تاريخ دار مساليت الأبطال(معركة دروتي)...فيديو

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 01:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-01-2019, 09:02 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تاريخ دار مساليت الأبطال(معركة دروتي)...فيديو




















                  

01-01-2019, 09:03 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ دار مساليت الأبطال(معركة دروتي)...في� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

01-01-2019, 09:06 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ دار مساليت الأبطال(معركة دروتي)...في� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    في إحياء مئوية معركة دروتي ... بقلم: د. عبدالوهاب الأفندي
    (1)

    يقود الباحث والناشط البريطاني الأصل أليكس دوفال منذ فترة حملة من أجل إحياء الذكرى المئوية الأولى هذا العام لمعركتي قرندينق ودروتي في دارفور، ولكنه حتى الآن لم يجد من الدعم إلا بقدر ما وجد الخليفة عبدالله رحمه الله في أم دبيكرات.

    (2)

    يجادل أليكس بأن السودان هو البلد الوحيد في العالم الذي هزم أقوى امبراطوريتين أوروبيتين في ذورة الحقبة الاستعمارية، حيث أجلت قوات الحركة المهدية الاحتلال التركي- المصري المدعوم من قبل بريطانيا في عام 1885، بينما صدت قوات دارفورية بقيادة جنرالات المساليت المحاولات الفرنسية المتكررة لإلحاق دارفور بالامبراطورية الفرنسية.

    (3)

    معارك الثورة المهدية معروفة ومسجلة في التاريخ السوداني والعالمي ويتم الاحتفاء بها من حين لآخر. أما المعارك ضد الفرنسيين في دار مساليت فتكاد تكون غير معروفة لغالبية السودانيين، ناهيك عن غيرهم. اللهم إلا من قصيدة ملحمية عصماء في عام 1964 للشاعر المبدع، محمد مفتاح الفيتوري، خلد فيها ملحمة دروتي، وكانت من درر شعره.

    (4)

    وقعت أولى هذه المعارك في منطقة قرينديق في وادي كجا في يناير 1910، حيث تصدت قوات بقيادة الجنرال بحر الدين اندوكا للجيش الفرنسي الغازي الذي خسر المعركة، وفقد كل ضباطه الأوروبيين ومعظم جنود الحملة القادمين من السنغال ووداي. عاد الفرنسيون بقوة أكبر تصدت لها قوات المساليت ومن دعمهم من أهل دارفور في يوليو من نفس العام، فكانت النتيجة أيضاً خسارة فرنسية.

    (5)

    وقعت أكبر الملاحم في دروتي، قرب موقع الجنينة الحالي، في أكتوبر من ذلك العام، حيث التحمت قوات بقيادة السلطان تاج الدين اسماعيل مع قوات فرنسية في معركة غير متكافئة، قتل فيها السلطان بسيفه قائد القوة الغازية، كما قتل عشرات آخرين. ولكن المعركة انتهت أيضاً بمقتل السلطان وأربعين من أقاربه. وعمل الفرنسيون قتلاً وحرقاً في دار مساليت، إلا أن الثورة اشتعلت ضدهم ليس في دار مساليت فقط، بل في وداي أيضاً.

    (6)

    لم يأل الفرنسيون جهداً في محاولة التغطية على هزيمتهم باتباع النهج المعروف: فرق تسد، حيث قاموا بتأليب ممالك دارفور الصغيرة بعضها ضد بعض، بل بذر بذور الفرقة داخل الأسر الحاكمة في داخل هذه الممالك كذلك. وإذا كانت الهجمة الاستعمارية الفرنسية المباشر قد صدت وباءت بالفشل، فإن بذور الفرقة التي بذرت ما تزال تنتج ثمارها المرة.

    (7)

    أضم صوتي إلى صوت أليكس في ضرورة إقامة احتفال وطني يليق بجهاد أهلنا المساليت وسلاطينهم الأبرار، وعلى رأسهم السلطان تاج الدين الذي سعى للشهادة في معركة دروتي الشهيرة، ونرجو أن يكون قد نالها بحقها. (كثر هذه الأيام إطلاق ألقاب وأوصاف الشهادة على كل من قتل في معركة يرضى عنها الواصفون، ولكن الشهادة درجة لا يمنحها إلا الله تعالى، وكل ما سوى ذلك لا يعدو أن يكون إثماً وافتراءً عليه، نعوذ بالله من ذلك).

    (8)

    العبرة من تلك الوقائع المشهورة هي أن النصر يأتي من الصدق ووحدة الصف، بينما يأتي الخذلان من التفرق والاختلاف ("ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"). وعليه لا بد أن يكون الاحتفال بتلك الوقائع المشهودة احتفالاً يجسد الوحدة والتلاحم، في دارفور أولاً، وفي الوطن كله ثانياً. وذلك اتباعاً لسنة السلطان تاج الدين، عليه رحمة الله، حيث صلى بجنوده وخطب فيهم خطبة حماسية جعلتهم يحملون على العدو حملة رجل واحد، بدون خوف أو تردد.

    (9)

    ذكر الفيتوري في قصيدته المذكورة نصيحة أحد أنصار السلطان تاج الدين ممن توافدوا لدعمه من الممالك المجاورة في تجسيد لوحدة المسلمين. ولكن الرجل الذي كلف استطلاع قوات العدو جاء بنصيحة مثبطه، مفادها ألا قبل لجند دارفور بالفرنجة لما حملوه من أسلحة فتاكة، وأن الحكمة في التراجع.

    (10)

    كان رد السلطان تاج الدين أن قال للرجل: لولا أنك ضيف عندنا جئت مناصراً لقتلتك. وكلف به من يعيده من حيث أتى، ثم كانت الملحمة.

    Abdelwahab El-Affendi [[email protected]
                  

01-01-2019, 09:07 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ دار مساليت الأبطال(معركة دروتي)...في� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

01-01-2019, 09:09 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ دار مساليت الأبطال(معركة دروتي)...في� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    مقتل السلطان تاج الدين فى شعر الفيتورى/ شاكر عبدالرسول
    قد أتاح الحظ لمهيرة بنت الشيخ عبود بأن تصل صوتها إلى نافذة أي بيت سوداني. وهي الزغرودة التي تقول الروايات بانها أطلقتها عندما شقت الصفوف والهبت مشاعر المقاتلين السودانيين في معركة كرري .هذه الرواية احتلت حيزا كبيرا في تاريخ بلادنا ، ولعبت دورا مهما في تشكيل الوعي الجمعي لمجموعة مقدرة من المواطنيين في حقل محاربة الاستعمار . بالمقابل لم يتيح الحظ على الكثيرين من اهل السودان بان يعرفوا او يسمعوا شيئا عن ثلاث تكبيرات التي قيل بان السلطان تاج الدين اطلقها في معركة دروتي.لاسباب غير معروفة الجمت كتب التواريخ والتراجم السودانية الصمت ازاء تلك الاحداث ، وجاراهم في ذلك ايضا النظام الرسمي على اختلاف الأنظمة المتعاقبة. وفي خلف جدار الصمت غاب عن السودانيين فصل مهم من فصول تاريخهم ، وهو مقاومة اجدادهم للغزو الفرنسي في غرب وطنهم.
    لقد قدم ابناء الشريط الحدودي الغربي اثنين من قادتهم قربانا لهذا الوطن الكبير وهما: السلطان تاج الدين( المساليت) بلدة الجنينة والسلطان عبدالرحمن فرتي( الزغاوة )بلدة طينة. بقت تضحياتهم فقط في الوجدان الشعبي هناك تتناقله الاجيال جيلا تلو جيل . ومن حسن الحظ ان يتضامن الشاعر محمد الفيتوري مع هذا الوجدان الشعبي ويترك لنا في ديوانه (اذكريني يا افريقيا ) قصيدة بعنوان (مقتل السلطان تاج الدين) تعد بمثابة وثيقة ادبية وتاريخية مهمة، نستشف عبرها تفاصيل واحداث معركة وادي دروتي . التي لولاها لما كان السودان الذي يعرف بعد الاستقلال بأرض المليون ميل مربع كما قراناه او شاهدناه في الخرائط.لو تمكن الغزو الفرنسي وقتذاك بأن يتقدم إلى الأمام ربما اليوم كاتب المقال نفسه يخاطب القارئ السوداني باللغة الفرنسية مثل أي شخص ينتمي إلى افريقيا الفرنكوفونية.
    الفيتوري صاحب القصيدة بلا ادنى شك وهو شاعر مشهور ، ونحن هنا لسنا بصدد تعريفه او تقديمه للقارئ . كل ما يهمنا هنا و يلزمنا أن نشر اليه انه عاش جزءا مهما من حياته في دار المساليت .وفي تلك الديار قرات له جدته الكف ، وتنبأت له بمستقبل ، يمكننا ان نصفه بصاعد لا تخلو من العواصف. ففي حاضرة دار المساليت الجنينة أمسكت العجوز بيد الفتى ونظرت اليها بتمعن، ثم نظرت إلى السماء ,ثم نطقت بعبارات وجمل فهم منها الفيتوري ( إن اسمك سينتشر, ولست أدري أستكون حاكما أم رجل دين أم شيئا اخرا, وسيكون لك أعداء كثر, لكن لن ينالوا منك شيئا ) .فسيرته الذاتية أصبحت نسخة كربونية من تلك النبوءة. فكانت حياته كلها عبارة عن سلسلة من الخصومات مع الانظمة العربية ومناكفات ومجادلات مع كتاب ونقاد من العرب فهذا بالطبع مجال اخر .
    وقصة قراءة جدته للكف يؤكد لنا بانه اخذ غذاءه الفكري المبكر من الموروث الشعبي المسلاتي ، عن طريق الاحاجي او القصص او الاغاني الشعبية التي كانت تحكيها له جدته .وظهر هذا التاثير جليا في شعره خصوصا قصيدته مقتل تاج الدين.
    ويبدو أنه كان معجبا بالسلطان تاج الدين وتضحياته ، فمن اجل هذا سمى نجله الاكبر بتاج الدين متيمنا بهذا البطل المسلاتي الكبير .واهم من ذلك خلد اسمه في ديوانه إلى جانب قادة كبار غنى لهم الفيتوري من أمثال المجاهد عمر المختار ولوممبا والقائد عبدالخالق محجوب وآخرين .لاعتبارات عديدة من بينها المذكورة أعلاه يمكننا أن نقول بإن قصيدته في مقتل السلطان تاج الدين تعتبر من اروع قصائده. وهي القصيدة التي عبرها نتتبع تفاصيل أحداث معركة وادي دروتي و نعتمد في ذلك ايضا على الروايات والقصص الشعبية القادمة من دار المساليت.

    في المقطع الاول من القصيدة ، يصور لنا الفيتوري الظروف المحيطة حول مسرح الأحداث مستخدما الرمز تارة ومستفيدا من المعتقدات المحلية تارة اخرى.
    الشفق الاحمر تعني , الدماء او امر جلل قد يقع ، ودوران الريح حول البيت دلالة على عدم الاستقرار او شيطان مدمر قادم إلى المنطقة .يقول الفيتوري:
    فوق الافق الغربي سحاب احمر لم يمطر……..
    والشمس هنالك مسجونة…….
    تتنزى شوقا منذ سنين…….
    والريح تدور كطاحونة……
    حول خيامك يا تاج الدين……
    ثم ينتقل بعد ذلك الى مدح السلطان تاج الدين مستخدما نفس الاوصاف القديمة التي
    استخدمها شعراء العرب .
    بيتك عالي الشرفات /نارك لا تخبو لا تسود / و جارك موفور العرض / يا فارس .
    وفي المقطع الثاني ,يطالعنا صورة السلطان وهو يقود الجيش بنفسه ويؤزره من خلفه شقيقه بحرالدين.
    كان السلطان يقود طلائعنا…….
    نحو الكفار…….
    وكان هنالك بحرالدين…….
    واشار الينا تاج الدين…….
    وينتهز السلطان هذه المناسبة التاريخية ، ويخطب في الجيش مقدما لهم رؤيته للحرب ونتائجها للطرفين معا ، وهي رؤية واقعية صادرة عن رجل
    عرك الحياة وجربها لايزدهيه فرح ولا تستخفه عاطفة.
    ومضى السلطان يقول لنا…….
    ولبحرالدين…….
    هذا زمن الشدة يا اخواني…… هذا زمن الاحزان ……..
    سيموت كثير منا…….
    وستشهد هذي الوديان…….
    حزنا لم تشهده من قبل ولا من بعد…….
    وفي المقطع الثالث ، ينقل لنا الشاعر جوانب من حوار طريف دار بين السلطان واحد ضيوفه. حيث طلب السلطان المشورة من الضيف فجاء رايه يميل الى الاستسلام أو إلى الواقعية بمقاييس اليوم .يبدو أن الضيف نفسه شخص غير عادي اي شخصية مؤثرة في قومه ومن خلال الإجابة يتضح بأنه قادما من الممالك المجاورة أي الممالك التي خاضت الحروب ضد الاستعمار .
    يا تاج الدين………
    الاعداء امامك.. فارجع…….
    لهب.. وقذائف حمر…….
    وخوذات تلمع…….
    والحربة مهما طالت…….
    لن تهزم مدفع…….
    لن تهزمهم يا تاج الدين…….
    بسلاح كزمانك مسكين…….
    وياتي رد السلطان مسرعا وقويا كالعاصفة ، معبرا عن دور القائد المؤمن الصادق فى مثل هذه المواقف.
    يا ويلك لو لم تك ضيفى ياعبدالله…….
    ما اقبح ما حركت به شفتيك……
    ما ابشع مامنيت به عينيك…….
    عار ما قلت…….
    وعار ان نستمع إليك. ……
    فاثن زمام جوادك…….
    وخذ الدرب الاخر…….
    يا بحرالدين اعده للدرب الاخر…..
    وتفاصيل هذا الحوار متداولة في ثنايا القصص الشعبية حيث تقول الروايات بان السلطان تاج الدين بعد ان صلى بالجيش ، جمع من حوله مجموعة من العلماء واستشارهم ،فجاء رد احدهم مخالفا عما كان يتوقعه.
    وفي المقطع الرابع ، يصور لنا جحافل الفرنسيين القادميين بمدافعهم وبنادقهم ويصفهم بالشياطين.
    ها هم قدموا يا تاج لدين…….
    فانشر دقات طبولك ملء الغاب..
    حاربهم بالظفر وبالناب…….
    طوبى للفارس……
    إن الحرب اليوم شرف …..
    إن الموت اليوم شرف. ….
    فاضرب .. اضرب .. يا تاج الدين
    اضرب .. اضرب .. اضرب
    وفي المقطع الخامس تبدا المعركة، ويبلي فيها السلطان ومن وراءه الابطال.
    بالسيف وبالحربة…….
    وبايمانك قاتلت………
    يا فارس تسحق اعداءك……
    باسم بلادك ناديت……
    لن يحجبني عن حبك شيء……
    انك ملء دماي وعيني……
    يا دار مساليت انا حيّ………
    وتعتبر المقطوعة السادسة من اهم المقاطع ،وسرد الفيتوري الشعري ، يكاد يتطابق مع الرواية الشعبية، وهذه الرواية ليست منحصرة في دار المساليت وحدها,بل تنتشر بشكل واسع في كل انحاء الاقليم،واحيانا تختلط احداثها مع الايام بالاساطير والقصص.
    تقول الرواية في يوم دروتي عندما اشتدت الحرب اوزارها، واستحر القتل في وسط الجنود ،وثب السلطان من حصانه ورمى نفسه في مركبة القائد الفرنسي،ووقع به في الارض ثم تصارعا وبعد ذلك سمع الناس ثلاث تكبيرات ،تبعتها ثلاث طعنات ،فوقع القائد الفرنسي الجنرال( مول) مصرعا. يقول الفيتوري في ذلك .
    وهجمت فاجفل قائدهم. ……
    وانشق ستار…….
    كان ستار رصاص……
    كان ستارا من نار…….
    فوق المدفع بالسيف مشيت……
    ولحقت بقائدهم فانهار…….
    القائد ذو الجبروت انهار
    ذو المركبة النارية والخوذات انهار……
    هذا الصدر العاري المنهار……
    من قبل لقائك زانته نياشين الاكبار…….
    لكنك يا فارس اَليت……
    ان لاتهب الكافر صفحك…….
    ان تسقي من دمه رمحك……
    ان تصلبهم عبر الفلوات….
    ان تجعل موتاهم مثلا……
    لزمان عبر زمان آت. ……
    اليوم على رغم من ان اغلبية الشباب السوداني يحفظ اسماء القادة من الغزاة من امثال كتشنر ودفتر دار وغردون وغيرهم للاسف انهم لم يعرفوا شيئا عن القائد الفرنسي الجنرال مول الذي قتل في الحدود الغربية. كما أنهم لم يسمعوا عن أسماء القادة الوطنيين الذين قاوموا الاستعمار في الحدود الغربية من امثال السلطان تاج الدين وعبدالرحمن فرتي وآخرين كثر .وأسوأ من ذلك في بعض الأماكن نجد أحفاد تلك الممالك في موقف يدافعون أنفسهم حتى انتمائهم للسودان أمام الآخرين. وهذا أسوأ مكان يمكن أن يضع فيه الإنسان نفسه وهو في داخل وطنه . فبعد سقوط قائدهم لازوا بالفرار، وبدا تاج الدين يطاردهم.
    صاروا بعد القائد…….
    قطعان غنم……..
    طاردهم بجنودك…….
    عبر الفلوات……..
    عبر( دروتي) عبر الاكمات……
    وفي المقطع الاخير،يعيدنا الفيتوري الى أجواء مقدمة القصيدة ،الشمس,المسجونة , الريح الحبلى، دوران الريح حول الخيام، اي كانه يريد ان ينبه السلطان بان الحرب لم تنته بعد.
    يا فارس خذ حذرك……….
    من طعنات طعينك………..
    يا فارس خذ حذرك……….
    ويبدو ان السلطان لم ياخذ بهذه النصيحة،فاستمر في ملاحقة الجنود الفرنسيين الهاربين الى ان وقع في كمين نصب له.
    ليتك لا تتحرك……….
    وتحرك تاج الدين……….
    وأتت بضع رصاصات……
    خجلات مضطربات………
    اقبلن من الظلمات…………
    فرأينا تاج الدين…………..
    يبدو كأن قد مات………….
    ففي اليوم التاسع من نوفمبر عام 1910 استشهد السلطان تاج الدين في معركة وادي دروتي شرق مدينة الجنينة وأستلم الراية من بعده شقيقه بحرالدين.
    وتساقط تاج الدين……….
    لم يقو الفارس ان يرجع……..
    لبكاء الشعب عليه……………
    فرصاصات خمس صدئات……
    تسكن في عينيه…………..
    لكن احدا لم ير رايته……..
    تسقط من كفيه………….
    لم تسقط الراية لان شقيقه بحرالدين خطفها ، وحارب الفرنسيين في مواقع عدة حتى هزمهم في معركة (عكري ) .وفي عهد بحرالدين تم ترسيم الحدود السودانية الحالية في الجانب الغربي، وانحسر النفوذ الفرنسي على مدينة (أدري ) التشادية. واليوم عندما يحدد السودانيون حدود بلادهم جغرافيا من كسلا الى الجنينة او الطينة ، يجب عليهم ان لا ينسوا بان البلدتين الاخيرتين ، قد تمت تثبيتهما في الخريطة بعد تضحيات كبيرة قدمها ابناء الشريط الحدودي.
    https://sudanjem.com/2018/07/%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%89-%D8%B4%D8%B9%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%AA%D9%88%D8%B1%D9%89/https://sudanjem.com/2018/07/%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A...A%D9%88%D8%B1%D9%89/
                  

01-01-2019, 09:10 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ دار مساليت الأبطال(معركة دروتي)...في� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    The Masalit Sultanate (2 – 2)
    ريجلاند ديفيز R. Davis
    ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
    تقديم: هذا هو الجزء الثاني والأخير من ترجمة وتلخيص لمقال عن المساليت نشر في العدد السابع من مجلة "السودان في رسائل ومدونات SNR" عام 1924م، بقلم ريجلاند ديفيز (1887 – 1971م).
    التحق ديفيز بخدمة حكومة السودان عام 1911م، وعمل في وظيفة باشمفتش في الجنينة بين عامي 1924 و1924م.
    وكنت قد ترجمت من قبل عددا من المقالات عن المساليت منها مقال بعنوان " حول التاريخ السياسي للمساليت "، وآخر عن حركة "أبو جميزة" بين عامي 1888 و1889م، ومقالين للمؤرخة الهولندية الأصل بروفيسورة ليدوين كابتجنز بعنوان “العقيدة المهدوية وإضفاء الشرعية على الثورة الشعبية في غرب السودان" و"ظهور دولة سودانيوية: دار مساليت بين عامي 1874م – 1905م"، من رسالتها لنيل الدكتوراه المقدمة لجامعة أمستردام عن تاريخ المساليت بين عامي 1870 و1930م.
    المترجم
    ***** ***** *****
    سلطنة محمد تاج الدين إسماعيل 1905 – 1911م
    استدعى السلطان تاج الدين أندوكا من أبشي لمقره في تمتمة، وأخبره بأنه قرر أن يتولى إدارة شؤون سلطنة المساليت بنفسه، ورعاية مصالح ابن أخيه الصغير. وقال له أيضا بأنه يعتقد بأن الله لم يبارك له في قراره السابق بالتخلي عن زعامة السلطنة. ولم يجد أندوكا بداً من الموافقة على رأي عمه.
    وفي تلك الأيام كان الفور ما زالوا يحتلون مناطق المساليت، حيث بقي محمود الديدنقاوى في كوقيرني، وأدم في كراك في وادي كاجا. وتم تنصيبهما كملكين على بعض مناطق وقرى المساليت التي رضي سكانها بالتبيعة لهما.
    وعند نهاية موسم الأمطار تحرك تاج الدين إلى الجنوب من تمتمة إلى قرناي (أرض أسلافه)، ومنها عبر مستري عائدا إلى قيلاني (جيلاني في بعض المصادر) في وادي اسنقا. وجمع الرجل في كل المناطق التي مر بها عددا مقدرا من الأتباع.
    وكان تاج الدين في أثناء رحلته تلك قد كتب للفور خطابا خادعا يخبرهم فيه بأنه ذاهب للفاشر للانضمام لوالده أبكر، وإنهم إن لم يسمحوا له بالوصول إليه فسوف يشق طريقه عنوةً للفاشر. وبالفعل ردوا عليه بأنهم لن يعترضوا طريقه، ولن يمسوه بسوء، وضربوا له موعدا يأتي فيه إلى موغريني.
    وانطلق تاج الدين في حملة لقتل أو اعتقال وسلب كل مسلاتي تعاون مع الفور أو قبل بالعمل معهم ملكاً تحت رايتهم. وازدادت مع مرور الأيام حُظْوَة ونفوذ وقوة تاج الدين في كل المناطق التي طاف بها.
    وبلغت أنباء تاج الدين مسامع محمود الديدنقاوى، فأطلق خلفه فرق استطلاع من فرسانه لتتعقب آثاره وتأتيه بأخباره. وقام المساليت من جانبهم بالتعامل الحاد والصارم مع تلك الفرق، وقالوا بأنهم أفلحوا في القبض على ثلاثين فارسا من رجالها وهم على ظهور خيولهم، واستولوا من إحدى الفرق على سبعة عشر بندقية.
    وفي سبتمبر من ذات العام رد الفور على ما قام به تاج الدين ضد فرق استطلاعهم فأرسل آدم علي (الذي كان مريضا) نائبه قمر الدين على رأس قوة كبيرة إلى قيلاني. غير أن رجال المساليت دحروهم مما أضطرهم للتراجع شرقا.
    ولما سمع السلطان علي دينار بهزيمة جنده في قيلاني، أفرغ جام غضبه في أسراه من قادة المساليت وقتلهم جميعا.
    وفي بدايات أيام شهر رمضان (في أكتوبر 1905م) آب قمر الدين إلى قيلاني بقوة أخرى، غير أنه لقي هزيمة أخرى، وقتل مع كثير من جنده في كاجا كيجي. وكانت تلك آخر محاولات علي دينار لإخضاع المساليت لحكمه.
    وألف المساليت أغنية في تراجع الفور عنهم تقول معاني كلماتها:
    عند القتال، رجال قصر السلطان ليسوا سوى جواميس
    اهجموا على الكفار! اجعلوا منهم أكوام لحم!
    الفاشر بعيدة جدا
    رددوا الشهادة!
    ووجه من صاغ الكلمات الأخيرة في تلك الأغنية للفور لتذكيرهم بأنهم سيقتلون حتما وهم في طريق انسحابهم من أرض المساليت للفاشر (البعيدة).
    ومع بداية موسم الأمطار في عام 1907م أرسل السلطان علي دينار شيخا كبيرا اسمه عبد النبي الحاج إبراهيم إلى دارجيل ليفاوض تاج الدين إنابة عنه. واستقبل تاج الدين موفد السلطان دينار خير استقبال، وبعث معه برجل من خاصته لعقد صلح مع سلطان الفور. غير أن أندوكا وبدوي لم يرضيا بمفاوضة قاتل والدهما، فخططا لإبعاد السلطان عن عمهما. وسمع تاج الدين بتدبيرهما فخدعهما بالقول بأنه يدعوهما للاشتراك في غزوة ضد وداي. وبذا أفلح في إخراجهما من دارجيل إلى معقله ومركز قوته في تادولانا بمسترى. وهنالك قبض عليهما رجاله وكبلوهما بالأغلال وألقوا بهما في السجن لثلاثة أشهر. وسجل أحد شعراء المساليت تلك الحادثة بالقول:
    "لدينا عداوة مع علي دينار".... هكذا قالا
    "لن نعقد سلاما معه"... هكذا قال ولدا قرجنق
    إلا أن تاج الدين سمع ما قالاه، ووضع الحديد في يدي أندوكا
    وهكذا انتهت الحرب بين المساليت والفور، غير أن عددا من الحروب الصغيرة (غير المعلنة) والمناوشات بينهما تواصلت بين حين وآخر، ولم تتوقف تماما إلا بعد وقت طويل.
    وفي تلك الأيام كان هناك قادم أسوأ إلى دار مساليت من جهة الغرب. ففي سبتمبر من عام 1909م قام الفرنسيون بقيادة آدم أصيل (وهو عضو ساخط من أعضاء العائلة الحاكمة في وداي ومتمرد عليها) بالزحف على ابشي، ففر سلطان وداي (دود مُرَّة) إلى دار السنوسيين أولا، ثم لجأ، كما سنرى، إلى دار مساليت، والذين لم تسبق لهم تجربة الدخول في حرب مع الأوربيين.
    (من أجل مزيد من التوضيح نقتطف هنا من مقال عن تاريخ المساليت بقلم الأستاذ عبد المنعم خليفة نشر في صحيفة "الصحافة" يوم 24 /9/2010م. المترجم):
    ***** *****
    "في الثاني من يونيو 1909م احتل الفرنسيون أبشي، مما جعل سلطان وداي (شرق تشاد) يفر إلى الشمال لتنظيم المقاومة المستقبلية، ونصب الفرنسيون آدم اصيل سلطاناً مكانه. وكان غزو الفرنسيين لسلطنة وداي تحقيقاً لسياسة سبق أن تم إقرارها في عام 1906م، والتي تخلت فرنسا بموجبها عن السياسة الدفاعية التي كانت تنتهجها نحو (وداي)؛ وتبنت بدلاً عنها سياسة هجومية، تمثلت في ممارسة الضغط بثبات في اتجاه الشرق. وكانت هناك عدة أسباب وراء هذا التغيير في السياسات، من بينها تعزيز سلطة فرنسا في المناطق الغربية لدارفور، خاصة وأن (الوداويين) كانوا كثيراً ما يخرقون استقرار الحدود. سبب آخر هو تخوف الفرنسيين من احتلال عثماني/ سنوسي مشترك لـ (وداي) من الشمال، أو احتلال اقتصادي لها وتحويل تجارتها للشمال (بواسطة العثمانيين)، أو للشرق (بواسطة البريطانيين. وبعد غزوهم لأبشي، نزع الفرنسيون سلاح السكان، ودعوا رعايا سلطنة (وداي) وفروعها للاستسلام. وفي الخامس من يونيو 1909م كتب آدم أصيل إلى سلاطين المناطق الحدودية معلناً نفسه السلطان الجديد لـ (وداي). وكان أول المتجاوبين مع رسائله سلطان دار تاما، وتبعه سلاطين دار سلا ودار قمر. أما السلطان تاج الدين والسلطان علي دينار - وإن كانا قد أرسلا تهنئة - إلا أن رسالتيهما اشتملتا على تحذير واضح لأصيل. بل كانت رسالة تاج الدين إعلانا مبطنا عن استقلال سلطنته. وقد أدرك أصيل تماماً ما عناه كل من علي دينار وتاج الدين. غير أن الفرنسيين لم يكونوا على نفس الدرجة من الإدراك، حيث أنهم واصلوا اندفاعهم نحو الشرق".
    **** ****
    وجاء دور دار مساليت بأسرع مما يظنون. ففي بداية عام 1910م قام الكابتن (النقيب) الفرنسي جين - جوزيف فايجنشو Jean-Joseph Figenshu بقيادة رَتَل من الجنود الفرنسيين ودخل أراضي دار مساليت وعسكر في جبل كانداري. فأرسل إليه تاج الدين رسولين من عنده ليستفسرا القائد الفرنسي إن كان قد جاء مسالما أم محاربا (أو كما قال: لوضع الحبل حول عنقه كما فعل مع سلاطين المنطقة الآخرين). لم يرد الضابط الفرنسي على سؤال تاج الدين، بل قام باعتقال رسوليه. وعلم تاج الدين بذلك من أشخاص آخرين بعث بهم إلى معسكر الفرنسيين ليتقصوا سبب تأخير وصول رد القائد الفرنسي.
    جمع تاج الدين جنده، في انتظار قدوم الفرنسيين عليهم تحت شجرة جميز ضخمة (يسميها المساليت كريندينق) بالجنينة، على الشاطئ الشرقي من وادي كاجا، وعند الطريق المؤدي إلى زالنجي. وأمر جنوده بعدم البدء بأي هجوم. ونأى تاج بنفسه عن القدوم لمركز تجمع جنوده كإجراء احترازي، حتى تتبين له نوايا القوة الفرنسية، واكتفى بإرسال أندوكا وقادة آخرين عند بلوغه للجنينة.
    ولما قدم النقيب الفرنسي على قوات المساليت سألهم عن أيهم السلطان، فأشاروا إلى أندوكا. فسألهم بعد ذلك عن الطريقة المعتادة لتحية السلطان عند المساليت. ولما أخبروه بها، ترجل عن حصانه وصفق بيديه برفق. ثم عرض على أندوكا أن يصافح يده، ولكن أندوكا سارع بسحب يده، وكان ذلك التصرف مما أثار امتعاض الضابط الفرنسي.
    قال أندوكا للقائد الفرنسي أن هنالك ثلاثة مخابئ (أو استراحات) في الوادي كانت مخصصة لاستخدام السلطان، وأنه يدعوه لرؤيتها، وأنه سيجلب له فيها بعض الأغنام ووسائل الترفيه إن رغب في احتلالها. وبينما كان أندوكا يتبادل ذلك الحديث مع الرجل الفرنسي، كان تاج الدين يراقب من تحت شجرة الجميز كل ما يحدث تحته في الوادي، وكان معه 200 إلى 300 من الفرسان، بينما اختبأ الكثير من جنود مشاته خلف أشجار الوادي.
    وقبل القائد الفرنسي بعرض أندوكا ومضى ليتفقد المخابئ الثلاثة، ولكنه لم يعجب بأي منها. وخرج من المخبأ الثالث ولسبب لا يفهمه راوي قصة تلك الأحداث، رمى الفرنسي فجأة بخوذته على الرمل وصاح في رجاله بأمر ما، فقاموا على الفور بإطلاق النار فقتلوا الكثير من رجال المساليت.
    وهنا أمر تاج الدين بالهجوم على الفرنسيين فأردى الكثيرين منهم قتلى. وقُتل القائد الفرنسي نفسه في تلك المعركة. وفر بعض جنده، غير أن فرسان المساليت قبضوا عليهم وقتلوهم. وغنم جيش تاج الدين الكثير من البنادق والذخيرة وبعض الآلات. وجرح أندوكا في تلك المعركة (التي وقعت في 3 يناير من عام 1910م).
    ومن الأغاني التي خلدت تلك المعركة أغنية جاء فيها:
    للنصارى ذيل مثل الشال
    قال قائدهم: "الحرب ضد السلطان مثل حرب ضد جاموسة"!
    أين مكان المواجهة؟
    في كريندينق جعلناك مجرد "ساتر / بويه"
    وفي السطر الأول كان الشاعر يقصد بـ "الشال" الكنفُوس الذي ترتديه البنات، أي أن الشاعر يريد أن يقول بأن النصارى تعوزهم الرجولة. وفي السطر الأخير تعنى كلمة "بوية" قطعة قماش كبيرة تُنسج محليا، وتُربط وتُنشر على عصا طويلة لتحمي من الرياح. ويرمي الشاعر إلى أن المساليت أحاطوا بالجنود الفرنسيين من كل الجهات.
    وربما كان نجاح المساليت في تلك المعركة ضد الفرنسيين هو سبب توافد لاجئي وداي إلى "داروتي" بالقرب من دارجيل في غضون شهور عام 1910م. ثم وفد إليها أيضا وزير سلطان وداي واسمه جاتينيي، ثم سلطان وداي (دود مُرَّة) نفسه. ولحقت أم السلطان بولدها وهي في غاية القلق. وارتفعت أصوات آلة الكيتا مثيرة الحماسة في وسط الجنود.
    ولم يدع الفرنسيون كارثة هزيمتهم ومقتل قائدهم جان – جوزيف فيقنشو تمر دون رد انتقامي. ومثلما حدث في وداي، قادهم إلى أبشي آدم أصيل (الذي يجب أن نذكر أنه لم يحتفظ طويلا بحكمه للسلطنة، وكان قد ناله عن طريق الخيانة على كل حال). لذا قاد العقيد الفرنسي مول (Moll) ورتله في دار مساليت رجل خائن آخر هو توجا (أحد كبراء المساليت من فرع القارنجق الذين كانوا يسعون لتولي حكم السلطنة). وفي ذلك تقول أغنية المساليت:
    تركت داروتي منطقة مهجورة
    يا توجا... يا لعظم الذنب الي ارتكبته!
    يا رجال السلطان ... هبوا سراعا!
    ليس عند النصارى أدنى رحمة... لا تلتفتوا للوراء!
    وبلغ الرتل الرئيس من جنود العقيد الفرنسي مول داروتي (الواقعة على بعد ميل ونصف جنوب غرب دارجيل) في يوم 9 نوفمبر من عام 1910م، وكانت هنالك قوة صغيرة بقيادة ملازم تتجه نحو المكان الذي يقع فيه الآن الطريق الرئيس الرابط بين الجنينة ودارجيل. وكان لجيش مول مدفعان وضعها في وسط ميدان. وأمر القائد بتسريح جمال حمل الأثقال في البرية لترعي في حراسة عدد محدود من الجنود.
    لقد بدا القائد الفرنسي شديد الإهمال في تدابيره العسكرية، حيث فاجأهم المساليت في عصر ذلك اليوم بهجوم عنيف ومباغت قتل فيه العقيد مول وضابط آخر، مع عدد كبير من الجنود، بينما فر من نجا منهم في كل الاتجاهات.
    وعوضا عن إكمال ذلك الانتصار، انشغل المساليت بجمع الغنائم والبحث عنها في حقائب الجيش الفرنسي، في الوقت الذي كان الملازم الفرنسي قادما نحوهم. وأطلقت قوات ذلك الملازم أربع طلقات مدفعية على المساليت قضت على الكثيرين منهم. وقتل في تلك المعركة السلطان تاج الدين وأصيب دود مُرَّة بجرح بالغ.
    وبعد أربعة أيام أعاد المساليت تنظيم صفوفهم، وهاجموا الفرنسيين مجددا في منطقة تقع بين داروتي وموغريني، لكنهم هزموا هذه المرة أيضا.
    ويشير كثير من الكتاب خطأً إلى معركة داروتي بحسبانها نصرا مبينا للمساليت على الفرنسيين (للشاعر محمد مفتاح الفيتوري قصيدة مشهورة في رثاء السلطان تاج الدين. المترجم). وعلى الرغم من أن نتيجة المعركة كانت بالفعل كما يشتهي المساليت في البداية، إلا أنهم أدركوا أن نهايتها كانت هزيمة لهم. وتوجد في أغانيهم إشارات للأسى والأسف على ذلك:
    لا سحر يجدي مع "بندقية الطيرة"
    دعوا بذورهم لسكان قريناج
    يا أيها النصارى، لا تقطعوا دابرهم
    يا جماعة أمين داؤود، أين أنتم؟
    والمقصود ببندقية الطيرة هي بندقية الجيش الفرنسي، وأمين داؤود هو وزير السلطان تاج الدين، وقد قتل معه في داروتي.
    وعبرت إحدى نساء (حكامات) المساليت عن امتعاضها من بعض رجال القبيلة حين أنشدت:
    القادة لا يعرفون غير الكلام فيما لا يفيد
    الذين قتلوا مع أمين داؤود، من هم؟
    النيرينق لهم ذيول
    وقصدت المرأة في السطر الأخير ذلك الفرع الآخر من القبيلة.
    السلطان محمد بحر الدين أبكر (أندوكا): من 1910 – الآن (أي 1924م)
    ورث محمد بحر الدين أبكر، أكبر أبناء والده الحكم بعد وفاة والده، وكانت أولى قرارته مميزة وشديدة الدلالة على شخصيته.
    وكان المساليت قد قبضوا على الوزير (الخائن) توجا في داروتي. غير أن أندوكا قام بالعفو عنه، بل وعينه أمينا، أي أحد المقربين من دائرته الخاصة. ولكن كان الرأي العام في أوساط المساليت كارها للرجل، مما أضطر السلطان لسجنه.
    وبعد شهر أو اثنين من معركة داروتي أرسل الفرنسيون رتلا آخر من جنودهم إلى أبشي. وواجههم السلطان بجنوده في "هبيلة"، غير أن جنوده لاذوا بالفرار عند سماع أول وابل من الرصاص، مما اضطره للانسحاب.
    وأطلق الفرنسيون سراح توجا، فأنضم إليهم. إلا أنه لم ينعم بثمار خيانته طويلا، إذ سرعان ما ألقت قوة من فدائي المساليت القبض عليه مجددا وقتلته.
    وكانت أغاني المساليت قبل الفرار من "هبيلة" لا تخلو من بعض التحدي.
    لقد تركوا الأرض للقادمين
    أتوا للسلطان حبوا على ركبهم
    وهَدَرَ أزيز البنادق
    ساووا النصارى بالأرض
    غير أن ذلك التحدي تحول بعد تلك الهزيمة إلى نوع من "اليأس الفلسفي".
    إذا لم توفق في المعركة، دعها وأرجع
    أدرتم هنالك ظهوركم للسلطان أندوكا
    وتركتم الأرض للنصارى
    وبعد تلك الحادثة انسحب الفرنسيون إلى أبشي. وبعد ذلك بقليل بدأ "دود مُرَّة" في رحلة حملته في رفقة سلطان المساليت. ولكنهما منيا بالهزيمة في معركة شيكونق Shekiung، على مسيرة يومين من أبشي. وعاد سلطان وداي السابق إلى مغريني، حيث يقيم أندوكا. ورفض أندوكا مد يد المساعدة مجددا لـ "دود مُرَّة"، فآب الأخير إلى دار وداي وسلم نفسه للفرنسيين في خريف عام 1911م. وعده الفرنسيون لاجئا (أو مسجونا) سياسيا وهو يقيم الآن فورت لامي على معاش كافٍ من الحكومة الفرنسية.
    ثم كتب الفرنسيون للسلطان أندوكا عارضين عليه السلم. وقبل السلطان بالعرض وقابلهم في الجنينة، ثم عاد معهم لاحقا إلى تمتمة حيث عقد معهم اتفاقا منحهم بموجبه السلطان ذلك الجزء من دار مساليت الذي يقع غرب وادي أسونقا وكاجا، وهي منطقة يقع فيها جبل قرناي (وهي منطقة القرانج Gernyang التي تنمي لها عائلة السلطان نفسه).
    وساد السلام علاقات المساليت الخارجية عقب عام 1912م وما تلاها من أعوام. غير أن تلك الفترة لم تخل تماما من غارات من المساليت على الفور. وعُد هذا أمرا طبيعيا، مصدره ومبعثه النساء (الحكامات؟ المترجم) اللواتي كن يؤلفن الأغاني الساخرة ممن يتقاعس عن الإغارة على الأعداء، أو يشارك في الإغارة عليهم دون أن يجلب غنيمة ما. وظل جبل كونيو (الواقع في أرض الفور) هو الهدف الدائم لهجمات المساليت. وفي ذلك تقول أغنية المساليت:
    الشباب لا يعرفون غير الثرثرة
    يا من جبنتم عن الإغارة على الوادي
    سيطر عليكم الفور بسحرهم
    يلوح لكم جبل كونيو في الأفق
    الشباب لا يعرفون غير الثرثرة
    جبل كونيو يلوح بين السحب
    ازحفوا!
    وكان السلطان أندوكا عند توليه الحكم قد تخلى عن "المهدية" وأتخذ من "التجانية" طريقة صوفية له، وذلك بتأثير شيخ له أتى من الغرب. وأظهر السلطان حماسا للدين والتدين بأكثر مما كان شائعا عند أقربائه وكبراء الدولة من حوله، لدرجة أن بعضهم كان يشير إليه ببعض الاحتقار بـ "الفكي" أو "الجلابي" (يمكن النظر في مقال اسفيري بعنوان " دارفور معقل التجانية" بقلم إبراهيم الدلال الشنقيطي. المترجم)
    وفي غضون سنوات حكمه عكرت صفو الأمن الداخلي لسلطنة المساليت أربع ثورات دينية متعصبة يقودها أنبياء مزيفون. وكان من حرض أحد هؤلاء عم السلطان واسمه علي سنان (Sennan)، وقيل إنه كان يطمع في حكم السلطنة. وقام بدوي، أخ السلطان، بقمع تلك الحركات في حزم وهمة عالية، بمعاونة وزيره أحمد الجبير (الشهير بأبي شلوخ).
    وأبدى السلطان أندوكا لأعدائه ذات التسامح الذي أظهره من قبل لتوجا الخائن. فسمح لعمه علي سنان باللجوء إلى دارفور، حيث أكرمه السلطان علي دينار وعينه قائدا في جيشه.
    وعَقَّدَ انتصار حكومة السودان (الإنجليزي – المصري) في عام 1916م من علاقات سلطنة المساليت الخارجية. فقد قام الفرنسيون (والذين كانوا قد استقر بهم المقام في تمتمة بعد مفوضاتهم السابقة مع السلطان أندوكا) في العام التالي بالتحرك إلى منطقة "أدري" وبنوا لهم فيها قاعدة. وتلك المنطقة لا تبعد سوى سبعة عشر ميلا غرب الجنينة، التي غدت عاصمة للسلطنة في عام 1914م بعد أن قلت مصادر المياه في ديرجيل.
    وكانت قوة بريطانية قد أقامت قاعدة لها في بداية عام 1918م بـ "كيرنيك" في وادي باري على الحدود الشرقية لدار المساليت، وعلى بعد ثلاثين ميلا شرق الجنينة. وأحس السلطان حينها بأنه محاصر بالفعل، ولم يخف ارتيابه مما يحدث.
    كان من المحقق أن أحد القوتين (الفرنسية أو البريطانية) ستفرض نوعا من السيادة على سلطنة المساليت. وكانت اتفاقية الحدود بينهما المبرمة بينهما في سبتمبر 1919م تعترف بتبعية كل أجزاء البلاد لـ "السودان الإنجليزي المصري" عدا الجزء الذي تنازل عنه السلطان أندوكا سابقا لفرنسا.
    ولم يتم التصديق النهائي على تلك الاتفاقية إلا في أبريل من عام 1921م. وفي خريف ذات العام تم الاتفاق على احتلال الجنينة سلميا. واتخذ السلطان قرار حكيما بالموافقة على ذلك. غير أن ذلك "الاحتلال السلمي" تأخر، وتغيرت طبيعته السلمية بعد التمرد المسلح العنيف الذي وقع في نيالا بجنوب دارفور في سبتمبر من ذات العام.
    كان تمرد نيالا المسلح بقيادة فكي أصله من المساليت، وتسبب في إحداث كثير من القلاقل في دار مساليت. ورأى فيها كثير من كبراء القبيلة فرصةً سانحةً لتحاشي الاحتلال القادم لديارهم، وكانوا بالطبع كارهين له، ولم يكن ليقبلوا به إلا بإحساسهم بالضعف وعدم القدرة على المقاومة. (المقصود هو التحرك المسلح الذي قاده الفكي عبد الله السحيني ضد البريطانيين. للمزيد عن تلك الحركة يمكن قراءة المقال المترجم بعنوان: "التمرد والعنف وتكوين الدولة في دارفور في سنوات الاستعمار الباكرة". المترجم).
    ولحسن الحظ تم إخماد تمرد نيالا قبل أن تستفحل القلاقل في دار مساليت وتتحول إلى صدامات مسلحة. لذا تم احتلال الجنينة بقوة عسكرية كبيرة دون أدنى مقاومة في يناير من عام 1922م.
    وقررت السلطات تطبيق نظام حكم غير مباشر في دار مساليت عن طريق سلطانها ومؤسساته الأهلية. وتم الالتزام بذلك القرار على الرغم من الأحوال المَشْؤُومة التي صاحبت احتلالنا لها.
    وتم تعيين "ممثل مقيم" للحكومة في الجنينة، مع عدد قليل من الموظفين لإدارة شؤون المواطنين من غير المساليت المقيمين في دار مساليت. وكان هنالك أعداد مقدرة من هؤلاء نسبة إلى قرب المنطقة من تشاد، المستعمرة الفرنسية، ولوجود حامية في الجنينة، ولجود مجتمع كبير نسبيا من التجار الأجانب، وأن طريق الحج من غرب أفريقيا يجلب آلاف الأجانب عبر السلطنة سنويا.
    وتم تقليص السلطات التي منحت لسلطان المساليت في بعض الجوانب، بينما أسندت في بداية الأمر بعض الوظائف (مثل شؤون السجون والمال العام) لموظف حكومي. غير أن تلك التجربة الإدارية أثبتت أن الذين عُهد لهم بتلك المهام كانوا يرغبون في أن تترك سلطات ومسؤولية مثل تلك الوظائف للسلطان نفسه ولبقية حاشيته.
    وكان السلطان يدرك، بذكائه وحنكته، أن استبدال استقلال تحيط به المشاكل ويحيق به الخطر بالسلم والأمن الذي توفره الحماية البريطانية هو بلا شك أفضل. وتبدلت العداوة والصراع بين الحكومة وبين المساليت الذي حدث في 1918م الآن إلى قدر كبير من الصداقة والثقة المتبادلة. وهنالك الكثير من الأسباب التي تدعو للتفاؤل بمستقبل زاهر وآمن لسلطنة المساليت.
    [email protected]
    ////////////////
                  

01-01-2019, 09:26 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ دار مساليت الأبطال(معركة دروتي)...في� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    مقتل السلطان تاج الدين

    -1-
    فوق الأفق الغربى سحاب أحمر لم يمطر
    و الشمس هنالك مسجونة
    تتنزَّى شوقاً منذ سنين
    و الريح تدور كطاحونة
    حول خيامك يا تاج الدين
    ***
    يا فارس
    سرج جوادك ليس يلامس ظهر الأرض
    و حسامك مثل البيرق يخترق الظلمات
    يا فارس
    مثل الصقر اذا ما أنقض
    بيتك عالى الشرفات
    نارك لا تخبو .. لا تسود
    و جارك موفور العرض
    يا فارس..
    حتى مات!

    -2-
    كان السلطان يقود طلائعنا
    نحو الكفار
    و كان هنالك بحر الدين
    و اطل بعينه كالحالم..
    ثم تنهد:
    (( الحرب الملعونة
    (( يا ويل الحرب الملعونة
    ((أكلت حتى الشوك المسود
    لم تبق جدار لم ينهد
    (( و مضى السلطان يقول لنا
    و لبحر الدين:
    - هذا زمن الشدة يا أخوانى
    هذا زمن الأحزان
    سيموت كثير منا
    و ستشهد هذى الوديان
    حزن لم تشهده من قبل ولا من بعد
    ***
    و أرتاح بكلتا كفيه فوق الحربة
    و رنا فى استغراق
    نحو وجوه الفرسان
    كان الجو ثقيلا، مسقوفا بالرهبة
    و بحار من عرق تجرى فوق الأذقان
    و سيوفهم المسلولة تأكلها الرغبة
    و الخيل سنابكها تتوقد كالنيران
    و مضى السلطان يقول لنا
    و لبحر الدين:
    - هذا زمن الشدة يا أخوان
    فسيوف الفرسان المقبوضة بالأيادى
    تغدو حطبا مالم نقبضها بالإيمان
    و السيف القاطع فى يد الفارس
    كالفارس يحلم بلقاء الفرسان
    ***
    و ترجل تاج الدين
    جبل يترجل مزهواً من فوق جبل
    و ترجل بحر الدين
    و حواليه عشرة الاف رجل
    سجدوا فوق رمال((دروتى)) لله معه
    و أطلَّت كل عيون الطير المندفعة
    فى هجرتها من أقصى الغرب لتاج الدين
    فعلى أفق الوادى الغائم
    تتمدد رؤوس و عمائم
    و بيارق يشبهن حمائم
    ... ثم إرتجفت أفواج الطير
    وراء السحب المرتفعة

    -3-
    - يا تاج الدين
    الأعداء أمامك.. فارجع
    لهب..و قذائف حمر..
    و خوذات تلمع
    و الحربة مهما طالت
    لن تهزم مدفع
    لن تهزمهم يا تاج الدين
    بسلاح كزمانك مسكين
    و كعاصفة سوداء تلفت تاج الدين
    فى سخط الجبارين تلفت تاج الدين
    و أطل على وجه القائل
    و كانت شفتاه رعودا و زلازل
    و كانت كلمات السلطان
    سلاسل
    - يا ويلك لو لم تك ضيفى يا عبدالله
    ما اقبح ما حركت به شفتيك
    ما أبشع ما منيت به عينيك
    عار ما قلت..
    و عار أن نستمع اليك
    فأثن زمام جوادك
    و خذ الدرب الآخر
    يا بحر الدين اعده للدرب الآخر

    -4-
    و تدفقت الرايات
    و غطى الأفق صهيل الخيل
    و ((دروتى)) العطشى مازالت
    تحلم بمجئ السيل
    و تحدر من خلف الوديان المحجوبة
    علم قانٍ..و مدافع سبعٍ منصوبة
    و حرائق و ضجيج شياطين
    هاهم قدموا يا تاج الدين
    فانشر دقات طبولك ملء الغاب
    حاربهم بالظفر، وبالناب
    طوبى للفارس
    إن الموت اليوم شرف
    داسوا عزة أرضك
    هتكوا حرمة عرضك
    عاثوا ملء بلادك غازين
    غرباء الأوجه سفاكين
    فاضرب..اضرب..يا تاج الدين
    اضرب..اضرب..اضرب..

    -5-
    - يا مولاى السلطان
    سلام الله عليك
    قتلى أعداؤك مطروحون
    لدى قدميك
    أسرى مغلولون و خدَّام بين يديك
    أكلت نيران مدافعهم نيرانُك انت
    بالسيف و بالحربة
    وبإيمانك قاتلت
    يا فارس تسحق أعداءك
    أنى أقبلت
    حين استبقوا نحوك
    بإسم بلادك ناديت
    ((لن يحجبنى عن حبك شئ))
    ((إنك ملء دماى و عينى))
    ((يا دار مساليت أنا حيّ))

    -6-
    و هجمت فأجفل قائدهم
    و انشق ستار
    كان ستار الرصاص
    كان ستارا من نار
    نصبوه فى وجهك صفين
    كى لا ترى قائدهم بالعين
    لكنك يا فارس أقدمت
    فوق المدفع بالسيف مشيت
    ولحقت بقائدهم فانهار
    القائد ذو الجبروت انهار
    ذو المركبة النارية و الخوذات انهار
    أحنى رأسا ماتت فى عينيه الرغبات
    مدَّ يديه يبكى فى حشرجة الأموات
    عرَّ صدراً دموياً أعشب فيه العار
    هذا الصدر العارى المنهار
    من قبل لقائك زانته نياشين الأكبار
    لكنك يا فارس آليت
    أن لا تهب الكافر صفحك
    أن تسقى من دمه رمحك
    أن تصلبهم عبر الفلوات
    أن تجعل موتاهم مثلاً
    لزمان عبر زمانك آت

    -7-
    تحت الراية غرقت رأس القائد فى الدم
    أرخى عينيه فى رعب..
    ثم أستسلم
    سلمت كفك يا تاج الدين
    فأقض على احلام الباقين
    صاروا بعد القائد
    قطعان غنم
    طاردهم بجنودك
    عبر الفلوات
    عبر ((دروتى)) عبر الآكمات
    قتلاك من الاعداء مئات
    و الأسرى ملأوا الساحات
    و القائد ملقى فى الطرقات
    سلمت كفك يا تاج الدين

    -8-
    لكن الشمس المسجونة
    و الريح الحبلى الملعونة
    مازالت مثل الطاحونة
    تجرى.. تجرى حول خيامك
    تجرى من خلفك و امامك
    - يا تاج الدين
    - يا تاج الدين
    مازال عداتك مختبئين
    ايديهم راعشة..و رصاص بنادقهم
    يتزاحم فى بطء نحو جبينك
    يا فارس خذ حذرك
    من طعنات طعينك
    يا فارس خذ حذرك
    يا فارس خذ حذرك
    ليتك لا تتحرك
    فبنادقهم لا زالت راكضة إثرك
    أترى تثقب رأسك
    أترى تثقب صدرك
    يا فارس خذ حذرك
    ليتك لا تتحرك
    ..و تحرك تاج الدين
    كانت عيناه حينئذ
    تقفان على جرحاه
    و الراية فى عينيه
    قد لطخها الدم
    و أتت ريح خريف
    تتراكض خلف خطاه
    و تجهم وجه ((دروتى)) بالسحب و أظلم
    و أتت بضع رصاصات
    خجلات مضطربات
    أقبلن من الظلمات
    فرأينا تاج الدين
    يبدو و كأنْ قد مات
    يا تاج الدين سلمتْ
    مزق أستار الصمت
    عد من وديان الموت
    أو تذهب حتى أنت
    و تساقط تاج الدين
    لم يقو الفارس أن يرجع
    لبكاء الشعب عليه
    فرصاصات خمس صدئات
    تسكن فى عينيه
    لكن أحداً لم ير رايته
    تسقط من كفيه

                  

01-02-2019, 05:16 AM

Abdalla Hussein
<aAbdalla Hussein
تاريخ التسجيل: 12-20-2015
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ دار مساليت الأبطال(معركة دروتي)...في� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    سيف اليزل برعي البدوي
    تشكر على الطرح الهام
    فعلا معارك اهلنا المساليت كانت ملحمية وعظيمة
    وكان نتيجة لها ان انضمت دارفور للسودان بجهادهم
    حيث كان الفرنسيون يطمعون في ضمها الى نفوذهم
    ولكن فشلت مساعيهم.
    تاريخنا كتبه الاعداء ولذلك اسقطوا منه صفحات
    كثيرة ولم يهتموا الا بدس الفرقة بيننا .
    لك التحية
    ولاجدادنا الرحمة
    ومنهم نعتبر
                  

01-02-2019, 06:44 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ دار مساليت الأبطال(معركة دروتي)...في� (Re: Abdalla Hussein)


    التحية والتقدير للأخ سيف اليزل برعي
    وهو يذكّر السودانيين بتاريخهم الناصع المنسي

    والتحية لأبطال المساليت الذين قدموا لوحة بطولية منقطعة النظير
    والتحية لأبطال الثورة الديسمبرية الباسلة والتي الكنداكات قدمن فيها ملحمة بطولية لا مثيل لها في نساء العالمين

                  

01-03-2019, 12:03 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ دار مساليت الأبطال(معركة دروتي)...في� (Re: آدم صيام)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de