 PM)

                  

01-08-2003, 11:32 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إقرأوا ميرفت وكوستى وقصيدة الغياب المستحيل (Re: nadus2000)

    شكرا يامنوت على هذه المداخلة الحميمة والتشجيع لينا بالاستمرار فى الكتابه، كلامك حفزنى اواصل فى مشروع كتابة كبير، شكرا ليك يا صديق وخلى كوستى جواك دائما مفرهدة



    يا نادوس
    كلامك صحى فينى الذكريات المانائمة، وجعتنى وانت تذكر اسماء الشوارع الحميمه والناس الحميمين، ذكى منصور
    ميسره محمد صالح
    ادريس تبيدى
    ابراهيم فتح الرحمن
    الرشيد على عمر
    آمال عبدالرحمن
    نوال حسن الشيخ
    احمد حسن
    حواء حماد
    نوال ابو ادريس وعقدها الفريد
    نجاة وبنات الفرع الفريدات
    ويادروبنا الجميلة
    وياتاريخنا الجريح
    يا نادوس
    يا حلم


    اشراقه
                  

01-09-2003, 10:39 AM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إقرأوا ميرفت وكوستى وقصيدة الغياب المستحيل (Re: Ishraga Mustafa)

    شكرا أشراقة

    ياحليلك يا كوستي القوز
    البقيتي جامعة،
    وخليتي ناس
    عم الطيب بدون هوية

    ميرفت أخذتنا في سياحة
    مؤلمة وحزينة و جميلة
    في تلك المدينة الساحرة التي تعلمنا
    منها الكثير ,اعطيناها القليل
                  

01-10-2003, 10:32 AM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إقرأوا ميرفت وكوستى وقصيدة الغياب المستحيل (Re: Ishraga Mustafa)

    WHO IS THIS MERVAT YA ISHRAGA?

    WHY DOES SHE WRITE SO BEAUTIFULLY? SO PAINFULLY?

    HOW OLD IS SHE? 1000 YEARS?

    OR IS SHE AGELESS?

    OR MAY BE HER AGE IS THE SUM OF OUR AGONIES AND DISAPPOINTMENTS?

    OR WHAT?

    RESPECT TO HER FERTILITY.
                  

01-15-2003, 05:39 PM

azza

تاريخ التسجيل: 12-16-2002
مجموع المشاركات: 606

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إقرأوا ميرفت وكوستى وقصيدة الغياب المستحيل (Re: Ishraga Mustafa)


    لم تخذلينا و نصك رائع كما عودتينا
    Quote: ومحجوب شريف الذي ظلّ وفياً للتحدي الذي قاله منذ زمن: وعنّك بعيد أبيت الرحيل)

    كيف يغادر الوطن الوطن
                  

01-18-2003, 05:13 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أيها المشردون في منافي الغياب: لا تعودوا .. فالحق أن الوطن لم يعد هناك (Re: azza)

    إشراقة
    وآه من البكاء المر، ويا لطعم الدموع حين يبكيك من تحب سواء كان الوطن أو إشراقة، وهاهي دوائر ما ألقته ميرفت وإشراقة تنداح، فتسيل الأقلام دمعا، والوطن يبكي دما
    وكوستي الرمز مشدوهة، حد الغياب


    =======================================================================


    نحو ميرفت والسمندل:
    أيها المشردون في منافي الغياب: لا تعودوا .. فالحق أن الوطن لم يعد هناك ...
    الوليد محمد الأمين

    [email protected]



    مدخل أول:
    آية الهارب في الارض أقداره أسوار .... (عاطف)

    مدخل ثان:
    "أنك لا تدخل المدن , ولكنك تغوص في أعماق ذاتك بحثا عن صور المدن في خيالك" (الطيب صالح) .

    إلي السمندل (نزار عثمان, الي عبد العال السيد وعبد الله جعفر , الي اسامه الخواض ومحمد محمد خير ( هل تذكرانني ؟) , الي اشراقه عثمان والي ميرفت نصر الدين: رفقاء غياب ورحيل , وحاملي قلوباً وهنتها صنعة الشعر , وأفسدتها يد الترجمة – علي قول عاطف .
    أيها الاصدقاء , ويا للاسف , ان هذا الوطن الذي تتحدثون عنه يا اخوتي قد قد من دبر .
    وماذا تستطيع الكتابة . بل وماذا بيد الشعراء أصلا. وهل كانت الكتابة غير الملاذ الاخير من ضجيج الكلام ؟
    سلام عليكم في منافي البعاد المنتقاة غصب الروح , سلام عليكم , سلام يمزق نياط القلوب التي تحملون , أعني القلوب الخائنة التي ما انفكت عند الرذاذ تخادعكم بان رائحة الدعاش أكثر جمالا , وعند سقوط الجليد تنكأ فيكم جروح الحنين الي كتاحة وغبار ,
    ويا بت بيوت الهجعه كيف
    وغبار شوارعك ماشي وين
    زقاق يفتش في زقاق
    كتمه وضلمه
    وانعتاق ..... (عاطف خيري)
    ثم ها انتم أولاء تتساءلون وتبحثون عن بلاد اضطررتم للخروج منها غصب العين فاذا هي تتمدد فيكم ملء الروح وملء السمع وملء البصر .
    أيها الاصدقاء: لقد استحال الوطن طيفا بصريا وحلما لن يعود . ويا ميرفت نصر الدين يا آخر العاشقات الصابرات , انا ايضا سأشارك اشراقه واقطف وردة حمراء من اجلك والسمندل , لكن ذلك لن يفيد: إذ ستخبرك الوردة الحمراء بما لا تودين سماعه عن تواريخ الذبول , او أنها ربما تراك كما وردة محمود درويش:
    وتري الناس
    كما يري الناس الزهور
    بلا حكايه
    واذ ان الواحد منا لا يدخل المدن بذاتها علي رأي الطيب الصالح , بل يبحث عن صورته المتخيلة لها , فان السودان الذي في ضمائركم ليس السودان الذي نحياه نحن هنا . نحن الذين نزداد قبحا وعنصرية كل صباح ويدفننا غبار الذكريات اكثر مع كل شروق شمس لا نعيش هذا السودان الذي تتحدثون عنه وتكتبون , لسبب بسيط أيها الاصدقاء : انه لم يعد موجودا الا في منامات الحالمين.
    عصر الثلاثاء الرابع من اكتوبر المنصرم (أكتوبر الاخضر – أليس كذلك ؟) كنت – أنا الموقع أدناه– مارا قرب مسجد الخرطوم الكبير , تذكرونه دون شك , حسنا : لقد تمت صيانته واقيمت فيه دورات مياه مسبقة الدفع , اي هناك متحصل للجباية , الشاهد أنني كنت مارا وتصادف ان كانت هناك حمله على الباعه بتلك المنطقة , نالني ما نالني من الضرب علي أيدي العساكر . هكذا . هل أطلت عليكم ؟ حسنا ,ابحثي عن مثل ذلك في فيينا التي تشكين قسوتها يا اشراقه مصطفي وفي كندا التي تتضجر منها يا محمد , ابحثوا عن مثل ذلك يا اصدقائي في كل منافي الدنيا , اعني ان تكون معرضا لمثل ذلك كل لحظة . حسنا , اليوم التالي تقدمت بشكوي لشرطة الولاية , وكعادة المثقفين كنت حالما بما يكفي , لقد كتبت لهم: الموضوع: اعتداء علي مواطن . بقية القصة والمساسقة لا داعي لها . خلاصة الامر أنني لم أصل لشىء . قال لي احد العساكر: يا زول دا موضوع عادي , انت ما عندك شغله ولا شنو ؟
    سيدتي سلمي لي علي فيينا وعلي ليالي الانس في فيينا, ليالينا هنا لا تسألي عنها,
    ليالي بعد الظاعنين
    شكول
    طوال
    وليل العاشقين طويل
    يبن لي البدر الذي لا اريده
    ويخفين بدرا ما اليه وصول .....
    بالمناسبه , هل تقطع الكهرباء عندكم في فيينا ؟ لا تزا ل تفعل ذلك عندنا , بل انها صارت بالدفع المقدم , الناس هنا يسمون ذلك الكرت بالجمره الخبيثه , لا تزال بالناس اذن روح الفكاهة والتندر. انما هم يفعلون ذلك كي يتمكنوا من قضاء ساعات ايام موتهم البطيء المؤكد. فلماذا اذن لا تطلب الحاجه فاطمه بائعة الكسره حق اللجوء لدي ال UN بالقاهره !
    وصباح الخير يا عامل التنظيف . أنا وليد يا اسامه الخواض – أنا يوسف يا أبي – يا اسامه الخواض يا ايها المشاء . اين انتهت بك المنافي يا تري ؟ يا لقلوب الشعراء . الخرطوم لم تعد هي الخرطوم يا اسامه , شارع القصر لا يزال موجودا وحديقة القرشي وشارع النيل ولكن الخرطوم لم تعد هي الخرطوم يا اسامه . عن أحوالنا نحن , فقد كبرنا .ولقد كبرت الحاجه زينب والدة عمر وعلي ابو راس حتي انها اصبحت تصدق التلفزيون في هذا الزمان , تقول لي ان هؤلاء الناس الدينين – تعني المتدينين- لا يكذبون . يا لجدتي المسكينه. هل تذكرتني الان يا اسامه ؟ اجل , ذلك الطفل الذي اسعدته الايام بمعرفتكم ايام كنتم "المغنين المطاليق "علي قول القدال , ولكنكم أشقيتموني بعدها بجرثومة الثقافة وحب هذا البلد , فانظروا ما جنت اياديكم . ثم او لست انت القائل ذات قصيدة :
    أنا لست رامبو كي أرى وطني سرابا ولكني أنا المشّاء أحمل وردتي الخرطوم من منفى ًالى مبغىً, وأصرخ: انها الخرطومُ, تركض في مسامي, وانتصاري, وانكساري ؟
    فتحمل اذن. أقول ان الاشياء تغيرت ايها المشاء , لا تحاول العودة , اذ لن تجد البلاد التي تظن ولا الناس الذين تحن . لقد سافر عمر ابو راس الي السعوديه وسامي سالم الي القاهره ومامون العجيمي الي الامارات ومحمد محمد خيرهناك في كندا يسب بردها ويغازل الخرطوم – يبدو أنه نسي ايامه فيها , وعادل القصاص وعبد الله بولا لا ادري اين انتهت بهم المنافي . وذهب خطاب حسن احمد الي كندا هو الاخر , اما المقداد وتماضر شيخ الدين فهما الان بالولايات المتحده , قرات قبل فترة لقاء لها بالايام وقيل انها كانت هنا , لم تجد المدينة التي ارادت فصارت ترد كل شيء الي : من زمني الخاين . وسمعت ان آسيا ربيع في لندن , قبل ذلك مات الجميل العميري. لم يبق غير الخال علي ابو راس والقدال محمد طه .
    لقد افسدتكم جرثومة الترحال ايها الاصدقاء حتي انكم لن تجدوا الوطن مرة اخري , ونحن الباقون هنا افسدتنا جرثومة الضجر حتي اننا صرنا لا نحس الوطن .
    لم تعد هناك "ايام مفتوحه" يا اشراقه مصطفي , كل اليام مغلقة علي حزننا المقيم ,
    فالحزن لا يتخير الدمع
    ثيابا
    كي يسمي في القواميس
    بكاء ..... (الصادق الرضي)
    ولا شيء مفتوحا سوي جرحنا الابدي مفتوح علي صديد الشارع المجروح بالدبابة والنشيد الملتبس . والعشاق الجدد تلهمهم افلام شامي كابور ودهرمندرا وروايات "زهور" واشياء اخري كثيره ومفيده – علي لغة اهل الدلالات , رغم ذلك يا ميرفت ساشارك اشراقه واقطف وردة حمراء من اجلك والسمندل , اقله لاجل هذا اليقين الجميل لديك تجاه الوطن . يا صديقتي العزيزة: فلنواجه الحقيقة: ان هذا الوطن في طريقه الي الزوال , والحقيقة انه قد زا ل فعلا بوصفه التخيلي , ما علي الارض ليس سوي قطعة ارض قسمتها يد الجغرافيا , ماذا سوف يفيدنا ذلك بينما , عطبره لم تعد موئلا للمصادفات ا لجميله مثلما قال الولد الجميل عاطف خيري . آخر من ظننته سيهاجر هو عاطف خيري , اخبرني اسامه عباس انه قد وصل وحط رحاله اخيرا باستراليا . فتاملي , اظنه خاف من الدود:
    تعابتك علي رغبة
    في الرحيل
    فانظري
    الي دود
    يقود العتاب
    احترسي من الدود يا ميرفت وابداي حزم الحقا ئب . اما الايام المعلبه والايام المغسولة بالبرد والمطر التي يتحدث عنها عبد العال السيد فلا تخافيها , هي بالقطع أكثر رحمة من الايام التي استانستها حتي انك لا تشعرين . لا تصدقي ان ما نمارسه هنا هو الحياة , فلتدفني ذلك التفاؤل البليد في مقبرة الذكريات , لا تصدقي غير اتجاه القلب , كذبي حتي اتجاه البوصله , واستمعي لنزيف خالد حسن بشير وصدقيه وتابعيه :
    فلنرحل الان بعيدا
    عن بلاد الطين عن
    هذي المهازل
    فلنرحل الان بعيدا
    عن بلاد لا توفر
    للمساء قصيدة ابدا
    ولا ترعي سنابل
    يا لخيباتنا المقيمة ويا لبؤس مآلاتنا ...
    فلنرحل الان
    ولندعها تحترق
    عال وسافل
    تحياتي الي منافيكم وزنزاناتكم الجميلة , منافيكم ا لتي تتزين بالبهارج والنيون ولكنها تحاصركم بالحنين وبالعطاش الي المحبة , المحبة التي تظنون انها لا تزال بانتظاركم . ايها الموبوءون بالاقامة في منافي البهاء: لقد ماتت المحبة, لم تعد المحبة التي تعرفون , لم تعد
    والمحبة تعرق
    علي مهلها
    فوق طلح حنون ...... ( عاطف)
    في احدي قري القضارف , هناك قرب اثيوبيا , في ضواحي الدنيا , وكنا برحلة عمل – سأل احد الاصدقاء احد مسني تلك المنطقة عن عرق المحبة: يا ولدي عرق المحبه يا هو جيبك دا . أجاب الرجل .
    ايها الساخطون على حال منافيكم , لا تصدقوا هذا الحنين حين يدخلكم من شرفة القلب ثم ينسرب فيكم كما حمي الملاريا : بطيئا بطيئا , او صدقوه , ولكن لا تطاوعوه , فانتم و يا للاسف , لن تستطيعوا اعادة الحياة لتلك الذكريات , ذلك انك لا تعبر النهر مرتين , فالمياه التي عبرتها بالمرة الاولي ابدا لن تعود , النهر باق ولكن المياه لن تعود . اما نحن , فاتركونا لوجعنا المقيم , لاحزاننا , لزحام المدينة و ازدحام القلب بالهم , اتركونا لحالنا الي حين ترضي بنا المنافي فنرفدكم بالحكايات وبالذكريات ا لجديدة عن بلاد وعن وطن كان لنا , عن حنين سيج القلب وعصافير حطت في ما تبقي لنا من دم , اتركونا لعصافير عثمان البشري تفعل بنا ما تشاء:
    سيجتني الطيور الخفية يا عائشة
    كنت اقصد ان الطيور استباحت
    نسيج دمي
    ولست املك صبحا لها
    كي تعلق في حبله صوتها
    حين تدخلني هذه الغربة الشارده .....
    سلام عليكم في منافيكم يا اصدقائي الذين لم ارهم ولم اسمع بهم غير عبر فضاء الانترنت , ياله من زمان ويا لها من عولمة , سلام عليك يا ميرفت وانت تعانين وجعا اعرفه ويعرفني , سلام عليك يانزار يا مسكين , لا فرق الان بين الوطن البيت والوطن الشتيت , سلام عليكم وشكرا جميلا للتكنولوجيا , أجل , سلام عليكم في منافيكم ايها السودانيون اينما كنتم , في بلاد النفط حيث ينكرون عليكم عروبتكم المدعاة وينادونكم بالعبيد , او في بلاد الفيزا كارد تحملون هم تربية الاولاد وتخافون عليهم ثقافة ا ل Boy-Girl friend , سلام عليكم في قبوركم المزينة بالورود وبالبنفسج , والي حين ترضي بنا المنافي , نحن الباقون هنا, قابعين في وجع كبير يسمي الوطن , اقول لكم , سلام عليكم , وتصبحون علي وطن!

    نقلا عن سودانايل
                  

05-02-2003, 08:21 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيها المشردون في منافي الغياب: لا تعودوا .. فالحق أن الوطن لم يعد هناك (Re: أبنوسة)

    WHO IS THIS MERVAT YA ISHRAGA?

    WHY DOES SHE WRITE SO BEAUTIFULLY? SO PAINFULLY?

    HOW OLD IS SHE? 1000 YEARS?

    OR IS SHE AGELESS?

    OR MAY BE HER AGE IS THE SUM OF OUR AGONIES AND DISAPPOINTMENTS?

    OR WHAT?

    RESPECT TO HER FERTILITY

    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,



    و من ميرفت هذى يا اشراقة؟

    لماذا تكتب بكل هذا البهاء؟ و بكل هذا الالم الفصيح؟

    كم تبلغ من العمر؟

    ألف عام؟
    أم أنّ لا عمر لها؟

    أم أنّ عمرها مجموع أحزاننا و خيبات آمالنا؟

    أم ماذا؟

    فيها أحترم خصوبة الوطن و طمى القصيدة

    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


    ملحوظة

    أين ميرفت؟
    لقد سمعنا انها متوعكة، نتمنى ان يواليها ربنا بالعافية و ان تعود قلمآ سليطآ و لديحآ و بس،
    ــــــــــ
                  

05-02-2003, 08:29 PM

maia

تاريخ التسجيل: 03-05-2002
مجموع المشاركات: 2613

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إقرأوا ميرفت وكوستى وقصيدة الغياب المستحيل (Re: Ishraga Mustafa)

    اشراقة يا ام واصل ومرافيء
    اين انت عزيزتي ؟
    ولا املك سوى ان اقول لك : بتذكرك وكتين اشوف لارنجة تتحدى الرياح
    لك خالص الود
                  

05-02-2003, 08:43 PM

Ahmed satoor


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إقرأوا ميرفت وكوستى وقصيدة الغياب المستحيل (Re: maia)

    العزيزة إشراقا

    لكى التحية على هذا ويمكن (هذه ) التناغم الجميل مع الكلمة والسرد، يس عليكى الله ما تنسى عطبرة واللى كانت قلعة وإنقلبت لى ركام ،
                  

05-02-2003, 09:31 PM

maia

تاريخ التسجيل: 03-05-2002
مجموع المشاركات: 2613

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إقرأوا ميرفت وكوستى وقصيدة الغياب المستحيل (Re: Ishraga Mustafa)

    عزيزتي اشراقة
    كلنا يتحدث عن وطن جميل توجد فقط ملامحه فينا ونحمله كذكريات ومعاني نسير بها في الحياة ، ولكن ما يوجد الان على ارض الوطن هو بقايا لما الفناه وعرفناه وتربينا عليه
    اختلفت الوجوه ، وغابت معاني الحميمية ، غاب ذلك الشيء الذي يجعلك تحسين بالامان في وطنك
    واصبحنا نرى وجوها تراقب وتحمل مسمى النظام العام ( لا اعلم ان كانت موجودة ام لأ) لتجعلنا نسال انفسنا الم يكن لدينا نظام في سيرنا في الشوارع في ذلك الزمن الجميل؟
    اختفت يا اشراقة الكثير والكثير من الملامح والثوابت
    علينا الان ان نحافظ على ما عرفناه ونشانا عليه حتى لا نضيع ونصبح ايضا ملامح بعيدة
    سلمتي
                  

05-02-2003, 09:48 PM

Ahmed satoor


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إقرأوا ميرفت وكوستى وقصيدة الغياب المستحيل (Re: maia)

    العزيزة إشراقا

    مرات بحس إنو فى علاقة حميمية جدا بينك وبين العزيزة مايا ، وزى بتتفقو فى آراكم شديد ،وكمان زى فى معرفة شديدة ،الحكاية شنو يا إشراقا ومايا؟ وانا ما مختلف فى التجانس الفكرى بيناتكم ،بس مجرد سوأل.
                  

05-02-2003, 10:01 PM

maia

تاريخ التسجيل: 03-05-2002
مجموع المشاركات: 2613

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إقرأوا ميرفت وكوستى وقصيدة الغياب المستحيل (Re: Ahmed satoor)

    العزيز احمد ساطور

    فعلا احس بان هناك شيء ما وجداني يربطني باشراقة مصطفى التي لا اعرفها الا من خلال كتاباتها وحقيقي ما في معرفة مسبقة الا بالكلمات المكتوبة
    لكن دايما بحس ان اشراقة انسان من نوع خاص
    تسلم با ابو علاء
    وتسلم اشراقة
                  

05-03-2003, 08:02 PM

خضر حسين

تاريخ التسجيل: 03-31-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إقرأوا ميرفت وكوستى وقصيدة الغياب المستحيل (Re: Ishraga Mustafa)

    .
                  

05-03-2003, 10:13 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إقرأوا ميرفت وكوستى وقصيدة الغياب المستحيل (Re: خضر حسين)

    مايا
    ذات الشعور
    بعرفك ذى عرفة مصارينى لوجع الاحلام لمن تستعصى
    بعرفك
    وبيننا كثير من الاناشيد التى تود ان نتنغامها ويتنغمها معنا احمد ساطور

    مع محبتى

    ام واصل ومرافىء
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de