في العام الماضي وقف وزير الصحة بالخرطوم البروفيسور مأمون حميدة في تشريعي الخرطوم وحمل المواطنين سوء الأوضاع الصحية بالمستشفيات الحكومية متمثلة في كثرة الزيارات من المرافقين للمرضى مما يرهق ويتلف منشآت المستشفى وأرجع الاكتظاظ إلى المرافقين . في مطلع هذا الاسبوع أجرت الصحيفة جولة ميدانية بمستشفي محمد الأمين حامد للأطفال بأم درمان كشف عن أوضاع كارثية يشهدها المستشفي بحيث أن عدد الأسرة غير كافٍ، إضافة إلى الأوساخ المنتشرة في كل مكان وتنبعث منها روائح كريهة جدا.
جولة : محمد إبراهـيم
عندما تدخل العنابر الجنوبية بالمستشفى يكاد يغمى على المرء من الروائح الكريهة والأوساخ المنتشرة في كل مكان ،إضافة إلى الأسرة و”المراتب ” المتسخة ،فكل أمهات الأطفال الذين يتوسدون تلك المراتب البالية يغطونها بأكثر من ملاءة تخوفا واحتراسا من إصابة أطفالهم بأمراض معدية ، ربما قد تنتقل منها ، ففي الطابق الاخير في العنابر الجنوبية للمستشفى نجد السرير الواحد يستوعب طفلين ، في أجواء غير صحية البتة .
وشكا المواطن عبد الباقي الطيب من رداءة البيئة في المستشفى وقال ( في هذا البلد الذي لا يمتلك المال يموت “سمبلة” جراء التردي المريع الذي تشهده المؤسسات الحكومية التي هي في حدّ ذاتها تحتاج إلى إصلاحات جذرية وإسعاف عاجل) ،وتابع الطيب انظر إلى الاسرة المكتظة والمراتب المهترئة البالية والمتسخة إذا طفلك رقد بمرض معين فحتما عندما يخرج سوف يصاب بمرض أخطر من الذي سبقه.
وشملت الجولة الحمامات في الطابق الأخير في العنابر الجنوبية . الصور تحكي عن واقع الحال ،وأن هنالك اكثر من ثلاثة حمامات تم إغلاقها بالضبة والمفتاح والأخريات تطفو فيهما المياه الآسنة إلى الاعلى ،مما تعكر الأجواء في العنابر كافة إضافة إلى الروائح الكريهة.
روائح كريهة ..!!
أم الحسن ،مواطنة تقطن في أم مبدة، قدمت إلى المستشفى برفقة ابنها العليل في العنابر الجنوبية للمستشفى .المواطنة رفضت البقاء في المستشفى نتيجة للأوضاع البيئية المتردية فيه ،وقررت ان تتركها وتتجه صوب المستشفيات الخاصة لأن المستشفى لايوجد به عدد كافٍ من الأسرة ،وان الممرضات خيرنها بأن يشارك طفلها السرير مع طفل أخر ،وقالت ( إن الأوضاع بالمستشفى في غاية الرداءة والسوء ، إضافة للروائح الكريهة التي تنبعث من العنابر وغيرها ).
مواطن غاضب ..!!
الخريج طه سيد أحمد شن هجوماً حاداً علي السياسات الصحية العامة في البلاد وقال ان التردي الذي تشهده مستشفي أم ردمان ليس حالة نادرة او إستثنائية بل هي تشمل كل المستشفيات الحكومية ، وقال أن المشكلة في سياسة الصحة الاتحادية قبل الولائية ،ونبه الي ان التردي الذي ظلت تشهده المستشفيات الحكومية في الاونة الاخيرة يرجع الي قبول وزارة الصحة القومية بأيلولة المستشفيات بالخرطوم للولاية الخرطوم إشكالاً كبيراً ،وان السياسات التي يتبعها حميدة أثبتت فشلها وان حجته لنقل الخدمات الصحية الي الاطراف لم تؤتي أكلها .
وقال أن سياسة هدم بعض المستشفيات العريقة بحجة بناء أخرى في الأطراف، سياسة عقيمة لأن هذه المستشفيات التي جُفِّفَتْ عندما شُيِّدَتْ، وكان الغرض أن تكون بالعاصمة وليست حكراً للخرطوم.
طبيب يعترف ..!!
الدكتور (م – ع) يعمل إدارياً بالمستشفي – فضل حجب إسمه – أعترف بالتردي الذي تشهده المستشفي وأرجع التردي الذي تشهده المستشفي الي السياسات التي إتبعتها وزارة الصحة بالخرطوم التي أفضت لإغلاق مستشفي جعفر بن عوف وبقية المستشفيات كالراجحي في أمبدة ،وزاد إذا كان مستشفي جعفر بن عوف هو الاب فنحن في مستشفي أم درمان للأطفال الابناء ،ونبه الي ان مستشفي جعفر بن عوف ذا طاقة إستيعابية عالية عكس مستشفي أم درمان، وأتهم المواطنيين بالتسبب في حالة الازدحام التي تشهدها المستشفي معتبراً انهم لا في الحالات البسيطة لايذهبون الي المراكز الصحية المنتشرة في الاحياء كمستشفي عبد الرحمن المهدي بالفتيحاب . وقال ان كثرة الضغط على المستشفي نتج منه تردي تقديم الخدمات الي المواطنين ،ونوه الي ان الحل يكمن في عودة المستشفيات المرجعية وتأهيل المراكز الصحية في الاطراف.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة