|
Re: مقتطفات من مذكرات السفير ابراهيم الكباشي (Re: احمد سيد احمد)
|
أخذ ابي بيدي، وتلى ما شاء الله تلاوته من القرآن الكريم، ثم كتب على كفي شهادة التوحيد، ثم وضع في جيبي ثلاث جنيهات ثم أمرني أن اصعد على اللوري قبيل تحركه صوب الابيص، ورايته قد قفل منصرفا يغالب الآلام صوب الجمل تعتصره ايضا العبرات. لم يسبق ان ملأت قلبي وحشة وحزن مثل تلك اللحظات. تحرك اللوري متهاديا يقطع الرمال العفر في طريق الابيض، وامتلأ القلب حزنا على فراق أبي كما امتلأت عيناي بدمع منهمر واحسيت أن ليس من صحبتي من الركاب من يرى ما بي فيواسيني بعبارة سلوى. وبعد مسيرة بضع ساعات بانت لنا معالم قرية المزروب. ولا أحد يحدثني . قررت أن اكسر الحواجز بيني ومن على ظهر اللوري، فتخيرت امثلهم مظهرا واقربهم اليّ سنا لألقي عليه سيلا من اسئلة اكثرها لا يخلو من سذاجة. سألته عن اسمه وعن عمله في الابيص، فأخبرني أنه ممرض في مستشفى الابيض، ثم عن المدينة نفسها...ثم...ثم ولما اشططت في اسئلتي قال بحزم :(يا ولد هوي انا ما داير سؤال كتير !) . ثم صمت حتى وصلنا في ضحى اليوم التالي الابيض.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقتطفات من مذكرات السفير ابراهيم الكباشي (Re: احمد سيد احمد)
|
بعد سنوات من رحلة الابيض تم ابتعاث السفير د. إبراهيم الكباشي للدرسات العليا في امريكا فيصف اول وصوله امريكا للدراسات العليا في سنة 1979 م , واحساس الوحشة التي احسها وهو ينتقل من المدينة التي بها المطار ( كولمبس, اوهايو ) الى المدينة التي بها الجامعة ( "اثنس" والتي تبعد ساعتين عن المطار وتحتضن جامعة اوهايو) - فيقول في بلاغة مميزة : داخل الحافلة تملكتني وحشة لم اشهد لها من قبل مثيلا – كانت وحشة فراق ابي وهو يسلمني سائق اللوري من سودري الى الابيض في الستينات غائرة في الذاكرة, غير أن هذه وحشة داخل وحشة. غربة في جوف غربة, وتبيّن لي لحظها ان ما يجمعني بالناس وارضهم لا يعدو ان يكون فقط هو انتماؤنا لكوكبٍ واحد. تفرّستُ في وجه زوجتي والصغيرة بتول وقرأتُ فيهما احساساً مماثلاً, ثم جلتُ بناظري حول ركّاب الحافلة فازددتُ حزناً لما نحن فيه. لون البشرة ولغة اللسان. وجوانح القلب وسبحات الروح.. من يا ترى من هؤلاء الناس نلتقي معه في أيٍ من هذه الخصائص. ____________ عن كتاب : "منازل الظعائن تصاريف القدر في رحلة السنين من بادية الكبابيش الى اربع من قارات العالم" للسفير الدكتور ابراهيم البشير الكباشي ص 110
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقتطفات من مذكرات السفير ابراهيم الكباشي (Re: عبدالله عثمان)
|
استضاف الاستاذ غسان عثمان في برنامجه ذائع الصيت "الوراق" على قناة سودانية 24..استضاف السفير د.الكباشي واستعرض معه الكتاب في حلقتين...هنا رابط الحلقتين
الحلقة الاولى
https://www.youtube.com/watch؟v=9Bh8iS-yz7khttps://www.youtube.com/watch؟v=9Bh8iS-yz7k
الحلقة الثانية
https://www.youtube.com/watch؟v=dx0zos-WwxQhttps://www.youtube.com/watch؟v=dx0zos-WwxQ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقتطفات من مذكرات السفير ابراهيم الكباشي (Re: احمد سيد احمد)
|
الاخ احمد سيد احمد لك التحيه من تقديمك يبدو انه سفر جميل ودسم يا ريت لو تورينا وين نلقى الكتاب لفت نظري الطلب على منتجاتنا وعدم قدرتنا على توفيرها الدائم وبالكميات المطلوبه رغم اننا نملك كل المقومات لذلك يا ترى هل يقراء مسؤولينا ومن يطمحون للاستوزار مثل هذه الكتابات ليستفيدوا منها ام ان شاغلهم ساس يسوس وكثرة الكلام والخطب الجوفاء
| |
|
|
|
|
|
|
|