واشنطن – صوت الهامش ندد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الثلاثاء، بقيام حكومة الخرطوم بهدم كنيسة إنجيلية مشيخية في فبراير الماضي بعد ما أمرت الشرطة رعاتها من القساوسة بإخلائها فور انتهاء شعائر قداس يوم الأحد دونما سابق إنذار.
ونوه بومبيو عن أن هذا الهجوم على الكنيسة الإنجيلية المشيخية لم يكن غير أحد القرارات التي تنضم إلى سلسلة قرارات حكومية مشابهة بهدم كنائس في السودان. حسبما ذكرت صحيفة (يو إس أي توداي).
وقال أحد قادة هذه الكنيسة، التي تقع في شمال الخرطوم، إن الشرطة وصلت في 3 شاحنات لمجمع الكنيسة ومعهم جرافة بعد ساعتين من انتهاء شعائر قداس الأحد… “لقد سلبوا الكنيسة كل شيء.. بحيث وجد 64 عضوا من الكنيسة الإنجيلية في منطقة الحاج يوسف بالعاصمة السودانية أنفسهم فجأة بلا كنيسة يقيمون فيها شعائر قداس الأحد التالي”.
وأخبر مسؤولون قادةَ الكنيسة بأنها تم هدمها لأن شعائر العبادة تسببت في إخلال بالنظام العام، فيما يقول قادة مسيحيون إن الكنيسة تقوم على أرض تسعى الحكومة لتمكين رجل أعمال مسلم من الاستحواذ عليها.
وشدد وزير الخارجية الأمريكي على أن ما تعانيه أقليات دينية حول العالم من اضطهاد وانتهاك لحقوق أصيلة يجب أن يتوقف فورًا.
ونوه بومبيو عن تشابه الانتهاكات لصميم الحقوق الإنسانية (حرية الاعتقاد) التي يتعرض لها عدد كبير من الأقليات الدينية المختلفة العقائد حول العالم.
وكشف المسؤول الأمريكي عن أن وزارة الخارجية الأمريكية تنظم في الفترة من 24-26 يوليو الجاري مؤتمرا هو الأول من نوعه يحضره القادة الدينيون وجمعيات المجتمع المدني والناجون من الاضطهاد الديني ووفود من حكومات أجنبية كما يحضره نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس وقادة آخرون من إدارة ترامب – وذلك لبحث أوضاع الحرية الدينية حول العالم والتأكيد على أصالة حق حرية الاعتقاد. وأكد وزير الخارجية الأمريكي إن غاية الحرية الدينية تحتاج من كافة هذه الأصوات أن تعمل معا.
وأضاف بومبيو: “نحتاج من جمعيات المجتمع المدني، ممن يطلعون قبل غيرهم على تقارير الانتهاكات، أن يواصلوا عملهم الشجاع في المقاومة على خطوط المواجهة الأمامية… كما نحتاج من القادة الدينيين بأي عقيدة أن يوضحوا لأتباع تلك العقيدة أن العنف ليس الوسيلة الصالحة للدعوة لها … كما نريد من الحكومات أن تعترف بوجود تمييز على أساس الدين واضطهاد ومن ثم تتخذ تدابير حازمة تجاه ذلك التمييز والاضطهاد، وأن تتعامل مع ملف الحرية الدينية باعتباره أولوية سياسة خارجية.”
وتابع بومبيو قائلا “إننا نريد أن نسمع قصص الذين تعرضوا لاضطهاد وتعذيب وسجن وقتل بسبب عقيدتهم. يمكننا أن نكرم تضحياتهم عبر الحيلولة دون تكرار حدوث مثل هذه الفظائع مرة أخرى.”
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أن “إدارة ترامب حريصة على الدعوة لحرية الاعتقاد عالميا والدفاع عنها؛ لكن التحدي كبير جدا بحيث لا تستطيع دولة واحدة مجابهته. نحن بحاجة إلى أن تضطلع كل دولة بحماية والدفاع عن حرية الاعتقاد للجميع.”
وتعاني الأقلية المسيحية اضطهادا في ظل حكومة الخرطوم التي يرأسها البشير وطغمة من الإسلامويين استولوا على حكم البلاد بانقلاب عسكري عام 1989.
وقد اشتدت أعمال التضييق والتوقيف والاضطهاد ضد المسيحيين منذ انفصال الجنوب في يوليو 2011؛ وكان وزير الإرشاد والأوقاف السوداني قد أعلن في أبريل 2013 أنه لن يتم منح تراخيص بناء كنائس جديدة في السودان، مشيرا إلى تناقص تعداد المسيحيين في المناطق الجنوبية بالبلاد.
ومنذ 2012، طردت حكومة الخرطوم مسيحيين أجانب وهدمت مباني كنسية بذريعة أنها كانت تنتمي لأشخاص من جنوب السودان؛ هذا فضلا عن مداهمة السلطات لمكتبات مسيحية واعتقال مسيحيين وتهديد وقتل مسيحيين جنوب سودانيين لم يغادروا أو لم يتعاونوا مع الشرطة في الإرشاد عن مسيحيين آخرين.
وبسبب اضطهادها للمسيحيين، فضلا عن انتهاك حقوق إنسانية أخرى، فإن الخارجية الأمريكية تصنف السودان كـ”دولة مبعث قلق خاص” منذ عام 1999؛ كما أوصت لجنة الحريات الدينية الدولية في تقريرها للعام الجاري 2017 بإبقاء السودان في ذات القائمة (دولة مبعث قلق خاص).
واحتل السودان المرتبة الرابعة لهذا العام 2018 على قائمة الدول التي تضطهد المسيحيين حول العالم، بحسب تقرير منظمة الأبواب المفتوحة لدعم المسيحيين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست