استراحة مع محمد الجزار و صباح عبدالله مريومة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 07:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-04-2018, 08:01 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
استراحة مع محمد الجزار و صباح عبدالله مريومة

    07:01 AM November, 04 2018

    سودانيز اون لاين
    عبدالله الشقليني-
    مكتبتى
    رابط مختصر





    استراحة مع محمد الجزار و صباح عبدالله مريومة



    لقد كادت مشقة الحياة وبؤسها أن يُنسينا منابع الدفئ وينبوع الحياة الجارف . الأغنية التي وجدناها ،تستلهم ألحان أهلنا في وسط كردفان وبعض دارفور . يحق لنا أن نلعن ذاك الذي فرقنا بعِرقية بغيضة ، وثارات لا تنتهي وإن انتصرنا ، فلا يجد المُتصر جائزته . فليس لمنتصر مكان في الوجدان الذي تقف فيه حمامة الحنين تقوقي .
    آن لنا أن نسترجع تلك الآهات الحزينة التي تُمطر عافية ، كدنا أن ننساها . لم تكُن أم درمان غريبة على لون الغرب الغنائي ، فقد تغزت طفولتنا بهذا الفرع الأخضر بالتسامُح .

    (2)

    لم أزل أذكر شهر الصوم ، كان يمُرّ على طفولتنا شتاء . وكان الشتاء بارداً ، تتشقق منه الأجساد وحتى الشفاه . كُنا نفطر رمضان في بيت جدنا . يجتمع أبي والعم " عبد الخيرات " في غرفة مغلقة من أثر البرد . نأكل العصيدة الناعمة كما عرفناها ، والعصيدة الخشنة التي تُعدها السيدة " نقية " ، زوجة الشاويش الشرطي " عبد الخيرات " . نتسامر جميعاً . ولغة أهلنا من غرب السودان واضحة المعالم عند " عبد الخيرات " . نضحك من كلمة " أنطيتك " بمعنى أعطيتك . كان هو فكها بقدر صرامة الوظيفة وغلبة الحق في سيرها .
    كانت للوظيفة هيبة ، ونقاء . أنت تنشُد العدل أنا وجدت شرطي ، فأنت للحق واجد . انتقل هو وأسرته في مُقبل الأيام إلى الحارة الثامنة في أم بدة . كان سكناً عشوائياً بعد أن كان يستأجر نصف بيت جدي .
    (3)
    في الخريف تطل علينا أسراب الجراد ، تُظلم السماء ، وقد غطت الشمس أسراب الجراد . كانت مصلحة مكافحة الآفات صاحية . تأتي طائرات المبيدات ، فتُسعف المحاصيل قبل أن يقضي عليها هذا السرب الذي لا تُشبعه أي شيء .
    كانت الأمطار تأتي في موسمها ، متتابعة . يسكُن الغبار ، وتنبت الحشائش غرب بيوتنا .
    وهي لا تنتهي بالمواسم .
    (4)
    لكل بيت مكان لسكن الماعز " الحور " ، وهي زريبة مسورة بفروع الأغصان ، بمساحة ستة عشر متراً مربعاً . أذكر أن جدتي لوالدتي كانت تفتح الباب الحديدي الصغير لخروج الغنم ، وكان عددها اربعة . تخرج جميعاً لتلتحق بركب الغنم الراجلة بقيادة الراعي ، يذهب بها غرب مقابر الشيخ حمد النيل ، حيث الحشائش وشجر الحناء والهشاب متفرقة بين الحشائش . لم تكُن أم بدة قد أزهرت ، لم تزل بُرعماً . عند الغروب يعود الراعي بموكبه في الطريق الرئيس . وعندما تبلغ الغنيمات منزلها ، تقف أمام الباب الحديدي الصغير . ترتفع أظلافها وتطرق الباب . وتأتي جدتي لتفتح الباب . يتجه الموكب إلى " الحور " حيث مسكنهم . تقوم الجدة بتجهيز إناء الماء لتشرب الغنيمات . وتبعثر ربطة البرسيم بينها ، وذلك هو طعام العشاء . أجرة الراعي عشرة قروش للشهر . كانت رحلته بالأغنام اليومية ، تُشابه رحلة الأطفال إلى المدرسة . كان للغنيمات أصدقاء دون شك ورفاق .
    يسبق حضور الغُنيمات أن تقوم جدتي بكنس " الحور " ونظافته قبل أن تعود الغنيمات من الرحلة الدراسية اليومية .

    (5)

    أذكر في طفولتي أن كنتُ دائم الحضور عند فرندة الدار ، حيث يأتي بائع بيض الدجاج . تحضر جدتي إناء مملؤ بالماء . تضع البيض فيه ، ومن ثقلت موازينها ، فهي المُختارة . ومن تطفح تُعيدها لصاحبها .
    كانت تضم أم درمان كل العشائر والقبائل ، من الشرق ومن الشمال ومن الجنوب ومن الغرب . وفق ما علمناه ، كانت الحياة صعبة أيام حكم الخليفة عبدالله . فقد قام بدعوة كل قبائل الغرب إلى أم درمان. وما صحب ذلك من جفوة بسبب نزع الأراضي الزراعية للقادمين الجُدد . ولكن بعد أن اعتاد الأهالي على الحكم الثنائي ، بدأت العشائر تعتاد على بعضها . وتفسخت الولاءات ، فهجدت نعرات القبلية ، وبدأت تطفو الانتماء للمكان .
    وذلك الذي أكسب أم درمان خاصية التعايش السلمي بين العشائر . ولم تعد غريبة علينا الأصول من أي منطقة في السودان كانت . تلك الخاصية كانت متوفرة في " الأبيِّض " على سبيل المثال .
    فهل يا تُرى يعود التسامُح من جديد ، كما عادت إليه " رواندا " التي فقدت ما يقارب المليون نفس في حرب عرقية لا طائل من ورائها !؟

    *





















                  

11-04-2018, 08:15 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استراحة مع محمد الجزار و صباح عبدالله مري� (Re: عبدالله الشقليني)



    وفتحت عينيَّ فكان صُنو الروح ( مبارك محمد الحاج ) قُبَالَتي !


    (1)
    لا أعرف كيف التقينا أول أمرنا ، ولكنها عُشرة أكبر من العمر و شعاب كهوفه . كُنا نتشارك الصبا وعنفوان الشباب ، وزهرة فواحة تنزّ عافية ونشوة . كانت أيامنا أكثر ضخامة من عمرنا الذي تمدد. عشنا فيه الربيع أنهار عشقٍ ، ومرت علينا سحابات الحزن زرافات ولم تُنسينا أحبتنا ، بل وأحسبُ أن زاد عُمرنا بأكثر مما أفسحت القصص المقدسة للنبي " نوح " إذ لَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً .
    كيف كنا نتجالس ، نشُد أوتار القلب وأعصابه إلى أقصاها ونتغنى طرباً . في المساءات حيث نجتمع من بعد الدرس ، نجمع الأحلام الشقية ونُجلسها مَجلِس الفرح : " أنا" و "مبارك " و "محمد الحسن" وغيرنا من الذين يتسع المكان لصحبتهم ، في غرفتهم بداخلية " تهراقا " منذ زمان ، حيث كُنا نُطرِب أنفسنا بأغنية :يا ضابط السِجن


    فللمطرب "عبد الرحمن عبد الله" أيام كان معنا في الوجدان ولم يزلْ .
    (2)
    كانت أيام سعدنا أكبر من فضاءات الدهشة ، عبرتْ فيها كُردفان بفنها لمعهد الموسيقى في السبعينات من القرن الماضي ، و أنبتت ثراءً منقطع النظير .أعرف أن الأحلام تصدقك كأنها حقيقة ماثلة للعيان. هو بنضاره وضحكاته المُجلجلات ، عاد إلينا من " كندا" من جديد.
    زاد وزن " مبارك " قليلا عمّا كان قبل عشرين عاما . أظنها من زاد السنوات ، تراكمت أحمالها فوق بعضها . بعض الشيب وفصوص العُمر المختبئة عن الملامِح . مضت السنوات بدون أن نلتقي أو من حصار الدنيا التي فرّقت الكثيرين من الأحباب فراقاً أبديا ، لكن.. كأنهم بيننا الآن. لا الموت نال من فراقنا ، ولا طائر السلوى حلّق من فوق أعشاشنا . بقيت معه في معركة الحياة نقاتل كي نكون خيراً للنبات الذي تفتح عمره بين أيدينا , أما الذين ارتحلوا فهم بجوارنا عند الضحك وعند البُكاء ، نسامرهم من بعد خسرانهم منذ عقدين أو أكثر... . أصواتهم وملامح الوجه وتقاطيع القلوب النقية وطرائف حكاويهم ، كأنها جالسة في مائدتنا الآن ، تشترك معنا أحلام اليقظة ونوم العافية .
    (3)
    نعرف أن الحزن صديق لنا منذ القِدم ، لم يجد من حظنا العاثر إلا أن يتسكع حيثُ نكون ، يلتقط أفراحنا الواحدة تلو الأخرى . عرفنا أننا بأرواحنا التي لما تزل ترفرف بين أضلعنا ، وتلك التي فارقتنا ، تعودت مُسامرة الأحباء في كل حين . تدور الهائمة منها في أفلاكها من البعيد ، وتنظرنا بعينٍ واجِدة وعشقٍ تسلق أسوار المستحيل .
    (4)
    قصة حياتنا أوسع مما حوته الكُتب وقصص التاريخ وقصائد الذين تيتَّم عشقهم وعلا صراخهم يضجّ في مسامعنا . إن الحياة بالفعل قصٌ مُضيَّع . لا نعرف بداية لدُنيانا ولا نهاية لها. محض سنوات تمددت ، كما الكون تمدد . استطالت أغصانها الخضراء باسقة تحمل في طياتها الطيب بأنواعه . من كل نبع قطرة ، ومن كل مزهرية نجمة فواحة " أرومية " انحلّتْ طلاقة لسانها طرباً تطلُب اللقاح .وحلتْ الحسرة أيضاً بيننا !.
    (5)
    قابلته حقيقة وكأنه في موكب الأحلام مرّ من هنا . لا الطيف يشبه الجسد ، ولا الكون الذي تهلهل هندامه تمكّن أن يتعرف علينا ونحن نحضن بعضنا ،كأنه مضى على فراقنا يومٌ وليلة . هبط وجوده الباهر بيننا . ها هي السنوات العشرين وأكثر ، عادت بطلاقتها ، لا الريح غطَّت خطونا على الرمل ، ولا الأسى . بحّ صوتنا من البكاء بلا دموع . صوته كما هو لم يتغير نبرُه ، ولا عفوية التعليق ، وإسقاط اللغة المتدفقة أو طرائف حكاويه التي لا تنتهي . رغم أحمال السنين ، عاد هو اليوم في مُقتبل العُمر !.
    (6)
    فتح لي جرّة الذكريات ، كأنه قد جاء بها صيداً من البحر العظيم،وكنزاً خبأته الأقدار . من القِدر الخُرافي الذي وقف على الشط فجأة بلا ميعاد ، حين نزع الصياد قفله وخرج ماردٌ من مردة الذكريات الهاربين من عذاب النبي " سليمان "، يحتال علينا بالقصص التي لا تنتهي عجائبها ، ارتفع إلى السماء دُخاناً و اقتربت السُحب بنداوتها وأمطرت لؤلؤا :
    قال :
    - أعرف أنها لا تَذْكُرني الآن إن رأتني من بعد ثلاثين عاماً ونيّف ، ولكنها كانت تعرفني كصديقك وقتها ، كالتي رماها العُمر في ضاحية الطريق لسيارة عابرة ، لا لتسرق روحها ، بل لتسرق قلبه . قيل في الذكر الحكيم :
    {...أتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ..}.
    - قالت تُحدثُ صديقي من بعد وقوع الواقعة :

    - أني فقدت " زولاً " ، أيمكنكَ أن تُرجعه لي ،... لا أظنكَ قادرا؟

    دقّ الخبر القديم على صخرة الحاضر ، كأن ثلاثين عاماً مضت ، بضع ساعات ...، قدِمنَّ إلى الحاضر الماضي ، وأضاءت شُعلة الماضي فضاء الحاضر ، وهمّ البحر القديم أن ينحسر عن الشواطئ.
    (7)
    عادت الأيام كأن الأجسام اللطيفة انكبّتْ تُمزق السكونَ بيننا . وفي جمر ذلك النيزك الذي هوى ، زدنا ناره حطباً . وجلسنا في دفء هذا الكون الذي تمدد ، ونحن أحياء . ها هي الدنيا تأخذ الذين كانوا يجاورون بعضهم ، الآن أفسحت فرنسا وكندا ودولة خليجية والسودان القديم مكاناً لتجميع الشتات، وأسفار تُناهض أثقالها .
    (8)
    الأحباء مروا من هنا ،
    لن يصدق الذين بيننا وبينهم مودة ،أن هذا الرفيق ، حلو المٌعاشرة كان شريكاً لي يوماً وليلة !!!
    من الخير لهم أن يعرفوا أن الحلم الذي كان خلف الأبواب المواربة ، صار بقدرة قادرٍ حياً بدماء وبِشْر !

    مرت في طريق حياتنا نبضةٌ أكبر من القلب وغرفه التي تضج بالحِراك. طيف الزمان أطول من العُمر على قصره ، حين ينشي في ضاحية الصبا عُشاً . كُنا في أول حديثنا الشجي حين افترقنا من بعد أن أفرجت السماء علينا بُرهة لقاء ، ندوس على العواطف بخبرة ابتلاع الطُعم ، فالدُنيا تضنُّ علينا حين تجود .
    قال : إن الوجدان الكردفاني ، وفضاء ثقافته هما الشق الذي نما في نفسي مع الهجرة القديمة من الشمالية إلى " تندلتي " ...
    سكت هُنيهة وقال :
    سأسافر للسودان ، فأنت تعرف منذ زمان ، لا أبدل محبته موطنا آخرّ ، أعطني حضنَكَ أطبطِبُ عليه ، قد نلتقي وقد لا نلتقي .

    عبد الله الشقليني
    9/10/2011

    *
                  

11-06-2018, 10:21 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استراحة مع محمد الجزار و صباح عبدالله مري� (Re: عبدالله الشقليني)




    ألحان ذات الطبيعة الكردفانية حنينة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de