[20/07, 9:18 pm] Ismat: ١١ دعونا نسافر الى عوالم ..كابلى.. عصمت العالم..لندن.. هذا المبدع الفنان الذى يمتلك حنجرة صوت هى أحد مزامير داوؤد..وحس مترف رهف سقته تلك القابلية الواسعة لكل ما هو جميل وساحر..موهبة النظم وتطريز ونسيج الكلمات التى تحلق لتستقر فى سويداء ..القلوب وتسكن عمق سراديب الوجدان..وتنوع التلحين وتتطويع الكلمات وإخضاعها لموازين اللغة وأبرزها اللغوى الصرف..وكان عندما تسمعها تعيش عهد زمن هارون الرشيد..وعصر زرياب..ومعبد..وانك تسافر فى ركاب المتنى.. وتعيش لذة عصر امرؤ القيس..وانت تمطتى تلك النياق السود من ديار الملك المنذر بن ماء السماء..وانت تعيش بهرجة كهرمان الف ليلة وماثر وعطايا ذلك العصر..وتستمع الى الموصلى فى المجلس الخليفة الرشيد..وهو يرى السحب المثقلة بالامطار و الرشيد يامرها بان تهطل..فلا تستجيب لامر الخليفة وتسافر فى طريقها حيث قدر لها ان تهطل بميعاد..وميقات لا يؤخر ولا يقدم..فيناديها الخليفة اينما هطلتى سياتينى خراجك..فى اشارة لضخامة الامبراطورية الاسلامية حينها...فصوت مزمار الكابلى يحمل فى جيناته كل ذلك الاثر الممتد..ويجمع بين عمق ممتد سرى بين كابول وسواكن فى تخلط خليط ثقافى ازدان بمفاتح المعارف اللغوية للغة العربية وشرب من عمق حضارة الامة العربية التى اسقطت ايوان كسرى ودكت معاقله..وياتى صوت من عمق شرقنا الحبيب..ويختلط بسواق نورى تلك الفاتنة الساحرة التى هى عند ضفاف النيل.. وهو ينادى باهزوجة.. يلا نمشى الليل..فى أواخر الليل...استنهاض لمعانى ضاربة فى أعماق الأمة مستمدة من عبق حضارة كوش ومرورى.. ونفح تدفق ريحه فاصبحت روحا ترفرف بأجنحة عراض...والمستعرض لكل ما يتشكل به من الوان وانواع اخاذه..فيها من روح فنان شغفها ..وتوثبها وعطاء ثر انسانى..بليغ المدى فى ديباجة زاهية مزدانة..بسحر الكلام وعلو المقام وموموسقة فى تطريب اللحن...وعبقرية الاداء.. فتسمعه وانت تجمع فى مجمع صولجان ..وليل ساهر..وبروق تبرق باشراق السحر وتنضح بغنج الدلال وذلك الصوت الصيدح الغريد..يناجى فى اغراق يشد ..ويحبس..فتطرف الدموع من عينيك وانت تسمع نداءات تهليل وتكبير الحجيج..فى قالوا الحجيج قطع.. قاصد نور البقع وتزكم روايح عطور الذكرى من تلك القبة الخضراء وتملا مساحات وخياشيم الكون..فتندرج فى حالة تهجد موغلة..وكابلى عندما يغرد ويصدح..يكسر ثوابت التبيان.فى عمق مشاعر الوجدان..ويضع قواعد لمعادلة..دفق الوجدان..وارتداد المشاعر.وتوهان غفوة الاحساس..ليخلق تلك المرحلة ما بين الروح..ورعش العواطف ..ويمزج بينهما..فان سمعته دخلت فى بوتقة ذلك التوازن الالهى الذى منحه الخالق العظيم لمزمار الكابلى ..وزاده طلاوة ..وحلاوة...وتطريب..فانه يتغلغل فيك..يسرى..وينسرب وينتشر فى خلايا احساسك فيقيدها بسحر ادا [20/07, 9:18 pm] Ismat: ٢٢ ..وزاده طلاوة ..وحلاوة...وتطريب..فانه يتغلغل فيك..يسرى..وينسرب وينتشر فى خلايا احساسك فيقيدها بسحر اداء..وتنغيم.. وتطريب.. ودفيقها المناسب من أشجان شحنته تلك الجرعات وصفة ترياق ..وبلسم..التوازن كل الاشياء فى موازنة اتزان بين نخاع عصب.ينبض وبين..وذاتية الاحساس.. فتسمو ..وترتقى ..وتشفى..وانت تمشى مثل أمنيات الخليل... قدلة..يا مولاى حافى حالق.. بالطريق الشاقيه الترام.. ولعلها وامدرمان القديمة وسحر عطرها الأخاذ. بدأ كابلى الغناء..وهو صغير بتلحين.. الأناشيد.. وهو تشرب تلك الانطلاقة من شاطئ بحر سواكن وعاش جزء من ترف المدينة الباذخ..و رضع من ثديها وغسلته امواج البحر..وأصبح هو فى ذلك الصباح..الملاح التائه..الغايب الحاضر فى رحم مجهول الايام...وامسك بدفة الإبداع ونشر شراعات ترحاله واطلق بوارجه عبر البحر بثبات قبطان متمرس..يعرف البحر ويعرف خباياه وكل حركات وسكنات الرياح فيه..وترافقه عرايس البحر ونوارسه..ويدرك كيف تكون عواصف البحر ..وكيف تجنح بواخره..فاعتلى امواج البحر وارتفع واستقر مثل كواكب الافلاك فى مجرة الغناء السودانى..وهو الكوكب الاحمر الذى هو اكثر ضخامة وتتبعه ملايين النجوم..وهو يسطع ببريق ضياء سرمدى اخاذ...وهو يطوف بصوته الدنيا ..متنقلة بين آسيا وأفريقيا.. وديان بيان فو..إلى تخوم دمشق..وثورة التحرير فى الجزائر.. ويخرج إلى بادية ابو سن ويطلق مسادير تتغنى بروعة ما فى البطانة من سحر ويتجول بك. فى مرابط ود الفراش..ويأخذك فى ركاب الفارس على ود المك..ويسمعك صوت بنونة بنت المك..وينقلك حيث خيالات رؤى الأحلام فى ضنين الوعد وتلك القصة المؤثرة..ويلتقيك عند مولانا الحسين الحسن..حيث تفشى الخبر..ويقف بك امام مسرح الأرقام.. ويقودك حيث ...ظلت القيد والقوارير..صرعى..حيث نبض وخفق ذلك الصباح فى مواربة التروية...ويأخذك الزمن لنصل ويصل بنا..من صرح ..غريب والغربة ستر حال..وهناك اناخ إحدى الركب بعير ترحاله..واقام سرادق استقراره. وانزل ثقل أحماله.. وهو يشعر بأسى عدم التقدير ..وغياب الإنصاف.. لمن أعطى بلا حدود..ومنح بلا امتنان...واستقر وهو يلملم ذكريات رحلته يسترجع بوفاء معهود..همس احاديث وصور وذكريات ملات الآفاق.. يظل حريص عليها وهو يوصى بإخلاص ومحبة.. شيلوه.. ابنوه.. علوه.. وطن الجدود... وينكسر القلم..وتسقط دمعة حرى.. تحمل قطراتها..أسى كل ويلات الفراق..وقلبه على الوطن.. ويده تلامس مياه النيل..عبر الآلاف الأميال من البعد..وأصبع سبابته يشير تلك الرقعة فى خارطة الدنيا..تمثل الوطن.. والخوف الأكبر من تلاشيه ..وضياع.. وتبقى منه...والامنيات ..حبيسة قيود التمنى... ويبقى احساس المشاعر ..مرهون..بما تأتى به الأيام... امثلة قليلة جدا من كثير متنوع..قدمه المبدع الكابلى. نسأل له الصحة والعافية وطول ا
07-21-2018, 01:46 PM
Amira Hussien Amira Hussien
تاريخ التسجيل: 11-26-2016
مجموع المشاركات: 1722
منقول من الفيسبوك صفحة صديقى الاستاذ هنو يعقوب جبر
لله درك الاستاذ، الانسان، الفنان، الأديب الأريب والمبدع الشامل عبد الكريم الكابلي طالما شكلت ووجهت ووحدت دواخل ووجدان الشعب السوداني ولمدي يزيد عن نصف قرن بالفن الأصيل الجميل والمادة الرصينة الغير مبتذلة، وادواتك في ذلك الثقافة العالية والإلمام بمتطلبات عصرك ورسالتك نحو وطنك وانت تختار بكل اناقة وحنكة وادب الكلمة والمعني التي تنفذ الي المتلقي علماً ونصحاً وللمجتمع مبدأ وقيمَّ ومنهج وللوطن توجه وبرنامج وخطة.
وان كان قد تقدم بك العمر وسرقتنا عنك الشواغل و اختارتك المنافي البعيدة رغماً عنك وعنا فمثلك يظل حاضراً في ذهن وقلب وذاكرة الوطن ووجدان الشعب.
تتغير الأشياء ويفني العمر ويذهب المال وتمشي حكومات وتأتي اخري ولكن تظل انت انت نستلهم منك الماضي ونعيش معك الحاضر ونتطلع عبرك الي المُستقبل وعزاؤنا الوحيد انك صنعت وتركت لنا ثروة ضخمة ثره ليتوارثها الوطن أُمَّةً بعد أمة وجيلاً بعد جيل وان كنّا الْيَوْمَ لك جاحدينا فحتماً سيأتي من غيهب الجُب غداً من يرد الدين ويحفظ الجميل لهذا الانسان النقي الشفيف والسوداني الحق الأصيل.
نفتقدك في عز الليل وساعة النسمة ترتاح، ونصبر النفس باكيد أكيد حنتقابل، ونتعلم منك التفاني والتضحية برمزية رقَّاصة شمعتي الضواية رقَّاصة وفِي رقيصها حكاية .. من فصلين لأحلي رواية فيها من النهاية بداية وعشناك في الأماني وانت قريب معانا.. وحالنا صار كحال الدرويش المتعلق في قدمي مولاه انا .. اتمرق في شجني واتوهج في بدني .... وفِي حضرة من اهوي عبثت بي الأشواق حتي حدقت بلا وجهٍ ورقصت بلا ساق.
وختاماً لا يسعنا الا ان نقول لك بسودانوية بسيطة بساطة روحك شكرًا لك وكتر خيرك ونحن عافيين منك باطن وظاهر. ومتعك الله بالصحة والعافية يالكابلي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عصمت العالم
Amira Hussien
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست