شيلوهو.. وزيدوهو ..علوهو.. وابنوهو .. و مدوهو

Quote: بقرا في كتاب عن الزار حقيقي في ناس بسوقونا معاهم - طرباً- لعوالم تانية

Quote: يتسلطن مع الخنتيلة.. ويكب لينا نضم من بحر الوافر ..

Quote: نص، على بساطته (خفته) يا ملك، مثقل بأثقال من التاريخ الاجتماعي والسياسي وتنطوي بداخل لحنه اسرار الذاكرة الثقافية.

Quote: في نضاله ضد الاستعمار الإنجليزي؛ كان خليل فرح من دعاة وحدة وادي النيل، متعلقاً بمصر، مثل كثير من المثقفين السودانيين وقتها، فانضم إلى "جمعية الاتحاد السوداني" التي تكونت عام 1921، وكانت تدعو إلى وحدة وادي النيل، وطرد المستعمر، ثم انضم إلى "جمعية اللواء الأبيض" التي تكونت عام 1924 وضمَّت الأعضاء الأكثر راديكالية في "جمعية الاتحاد السوداني"، وهي التي فجّرت ثورة 1924 التي كان خليل فرح وجهها الثقافي.

Quote: وهنا النص مرة أخرى ولكن مكتوبا بطريقة ستتيح نظرة مختلفة وهي بذاتها قد ترجح خليليته: الموز روى قايم سوا فاطرك ضوى أنا ياناس بالنار جسمي انشوى لسع دقاق ؤما استوى حراسو مرتينن عوى قطعولو خط الإستوا كيف بُصري أنا قلبي انشوى *** ياستي أمرك لي مطاع من غيري كل العاصي طاع اعلانَا باقي على انقطاع نرجوكِ عدم الانقطاع *** زينة الزناتي مع هلال رسمولا فوق تاجا الهلال أقداما ما شالن علال مودوعه عند سِيْد بلال *** لو تاني عاد الإنفصام بشكيهو عند قاضي الغرام اوريهو ناري الفي العضام سرَّاجه حامياني المنام يا مولانا، الكلام الجاي كلو اقتباسات عن كلامك، فأعذرني لو سهوت عن أي علامات دالة عليه.. لو نتأمل في هذا النص أعلاه الآن، وعلى ضوء الفات والجاي، سنعرف أن هذا المقطع الأول ليس أكثر من استعارة للطريقة الأكثر شعبية في الكلام وإمعانا من الشاعر في المداراة والمضارفة على نفسه.. أنا قبيل كنت قد قلت إن في النص (نفس خليلي)، أما الآن بعد كلام مولانا فقد أقتنعت بتا أو مرة واحد (زي ما بقولوا جماعتنا الكسلاويين)، إنها للخليل رضي الشعر عنه.. حتى الجزء الأول الذي حسبته أصلا، فسيمكن رده إلى الخليل أسلوبيا، فهو على أية حال، على كل اساليب الكلام لقدير.. الموز روى قايم سوا فاطرك ضوى* أنا ياناس بالنار جسمي انشوى؛ قلت لي المعجم قال شنو يا ملك؟: {فَطَرَ نَابُ البَعِيرِ: شَقَّ اللَّحْمَ وَطَلَعَ.. ..فَطَرَ النَّبَاتُ: شَقَّ الأَرْضَ وَنَبَتَ مِنْهَا}!! إذن ليس أنا يا مولانا من اكتشف أي شي، إن تلك إلا تلميحات وإشارات.. أما الشغل الزي دا فشغل فطاحل عارفين ومبروكين زيّك.. دي دايرالا علمن لدُّني يهديك إلى المعاجم لترى حقيقة الفاطر وترى التورية العجيبة فيه، الفاطر والفواطر كلمة سودانية حلوة يمكنك أن تسوقها صوتيا إلى تعبير كمثل (افتر ثغره عن ابتسامة) ولكنك لو تراجع حقيقة الفاطر عند بدو السودان أهل الإبل وكذا معجميا، فإذ به هو الناب وليس الثنايا مثلا أو سنا غيره في الأسنان. وهل الناب مما يذكر في محاسن النساء، نعم، كفاطر كناية عن حلاوة الابتسام وعن الحسن والاكتمال وليس عن ناب يفيد القطع؟ بل الخقيقة أن كلمة "ناب" فهي أيضا من كلمات معجم خليل التي يعرف حق علاقتها "بفاطر" ومعناها ومؤداها، هاك مثال؛ "خبِّي كاسكْ لا ينُوبنا "نابْ" ** أصلُو خشم المركزْ ذئَــابْ".. شفت التحذير من الناب!! وفَطَرَ نابُ البعير، فأيضا تعني أنه، فيسيولوجيا، أنه قد صار قيد النضج والفحولة، نسال المستنير:).. حُرّاسو مِرتينُنْ عوى* قطعولو خط الاستوا* كيف بُصري أنا قلبي انشوى؛ تصدق واحدن قبيل قالِّي؛ خط الاستوا دا نوع من تياب الفردة بي زيق ملوّن؟ قربت أصدقوا، إلا بعد الكلام دا، فجزما الحراس ياهن الإنجليز وخط الاستواء ياهو خط الاستواء تعبيرا عن توجهاتهم لأبعاد السودان عن مصر وإلحاقه بمستعمراتهم الجنوبية في يوغندا وكينيا. لم تكن تلك الفكرة قد تبلورت بعد كما تبلورت بآخرة حول جنوب السودان، ولكن ارهاصات بها ومجرد همسات كانت ستكون كافية لإثارة شكوك مثقف وشاعر منخرط في النضال العملي ضد الإنجليز عبر توجه سياسي بعينه متصل بمصر اتصالا قويا.. وبقراءة رمزية تانية فخط الاستوا هو خط ثوار ١٩٢٤ الواصل بين السودان ومصر، وشتلات الكانت مكلوفة بالرعاية "الموز روى وقايم سوا" هي الوجدان الشعبي الذي قطعوا عنه بالقوة "المرتين" سبل الاستواء على سوقه الوحدوية ليعجب الزراع من رعاته، وليغيظوا بذلك للإنجليز "الكفار"! قطعولم خط الاستوا فسادت الحيرة وهيمن السؤال: ما العمل وكيف البصارة والدبارة "كيف بٌصري؟ ( البصارة شنو ؟) أنا قلبي انشوى".. والبحسم الكلام، شوف الرموز الدالة إلى مصر عبر تطلعات اللواء الأبيض وفي ذاكرة حراك العشرينات؛ الزناتي خليفة وسيرة بني هلال، والتاج الملكي وتاج البطولة، والهلال الذي في علم المملكة واللواء الأبيض.. "زينة الزناتي مع هلال، رسمولا فوق تاجا الهلال* أقداما ما شالن علال، مودوعة عند سيد بلال"؛.. هو كما ما قلت يا مولانا، أي نعم أصبت، أصبت شنو يا زول؟ بل والله كتلتها كتلة: "الرمزية تشير لأرواح الشهداء التي أودعت عند سيد بلال أي خالقهم سبحانه وتعالى".. ديل عبد الفضيل ورفاقتو مافي شك فالآن الآن فهمنا؟ بالله الشاعر ما اختصر مجد ركزة واستشهاد عبد الفضيل ورفاقه، شوف التورية وتورية التورية؛ قال عريس موت مجرتق بزينة البطولة كالزناتي وكمان معاها هلال!! هلال الجرتق وهلال الزناتي وأب زيد وهلال العلمين.. قال دي زينة لا فيها شك ولا فيها طق وأقداما ما شالن علال.. شالن علال يعني قام صوف وأداهم عجاج كرعينو!! أفو "الجري دا ما حقي، حقي المشنقة والمدفع أب سكلي".. لا أعضاء الجمعية ولا الرجال الذين قاتلوا فقتلوا واعدموا، ما فروا ولا هربوا، بل وقفوا في عين الموت "وما في الموت شك لواقف* كأنهم في جفن الردى وهو نائم".. فهم الشهداء أحياء عند ربهم وأرواحهم مودعة عنده سيد بلال وسيد الناس.. أي نعم يا الملك حقيت المعنى تب.. لابد إنها البوليتكال كوريكتنس الأدت لقلب "سِيْد بلال " إلي "سَيِّد بلال" فلخبطت أكثر من معنى، رغم أنو لو أن الكابلي عرف ونحن معه ما نظن أننا نعرفه الآن، فما كان سيكون أي حرج حداثي!! وشوف عادة الخليل في مزاوجة الوطن بالحبيبة، قال "ياستي أمرك لي مطاع* من غيري كل العاصي طاع**اعلانّا باقي على انقطاع* نرجوك عدم الانقطاع" بأمرك يا ستنا، يا عزة/عازة، كلامك على رأسي، ولا تخشي أن نخذلك، شوفي الدنيا دي كلها كبف خضعت لهم إلا نحن فلن نخضع.. فبأمرك نحن (ونحنا الشرف الباذخ دابي الكر شباب النيل) حتى ولو كان انجاز واعلان موعدنا في (الوحدة) رهين بما قطع الاستعمار لسواسية أمرنا قبل أن يستوي على سوقه (الموز) وقبل تكامل نموه ونضجه، فإنّا لراجون، بعد، من أمرنا هذا ألا ينقطع.. ولتكتمل الرمزية وغموضها، يقول أما "لو تاني عاد الإنفصام* بشكيهو عند قاضي الغرام** اوريهو ناري الفي العضام *سرَّاجه حامياني المنام" وهذا تشبيب سيبدو عاديا جدا لو قرئ خارجا عن السياق أعلاه، ولكنه في هذا السياق سيؤكد المؤكد من المحبة والتعلق بمصر كمعادل موضوعي للكراهة الحضارية للانجليز.. وللحق، فقد طالما كانت نار الشوق إلى (شمال الوادي) متقدة ولها (شوشوة) في قلب وروح الخليل، لم يتوانى في التعبير عنها في الكثير من شعره حتى الذي كتبه في وقت اعتلال صحته.. وبي كلامك يا مولانا: غايتو الفرضية دي لو صحت نكون بفضل الكابلي وأحمد ياسين قد عملنا شغل أركيولوجي في غنانا هذا، قد يتيسر به أن نلحق النص بصاحبه الأشهر من نار على علم، بدل ماهو متروك هكذا نهبا للغموض وللتراث... وللتذكير، ربما لم يثبت هذا النص في ديوان خليل فرح، كما لم ينسب لغيره، ولكن عبد العزيز الكابلي والد الفنان عبدالكريم الكابلي هو واحد من أعضاء جمعية اللواء الأبيض (حسب محجوب عمر باشري)، وقد كان قبل ذلك زميلا لخليل فرح في كلية غردون (حسب ديمتري البازار). وسمعت تسجيلا لكابلي يتحدث فيه عن أول سماعه الغناء والعزف على العود في بيوت أعمامه في سواكن أو بورتسودان، فلا يستغرب والأحوال كتلك، أنه قد سمع هذا النص عندهم بغير تنسيب أو وقع له لاحقا ثم لم يجده موثقا إلى خليل فرح عند الرواة (كصديقهما حدباي؟!) أو في الكتب..