*** وفاء يحبس الأنفاس من طالب سعودي (يحمل الدكتوراة حاليا ) لمعلم سوداني عطبراوي ***

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 06:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-06-2018, 07:24 AM

الهادي الشغيل
<aالهادي الشغيل
تاريخ التسجيل: 12-07-2015
مجموع المشاركات: 4388

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
*** وفاء يحبس الأنفاس من طالب سعودي (يحمل الدكتوراة حاليا ) لمعلم سوداني عطبراوي ***

    06:24 AM November, 06 2018

    سودانيز اون لاين
    الهادي الشغيل- محل ما ربنا يسهل
    مكتبتى
    رابط مختصر

    وفاء يحبس الأنفاس من طالب سعودي (يحمل الدكتوراة حاليا ) لمعلم سوداني عطبراوي .. انظروا ماذا كتب

    (توطئة)

    بقلم الهادي محمد عمر الشغيل

    مازالت الذكريات الجميلة تنداح فقد تذكرت حينما كنا طلبة في المرحلة المتوسطة وحظينا أن نكون تلاميذ لدى جهابذة من المعلمين الذين أناروا لنا دروب العلم، وسلكوا بنا طرق الخير، وارتقوا بنا إلى عوالم الإنسان والحب، وتساموا بنا إلى مدارج الفلاح والجدّ، وزرعوا في قلوبنا الغضة آنذاك العطاء وحب الخير .




















                  

11-06-2018, 07:33 AM

MOHAMMED ELSHEIKH
<aMOHAMMED ELSHEIKH
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 11838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *** وفاء يحبس الأنفاس من طالب سعودي (يحمل ال (Re: الهادي الشغيل)

    سلام

    اتوقع يكون استاذنا القدير الرهيب عبد القادر محمد محمد علي من الفاضلاب رحمه الله ( توفي قريبا) والذي
    درسنا العربي في الثانوي العام بالباوقة؟
                  

11-06-2018, 08:18 AM

الهادي الشغيل
<aالهادي الشغيل
تاريخ التسجيل: 12-07-2015
مجموع المشاركات: 4388

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *** وفاء يحبس الأنفاس من طالب سعودي (يحمل ال (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)

    نعم إنه هو حبيبنا ود الشيخ
                  

11-06-2018, 08:19 AM

الهادي الشغيل
<aالهادي الشغيل
تاريخ التسجيل: 12-07-2015
مجموع المشاركات: 4388

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *** وفاء يحبس الأنفاس من طالب سعودي (يحمل ال (Re: الهادي الشغيل)

    أستاذي وملاذي : عبد القادر الفاضلابي :

    بقلم : الهادي الشغيل :

    تتلمذت كغيري على يد الكثير من المعلمين الأوفياء الذين لم ولن يبرحوا ذاكرتي ولم يغادروها منهم أستاذي عبد القادر الفاضلابي الذين انطبع حبه في الفؤاد وتتراءى صورته أمام أعيني بابتسامته المعهودة وعلمه الغزيز .

    هذا الأستاذ الذي كنت أحد طلابه في المرحلة المتوسطة (مدرسة العمال) أستأذنكم لأبين بعض من ملامح شخصيته المتفردة فهو أحد جهابذة وأساطين اللغة العربية الزائد عن حياضها رضع لبان اللغة العربية وعرف ضروبها وأبدع فيها ، ينبئك وأنت جالس بين يديه بأنك بين يدي أديب عارف فطن يجيد علم البديع والأدب والنثر ويقرض الشعر يتميز أسلوبه بالسلاسة والجزالة .

    كان يهبنا الثقة كاملة لأن نعّبر عما تجيش به نفوسنا من مشاكلنا الخاصة، وفي تلك السن الصغيرة؛ أشعرنا بمسؤولية الكلمة ومسؤولية اتخاذ القرار، له أسلوب متميز في التعامل مع التلاميذ لم يكن بالقاسي الفظ الغليظ وإنما كان يضح بالحنية والحب بستمع للتلاميذ ويحل مشاكلهم ، كنا نطمئن إليه ونبوح بدواخلنا وألمنا وفرحنا ومشاعرنا وهمومنا.. وله فقط من دون كل الأساتذة.

    لا أود أن أطيل فقد تفرقت بنا السبل وعلمت لاحقا أنه سبق له وأن انتدب للمملكة العربية السعودية على سبيل الاعارة وهنا مربط الفرس لأبين لكم عظمة هذا المعلم ووفاء تلاميذه له في قصة تراجيدية حزينة تدل على أن المعلم ليس ريكوردر تسجيل يفرغ ما عنده من علم للطالب ثم يولي الأدبار ، فهو التصاق وجداني وروحي ينعكس إيجابيَّاً على الرسالة التعليميَّة وتزول الفجوة الشعورية والنفسيّة بين المعلم والطالب ,

    عمل الأستاذ عبد القادر بها فترة من الزمن ورجع إلى السودان حيث بقي فيه إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى في العام 2015م

    تواصلت مع إبنه حاتم عبد القادر وهو زميلنا في المدرسة والصف وفي قروبات التواصل الاجتماعي الواتساب فأرسل لي موضوع عن والده سبق نشره في صحيفة الجزيرة السعودية .

    لن أطيل وأترككم للاستمتاع بما كتب عن أستاذي وملاذي الذي تملك حبه في الفؤاد لدى تلميذه ابو أوس الشمسان الذي يحمل الدكتوراة حالياً لكنه مثلي لم يلبث يذكر أستاذه واستاذي عبد القادر بكل خير .. اليكم ما كتب :

    (عدل بواسطة الهادي الشغيل on 11-06-2018, 09:31 AM)

                  

11-06-2018, 08:35 AM

Basamat Alsheikh

تاريخ التسجيل: 08-15-2015
مجموع المشاركات: 2664

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *** وفاء يحبس الأنفاس من طالب سعودي (يحمل ال (Re: الهادي الشغيل)

    ود الشغيل
    ما دام انت بتقول معلم عطبراوي ..فلا غرابة في ذلك..فالمعلم العطبراوي فريد في كل شئ..فريد في معاملته لتلاميذه وفريد في طريقة التدريس وفريد في اكتساب الاحترام وفريد في خلق المودة والصداقة مع تلاميذه ومع رفقائه ...انه المعلم العطبراوي...
    ودمت بخير وصحة وعافية
                  

11-06-2018, 09:20 AM

الهادي الشغيل
<aالهادي الشغيل
تاريخ التسجيل: 12-07-2015
مجموع المشاركات: 4388

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *** وفاء يحبس الأنفاس من طالب سعودي (يحمل ال (Re: Basamat Alsheikh)

    Quote: ود الشغيل
    ما دام انت بتقول معلم عطبراوي ..فلا غرابة في ذلك..فالمعلم العطبراوي فريد في كل شئ..فريد في معاملته لتلاميذه وفريد في طريقة التدريس وفريد في اكتساب الاحترام وفريد في خلق المودة والصداقة مع تلاميذه ومع رفقائه ...انه المعلم العطبراوي...
    ودمت بخير وصحة وعافية


    أختنا بسمات :
    نعم إنه عطبراوي ما أن ترى محياه إلا وتحبه جهبذ في اللغة العربية .. نهاية القصة تراجيدية تعكس إهمال ولاة الأمر والمسئولين للأمانة وعدم تحمل قنصلياتنا وسفاراتنا لمهامها والقيام بواجب الانسانية .
                  

11-06-2018, 09:25 AM

الهادي الشغيل
<aالهادي الشغيل
تاريخ التسجيل: 12-07-2015
مجموع المشاركات: 4388

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *** وفاء يحبس الأنفاس من طالب سعودي (يحمل ال (Re: الهادي الشغيل)



    الأستاذ عبد القادر الفاضلابي
                  

11-06-2018, 09:27 AM

الهادي الشغيل
<aالهادي الشغيل
تاريخ التسجيل: 12-07-2015
مجموع المشاركات: 4388

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *** وفاء يحبس الأنفاس من طالب سعودي (يحمل ال (Re: الهادي الشغيل)

    البحث عن أستاذي عبد القادر

    بقلم : د. أبو أوس الشمسان :



    في المدرسة المتوسطة بالمذنب عام 1381هـ وقف معلم سوداني فارع الطول أمام الفصل يستقبل طلابه بابتسامة ساحرة وهدوء وأريحية آسرة، يمر الطلاب يلتفتون إليه قائلين «وش لونك يا استاد». بعد نهاية الدرس توجه إلى الإدارة يحمل سؤالًا حيره: لِمَ يسأله الطلاب عن لونه الذي لا أوضح منه! قيل له إنهم يحيونك ويسألون عن صحتك، يقصدون «كيف حالك يا أستاذ»، ولم تمض مدة طويلة حتى عرفه الناس وعرف الناس أحبوه وأحبهم، يصلي معهم في مسجد ابن رخيص المقابل للبيت الذي استأجره من (زبين) وإلى جواره زميله من سوريا الأستاذ (رضا)، كانا مختلفين في كل شيء، فهذا أسمر طويل وذلك أبيض بدين فإذا جاء الشتاء نال الأستاذ (عبدالقادر محمد محمد علي) الكرب من شدة البرودة فيحشر نفسه في الوار (واركوت) وأما الآخر فسعيد بالبرد يمشي بألبسة خفيفة، حتى إذا حل الصيف انقلب الحال فعانى الأستاذ رضا الكرب من شدة الحرارة وأسرف على نفسه في التحمم وملازمة حوض الماء ما أمكن، وأما أستاذنا عبدالقادر فليس أسعد منه بالجو حتى إنه لما أنشأ أخي محمد النادي الرياضي الأهلي بالمذنب تبرع أن يكون مدربًا للفريق وأن يشاركهم اللعب في مبارياتهم.

    كان دخولي المدرسة المتوسطة في المذنب عام 1383ه، لست أنسى في ذلك العام في أول درس للإنشاء كيف أعجبه ما كتبته في دفتري أول واجب كلفناه، وكان لقراءة الموضوع على الطلاب أثر بالغ في التعلق بالعربية وعلومها، وهو أمر بدأ في المرحلة الابتدائية حيث علمنا أخي رشيد الشمسان قواعد العربية وكيف تلقينا عليه دروس القراءة بمتعة بالغة لما يتحلى به من مهارة عالية في التعليم، وكان الدرس مع أستاذنا عبدالقادر معمقًا لهذا الشغف فزادت قراءتي من مكتبة المدرسة وشجعني على تخصيص كراسة لكتابة ملخص للكتاب أو تعليق عليه، وتكفل بقراءة ذلك والتعليق عليه من غير ملل، وما شعرت يومًا بازوراره عن ذلك.

    يدخل الفصل فيكتب البسملة على اللوح والتاريخ والموضوع، كل ذلك بخط عريض يتأنق في كتابته، وهو خط يختلف عن خط الخطوط المألوفة فكنت أحسبه خاصًّا به حتى تبين أنه لون من الخط الشائع في أفريقيا، عرفت ذلك باطلاعي بعد سنوات طوال على مخطوطات أفريقية.

    كانت دروس أستاذنا عبدالقادر من أمتع الدروس، أحبه طلابه على تباينهم في التحصيل، وكان إلى تعليمه يشارك في النشاط المدرسي، أذكر أنه ألف تمثيلية عن (المحاكمة) أبطالها القاضي والمدعي العام والمتهم المحاكَم، أسند دور القاضي لي، وأسند دور المدعي العام إلى صالح الجارالله، وأما المتهم فهو عبدالكريم الجريدي، أنفقنا أيامًا نتدرب معه آخر النهار في المدرسة حتى أتقنا الأدوار، وعندما مثلنا أمام الجمهور في ذلك المساء، بدأنا التمثيل فأعطيت الكلمة المدعي العام فتلا الصحيفة التي بين يديه، ثم أرتج علي فلم أعرف ما النص الذي عليّ قوله، وكذلك بدأ الجريدي بأقوال خطأ، فلم أملك سوى أمر المدعي العام بإعادة القراءة، فراح باستغراب يقرأ، وأحس الناس أنا فشلنا فشلًا ذريعًا، فصفقوا لنا، وانصرفنا مجللين بالخجل من ذلك، وكان واجب درس الإنشاء بعدها أن نكتب عن الحفلة التي شهدناها، وكتبت واصفًا ما حدث، محللًا الموقف النفسي، وأن الخوف من الخطأ أوقعني في الخطأ، وأن الرهاب قد فعل فعله، ورأيت أستاذي يقرأ الموضوع على الطلاب وهو غارق في الضحك والسرور من جمال ما يقرأ من تحليل طريف لما حصل.

    لم يكن يقرأ لي واجبات الإنشاء أو تعليقاتي على ما أقرأ من كتب المكتبة فقط بل كان يقرأ لي ما أكتبه من كتابات حرة، منها القصص القصيرة ومنها (سباحين)(1) سمعتها من أمي وأخواتي. ومن الموضوعات التي كتبتها موضوع عن (الموسيقا)، وفي يوم وقف في الفصل يقرأ الموضوع ولكنه عجز عن الاستمرار؛ إذ لم يفلح في مدافعة موجة بكاء عارمة ودموع غزيرة، فطوى أوراقه وخرج من الفصل ودهشة بالغة علت وجوه الطلاب، ولوم بشيء من المداعبة أني بكيت أستادهم أي أستاذهم، ولما عاد إلينا بعد عطلة ذلك العام كان بصحبته ملكة زوجته.

    وفي عام 1382ه هطلت أمطار غزيرة وسالت الأودية متجهة في منحدراتها نحو المذنب حيث يستوعبها حوض المغيريب الواسع ويندفع ما زاد بين المزارع نحو السفايل غرب ضلع خرطم وخريطم؛ ولكن كانت مدافع السيل محبوسة بقنطرة لم يحسب منشئها حساب هذا السيل وما خطر بباله أنه مدمر تراكم الماء وتدافع وبدأ يعلو متراجعًا نحو البيوت المنتشرة على جانب الوادي بيوت طينية لم ترتفع على أساس من حجارة فرّ الناس من البيوت إلى ملاجئ أبعد وأرفع ومنها المدرسة وهي البناء الوحيد المبني بالإسمنت المسلح سكنوا المدرسة بقرار شجاع من مدير المدرسة أخي محمد الشمسان، وفي الصباح حين أشرقت الشمس كانت البيوت ركامًا من الطين يطمر أثاث تلك البيوت، وتعاون الناس من المنكوبين ومن سكان الضواحي على إزالة الأنقاض، وعلى كومة تلك الأنقاض رأيت أستاذنا عبدالقادر والعتلة بين يديه يدك الأنقاض بكل همة ونشاط كأنه واحد من هؤلاء المنكوبين.

    سنتان من تعليمنا مضتا سراعًا، رأيته يطلب مني دفاتر الإنشاء فحملتها إلى بيته بكل فخر وسرور؛ ولكن الأسف يملأ تضاعيف نفسي لفراقه، وفي يوم حين أزف الرحيل وقف بعد صلاة العصر في مسجد ابن رخيص وخطب في الناس خطبة يودعهم بها ويشكر لهم حسن ضيافتهم ومعاملتهم له واحترامهم وحبهم الجم الذي ملأ قلبه وبين لهم أنه لن ينساهم، ونهض الناس لمعانقته وتوديعه وأثنوا عليه ودعوا له بالتوفيق في حله وترحاله، كان مشهد حبّ ووفاء منقطع النظير، ومضى إلى الجبيل كما اقتضت حركة التنقلات، ومن هناك جاءت رسائله تترى بل جاءت رسائل من طلابه الذين أحبوه وأحبوا طالبه الذي قرأ لهم بعض ما كتب في دفاتر الإنشاء، فكانت صداقة على بعد، كتب إليّ سعد النوبي ومحمد عبدالرحمن اليعيش، جمعتنا محبة أستاذنا النبيل عبدالقادر.

    مضت الأيام وعاد أستاذنا إلى السودان وجاءت من هناك رسائله حيث صار يدرس في مدرسة متوسطة هناك، بل جاءت الرسائل من أخيه الطاهر محمد محمد علي؛ ولكنها الحياة التي تعصف بأهلها فتصرفهم عن كثير مما يريدون فانقطعت الرسائل وغابت الأخبار، إذ كانت الدراسة الجامعية فالبعثة للقاهرة للدراسات العليا، وعلى الرغم من كل ذلك كان الغائب الحاضر في الذهن، حتى إذا أنجزت أول عمل علمي يستحق النشر وأقدمت على نشره بما اقتطعته من مكافأة البعثة لم أفكر في إهداء الكتاب إلى أبي أو أمي، رحمها الله، ولا أخي الكبير محمد الذي هو بمثابة أبي، ولا إلى زوجتي العزيزة أم أوس وسمية، بل كتبت في إهداء (الجملة الشرطية عند النحاة العرب) «إلى أستاذي من السودان الشقيق: عبدالقادر محمد محمد علي، جزاء ما ثقفته من علمك وأدبك».

    حملت نسخًا من الكتاب وتوجهت للملحق الثقافي في سفارة السودان في القاهرة، وأريته الإهداء، وشرحت له حرصي على وصول الكتاب إلى أستاذي، ووعدني خيرًا، فمضيت ظانًا أن الأمر سيأخذ سبيله؛ ولكن الأيام كشفت لي أنه لم يفعل أو أنه لم يوفق إلى فعل شيء من ذلك، ومضت الأيام، وعدت إلى الرياض لأخوض معمعة العمل وتربية أسرتي؛ ولكني ما كففت أسأل عن أستاذي، فسألت كل زملائي السودانيين في القسم، وأوصيتهم أن يسألوا عنه، وكلما وفد أستاذ جديد من السودان سألته وألحفت بالسؤال؛ ولكن أحدًا لم يستطع أن يصل إلى خبر منه.

    شاركتني في سؤالي عنه هذه السنوات زوجتي الحبيبة أم أوس فما التقت بامرأة سودانية إلا أخبرتها بأمر بحثي عن أستاذي واهتمامي بمعرفة أخباره، حتى كان يوم التقت فيه سيدة كريمة من السودان هي السيدة الفاضلة عفاف بابكر وكانت في ذلك الوقت مديرة مكتب حرم رئيس جمهورية السودان، ولما سمعت الخبر أخذت رقم هاتف أم أوس واسم أستاذي على وعد بالبحث عنه، ومضت خمس سنوات بعد هذا فأيقنا أن الوعد كغيره من الوعود التي وعدنا بها لا تنتهي إلى نتيجة، ولكن قبيل أيام، في 14/ 1/ 1437هـ، جاءت رسالة إلى أم أوس في (الوثاب) whatsup هذا نصها وما كان من حوار:

    -السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنت دكتورة وسمية المنصور؟

    -وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. نعم.

    -معاك أم معتز من السودان ومقيمة في الرياض. طلبت إحدى الأخوات التواصل معك. اسمها عفاف بابكر.

    -للأسف ما أعرفها أو لسوء الحظ لا أذكرها. هل لديك استفسار أستطيع الإجابة عنه. تفضلي.

    -قالت منذ فترة طويلة قابلتيها وكنت تبحثين عن أستاذ اسمه عبدالقادر محمد محمود. ضيعَت الرقم وكنت في ذهنها إلى أن وجدَت الرقم الآن. هي حاليًّا بالسودان. وتود أن تعرف هل عثرتم على هذا الأستاذ؟

    -جزاك وإياها كل خير. للأسف لم نعثر على من يدلنا على الأستاذ. ونعم الوفاء في أهل السودان، الوفاء والصدق والالتزام. بوركتم.

    -آمين وجزاك بمثله دكتورة. هل تذكرتها؟ وهل تذكرين اسم بلده؟ وأي مادة كان يدرس؟

    -الاسم مختلف. اسم الأستاذ عبدالقادر محمد محمد علي. يدرس اللغة العربية.

    -تمام سأخبرها، وجزاكم الله ووالديكم الجنة. وادعوا له إن حيا أو ميتا.

    -أنا في الحرم المكي ودعوت لكم ولها وله. سبحان الله تأتي رسالتك وقت دخولي الحرم.

    -يا سلاااام. جزاك الله خيرا وربنا يتقبل عمرتكم ودعاءكم يا رب العالمين. أعتذر شغلتك.

    وفي اتصال آخر:

    -مساء الخيرات دكتورة. معليش الأستاذ دا كان في الرياض؟ وقبل كم سنة تقريبا؟

    -تحيتي من الحرم والأذان يرفع سبحان الله لكم من دعائي نصيب في ساعة استجابة بإذن الله. الأستاذ عبدالقادر كان في مدينة المذنب بالقصيم وقبل عودته للسودان عمل في مدينة الجبيل وعندما عاد للخرطوم في السبعينيات عمل معلمًا في متوسطة للبنات في الخرطوم.

    -السلام عليكم دكتورة. يا سلاااام أحمد الله الذي جمعني بك وأدخلني في دعائك وأسأل الله أن يتقبل عمرتكم ودعاءكم وكل طاعاتكم يا رب العالمين. ادعي للأخت عفاف التي قابلتك وكلفتني بهذه المهمة. يا دكتورة الكلام دا قديم شديد أنا كنت فاكراه قريب. دا رجع قبل 48 سنة الله أعلم يكون عايش.. الله يرحمه ويجزيه خيرا إن كان حيا وإن كان ميتا.

    -آمين. ثقي دعوت للجميع.

    -ربنا يتقبل. سوف نستمر في السؤال عنه بإذن الله فقد يجمع الله بينكم.

    وفي اتصال آخر:

    -معليش دكتورة ما عندكم أي فكرة عن اسم بلده في السودان. وما عندكم له صورة؟

    -للأسف لا.

    -حنلقاه بإذن الله.. أنا متفائلة.

    - بلده الأصلية خشم القربة، زوجته ملكة، وله أخ اسمه الطاهر.

    -الله أكبر. كدا تماااام.

    وفي اتصال آخر:

    -السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دكتورة وصباح الخيرات.

    -كيف حالكم عساكم بخير.

    -سعيت في الموضوع بمساعدة إخوة وأخوات في السودان وتمنيت أن نجده ليفرح بكم وبوفائكم والحمد لله رب العالمين عثرنا على أسرته أما هو فقد توفي قبل 5 أشهر.. أسأل الله أن يرحمه بواسع رحمته. وطلبت صورة منه ومن جواز سفره للتأكيد.

    هكذا انتهت رحلة البحث عن أستاذي العزيز الذي ولد في عطبرة في 1938م وتوفي في 27/4/ 2015م.

    لما حانت فرصة الوفاء حالت دونه الوفاة.

    (عدل بواسطة الهادي الشغيل on 11-06-2018, 09:29 AM)

                  

11-06-2018, 09:36 AM

الهادي الشغيل
<aالهادي الشغيل
تاريخ التسجيل: 12-07-2015
مجموع المشاركات: 4388

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *** وفاء يحبس الأنفاس من طالب سعودي (يحمل ال (Re: الهادي الشغيل)

    لما حانت فرصة الوفاء حالت دونه الوفاة.

    ياإلهي كم هي قاسية هذه العبارة فهي تقطع نياط القلب ... لماذا يا سفارتنا في القاهرة لم تكلفوا نفسكم وتوصلوا رسالة الدكتور الشمسان إلى أستاذه عبد القادر وتهملوها كل هذه السنين ؟
    كان يمكن بقليل من الجهد إيصال وجمع هذين النبيلين ببعضهما البعض .
    ها أنتم قد وقفتم سدا منيعاً ضد وفاء د. الشمسان لاستاذه عبد القادر .
                  

11-07-2018, 06:08 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ولما حانت فرصة الوفاء حالت دونه الوفاة! (Re: الهادي الشغيل)

    ولما حانت فرصة الوفاء حالت دونه الوفاة!
    سبحان الله، عبارة مليانة بالدلالات،
    وبعضها محلّق في الفضاء!
    ***
    يبدو أنو موظف السفارة كان مجرد من الأحاسيس،
    وعاجز عن إدراك القيمة الإنسانية الكبيرة،
    لمثل هذا العمل،
    وربما أنّه لم ينقصه الإحساس والشعور،
    لكن حالت دون الوفاء بالتزامه حوائل قاهرة،
    واحتمال بس (نِسى).
    تعددت الأسباب
    والنتيجة واحدة:
    أن الأستاذ عبد القادر سُلِب منه شيءٌ لا يُقدّر
    بثمن، ربما كان في أمس الحاجة إليه،
    من أجل رفع معنوياته،
    وشحن قلبه بدفعة من الطاقة والحيوية.
    ***
    لكن طبعاً الحياة الدنيا ليست نهاية
    الرحلة،
    فالعزاء أنّهم بإذن الله حتماً سيلتقون،
    بل ربما أن هذا الحدث بشرى بذلك
    اللقاء:
    كونو ربنا قدّر أن لا ينال عبد القادر نصيبه
    المعنوي من هذا التكريم في الدنيا،
    ***
    المهم شكراً لك يا الهادي أن شحنت بطاريتنا
    بهذه الشحنة المعنوية الكبيرة!
    ورحم الله الأستاذ عبد القادر!
    ورحم الله أحمد شوقي ذاتو:
    قم للمعلم وفّه التبجيلا***كاد المعلم أن يكون رسولا
                  

11-07-2018, 07:06 AM

الحاج حمد الحاج
<aالحاج حمد الحاج
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4800

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ولما حانت فرصة الوفاء حالت دونه الوفاة! (Re: صلاح عباس فقير)

    وفاء نادر في هذا الزمن.

    للأسف موظف السفارة لم يكن يدرك أهمية أن يقوم بدور في اكمال حلقة الوفاء.

    شكرا الأخ الهادي على هذا البوست الجميل.
                  

11-07-2018, 04:03 PM

الهادي الشغيل
<aالهادي الشغيل
تاريخ التسجيل: 12-07-2015
مجموع المشاركات: 4388

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ولما حانت فرصة الوفاء حالت دونه الوفاة! (Re: الحاج حمد الحاج)

    Quote: وفاء نادر في هذا الزمن.

    للأسف موظف السفارة لم يكن يدرك أهمية أن يقوم بدور في اكمال حلقة الوفاء.

    شكرا الأخ الهادي على هذا البوست الجميل.


    حبيبنا الحاج ...
    أشكرك على هذا الإطراء .. هل تصدق أنه أخيراً تواصل مع أسرة الراحل الأستاذ عبد القادر وأغدق عليهم الخير الوفير وأرسل إلى زوجته إبنها للحضور للحج على نفقته الخاصة
    هذا ما أخبرني به ابنه حاتم زميلي في الصف ...
    خلال مكالمة هاتفية مع حاتم قال لي بصوت متهدج يغلب عليه البكاء .. والل ياهادي لم أكن أعرف قيمة والدي وحب الناس له ربما لجهلي وضيق أفقي ، كنت أحسب أن الوالد هو من يجلب الغداء والكساء والدواء والمصاريف ولكن بعد رحيله عرفت أنني فقدت كنزا ضخماً لا يقدر بثمن ..
    رحم الله أستاذنا عبد القادر .
                  

11-07-2018, 03:58 PM

الهادي الشغيل
<aالهادي الشغيل
تاريخ التسجيل: 12-07-2015
مجموع المشاركات: 4388

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ولما حانت فرصة الوفاء حالت دونه الوفاة! (Re: صلاح عباس فقير)

    Quote: ولما حانت فرصة الوفاء حالت دونه الوفاة!
    سبحان الله، عبارة مليانة بالدلالات،
    وبعضها محلّق في الفضاء!
    ***
    يبدو أنو موظف السفارة كان مجرد من الأحاسيس،
    وعاجز عن إدراك القيمة الإنسانية الكبيرة،
    لمثل هذا العمل،
    وربما أنّه لم ينقصه الإحساس والشعور،
    لكن حالت دون الوفاء بالتزامه حوائل قاهرة،
    واحتمال بس (نِسى).
    تعددت الأسباب
    والنتيجة واحدة:
    أن الأستاذ عبد القادر سُلِب منه شيءٌ لا يُقدّر
    بثمن، ربما كان في أمس الحاجة إليه،
    من أجل رفع معنوياته،
    وشحن قلبه بدفعة من الطاقة والحيوية.
    ***
    لكن طبعاً الحياة الدنيا ليست نهاية
    الرحلة،
    فالعزاء أنّهم بإذن الله حتماً سيلتقون،
    بل ربما أن هذا الحدث بشرى بذلك
    اللقاء:
    كونو ربنا قدّر أن لا ينال عبد القادر نصيبه
    المعنوي من هذا التكريم في الدنيا،
    ***
    المهم شكراً لك يا الهادي أن شحنت بطاريتنا
    بهذه الشحنة المعنوية الكبيرة!
    ورحم الله الأستاذ عبد القادر!
    ورحم الله أحمد شوقي ذاتو:
    قم للمعلم وفّه التبجيلا***كاد المعلم أن يكون رسولا


    أخي صلاح عباس فقير
    والله إن دموعي تسبق أحرفي ، فقد كان أستاذ عبد القادر نورا وعلماً يمشي على قدمين عارف حاذق بلغة الضاد يسيح بك في سراديبها ودهاليزها في رحلة جميلة ، عالم بأصول اللغة ومحسناتها البديعية ، فصيح عارف أريب فطن ..
    والله إنك لا تمل حصته من فرط جمال ما يهدينا من جماليات اللغة .
    أستاذي العزيز رغم أنك رحلت عنا وبرغم من انشغالنا في خضم هذه الحياة ، فستبقى في الذاكرة ولن تغيب عن مخيلتنا .
    أنت المعلم الذي وهبنا الجمال
    رحمك الله .
                  

11-08-2018, 01:49 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ولما حانت فرصة الوفاء حالت دونه الوفاة! (Re: الهادي الشغيل)

    غايتو موظف السفارة السودانية بالقاهرة أكيد الرجل الغلط فى المكان الغير مناسب له

    وفاء فاق الوصف .. وفاء بعمر الإنسان .. التقدير لتلميذ الأمس النجيب وأستاذ اليوم .. ولأستاذه الجليل نسأل الله له الرحمة والمغفرة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de