الماغوط الذي لا يمشي بين رصفين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 10:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-04-2003, 07:49 PM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الماغوط الذي لا يمشي بين رصفين

    الأحد 25 شوال 1423هـ 29 ديسمبر 2002 -العدد 151


    الماغوط الذي لا يمشي بين رصفين











    لم تكن شعرية محمد الماغوط امتدادا لشعرية احد، وعلى الرغم من انها اثرت في تجارب كثيرين اتوا بعده وحاولوا ان يقتفوا اثره، إلا انه ظل حالة شعرية خاصة تحمل علامات تفردها، وهويتها النابعة من خصوصية التجربة التي عاشها والرؤية التي رسمت فضاءه، والذات الشاعرة التي صاغت لغتها من عذاباتها وحزنها اليومي، واحلامها المغتالة بين ملايين الجدران، وتحت سقف الحياة الواطيء.


    من هنا فقد شكل صدور منتخبات من قصائده في كتاب في جريدة تحت عنوان «حطاب الاشجار العالية» مناسبة للاحتفال بشعرية الماغوط، فأصدرت مؤسسة تشرين كتاب «نسر الدموع» الذي تضمن قراءات في تجربة الشاعر قام بتحريرها خليل صويلح وبعد فترة وجيزة اصدرت دار البلد للنشر كتاباً آخر بعنوان «اغتصاب كان وأخواتها» وضم عدداً من الحوارات السابقة التي كان الماغوط قد اجراها، وقام بتحرير الحوارات


    وتصنيفها خليل صويلح ايضا، مما يوفر للقاريء والباحث معاً فرصة التعرف على جوانب تجربة الماغوط المختلفة، والى آرائه ومواقفه التي يبدو ان الماغوط لم يفارقها ولم يتخل عنها في مسيرته الشعرية كما يلاحظ ذلك من خلال اجاباته التي يقدمها في حواراته المختلفة.


    ينقسم الكتاب الاول الى قسمين اثنين يتضمن الاول اكثر من عشر مقالات نقدية لمجموعة من النقاد والشعراء العرب، في حين يشتمل القسم الثاني على مجموعة من الشهادات لأدباء وشعراء سوريين وعرب ايضا وتمثل الدراسة التي قدمتها الشاعرة السورية الراحلة سنية صالح زوجة الشاعر والتي كانت قد كتبتها كمقدمة لاعمال الشاعر الكاملة التي صدرت في منتصف السبعينيات اهم دراسة مكثفة تصف خصوصية الماغوط كشاعر وانسان وكتجربة قاسية عاشها ظل يناضل فيها من اجل وجود بديل اكثر كرامة وحرية وعدالة.


    ولذلك ظل حليفاً للقضايا الخاسرة في واقع لا يحتمل احلامه وطموحه المؤجل والمخذول.


    لقد شكل تفرد الماغوط في ريادته لقصيدة النثر موضوعاً مهماً للنقاد الدكتور صلاح فضل الذي يدرس الرهان الشعري للنثر ممثلاً بتجربة الماغوط الشعرية التي يحلل عناصرها الهيكلية، في حين ان خيري منصور يركز على دراسة الصورة الشعرية التي هي وسيلة التعبير الاساسية في شعر الماغوط الذي يؤكد محمد جمال باروت في دراسته انه اعطى الاعتيادية افقاً شعرياً لم يكن لها من قبل.


    ويذهب الشاعر سيف الرحبي في قراءته لتجربة الماغوط الى ان جدية مزاجه الشعري جعلته غير قابل للاندراج ضمن مشروع شعري جماعي، ويرى الناقد خلدون الشمعة ان الشاعر كان رومانتيكيا بمنظار واقعي، اما الشاعر الناقد حاتم الصكر فيركز على موضوع الاندفاع الفطري في مغامرته الشعرية والذي منحه تميزه.


    الاديب زكريا تامر صديق الشاعر منذ البداية يصف الماغوط بعد تجربة اكثر من نصف قرن بأنه خبر في هذه التجربة ما على القمة وما في الهاوية، حيث تغدو الحياة مع فقدان الحرية هي الوجه الثاني للموت.


    أو هي التي يشرّفها ما تجرع الشاعر من آلام الشعر كما يقول الشاعر نزيه أبو عفش، او التي نكتشف معها قوة الصدمة وعمق الدلالات التي احدثتها نصوص الماغوط وفق ما يقوله الشاعر قاسم حداد.


    في الكتاب الثاني يتحدث خليل صويلح في مقدمته عن علاقته بالماغوط وكيفية حصوله على ارشيف الشاعر الذي قدمه له من اجل اعادة جمع ونشر هذه الحوارات في كتاب خاص، قام المحرر بفرزها وتجميعها وتصنيفها في سبعة ابواب تغطي مسيرة تجربة الماغوط منذ البدايات وحتى الوقت الراهن، وقد خصص الباب الاول الذي حمل عنوان «مسقط الرأس» الحوارات التي تتحدث عن ولادة الشاعر في الثلاثينيات من القرن الماضي في قرية تقع على حدود الصحراء تسمى السلمية التي كانت ذات يوم معقل القرامطة والمتنبي والتي اثرت كثيراً في تشكيل وعيه الاول وذاكرته الشعرية التي ظل مشدوداً اليها بروحه المقطوعة، وحنينه الحزين الموحش في مدن الوحل والبرد والغربة.


    ويذكر الماغوط في حواراته ان أول صورة يتذكرها في طفولته هي صورة السماء الشاحبة والسحب والرمال وهو في الخامسة من عمره يتشبث بحضن امه التي يصفها بأنها كانت شاعرية في طبعها وتحب الزهور والتي منحته الحس الساخر والصدق والسذاجة.


    وتتحدث حوارات الجزء الثاني عن مرحلة دخوله سجن المزة العسكري في مرحلة الخمسينيات بسبب انتمائه للحزب السوري القومي وبحسه الساخر يتحدث الماغوط عن اسباب انتمائه الى هذا الحزب فيقول «وفي طريقي للانتساب الى احدهما «البعث والقومي السوري» اتضح ان احدهما بعيد عن الحارة ولا يوجد في مقره مدفأة ولانني كنت متجمد الاطراف من البرد اخترت الثاني دون تردد» ص 37. ومما يذكر ان الماغوط دخل السجن في مرحلة مبكرة من عمره اذ كان عمره آنذاك 19 عاماً.


    وبنفس اللغة الساخرة يتحدث الماغوط عن علاقته بمجلة شعر اللبنانية والحداثة في الشعر، لكنه يعترف ان المجلة كانت الخيمة التي آوته والمنبر الصغير الذي ساهم في ايصال صوته الى الآخرين بصدق ودون اي مكر سياسي، كما يقدم آراءه في عدد من شعراء مجلة شعر كأدونيس ويوسف الخال وانسي الحاج بالاضافة الى عدد من الشعراء العرب المعروفين كبدر شاكر السياب والبياتي والقباني ويتضح صدق وجرأة الماغوط في تقديم آرائه فيهم بإيجاز وتحديد واضحين.


    الفصل الرابع يتناول تجربة هروبه وتخفيه في احد البيوت الواطئة والصغيرة في حي قديم من احياء دمشق المعروفة، هو حي عين كرش، حيث استوحى من هذه التجربة المريرة والقاسية كتابة عمله المسرحي العصفور الاحدب في عام 1963، والتي كتبها كما يقول في اقل من عشرة ايام، وقد كانت في الاصل مشروع قصيدة، لكنه فيما بعد حولها الى مسرحية.


    ويتحدث الماغوط في هذه الحوارات عن علاقته بزوجته سنية صالح التي يؤكد انها كانت بالنسبة اليه بمثابة ام وحب ومرض، وكان رأيها فيما يكتب هو الاساس، كما يتحدث عن المرأة التي يرى انها المكان الوحيد الذي يجعل من الجهات الاربع جهة واحدة لا يمكن تحديدها، وحول عزلته التي يعيشها منذ زمن يعلن الماغوط انه لا يحب ان يقابل احداً فهو يحب الوحدة والصمت وهو انسان سوداوي وليس له اصدقاء جدد والكتابة هي عالمه الذي يضيع عندما يحاول ان يخرجه منه.


    ان شاعر التسكع والارصفة والتبغ قد أدمن منذ ثلاثين سنة على الاستيقاظ فجراً والذهاب سيراً على القدمين الى مقهى شعبي يدعي «مقهى أبو شفيق» وهناك يقرأ الصحف ويكتب، حيث كتب هناك مسرحياته الاخيرة ضيعة تشرين وغربة وكاسك يا وطن وشقائق النعمان، وسيناريوهات افلام الحدود والتقرير والمسافر،


    وحتى بعض قصائده فنهر بردى الذي تلاشى هو مرآته التي كان يرى فيها نفسه، فهو يشبه الشاعر الصامت العجوز وخلال مسيره الذي يبلغ 5 كيلومترات يضع الماغوط في اذنيه سماعتي الوطن ولا يتكلم مع احد في الطريق، كما لا يجلس مع احد في المقهى الذي بقيت ذكراه في ذاكرة الكثيرين كما هو الحال بالنسبة لنهر بردى الذي كان يمنح المكان جمالية وايقاعاً خاصين.


    وعن المدن التي عرفها دمشق وبيروت وباريس يتحدث الماغوط بصدق وشاعرية تفيض بالمودة والحب عن دمشق التي احبها لانها استطاعت ان تسكنه في حين كانت بيروت اكثر من ام احتضنته لكنه بعد ان تغيرت المدينة وفقدت معالمها التي الفها واحبها، ظل يحن الى وجهها القديم..


    وفي الفصل الاخير صورة جانبية في خمسين مرآة هناك فلاشات سريعة وكثيرة حول آراء الماغوط المكثفة جداً في قضايا انسانية وفي نفسه وفي الواقع والحياة والصدق والمدرسة والحب، وكما تميز شعر الماغوط بـ «كوميدياه السوداء» كذلك تميزت اجاباته التي لا تخلو من سخرية لاذعة وجريئة فالماغوط يذهب في اقواله الى الموضوع مباشرة ومن دون مقدمات ولذلك تكون آراؤه حرة وجريئة وصادقة، كما هو شعره الذي كان بيتاً بلا سقف كما يصفه في اجاباته.


    مفيد نجم









                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de