في ذكرى رحيل الدكتور حافظ فضل.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 05:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-29-2018, 08:07 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في ذكرى رحيل الدكتور حافظ فضل.

    07:07 AM November, 29 2018

    سودانيز اون لاين
    عبدالله الشقليني-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    في ذكرى رحيل الدكتور حافظ فضل .

    حالماً عاش بيننا، وحالماً رحل.
    لم يُرِدْ أن يكلف أحباءه كثير شيء غير الرحيل بهدوء.في عين معارك الدُنيا كان حافظ بلسم الجراح. وكان الجرّاح في يده مشرط الطيب . نردٌ تدحرج علينا في مُنعطفات العُمر، وكسبنا إنسانية فيَّاضة لم نعرف كيف نُدونها. مسته ريح من يجلسون للصفاء النفسي سويعاتٍ ينهلون من الصفاء فوق ما نعرف. لن تجنح سفائننا إن نظرناه كمؤسس حياة عِرفانية لا تعرفلها شريكاً غير روح تخفت متسربلة عبر قرون ولبست جسده . كمؤسسي الديانات القديمة، يمشون بيننا ويمتلكون قلوبنا ونحن لا نعرف كيف تدور الدُنيا بكل رغائبها، وهي على يده خُبزاً يصنعه حافظ من أجلنا دوماً. بين المعرفة والمحبة والصداقة يتخذ حافظ لنفسه الجمع بين كل العلائق الإنسانية ويتجرعها راضياً
    (2)
    رآني أول مرة على سرير الاستشفاء زائراً، فلدينا أصدقاء مشتركين بيننا. أمسك يدي بمحبة، وبدأ يسرد لي عن الدنيا من حولي يُجملها، ونسيت أنني على حافة رحيل أبدي أو أكاد. من صنع يديه كان يحضر لي طعاماً (عُزوبياً ) فاخراً، مغموساً بمحبة لا أول لها ولا آخر. يسافر من أقصى برلين إلى أقصاها وأتجمل بمرآه ومُحادثته
    يقول الطيبون من بُسطاء شعبنا
    يرحل الطيبون عن دُنيانا عاجلاً، أما الأشقياء فيركضون خلفنا.
    رحل الطيب الإنسان بلغته ولغة العصر، وإنني متفائل بأن مسلكه بما يُضمر من فكر،
    سيبقى بيننا:لم ينته الأمر برحيله. فالذهن البشري خلاق وقادر أن يقفز من حواجز الجسد وسجونه ويحطّ في جسد آخر، ولستُ مُخطرفاً.
    من فاهِك يخرُج الغُصن ،
    وتُمسكُه حَمامة .
    من نظر مُحيَّاكَ يأتي الخير برداً رقيقاً على البشرة ،
    وتأتينا السلامة .
    (3)
    في البدء لم أكن أعرف أن طائر الرفراف أو الذعرة أوالكناري أو الحسّون جميعاً أقصر عُمراً من العُقاب .أنتَ عصفور حطَّ على دربي ، ولم أكن أعرف أن عمري اليوم صار أطول ،
    إلا بعد أن سمعت أنك هادئاً رحلت .تركت لنا رُكن الشقاء نصطلي و غادرتنا هَمساً .
    كانت الدُنيا عندما التقينا حزمة عِشق رغم المُصائب، ذات سعة وبالناس أرحب . نمُد دفتر الهوية يوم وأقصاه ليلة، وتفتح لك الأكوان أبوابها.. جيئة ، و إن أردت ذهابا .
    حين التقيتُك قبل أكثر من ثلاثة عقود، بدوت ناصعاً أنتَ وزوجُك وطفلكما الأول .
    مجدٌ يُضاحكني رغم أن في البال شواغل .كنتُ أنا على شفا رحيل أبدي أو أكاد ،
    وكنت أنت بلسم جراح النفس والبدن .
    (4)
    من صنع يداك تذوقتُ طعام موطني، وأنا بعيد عنه، أدفأ ألف مرة من كل الأطعمة الملوكية التي تأتي بأطباق العِناية .على سرير الاستشفاء جلست أنا وكنتَ قُبالتي تسرُد الحكاوي المُطربة .
    تركب تُرام المدينة من أقصى برلين الغربية إلى أطراف ( اشبانداو) ، تحمل قلبكَ على أرجوحة الهوى. طعم حديثك دافئاً، وداخل جسدك طفلٌ وعالِم، عصفورٌ يُرفرِف وراحلة سماوية تطوي السماء طيا .
    جئتني كأنك تعرفني قبل ميلادي. كأنك لعبت مع أقراني في الضاحية ، أو اشتركنا هوى حين كان العِشق في طفولتنا نقتسمه كقطعة خُبز . كأن الحلاج قد قرأ حُزني حين قال :

    عَجبتُ مِنكَ وَ مِني يا مُنية المُتَمنّي
    أدنيتني مِنكَ حَتى ظَننتُ أَنَكَ أَني
    (5)
    أي غمام حملك لموطنك ؟ ،
    وأي سِفر قديم دَلَّكَ أن ميعاد الرحيل قد أزِف وتُراب الوطن خير مرقد . للأجساد.
    ما أعجب الدُنيا ، نودعها بطيب خاطر ، وتستقبلها الأجنَّة بالصراخِ ! .
    على الضفاف ضَربت الجُروف ماءها أدمعاً، وارتج كوننا الصغير أن سامِقاً رحل بلا وداع .
    لأباريق الجنان بمائها السلسبيل أن تطرب، تنسكب بإذن مولاها على مرقدك تُرطبه ،
    وتُبرد من على البُعد مواجعنا .

    *




















                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de