ليس كل ما يلمع نَفْطًا .. بقلم: معتصم أقرع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-02-2018, 12:01 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ليس كل ما يلمع نَفْطًا .. بقلم: معتصم أقرع

    12:01 PM August, 02 2018

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر

    ليس كل ما يلمع نَفْطًا .. بقلم: معتصم أقرع
    2 أغسطس، 2018


    السودان اليوم

    أحد الأخطاء المفهومية الشائعة في الحوار حول الاقتصاد السوداني يتعلق بلجوء حكومة الانقاذ إلى الذهب لتعويض 75 بالمئة من عائدات النفط التي فقدتها بانفصال الجنوب. ومما يسر لسوء الفهم هذا حقيقة أن الحكومة, بعقليتها الريعية التي لا شفاء منها , تفاخرت بكرت الذهب وروجت له الِي درجة انها صدقت بأن الذهب سيكون بديلاً مناسبًا للنفط. لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو هل النفط والذهب متطابقين من ناحية التاثيرات الاقتصادية؟ الإجابة ذات شقين: نعم محدودة ثم لا مدوية.

    لفهم الفرق ، من المهم ملاحظة أن كل النفط في البلاد مملوك للحكومة. وبالتالي فإن الحكومة لديها السيطرة الكاملة على جميع الإيرادات من النفط بعد طرح الحصة المتعاقد عليها مع الشركات الأجنبية التي تقوم باستخراجه وتصديره. لكن هذا ليس هو الحال مع الذهب الذي يمتلكه الأفراد والشركات التي تقوم بتعدينه .

    فيما يختص بالاجابة الإيجابية المحدودة ، يشبه الذهب النفط في كون انه يمكن أن يكون تصديره مصدراً هاماً للغاية للعملة الصعبة التي من شأنها تمكين الاقتصاد من استيراد الأغذية الأساسية والأدوية والسلع الوسيطة والطاقة وكل الاشياء التي لا غني عنها لتحريك العملية الانتاجية. ومع ذلك ، هناك فرق حاسم بين الذهب والنفط: في الوقت الذي تمتلك فيه الحكومة النفط , يتم استخراج وامتلاك الذهب من قبل أفراد وشركات خاصة. في بعض الأحيان تقوم بعض هذه الجهات الخاصة بتهريب الذهب خارج البلاد بدلاً من تسليمه للحكومة كما هو مطلوب بموجب القانون. ترتفع حوافز تهريب الذهب عندما يكون السعر الذي تشتريه به الحكومة أقل بكثير من أسعار السوق العالمية أو عندما يرغبـ المهربون في اخراج والاحتفاظ بثروتهم خارج البلاد لأن ابقاء أموالهم داخل السودان يهدر قيمتها الحقيقية مع تضخم الاسعار المتفشي والمتسارع .وهذا يعني بأنه ، يمكن أن يكون الذهب مصدرا هاما للعملة الصعبة وبذلك يخفف من ازمة تمويل الواردات وشحها ، ولكن يتسرب جزء من هذا الذهب ويستخدم في تمويل هروب رأس المال كما يتسرب بهدف تجنب السعر المتدني الذي تدفعه الحكومة. باختصار ، للذهب دور يلعبه في تخفيف النقص في العملات الأجنبية وتمكين الاقتصاد من تمويل الواردات الأساسية ولكنه يظل مختلف نوعيا عن النفط.

    من الناحية الاخري لا بد من الإشارة إلى أن النفط ليس فقط مصدرا للنقد الأجنبي كما هو الحال مع الذهب ، بل هو أيضا مصدر رئيسي لإيرادات الحكومة التي تملكه وتتمتع بكل إيراداته بعد دفع حصة الشركات الأجنبية التي تستخرجه وتصدره. وهذا يعني أن الذهب يغطي جزءاً من فجوة النقد الأجنبي التي خلفها فقدان النفط مع انفصال الجنوب ولكنه لا يساهم بنفس المستوي في تغطية الفجوة في الإيرادات الحكومية الناجمة عن فقدان النفط. مساهمة الذهب في رفع الايرادات الحكومية لا تتعدي الضرائب وبعض الرسوم التي لا يمكن مقارنة عائدها للميزانية بعائدات النفط.

    ونتيجة لهذا الفرق الهام سعت الحكومة إلى سد فجوة الإيرادات الناتجة عن فقدان النفط عن طريق خلطة من الضرائب والرسوم الاضافية و طباعة كمية لا نهاية لها من النقود لتمويل أنشطتها وتمويل شراء الذهب من منقبي القطاع الخاص والافراد . في بعض التقديرات ، قامت الحكومة بتمويل جميع مشترياتها من الذهب عن طريق طبع النقود في عملية شيطانية يقوم فيها معدني الذهب بعملهم ، وبسهولة تحسد عليها تقوم الحكومة بطبع النقود وشراء ذلك الذهب. هذا يعني أن الحكومة تحصل على الذهب في مقابل كسول بـتشغيل وردية اضافية في مطابع سك العملة . وهكذا من خلال طباعة الكاش والنمو السرطاني للكتلة النقدية ، وضعت الحكومة الاقتصاد على مسار التضخم المفرط الجامح الشيء الذي فأقم من انهيار سعر صرف الجنيه ونتج عنه تثبيط الاستثمار وتشجيع هروب رؤوس الأموال. في المقابل عندما كانت الحكومة تملك إيرادات النفط الهائلة ، لم تكن بحاجة إلى طباعة النقد لتمويل إنفاقها غير المسؤول ولهذا السبب كان التضخم منخفضًا نسبياً وكان سعر صرف الجنيه السوداني مستقرًا نسبيًا. وقد ذهبنا في مقالات سابقة بان اسوأ جريمة اقتصادية ارتكبها النظام هي طباعة العملة بافراط , كما ابنا تفاصيل التدمير الاقتصادي الناتج عن النمو السرطاني للكتلة النقدية. وهذا يعني ببساطة ان الذهب لم يستطع انقاذ الاقتصاد من السرطان التي تضخه الحكومة في شراييين الاقتصاد من ماكينات سك العملة.

    ملخص التحليل أعلاه هو ان الذهب لم يكن بديلا مكافيء للنفط في يوم من الايام لان اثاراهما علي الايرادات الحكومية والميزانية العامة في غاية التباين . وأذىا ما كان هناك عذر واضح اذا ما غاب هذا الفرق عن الكتاب والناشطون غير المتختصصون , فما هو عذر الحكومة في الخلط والاعتقاد بأن الذهب سوف يعوض عن فقدان البترول ؟

    [email protected]




















                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de