|
|
|
 Re: عبد الخالق محجوب andquot;من خلال شهادة الكودة (Re: صلاح عباس فقير)
|
في الحقيقة: تقديري واحترامي
لهذا الرجل، ولمحمد حيدر المشرف،
ولسائر أتباعه ومريديه في هذا المنبر،
لن تمنعني من توجيه نقّدَاتٍ يسيراتٍ،
من خلال ما أدلى به عثمان الكودة،
الكادر الشيوعي (أو الكان شيوعي؟!)
من شهادة في برنامج "مراجعات".
نعم، لا يكفي هذا القدرُ لإصدار
أحكامٍ نقديَة في حقّ الرّجل الكبير،
لكن عزائي أنّها في حدود ذلك
القدر من المعلومات، قابلةً لنقضها،
ومن ثَمّ، فهي مناسَبة ليُدلي من
يشاء بما يشاء من البيانات والتوضيحات.
والمشاعر والآهات، مما فيه حفاوة
بالرجل، أو نقد نزيه يحترم مكانته
ونضاله.
***
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عبد الخالق محجوب andquot;من خلال شهادة الكود (Re: صلاح عباس فقير)
|
ونقداتي ستكون في إطار هذا السؤال:
إلى أيّ مدىً كان الأستاذ عبد الخالق
محجوب ملتزماً بمبادئ الاستنارة
والوطنية والديمقراطية؟
طبعاً سؤال كبير، ولا يخلو من ادّعاء
عريض، ولكن دعونا ننطلق من
إيماننا بالفكر الحر المنطلق من كلّ قيدٍ،
إلا قيد الأخلاق(على مذهب لوك).
وأستطيع أن أزعم أنّ هذه المراجعة،
تأتي في سياق نقدٍ لمسار حركتنا الوطنية
ورموزها، يجب علينا أن نقوم به،
من أجل استئناف السّير في ذات الطريق
الذي سلكوه ابتداءً، ثمّ انحرفوا عنه،
أعني طريق الاستقلال الفكري، والتنوير
والديمقراطية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عبد الخالق محجوب andquot;من خلال شهادة الكود (Re: صلاح عباس فقير)
|
آسف أولا لدخولي البوست قبل ما تتضح الفكرة
العاوز اقولوا ان مشكلة جزء كبير من رجال الدين
هي مه الدين الناس العاديين و ممكن نقول العالمانيين
متصالحين مع الدين اكتر. و الهارموني بين نفسهم و الدين
متجانس أكتر من اغلب رجال الدين و المهوسين دينيا
و ح اضرب مثال لاحقا و الامثلة كتيره جدا.
التحيه لصاحب البوست مفروض تكون اول
و متابعه يا صلاح
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عبد الخالق محجوب andquot;من خلال شهادة الكود (Re: Hamid Elsawi)
|
شكراً حامد!
كما أسلفت، فإنّي أعتمد في هذا التناول
النقديّ، على شهادة الأستاذ عثمان الكودة،
السكرتير التنظيمي لفرع الحزب الشيوعي
السوداني، بسلاح الذخيرة، والمشرف
المباشر على تنفيذ ما يُسمى بعملية تهريب
الأستاذ عبد الخالق محجوب، سكرتير عام
الحزب الشيوعي، من معتقله بسلاح
الذخيرة.
وكما ذكرت فإنّني سأبني على هذه الشهادة،
غير جازمٍ بصحة كلّ ما ورد فيها، بيد أني
أطرحها على مائدة الحوار والتفاكر، راغباً
من كلّ من له معلومةٌ مغايرة، أو تحليلٌ مختلف
أن يدلي به، حتّى تكتمل الصورة.
***
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عبد الخالق محجوب andquot;من خلال شهادة الكود (Re: صلاح عباس فقير)
|
في اعتقادي: بناءُ الدولة الحديثة في السودان،
لا يُمكن أن يتمّ على غير أساس الديمقراطية،
بغضّ النظر عن المنطلقات الأيديولوجية،
فإنّ الديمقراطية كنظامٍ للحكم في مجتمع
متعدد الثقافات كالسّودان، هي ضرورة واقعيّة،
وفوق ذلك هي قيمةٌ أخلاقيّة.
ثمّ إذا أتاحت لك العمليّة الديمقراطية، عبر آليّاتها
وعمليّاتها، وعبر حراكك الشّعبي، أن تنشر
مبادئك، حتّى تكون خياراً شعبيّاً في يومٍ ما،
فذاك.
أمّا أن تسعى لفرض مبادئك فرضاً، عبر
الانقلاب العسكريّ، أوعبر ما يُسمى بالكفاح
المسلح، فذلك يُعدُّ عملاً استبداديّاً وبالتالي
لا أخلاقيا، بينه وبين المبدئية حجابٌ سميك.
***
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عبد الخالق محجوب andquot;من خلال شهادة الكود (Re: صلاح عباس فقير)
|
الأستاذ عبد الخالق محجوب، يبدو أنه قد
تولَّد في نفسه هذا الوعيُ الديمقراطيّ
المبدئيّ، كأحد مقتضيات انتمائه للماركسية،
باعتبارها علماً، يراقب الظواهر التاريخية،
ولكن بيئة الحزب الشيوعيّ آنذاك،
لم تكن مهيّأةً لتلك النُّقلة، حيث ذكر الأستاذ
عثمان الكودة، أنّ عبد الخالق محجوب:
(كان بعتقد إنو لو كان الناس سمعوا كلامو،
كان الحزب الشوعي يتحول لحزب ديمقراطي،
بتعامل بالديمقراطية الليبرالية أكتر من النظام
الشيوعي، يعني كان بحكي لي بأنو الشيوعية
ذاتها معناها علم الثورة، إنك إنت كيف ...
تصل السلطة بطريقة علمية، ...، طريق الجماهير،
وكان بسعى إلى أنو الحزب يكون جماهيري
أكتر من أنو يكون صفوي).
ينطق عبد الخالق بهذه الكلماتِ، وهو في
غمرة التّهيّؤ لقيادة انقلاب عسكري.
ويبدو لي هنا الزّميل كرّار، وهو لقبه
التنظيمي، يبدو لي كأيّ إنسان سوداني أصيل،
تؤطر وعيه الصّوفيّة*، بما تعنيه من غيبوبة
الوعي، وفقدان المنهج والإستراتيجية
المتوافقة مع قناعاتي المبدئيّة،
والتي قد أستعيضُ بدلاً عنها بأيّ عملٍ
غير منطقي وغير منهجي!
ومثل هذه اللحظة تُشبه تماماً التحدي
الذي واجهه الدكتور حسن الترابي
القانوني والدستوري الضليع، في حادثة
حل الحزب الشيوعي عام 1965م،
فضعفت شخصيّته القانونيّة، وبرزت
من أعماق تكوينه طبيعته الصوفية،
بذلك المعنى.
وتكرر الاختبار على الدكتور حسن الترابي،
قبيل انقلاب الجبهة الإسلامية، وتكرر الفشل.
فأين تلك الشخصيّة الفكريّة القويّة المؤثرة؟
أين تلك الشخصية المستنيرة، التي بقدر
ما تهفو روحُها إلى الحريّة، كذلك تهفو
إلى أن لا تُنتهك حريّاتُ الآخرين؟
إنّها بالتأكيد أسئلة حائرة!
***
*لا أعني صوفيّة الذكر والعبوديّة والتوجه لله وحده.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عبد الخالق محجوب andquot;من خلال شهادة الكود (Re: صلاح عباس فقير)
|
تلك التساؤلات الحائرة أتوقع أنّها قد تزاحمت
في عقل عبد الخالق، في تلك الليلة الكئيبة،
من ليالي الحركة الوطنية السودانية،
ليلة 29 يونيو 1971م،
ليلة التّنفيذ، تنفيذ الهروب من المعتقل،
وبالتالي الاقتراب من ساعة الصفر
لانقلاب 19 يوليو 1971م.
فلما دخل عليه عثمان الكودة، قال
إنّه وجده في حالة غير طبيعيّة،
فقال له المحاور الطاهر حسن التوم:
يعني كان خايف؟
قال الكودة: لا، ما كان خايف،
(لكن ما طبيعي، ما طبيعي خالص)،
على الأقل كان خائفاً من فشل الخطة،
فقال للكادر الحزبي الشاب:
(ما تفرطوا في سكرتير حزبكم،
بعدين تبقى ليكم فضيحة في التاريخ).
وطبعاً نجحت عملية الهروب نفسها،
ولكن فشلت العملية الكبرى،
فإذا بعبد الخالق بين يدي (محكمة الثورة)،
رغم فداحة الموقف، ظل
محتفظاً بثباته، ومتقبّلاً لمصيره ومصير حزبه،
وتاركاً وراءه سؤالاً حائراً،
هو الّذي جعله فؤاد مطر، عنواناً لكتابه:
(الحزب الشيوعي السوداني، نحروه أم انتحر؟)
***
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عبد الخالق محجوب andquot;من خلال شهادة الكود (Re: صلاح عباس فقير)
|
لقد أُتيح لي أن أسمع تسجيلاً صوتيّاً
لعبد الخالق محجوب في محاضرةٍ له،
فرأيتُ ما يتمتّع به من قوّة الفكر والكاريزما،
وبالتالي فقد كان جديراً بأن يلعب دوراً
تنويريّاً كبيراً، يتجاوب مع مطلوبات
المرحلة الوطنية الرّاهنة.
وكان بإمكانه أن يُسهم إسهاماً وطنياً
كبيراً، في ظل النظام القائم،
لو اعترف بواقعه الماثل، ثم تصرّف
في حدود المبدئيّ والممكن.
الرئيس نميري ومجلس قيادة الثورة،
بحسب علمي لم يُعلنوا العداء على
الشيوعيّين، جناح عبد الخالق،
إلا بعد أن رأوا أنّهم لا يعترفون
بالأمر الواقع، ويُريدون أن يكونوا أوصياء
على النظام الجديد.
***
ويدخل في ذلك ما رواه الكودة،
من أنّ عضو اللجنة المركزية عمر
مصطفى المكي، كان قد رُشّح لمنصبٍ
وزاريٍّ في النظام القائم،
لكنّ عبد الخالق رفض ذلك، لماذا؟
قال ليهو مقامك كعضو لجنة مركزية،
أعلى من كونك وزيرا،
بل أنت تستدعي الوزير نفسه، و...
***
أن يكون لك موقف من النظام القائم،
هذا من حقك!
ولكن أن تسعى إلى تغييره بالقوّة.
فتلك مغامرة.
***
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عبد الخالق محجوب andquot;من خلال شهادة الكود (Re: صلاح عباس فقير)
|
*الإيمان بالفكرة الانقلابيّة،
*أو على الأقل:
الخضوع لبريقها وجاذبيّتها،
وأنك ستحرق المراحل،
لتؤسس الفكرة التي تؤمن بها،
وتُحوّل حلمك الوجودي إلى واقع ملموس،
*أو على الأقل:
عدم اتخاذ موقف مبدئيّ أخلاقيّ من الاستبداد
والدكتاتورية.
أدى على صعيد التّفاصيل إلى ارتكاب
خطيئاتٍ أُخر:
***
يفخر بعضُ الشيوعيّين بمحاولة تهريب
عبد الخالق محجوب، لما تنطوي عليه
من عبقريّة التنظيم، ويغفُلون عمّا تنطوي
عليه من قيمٍ سالبة فيما يتعلّق بمسألة
بناء الدولة الحديثة، وما تقتضيه من تأسيس
قيمٍ وطنيّة كبرى، تتّسم بالمبدئيّة والإيجابيّة
العالية، فيما يتعلّق باحترام الخدمة العامة،
ومؤسّساتها ومرافقها.
أذكر أنّ قطب الجبهة الإسلامية المشهور
أحمد عبد الرحمن، في لقاءٍ صحفيّ معه،
حكى أنّهم كانوا أيام معارضتهم للرئيس
نميري، يقومون ببعض الأعمال، وذكر منها
أنه كان مختصّاً بتزوير جوازات السّفر.
كما كان بعض أقطاب المعارضة،
كما هو شائع، يشترون الخبز ليلقوا به
في النيل، وذلك من أجل افتعال الأزمات
التموينية.
فمن القيم السّالبة أن تقوم المعارضة الوطنيّة
بمثل هذه الأفعال غير الوطنية، بزعم أنها
تريد تحقيق أهدافٍ وطنية.
وعلى أيّ حالٍ فالشيء من معدنه لا يُستغرب،
فالحركة الوطنية السودانية، زمن الرئيس نميري
أعدّت لغزو مسلح، انطلق من الخارج،
لتفرض به على الشعب السوداني ما تريده
من خياراتٍ.
وهنا كذلك، سعى الحزب الشيوعي السوداني،
لفرض أفكاره عبر انقلابٍ عسكريّ،
فيكون من نافلة القول الحديثُ عن خطيئاتٍ
أصغر من ذلك، وإن تكن في حدّ ذاتها كبيراتٍ
من الكبائر.
أعني:
اختراق نظام الخدمة العسكريّة،
وخيانة الأمانة والإخلال المشين بالواجب،
فخطة تهريب الأستاذ عبد الخالق،
كلها قائمة على ذلك.
***
ينبغي لتيار الاستنارة على العكس من ذلك:
أن يسعى إلى ترسيخ احترام القيم المتعلقة
بالخدمة العامّة المدنية أو العسكريّة.
***
وفي دولة مثل السودان، ينبغي أن
يكون من كبرى الثوابت التي يقوم
عليها حزب طليعي:
المحافظة على استقلال القوات المسلحة.
وبالتالي عدم اللجوء إلى اختراق البنية
القومية للقوات المسلحة.
***
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عبد الخالق محجوب andquot;من خلال شهادة الكود (Re: صلاح عباس فقير)
|
*الإيمان بالفكرة الانقلابيّة،
*أو على الأقل:
الخضوع لبريقها وجاذبيّتها،
وأنك ستحرق المراحل،
لتؤسس الفكرة التي تؤمن بها،
وتُحوّل حلمك الوجودي إلى واقع ملموس،
*أو على الأقل:
عدم اتخاذ موقف مبدئيّ أخلاقيّ من الاستبداد
والدكتاتورية.
أدى على صعيد التّفاصيل إلى ارتكاب
خطيئاتٍ أُخر:
***
يفخر بعضُ الشيوعيّين بمحاولة تهريب
عبد الخالق محجوب، لما تنطوي عليه
من عبقريّة التنظيم، ويغفُلون عمّا تنطوي
عليه من قيمٍ سالبة فيما يتعلّق بمسألة
بناء الدولة الحديثة، وما تقتضيه من تأسيس
قيمٍ وطنيّة كبرى، تتّسم بالمبدئيّة والإيجابيّة
العالية، فيما يتعلّق باحترام الخدمة العامة،
ومؤسّساتها ومرافقها.
أذكر أنّ قطب الجبهة الإسلامية المشهور
أحمد عبد الرحمن، في لقاءٍ صحفيّ معه،
حكى أنّهم كانوا أيام معارضتهم للرئيس
نميري، يقومون ببعض الأعمال، وذكر منها
أنه كان مختصّاً بتزوير جوازات السّفر.
كما كان بعض أقطاب المعارضة،
كما هو شائع، يشترون الخبز ليلقوا به
في النيل، وذلك من أجل افتعال الأزمات
التموينية.
فمن القيم السّالبة أن تقوم المعارضة الوطنيّة
بمثل هذه الأفعال غير الوطنية، بزعم أنها
تريد تحقيق أهدافٍ وطنية.
وعلى أيّ حالٍ فالشيء من معدنه لا يُستغرب،
فالحركة الوطنية السودانية، زمن الرئيس نميري
أعدّت لغزو مسلح، انطلق من الخارج،
لتفرض به على الشعب السوداني ما تريده
من خياراتٍ.
وهنا كذلك، سعى الحزب الشيوعي السوداني،
لفرض أفكاره عبر انقلابٍ عسكريّ،
فيكون من نافلة القول الحديثُ عن خطيئاتٍ
أصغر من ذلك، وإن تكن في حدّ ذاتها كبيراتٍ
من الكبائر.
أعني:
اختراق نظام الخدمة العسكريّة،
وخيانة الأمانة والإخلال المشين بالواجب،
فخطة تهريب الأستاذ عبد الخالق،
كلها قائمة على ذلك.
***
ينبغي لتيار الاستنارة على العكس من ذلك:
أن يسعى إلى ترسيخ احترام القيم المتعلقة
بالخدمة العامّة المدنية أو العسكريّة.
***
وفي دولة مثل السودان، ينبغي أن
يكون من كبرى الثوابت التي يقوم
عليها حزب طليعي:
المحافظة على استقلال القوات المسلحة.
وبالتالي عدم اللجوء إلى اختراق البنية
القومية للقوات المسلحة.
***
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Hamid Elsawi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست