أحيي شباب السودان العملاق على ثورته المنتصرة بإذن الله. وأقول لهم إنكم بهبتكم هذه نقلتم شعبكم نقلة معنوية هائلة. نقلتموه من قاع الإحباط واليأس والتشاؤم إلى آفاق التطلع والأمل والتفاؤل. "فشدوا الضراع" فقد أوشكت ثورتكم أن تؤتي أكلها.. إن مسيرة الغد ١٧ يناير متوقع أن تكون الأكبر حجما حتى الآن. ولكن يجب أن يكون هدفنا هو خروج الشعب بأكمله إلى الشوارع. يجب أن نرفع شعار أن الثورة فرض عين على كل فرد قادر، غير معذور. يجب أن يخرج كل قادر على الخروج من رجال ونساء وكبار وصغار. لابد من خروج الأسر بأكملها حتى ولو ظلوا وقوفا أمام أبواب منازلهم وهم يشيرون بشارة النصر أو يضربون على الدفوف والأواني والجرادل والصفائح. عندما يحدث هذا، أي عندما يخرج الشعب ويغمر الشوارع سيسقط النظام برمته، وليس الحكومة وحسب. بالطبع نعرف الفرق بين اسقاط الحكومة واسقاط النظام. إسقاط الحكومة سهل جدا، وهو أقرب السيناريوهات المحتملة. هو أمر يقوم به النظام نفسه إما عن طريق انقلاب القصر، أو عن طريق انقلاب الجيش والأمن. انقلاب القصر هو ترتيب يقوم به الحزب الحاكم يتخلص فيه من البشير وبعض بطانته بينما يستمر النظام كما هو بكل فشله وفساده وجرائمه. أما انقلاب الجيش والأمن فيمكن أن تقوم به الدولة العميقة التي يسيطر عليها الإسلاميون عموما. وهذا الأخير قد يحدث تغييرا أكبر من انقلاب القصر ولكنه سوف يضمن استمرارية فكر وأيدلوجيا الأخوان المسلمين. وهذا أمر بطبيعة الحال مرفوض، ولو حدث ونجح، لا قدر الله، فسوف يعني هزيمة الثورة. لذلك لابد أن نرفع شعار أن ثورتنا "سوف لن ترضى من الغنيمة بالإياب". ولكي ما نتفادى مثل هذه السيناريوهات لابد من خروج الشعب للشوارع. أي خروج كل قادر وقادرة. لا يبقى منكم أحد في بيته وإلا فقد خان الثورة وأهدر فرصة التغيير الجذري التي جاءت بعد مخاض عسير
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة