كنت حريصا جدا على ان استمع وباهتمام للمؤتمر الصحفي للطب العدلي بولاية الخرطوم والذي عقد صباح اليوم ونقل على تلفزيون السودان القومي * كان واضحا جدا ان المؤتمر الصحفي قصد به تسليط الضوء على مقتل الشهيد د.بابكر عبدالحميد (الف رحمة ونور على روحه الطاهرة ) فقد تاكد ذلك من خلال السؤال الذي قدمه شاب يدعى علاء الدين يوسف حسب ماعرف به نفسه عن موقع سودان نت الاخباري(وهو موقع صراحة لم اسمع به ) وكان واضحا اهتمام الجهات الرسمية على اعلى مستوى بمقتل الشهيد دكتور بابكر (فقد تطرق لمقتله الرئيس بخطابه امام الحشد الصوفي بالكريدة) وهذا الاهتمام باستشهاده دون غيره من الشهداء(لهم الرحمة والمغفرة جميعا) اثار حيرتي فجميع الشهداء سودانيين متساوين في الحقوق الا ان تصريح حازم سليمان (القيادي بالحزب الحاكم) بقناة الحدث بان جد الشهيد القيادي الاسلامي محمد عبدالحليم ازال تلك الدهشة
تحدث دكتور محجوب بابكر اخصائي الطب الشرعي وذكر النقاط التالية : - ان اصابة الشهيد حدثت من الخلف - الاصابة من مسافة بعيدة باعتبار عدم وجود اثر للحشار بجسد الشهيد - دخول جزء من الطلقة الى الرئة ادى الى تهتكها مسببا نزيف غير مرتجع افضى الى الوفاة - وجود اجسام معدنية (شبه دائرية) ١/٢ × ١/٢ سم _ فتحت دخول الطلقة جرح صغير حوالي ١/٢ × ١/٢ سم مما يؤكد انها ليست طلقة انشطارية - من خلال تباعد اجزاء الطلقة ١٦ سم تم الاستنتاج ان الاصابة تمت من مسافة من ٤ الى ١٠ امتار اضاف دكتور طارق عساكر اخصائي الطب الجنائي الاتي : الطلقة من سلاح املس الماسورة ماحلزوني ، يعني خرطوش . هذه اهم نقاط اوضحها د محجوب ود طارق عساكر (اخصائيا الطب الشرعي) ليؤكدا ان الشهيد د. بابكر اصيب ببندقية خرطوش ومن مسافة قريبة.
وبكل صراحة وبما لدي من خبرة في العمل الجنائي (كذلك ومن خلال تلقي دورة في الاسلحة والمقزوفات اشرف عليها خبراء فرنسيين ) ااكد بان ماتم التوصل اليه بان الشهيد د. بابكر قتل ببندقية خرطوش استنتاج غير سليم وذلك للاتي :- اولا: بشكل عام البندقية الخرطوش هي سلاح ناري أملس الماسورة Smoothbore يستخدم الطاقة الناتجة من إنفجار شحنة من البارود لإطلاق عدد من المقذوفات الكروية الصغيرة و تبدأ هذة المقاذيف في الإنتشار في شكل مخروطي بعد خروجها من فوهة السلاح.
ثانيا : ما الذي يميز بنادق الخرطوش عن بنادق الرصاص؟ بنادق الرصاص تطلق مقذوفا واحد يحمل كل الطاقة الحركية للشحنة بينما تطلق بنادق الخرطوش عددا من المقذوفات الأصغر حجما مما يعطي فرصة أفضل للرامي لإصابة الهدف.وإمكانية إصابة أهداف متحركة نتيجة إنتشار المقذوفات مما يمكن الرامي من التصويب قرب الهدف عوضا عن التصويب المباشر على الهدف في حالة بنادق الرصاص. والتنوع الكبير في كمية البارود بطلقة الخرطوش و عدد و حجم المقذوفات بالطلقة يجعل من بندقية الخرطوش الانسب في إستخدامات الصيد من حيث تنوع الطرائد و إمكانية التحكم في المدى المؤثر و مساحة الإنتشار للمقذوفات. وبنادق الخرطوش المدى المؤثر بها قصير مقارنة ببنادق الرصاص نسبة لفقدان المقذوفات لطاقتها الحركية بسرعة نتيجة خفة الوزن مقارنة بمقذوفات بنادق الرصاص حيث لا يذيد المدى المؤثر للخرطوش عن عشرون قدم. ثالثا: في حالة إطلاق الخرطوش من مسافة متر يدخل كل الرش من فتحة مركزية واحدة، أما إذا كان الإطلاق من مسافة مترين فيتسبب في عمل فتحة مركزية وينتشر حولها رش مساحته 4 سم حيث ان طلقات الخرطوش تسير في اتجاه واحد مع بعضها حتى مسافة متر واحد ومن بعدها "تنتشر"، وكلما زادت المسافة بين المجني عليه والجاني كلما كان الانتشار على اتساع أكبر في جسد المجني عليه. أما انه في حالة إطلاق الخرطوش من مسافة ثلاثة أمتار فيكوّن فتحة مركزية وينتشر بحجم تسعة سنتيمترات من كل جانب، أما بعد مسافة الثلاثة أمتار تختفي الفتحة المركزية، وتكون الطلقات عبارة عن رش منتشر في جسد المجني عليه . اخيرا : ولكل ماقدمناه من شرح يتضح باستحالة فرضية السلاح الخرطوش في حالة الشهيد د. بابكر فقد اكد د.محجوب(اخصائي الطب الشرعي ) بان فتحة دخول الرصاصة كانت عبارة عن فتحة واحدة ناتجة عن تهتك في الانسجة (جرح) في شكل دائري لا يتعدى ال١/٢× ١/٢ سنتيمتر . وبما انه حدد مسافة الاطلاق من ٤ الى ١٠ امتار كان من المفترض ان تكون هنالك مجموعة من الفتحات بجسد الشهيد بحجم انتشار الطلقات او على اسواء تقدير فتحة لا تقل عن عشر سنتميترات بجسد الشهيد .
مقدم شرطة (م) عوض كرنديس
كنت حريصا جدا على ان استمع وباهتمام للمؤتمر الصحفي للطب العدلي بولاية الخرطوم والذي عقد صباح اليوم ونقل على تلفزيون
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Abdulhaleem Osman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست