إن فى يد هذه السلطة، كما فى يد شعبها، من الإمكانات، ومن المقومات، ما يجعل بلدنا رائدا فى مجال الثورة الجديدة التى نحتاجها نحن، كما يحتاجها العالم، حاجة حياة أو موت.. إن أولى الخطوات، التى تقتضى الثورية إتخاذها، إنما هى أن تزيل هذا التفاوت المريع، والمذل، بين الحد الأعلى، وبين الحد الأدنى، للمرتبات، سواء أكان ذلك فى القطاع العام، أم فى القطاع الخاص.. فهو تفاوت يبلغ نحو سبعين ضعفا بالنسبة للقطاع العام، أما فى القطاع الخاص فنسبته أعلى من ذلك بكثير.. أضف الى ذلك، نشوء طبقة من الرأسماليين الذين قفزت دخولهم الى حدود جعلت منهم طبقة تنقطع الصلة بينها، وبين عامة الناس، وتتسم تصرفات أفرادها فى الأموال بالإستهتار، وبالسفه، الذى يضر بأخلاقيات، وتقاليد، وقيم هذا الشعب، أبلغ الضرر، مما لا يمكن السكوت عليه، ولا التساهل معه، وإنما يجب أن يواجه بالمعالجة الثورية التى تضع له حدّا واضحا وحاسما.. إن التفاوت فى الدخول الذى يخلق وسط الشعب الطبقات التى تتسع الشقة بينها، ويتعالى بعضها حتى يستنكف من أن يزوّج أولاده وبناته للطبقات الأخرى – هذا التفاوت يجب أن يبدأ فورا العمل لإزالته، ومحو آثاره!!
من كتاب الأخوان الجمهوريون
ساووا السودانيين فى الفقر الى أن يتساووا فى الغنى
الطبعة الثانية أغسطس 1979 رمضان 1399
01-15-2019, 01:12 PM
احمد حمودى
احمد حمودى
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 4364
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة