|
رواية سودانية جديرة بالقراءة
|
الجدران القاسية
شد مايكره الجدران منذ أن كان صغيرا وكل من حوله يتستغرب لنفوره البين من البقاء داخل الحجرات والغرف. كان يعشق الهواء الطلق حتي في أكثر الاوقات بردا لذا فقد نشأت بينه وبين الجوش أو الساحة الخلفية للمنزل ألفة نمت وترعرعت منذ أن كان صغيرا.
هكذا بدأت ملكة الفاضل عمر الرواية بعبارات أنيقة غير متكلفة تنم عن قدرة روائية عالية، يدهشك أسلوبها المباشر والسلس وقدرتها علي الوصف الدقيق لشخوص الرواية وربطها المتقن لكل أطرافها، الرواية تأتي أهميتها السياسية من خلال شخصيتها الاساسية صلاح الذي تعرض للاعتقال والتعذيب في سجون النظام الحالي، وصفها دقيق لعملبة التعذيب الذي يتذكره الجميع من خلال التقاريرالرسمية للمنظمات حقوق الانسان، في هذه الرواية ياتيك كما هو بكل شخوصه الحقيقية التي تمارسه، أجمل مافي الرواية في تقديري قدرة ملكة علي البحث في الجانب الانساني في أشخاص مثل (جمعة) حارس الزنازيين، و(الطيب) ضابط الامن. الرواية في 204 صفحة حكت فيها ملكة قصة مليئة بالتراجدي والحب والفرح والاحلام والقسوة وتعقد شخصية الانسان السوداني المعاصر، فهي فعلا رواية جديرة بالقراءة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|