المشير "بركاوي": استخفّ قومُه فأطاعُوه- عِزّان سعيد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 12:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-13-2018, 03:09 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المشير "بركاوي": استخفّ قومُه فأطاعُوه- عِزّان سعيد

    03:09 PM September, 13 2018

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    المشير "بركاوي": استخفّ قومُه فأطاعُوه

    عِزّان سعيد

    مبروك للمشير. فقد استكمل أشراط الطّغيان كافّة فأصبح دكتاتوراً "كامل الدسم" لا يقل بأساً وبؤساً عن تيمورلنك وهولاكو وشاوشيسكو وشاه إيران والقذافي. يعْمَه مثلهم في طغيانه فلا يُرِي تنابلة المؤتمر الوطني إلا ما يرى ولا يهديهم إلا سبيل الخراب. ومبروك للشعب السوداني، فقد وصل بركاوي للحلقة الأخيرة وصعد إلى أعلى الصرح راجياً أنْ يبلغ الأسباب، ولم يبْق إذاً إلا السقوط.

    يعيش الطّاغية دوماً في فقّاعةٍ كبيرة يصنعها بنفسه ويزيّنها له مَن حوله، تحجبه عن حقيقة بؤسه وهوانه على شعبه. أنظر إلى القذافي في لحظاته الأخيرة وهو يُساق إلى حتفه كالبهائم مِمّن ظنّ طوال عمره أنّهم يرونه الزّعيم الملهم و"القائد الأممي" الذي لا يأتيه الباطل.

    يخبرنا التاريخ أنّ الطاغية عندما يصل لمرحلة الطغيان الأعْمَه فإنّه يعيش منعزلاً رغم كثرة عدد وعُدّة من حوله. ولأنّهم جميعاً مِمّن يجمعهم الطّمع ويفرّقهم الفزع، فإنّ الطّاغية في الحقيقة يعيش وحيداً، لا يَعي ذلك إلّا في ساعاته الأخيرة عند إنفضاض جموع المنافقين، فلم تنفع شاوشيكو حينها الجموع الهادرة التى طالما هتفت بإسمه، ولم تَحُلْ لجان القذافي الثوريّة بينه وبين "العود" ورصاصة القلب والقبر المجهول، وسيذهب المؤتمر الوطني جفاءاً كالزّبد ويترك "بركاوي" لرحمة شعبٍ طالما آذاه بنَزْقِه و تجبّرِه وظلمِه، يموت في عهده الأطفال "سمبلة" بقنابل الأنتنوف وتحت أنقاض الفصول وفي جوف النّيل، بينما يرقص هو على أشلاء وطنٍ مزّقه و"مرمط" كرامته، ويعدّ نفسه ليحكمنا سنيناّ جديدة وهو قد شارف الثّمانين، وكأنّه قد ضَمِن الخلد، وكأنّما حواءنا قد عجزت أنْ تُنْجب من يلِي أمرنا ولا يسومنا سوء العذاب.

    وللطّغيان الأعْمه علامات تُصيب جميع الطّغاة في كلّ زمانٍ ومكان، فهم كأنّما قد خُلِقوا من طينةٍ واحدة:

    الأولى: غياب الطّاغية التّام عن ما يجري من حوله، فهو لا يعلم أو يعلم ولا يعي. يموت النّاس في الطرقات جوعاً فتنصحهم ماري إنطوانيت أن يأكلوا الكيك، و يثور النّاس لكرامتهم وحريّتهم فيسألهم القذافي "من أنتم"، ويتقاتل النّاس في صفوف الخبز و البنزين ويموت التلاميذ بلدغات العقارب وبين أمواج النيل فيبشّرنا "بركاوي" بإستعدادنا لإنقاذ إقتصاد دولة الجنوب!
    وإذا أردت أنْ ترى علامة إنفصام الطّاغية عن واقعه حيّة، فابْحث بالّلغة الإنجليزية عن "خطبة شاوشيسكو الأخيرة" في اليوتيوب، لتندهش من مدى حيرة شاوشسيكو وإستغرابه – قبل إعدامه بايام- عندما بدأ النّاس يهتفون ضده في لقائه الجماهيري الأخير الذي أقامه وهو لا يدرى أنّ الأرض قد مادت من تحت أقدامه.

    العلامة الثّانية إعتقاد الطّاغية الجازم بأنّه المخلّص الذي لولاه لتخطّفت شعبه الطّير وتقاذفته الخطوب. وهذه سمة تلازم الطغاة جميعاً حتّى القبر، فإمّا هو أو الطوفان، فهو كفرعون ما علم لنا من إلهٍ غيره. ربما تُفاجأ إذا علمت أنّ صاحبنا – والبلد تحتضر وتنزلق من بين أيدينا إلى الهاوية- يعتقد جازماً أنّه إذا لم يترشّح في ألفين وعشرين ويحكمنا إلى الأبد فإنّنا ولا شك سنكون في ضنكٍ وعسفٍ وفوضى تُماثل ما حلّ بسوريا وليبيا، فهو إذاً هبة الله لهذا الشعب المسكين! بل أنّنى لا أشك أنّه قد وقع في يقينه أنّه يضحّي من أجلنا ويمنُّ علينا بوجوده على سُدّة الحكم، فلولاه لا وجود لنا ولا ذكر.

    العلامة الثّالثة: هي تناقُص الخُلَصَاء من حول الطّاغية وبالتالي تكاثر المنافقين، وتناقص الخُلَصَاء يكون إمّا بضيق الطّاغية بهم وبنصحهم أو بضيقهم هم من ضيق أفقه وصدره، أو بمضايقتهم وإبعادهم عبر من حوله من المنافقين ممّن يزينون له الباطل ويمدّونه في الغي. الغريب في أمر صاحبنا أنَّ جلَّ ممّن أتُوا به إلى الحكم من الإسلامويين قد إنفضّوا من حوله واحداً تلو الآخر، إبتداءاً من كبيرهم وليس إنتهاءاٍ بغازي وأمين حسن عمر، وهو ما زال يظُن أنّهم جميعاً على خطأ وأنّه الوحيد الذي أوتِيَ الحكمة وفصل الخطاب.

    العلامة الرّابعة: للطّغاة أنّهم "ما طارين الموت". يعتقد أحدهم أنّه قد مُنِح الخُلد فيتشبّث بالسّلطة حتى لا يعلم من بعدِ علمٍ شيئاً، وفي موقابي وبوتفليقة وصاحبنا خير مثال. ليس هذا فحسب، بل أنّهم لا يتّعظون مِن مصارع مَن حولهم من أشياع وكأنّ الموت قد سُنّ لغيرهم لا لهم. لم يُحرّك غرق هذا وإحتراق ذاك في صاحبنا شعرة، فما زالت "نفسه فاتحة" للحكم بعد ثلاثين سنة يريد أنْ يزيدها خمس.

    العلامة الخامسة: أنّ جنون الطاغية يزداد بتقدّم عمره. فجميعنا يعلم أنّ "بركاوي" لم يكن بهذ القدر من الغرور والتجبّر عندما أُتِيَ به ليكون واجهة لإنقلاب الجبهة، ولكن ما رآه من تذلّل الإسلاميين له وبذلهم الغالي والرّخيص في طلب ودّه وفيهم حملة دكتوراة وتكنوقراط، أوقع في روعه أنّه الزّعيم الملهم وأنّ ما يراه من أتباع السوء من طاعة عمياء إنما هو لعبقريّته وقدرته وحده –لا شريك له- على الحكم و القيادة.

    لا أتوقع أن تدرك صاحبنا صحوة مفاجئة فيُصالح شعبه ويدرك ما صنعه بنا من دمار. سيسير كالأعمى في طريق من سبقه من طغاه ويستنّ بسنّتهم وينتهى إلى ما صاروا إليه. ولطبيعة شعبنا وما جُبِل عليه من خلقٍ وما نشأ فيه من حضارة، فإنّى أُرجّح له سيناريو بن علي (الهروب) أو سيناريو نميري/ولد الطايع (التغيير أثناء الوجود في ما سيكون لاحقاً منفى) أكثر من السيناريوهات العنيفة: القذّافي (العود/القبر المجهول) أو علي عبد الله صالح (رصاصة الرأس)، رغم أنّ الرّوح قد بلغت الحلقوم وبلغ السيل الزّبى واقعاً ومثلاً.

    آسى كثيراٍ على ثلاثة عقود قد مضت من عمرنا وعمر هذا الوطن ونحن فيما نحن فيه من تِيه. ولكنّي على يقين من أنّنا في أحلك ساعات الليل التى تسبق الفجر، وأنّ فرعونَنَا وجُنده قد آن لهم أنْ يعبروا البحر...
    لكاتبه...
    •••




















                  

09-13-2018, 03:24 PM

حسن ادم محمد العالم

تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشير andquot;بركاويandquot;: استخفّ قومُه فأطاعُ� (Re: زهير عثمان حمد)

    شكرًا صديقي الجميل الدكتور عزان سعيد كفيت ووفيت فشخصت علامات
    الطاغية بمنظار الطيب العارف اتمناك بخير
    شكرًا زهير علي المقال
                  

09-14-2018, 08:13 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشير andquot;بركاويandquot;: استخفّ قومُه فأطا� (Re: حسن ادم محمد العالم)

    شكرا زهير والتحية لك ولعزان سعيد

    مقال متميز

    لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

    خطبة الديكتاتور نيكولاي شاوشيسكو الأخيرة





                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de