في القطار: معاوية محمد نور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 06:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-28-2018, 01:39 PM

Osman M Salih
<aOsman M Salih
تاريخ التسجيل: 02-18-2004
مجموع المشاركات: 13081

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في القطار: معاوية محمد نور


    هذه قصة قطار الشمال، قطار صحراء العتمور الموحشة، وهو أشهرالقاطرات في النثر المكتوب بالعربية في السودان، يقابلها في الشعر عندنا " قطار الغرب" لمحمد المكي ابراهيم، وجدتها منشورة في موقع التوثيق الشامل هتتپ://ووو.تاوتهييعونليني.چوم/ڢب/سهووتهرياد.پهپ؟ت=12787 . عثمان


    في القطار
    مأساة

    الأعمال الكاملة لمعاوية محمد نور – ص359
    (نشرت في السياسة الأسبوعية – العدد 243 – 11 نوفمبر1930)

    بعد أن قطع القطار صحراء العتمور العاتية وما فيها من جبال ملتفة
    ورمال بيضاء منبسطة وأحجار سوداء متناثرة، في لجّ ذلك الخضم
    الذي لا تقف منه العين على شيء من صور الحياة النابضة.
    وسار ينساب في أرض لا تحوجه الى مثل ذلك الكفاح والنضال القوي،
    بل راح راكضاً في اتساق وسرعة على ضفاف وادي النيل، وكنت من
    قبل ذلك انظر إلى هذه الصحراء وامعن النظر اليها وكلما امعنت النظر
    وجاشت بي الخواطر والذكر، خيل إلى أن لي تاريخاً مع هذه الصحراء
    لما اشعر به من القرابة والعطف والإيناس لهذه الجارة التي تترامي
    بالقرب من سير القطار.
    وربما جنح بي الفكر فخيّل إلى أنني قد رأيت كل هذا وعرفته قبل حياتي
    الراهنة، وإلا فكيف أفسر هذا العطف وهذه الإلفة وهذه القرابة الروحية
    التي هي أشدّ من كل عطف وقرابة وإيناس والقطار سائر إلى أن اقترب
    من مدينة شندي بعد أن مرّ بمدن عدّة، والمسافر لا يرى غير السهول
    الواسعة حيناً، والأشجار المتناثرة الكثيفة حيناً آخر.
    وقد يري بعض الأحيان أرضاً خضراء ، ولا يري في غيرها سوى الرمال
    والحصى. غير أنّ النظر إلى شجرة من هذا الشجر الذي تجده بين حين
    وآخر واقفاً متدلي الأغصان في أسي واكتئاب وصبر ووحشة لا تخالطها
    بشاشة أو يمازجها فرح، لحري بأن يحمل الإنسان إلى الاعتقاد بنضوب
    هذه البقاع من الحياة كما عرفها وذاقها بين المدن الصاخبة، وأنفاس
    الإنسان النابضة ووثبة الحياة الدافقة، كل هذا وبعض أصحابنا المسافرين
    المترفين في شغل عن الصحراء والسهول والأشجار وحديثها.
    هذا يدخن سيجارته، وغيره يقرأ كتاباً، وثالث نائم، وغيره وادع حالم.
    وما أن يقف القطار عند قرية صغيرة يحسبها الإنسان خلاء وقفراً قبل
    أن يطلع عليه بعض أهليها من شباب وشيب ومعهم أشياء من الطعام
    يرغبون في بيعها إلى المسافرين أو أنواع من الخزف والآنية.

    ووقف بنا القطار في هدوء طاري في محطة من المحطات بعد أن اجتاز
    مدينة شندي، وكنت تسمع المسافرين ينادون بعضهم بعضا.. اقفل
    الشباك . اقفل الباب بين قصف الرياح وأصوات المسافرين ذلك لان
    الرياح قد ابتدأت تقصف بشدة وتذر التراب في العيون والعاصفة
    تولول كالشارد المجنون، والشمس تختفي بين حين وآخر لأن بالسماء
    الداكنة غمام يتجمع ويقلع حيناً، ثم يتلاشى حيناً آخر، فتظهر الشمس
    سافرة. وكان النيل الذي وقفنا بالقرب منه يرسل أصواتاً هائجة من
    أمواجه الثائرة. وهكذا وقف القطار بين ولولة العاصفة، وهدير الموج
    الصاخب، ودكنة السماء وحلوكة الجو.
    وبعد قليل رأينا رهطاً من النساء وبعض الصبية يهرولون نحو القطار
    غير عابئين بالرياح أو حلوكة الأنواء، ولقد كان مع هؤلاء النساء أوان
    من الخزف المزخرف. وهن في أسمالهن البالية أبعد شيء من الزخرف
    ودواعيه، وفيهن واحدة قد جاوزت الثمانين أو كادت تعرض وجهاً قد
    رسمت عليه الشيخوخة خيوطها الساخرة، وتعجب ما لهذه وعراك
    الحياة والتكالب على العيش في مثل ذلك اليوم العابس، ولكنك لا تجد
    جوابا على سؤالك سوى إنها الحياة! فقد جاءت تسابق الفتيات هازئة
    بشيخوختها غير معترفة بكبرها، أو ربما كان الأصح أن تقول إن
    العيش ودواعيه يضحك ساخراً أو معجباً من هذه المرأة الهرمة، ولبثت
    تعرض حاجياتها على المسافرين من خلال النوافذ من غير أن تنبس
    بحرف واحد، وإنما بإشارة خفيفة من الرأس وامتداد من اليد إلى جانب
    نوافذ القطار، وهي في إيماءآتها ووقفاتها انطق من كل كلام، وأدلّ من
    كلّ صراخ أو نداء، وكانت تمشي في خطاها المتثاقلة من أول القطار
    إلى آخره ولا من يشتري أو يجيب حتى أرهقها الإعياء.
    وقد شهدها أحد ركاب الدرجة الأولى من الانجليز فقال لها بالانجليزية
    ما معناه (( خير لك أيتها العجوز أن تذهبي إلى بيتك ألآن)) ولكنها
    ظلت واقفة ناظرة إلى هذا الرجل من غير أن تفهم قصده، ولعلها ظنت
    أنه قد سألها عن الآنية التي تحملها أو قال شيئا يقرب من ذلك.
    فعادت تعرض آنيتها في مكان ظاهر أمام الرجل وتطيل النظر مرفوعة
    الرأس في شيء من الاستفهام والطلب.
    وكانت هناك امرأة تجلس على بعد ثلاثة أمتار من القطار ناظرة إلى
    الصبية الذين ينادون بملء أفواههم بما عندهم من طعام وشراب
    لجماعة المسافرين، وكانت تشير على أحد الصبية بين حين وآخر
    أن يجري هنا وهناك من واجهات القطار منادياً (شاي) (شآ.. آ ... آي)
    وكان بقية الصبية يحملون بيضاً مسلوقاً صارخين (بيض مستوي)
    (بي..ض مستوي) وهم يمدّون كسرة الباء مدّاً طويلاً تكاد تخرج معه
    حناجرهم من شدة الصياح.. كل ذلك الصراخ كان من غير جدوى إذا
    استثنينا مسافراً واحداً اشترى من أحدهم بيضاً بقرش صاغ، ولشدّما
    كانت ترمقه عيون آخرين حاسدة حاقدة! أمّا ذلك الطفل الصغير
    فقد ظل في ندائه باجتهاد وصبر من غير أن يلاقي نجاحاً وكانت
    صرخاته تشتدّ كلّما مرّ الزمن ولم يبع شيئاً من (شايه) الذي يحمله
    في آنية تعافها النفس، وأكواب يصعب على الإنسان الشرب منها
    ولقد كان يلبس هذا الفتى الصغير جلباباً أبيض قد استحال لونه
    من كثرة الاتساخ، وتراكم عليه التراب قاتماً اسود يمشي حافي
    القدمين عاري الرأس، لم يتجاوز عمره أحد عشر عاماً، براق
    العينين، دقيق الشفاه في أسى واكتئاب تطلّ عليك من نظرته لوعة
    وشجو دفين. وقد ارتسمت على جبهته وحول شفتيه غضون جاءت
    قبل أوانها مبكرة لشدّة وقوفه في الشمس، وحياة المتاعب والشظف
    التي يحيياها، كل هذا وقد ترى في وثبته وحركته شيئاً من السهوم
    الواجم، والخفة المستحبة لا تلبث كثيراً إلا وتنقلب إلى انقباض
    ولوعة، ولعل خفة الحركة والقفز تتملكه عندما ينسى نفسه وما
    حواليه، ونظرة الأسى والاكتئاب تعتريه عندما يذكر إخفاقه وبؤسه!
    وإنني لن أنسى ذلك الصوت الذي ظل يردّد لفظة، ((شاي)) والناس
    عنه في شغل، ولعله هو الآخر في شغل عما يحمل من آنية وشاي،
    بل كان السهوم في أوجه المسافرين وكأنما تنطلق شفاهه في حركة
    ميكانيكية بين حين وأخر بلفظة (( شآ...آ...ي)) وهو يمد فتحة
    ((الشين)) مدا تكاد تحسب أن روح هذا المسكين تكاد تزهق مع ندائه
    الحار وكلما لم يسمع رداً لصداه ولا مجيباً لندائه ازداد عدوه من أول
    القطار إلى آخره، ، من آخره إلى أوله، كأنما هو الحيوان الخائف
    الهارب! ... وابتدأ المطر ينزل رذاذاً في هذا الوقت والقطار واقف،
    وصوت الرياح وهدير الأمواج يبعث في الإنسان شيئاً من الخوف
    والجلال والرهبة... وبين جيشان الطبيعة وثورتها كنت تسمع صوت
    هذا المسكين بين حين وآخر منادياً (( شاآآآآآآآي)).
    وأحسّ الفتى برذاذ المطر يهطل على آنية الشاي وهو لم يبع منها شيئاً،
    فازداد حزنه وكثرت همومه! ولقد كان المسافرون في حاجة إلى الشاي،
    غير أن ما صدّهم عنه رداءة آنيته واتساخ أكوابه، وهيئة حامله التي
    لا تدلّ على النظافة أو شيء من ذلك، ولقد كانت تناديه تلك المرأة بين
    حين وآخر مشيرة عليه بأن يسرع خطاه وأن يذهب إلى الناحية الأخرى
    من القطار لعله بائع شيئاً لأحد المسافرين، وأخيراً بلغ به التعب
    واللغوب مبلغها وبحّ صوته، غير أنه واظب على ندائه وكأنما القطار
    بانتظاره الطويل قد زاد من ألم هؤلاء الناس وضاعف أحزانهم
    وشقوتهم. وقد برد الشاي وصار كالماء البارد وهو لم يزل ينادي!
    ولما تعب ذهب إلى تلك المرأة وأراد الجلوس إلى جانبها فما كان منها
    إلا أن دفعته إلى ناحية القطار، ولكنه وقد خارت قواه لم يستطع
    الصراخ فصار ينادي في شيء من الهمود والإعياء وفقدان الصوت..
    ((شآي....شآي...شآي)) حتى كان صوته قد ابتلعته الرياح فيما
    ابتلعت فلم يعد يسمع له صدى! .. وصفر القطار معلناً سفرته رغم
    إن رذاذ المطر ما زال يتساقط، والرياح ما زالت تعصف بين كل حين
    وأخر... فذهب هؤلاء الباعة مبتعدين عن القطار قليلاً..
    وسمعت هذه المحادثة والقطار يتحرك بين تلك المرأة وذلك الفتى:
    قالت المرأة: ها قد خسر الشاي من ذا الذي قال لك ضع القرشين في
    مثل هذا الشاي ومن سيشربه لك الآن؟؟ لتنام الليلة من غير عشاء..
    يا قاسي الرأس، ألم تر الرياح تهبّ حينما عملته، أليس لك عينان؟؟.
    وظلت توبّخه على هذه الوتيرة وهو ساكت، وقد بلغ بها الحمق
    والغضب غايتهما، فدفعته بشدة ارتج لها جسم الفتى، وأخذت منه
    أنية الشاي، وبعدها أخذ الطفل يبكي ويتنهد تنهداً حاراً، فاقتربت
    منه في عطف وأسى وأخذت رأسه بين يديها وخانتها قواها، فانحدرت
    دمعة كبيرة من مآقيها، ولما رآها الفتى على هذه الحالة، استردّ شيئاً
    من شجاعته...
    وقال لها: ولكنك أنت يا أماه التي قلت لي اعمل هذا الشاي علنا نربح
    منه قرشاً، وقد عملته كما أمرتني!!
    فأجابته بعد أن نظرت إلى عينيه الدامعتين، شكله المبتئس، قائلة في
    صوت هادئ تخالطه مرارة دفينة، وهَمّ لاعج: (نعم أنا ... أنا ...أنا
    السبب اسكت يا ولدي الله في!!).
    وبعـد هذا المقطـع لـم اسمع شيئاً بل رأيت الأم والابن يتجهـان نحـو
    قريتهما في خطى متثاقلة وسكون كئيب، على حين كان المطر يزداد،
    والأمواج تصخب والريح تولول هامسة، وجسماهما يختفيان في تلك
    الدكنة كنقطتين سوداوين وسط ذلك الظلام الدامس..

    وابتعد القطار رويداً رويداً، وصورة ذلك المشهد لا تفارق نظري، ونغم
    ذلك الجرس الصارخ المملوء لوعة وأسى (( شا... آآ..آي)) ما زال
    يرنّ في أذني.
    وإذا بصراخ أفنديّة القطــار يقطع علي تفكيري وذكراي فهـو ينادي
    الجرسون (واحد بيرة، بس خلي الثلج يكون كثير شوية، فاهم! )
    وقام البعض يلبس ملابسه ويصلح من هندامه استعداداً لطعام العشاء،
    وقال أحدهم وهو يربط رباط الرقبة (يالله .. أيه ... يا ولاه.... إنت
    ليه ما جبتش الكرافتات الحرير؟ ابق ذكرني علشان ما ناخذ دسته
    من دفس براين!!) وأتي من بعد ذلك خادم (الرستوران) مشيراً إلى
    أنّ طعام العشاء قد آن، فقام البعض في مشية متثاقلة كلها خيلاء
    وكبرياء، ورأينا هناك نفراً من الموظفين الانجليز وهم جالسون
    في غرفة الطعام يتكلمون بسرعة ويتبادلون النكات المضحكة
    ويدخنون.
    وكنت تسمع الأفندية من ركاب الدرجة الأولى والثانية وهم على
    مائدة الطعام الأنيقة ينادون بين حين وآخر ( واحد توست)، بينما
    القطار في عدوه لا يلوى على شيء.

    (عدل بواسطة Osman M Salih on 07-28-2018, 01:54 PM)
    (عدل بواسطة Osman M Salih on 07-29-2018, 04:17 PM)





















                  

07-28-2018, 05:51 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القطار: معاوية محمد نور (Re: Osman M Salih)

    يا سلام على هذه اللوحة الرائعة يا عثمان

    رغم الكآبة والحزن لكن دقة التصوير والوصف مدهشة لدرجة تحير

    فضلا عن أن القصة لا يوجد بها أي مغالاة وغرور وبطولة زائفة نقلها الراحل معاوية محمد نور كما هي
                  

07-29-2018, 06:03 AM

Osman M Salih
<aOsman M Salih
تاريخ التسجيل: 02-18-2004
مجموع المشاركات: 13081

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في القطار: معاوية محمد نور (Re: درديري كباشي)

    مرحباً بك يادرديري ياصديق،

    قصّة القطار وهي تجسيم ناطق لمأساة يتعارض فيها عالمان : عالم خارج القطار حيث يغرق عامة الشعب في البؤس وشظف العيش، والعالم الذي تضمّه الدرجتان الأولى والثانية من القطار حيث تستريح طبقة المستعمرين الانجليز والمصريين وطبقة الأفندية السودانيين، هذه القصة لهي من الآيات البيّنات الدالة على عبقرية معاوية وسبقه لمجايليه في المغامرة وتمهيد الطريق لكتابة القصة القصيرة في السودان متكاملة الأركان والعناصر، أقول هذا مع أنّ هناك من السودانيين من يغالي في تمجيده لمعاوية إلى درجة أن أحدهم ذكر أنّ بيرنادشو قد امتدح ذكاء معاوية وشبّهه بأوسكار وايلد وهذا القول لم يقع أصلاً، فمن أين لبيرنادشو أن يهتدي إلى مؤلفات معاوية غير المترجمة للانجليزية. معاوية في نظري عظيم سواء امتدحه بعض الأجانب، أم لم يسمعوا به أصلاً.

    (عدل بواسطة Osman M Salih on 07-29-2018, 08:19 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de