يتابع العالم اجمع منذ اسبوعين الضجة الكبرى التى اثارها الاختفاء المريب للصحافى السعودى جمال خاشقجى بعد ان ثبت دخوله الى قنصلية بلاده باسطنبول فى الثانى من شهر اكتوبر الحالى ولم يستطع السعوديون اثبات ادعاءهم انه خرج ، وقد اصبحت مسالته قضية راى عام عالمى وتقاطعت مصالح بعض الدول حول الموقف منها وقد برز بشكل واضح الابتزاز الكبير الذى يمارسه بلطجية البيت الابيض بزعامة رئيسهم الذى لايستحى من اخفاء مواقفه المبنية على المصالح لا المبادئ والقيم والحقوق الدستورية ، ولم يكن احد ينتظر من ترامب وادارته انصافا ولا عدلا ولكن على الاقل ان لا يجاهر بمواقفه ويبتز حلفاءه واصدقاءه ويهينهم على مرأى ومسمع من العالم اجمع ، وهاهو يبعث رئيس دوبلماسيته الى العاصمتين المعنيتين بالقضية اذ وصل السيد بمبيو اولا الى الرياض والتقى العاهل السعودى وولى عهده واخرين ثم سافر الى تركيا وينتظر ان يكون قد التقى القيادة التركية وناقش مع الجانبين ملابسات القضية وسط توقعات الكثيرين ان يكون الرجل حاملا معه سيناريو معد مسبقا لانقاذ ولى العهد السعودى على ان تقبل به تركيا مقابل حوافز وامتيازات تتحقق لها والمستفيد الاول من المسألة برمتها هى الادارة الامريكية وتنفيذ اجندتها الخاصة والاستفادة من هذه الحادثة لتحقيق بعض ما يحلم به الرئيس التاجر
وزير الخارجية الامريكى الذى يفترض ان يكون قد وصل الى تركيا والتقى قيادتها يسعى الى تحقيق مكاسب لبلاده من هذه القضية وقد ظهر هذا جليا فى الكلمات التى اطلقها رئيسه بان متفلتين او غير منضبطين – حسب عبارته – قد ارتكبوا الفعل الشنيع بحق خاشقجى وياتى هذا الكلام بعد ان كان قد قال كلاما حادا قبل اسبوع موضحا ان معلوماتهم ان كبارا فى الرياض يقفون خلف الجريمة وهذا ما يستدعى معاقبتهم حتى انه لوح بعصا العقوبات الاقتصادية التى يرفعها فى وجه الكل وهذا الامر حتما سيزعج مراكز القرار فى الرياض وان حاولت التظاهر بغير ذلك – كما كتب السيد تركى الدخيل المقرب من محمد بن سلمان – لكنه كلام غير سليم والرئيس ترامب يعرف جيدا وقع تهديداته على المسؤولين السعوديين ويعرف انهم سيستجيبون لمطالبه خوفا من لسانه السليط وعقوباته التى يهدد بها الجميع ، وقد اعلن فى واشنطون ان السفير السعودى هناك طار عاجلا الى بلاده للتشاور فى الامر وبعد ذلك تم الاعلان عن زيارة وزير الخارجية الامريكية للبلدين المعنيين وجاء فى التسريبات الاعلامية لكبريات الصحف الامريكية ان الامير الشاب خالد بن سلمان لن يرجع كسفير لبلاده فى واشنطون مما فتح الباب امام التكهنات الذاهبة الى ان امريكا والغرب بشكل عام لا يريدون التورط فى استمرار علاقات جيدة ومتواصلة مع ولى العهد السعودى الامير محمد بن سلمان كرجل متهم بانه وراء اغتيال الخاشقجى بصورة اساسية وملطخه اياديه بالدماء وممارسة الارهاب ودعمه ، وان شقيقه الامير خالد ربما يكون الذى يخلف ولى العهد باقتراح امريكى وهذا ما يعزز القول بان امريكا لن تتخلى عن السعودية لكنها يمكن بسهولة ان تتخلى عن محمد بن سلمان خاصة وان العلاقات معه ليست مشرفة وتجعل الشخص دوما محل انتقاد ، ومن هذا الباب يمكن ان نتفهم بعض ملامح الصفقة الامريكية لعلاج قضية الخاشقجى لكن كل هذا سيصطدم حتما بالموقف التركى خاصة اذا فكر اردوغان الاخوانى فى الانتصار ولو جزئيا على الرياض التى صنفت الاخوان كارهابيين وحتما هذا الامر لن يرضى تركيا التى تنتظر ان تجيئها الفرصة لاذلال السعودية وقد جاءتها الان على طبق من ذهب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست