هوس الأماكن: أمير تاج السر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 05:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-11-2018, 10:49 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10860

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هوس الأماكن: أمير تاج السر

    10:49 PM June, 11 2018

    سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    وجدت العنوان موحي بالنسبة لي..ربما بهوس لبعض الاماكن..و ما كنت أظنه يقصد شيء آخر.
    الصديق أمير نشط في الكتابة الصحفية كما في الكتابة الروائية..و تمتاز كتابته بالقدرة على الايحاء و على التمدد كما له القدرة على اختيار الالفاظ الموحية و القادرة على تجسيم الصور و الأحداث.
    قرأت له (مرايا ساحلية) و سيرة الوجع التي يروي فيها ذكرياته في ارض الشرق بكل تضاريسها الاجتماعية و بكل غرائبية و رمزية شخوصها.. و قد اوحت لي تلك السِيَر كذير من الصور التي لازالت محفوظة في الخيال..صورة هبوب الشرق العنيفة-الهبباي و التي رغم الضيق و الازعاج و القلق التي يمكن ان تسببه لغريب مثلي عن منطقة الشرق فهي تحمل البشرى و الفرحة لساكني تلك المناطق..
    و لا زالت في ذاكرتي (الحضرمية) في قصته (صيد الحضرمية) تلك المرأة ذات الاحساس الشبقي المتدفق و الذي يناقض طبيعة المراة في مجتمع شديد المحافظة..و قد قال لي بأنها شخصية حقيقية..
    لقد اطلت الحكي غصب عني و أنا أريد أن أكتب مقدمة قصيرة أقدم بها مقالة أمير تاج السر المنشورة اليوم أو أمس في صحيفة القدس..




















                  

06-11-2018, 11:02 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10860

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هوس الأماكن: أمير تاج السر (Re: محمد عبد الله الحسين)

    ن الأماكن السياحية المهمة، في مدينة بورتو التي تقع في شمال البرتغال، والتي يغشاها السياح بكثافة في أي وقت، وتدر عائدا كبيرا، مكتبة ليلو، وهي مكتبة قديمة أنشئت منذ القرن الثامن عشر، وصممت بطريقة غريبة، لكنها كانت تمارس نشاطها حتى عهد قريب بعادية مطلقة، أي أنها تعرض الكتب بمختلف توجهاتها، قد تبيع بطريقة جيدة، وقد تظل بضاعتها راكدة في رفوفها. هكذا.
    والذي حدث أنها قررت فجأة منذ ثلاثة أعوام، استثمار كونها المكان الذي ابتدأت منه حكاية هاري بورتر، ذلك الساحر الأسطورة، الذي اخترعته الروائية البريطانية، كي. جي. رولينج، وانطلقت به إلى كتابة ناجحة بصورة لم يسبق لها مثيل.
    وكلنا بالطبع يعرف تلك السلسلة المتدفقة من حكايات هاري بوتر، التي كان ينتظرها الناس بمختلف أمزجتهم وأعمارهم، وتصبح ساعة إطلاق أي كتاب جديد منها، ساعة زحام وتدافع، وشغف عظيم للحصول على نسخة، ولتصبح مدرسة اللغة الإنكليزية رولينج بعد ذلك، كاتبة أسطورية، لدرجة أن يباع الكرسي الخشبي البسيط، الذي كانت تجلس عليه في بداية عملها بالكتابة، بمبلغ ضخم لا يحلم به أي كرسي آخر، لكاتب آخر في أي زمن. وقد كتبت مرة عن ذلك الكرسي، وتخيلت شعور النجار الذي باعه بمبلغ زهيد لامرأة شابة، حين يعرف بسعر بيعه الجديد.
    المعروف أن رولينج عاشت في تلك المدينة، أي مدينة بوردو، فترة من الوقت، واستوحت بعض ملامح المكتبة، في كتب هاري بوتر، وكان لا بد من استثمار تلك الهبة البسيطة التي منحها شكل المكتبة للكاتبة، في تحويل المكتبة إلى مزار سياحي، يدخلها الزوار بتذكرة معينة، ويتجولون في مساحتها التي ليست واسعة كثيرا، وقطعا يشترون نسخا من هاري بوتر في كل اللغات التي ترجمت إليه، أو من أي كتب أخرى.
    إذن نحن في مكان خلدته الكتابة من دون أن تدري، وهناك أماكن كثيرة، كتبت في حقها مجلدات ولم تصبح أماكن خالدة على الإطلاق، هناك بيوت ومطارات ومدن، جرت فيها أحداث روايات خيالية، لم تكسبها طعم الجذب الكبير، بحيث يزورها الملايين ليستنشقوا عبير الكتابة عنها أو يشاهدوا ما رصدته الكتابة بشأنها حيا ومدهشا، أو حيا ولا يملك أي دهشة.
    إنها المصادفة البحتة لمكتبة ليلو، المصادفة ليست في أن ملامحها تم إدخالها في نصوص كتابية، بل أن تلك النصوص غدت من أساطير الكتابة.
    وهناك كتاب أيضا أنشئت لكتبهم وسيرهم، متاحف بعد وفاتهم، غدت أماكن جذب بالتأكيد لزوار المدن التي توجد فيها، مثل متحف كافكا وشكسبير، وكثيرين آخرين، لكن ليس بصورة مكتبة ليلو، في مدينة بورتو البرتغالية، التي ارتفع عائد استثمارها السنوي إلى ملايين الدولارات، بسبب كتب كان من الممكن أن لا تنجح أبدا، أو تنجح ذلك النجاح العادي، الذي يعرفه عشاق القراءة فقط.
    لقد تحدثت من قبل عن الهوس، ليس في المسألة الكتابية، والقرائية فقط، ولكن في مجالات كثيرة مثل السينما والمسرح، وكرة القدم، وحتى مجالات بعيدة عن الإبداع مثل تربية الطيور والنحل وغير ذلك. ولأن الهوس من الأمراض أو لنقل من تبعات الحياة الثقيلة، التي بلا دواء، يسهل استثماره، ويمكن أن يدر الملايين لأصحاب صنعة، يتحاوم حولها الهوس، ولعل كرة القدم من تلك الحرف التي تتسيد مسألة الاستثمار ذلك.
    وأذكر أنني زرت مرة ملعب سانتيرو، في مدينة ميلانو الإيطالية، لم أكن مهووسا بكرة القدم، ولا من عشاقها على الإطلاق، ولا أذكر أنني جلست متشنجا أتابع مباراة قط، لكن أحد أبنائي، أصر على زيارة الملعب، وكان أن عثرنا على صف طويل من السياح، يقفون أمام شباك للتذاكر، وعشرات الموظفــــين، والمشرفــين وحراس الأمن، وفي نظراتهم ما يشبه التباهي، كأنهم يحرسون جوهرة.

    كان الملعب، مكانا عاديا للغاية، ملعب صغير فيه مدرجات في كل الجوانب، تماما مثل استاد الخرطوم، أو دار الرياضة، في مدينة بورتسودان، مع الفرق في وجود الجانب الاستثماري للهوس بكرة القدم، ونجومها الإيطاليين، حيث يمكن أن تحصل على صور موقعة للاعب ما، أو حتى تلتقط صورة مع تمثاله المجسد، أو تتأمل حذاءه، أو تقف مبهوتا، تقرأ تاريخه، منذ أن كان ضالا في الشوارع، يلعب بالحصى والتراب، حتى غدا نجما متألقا، في تلك اللعبة الشعبية، وكل ذلك تدفع ثمنه بلا شك.

    سانتيرو أصبح مكانا خالدا أيضا، هذا خلدته اللعبة الأكثر إثارة للأعصاب في الدنيا، وهناك ملاعب غيره بلا شك، لم تأخذ شهرته، لكنه الحظ مرة أخرى، تماما مثل الحظ الذي جعل هاري بوتر، يملك تلك العلاقة بمكتبة ليلو البرتغالية.

    أظن من الشروط المهمة أن يصبح المكان خالدا، وقابلا للاستثمار فيه، هو خلق الهوس الذي ذكرته، بمعنى أن تصنع للمكان أسطورة خاصة، وتزرعها في عقول الناس، وذلك يأتي بتكثيف الدعاية، بجعلها تنبع من المكان وتصب فيه، بتخصيص مبالغ كبيرة لتلك الدعاية، وبالتالي ينجح المشروع، ويأتي بعائده. ولولا ذلك، لكانت كثير من الأماكن، اتخذت وضعها كنقاط هوس في المدن التي توجد فيها.

    بالنسبة لنا في الوطن العربي، نسمع دائما عن كتاب كانوا يجلسون للكتابة أو القراءة، أو النقاشات، في مقاه معينة، على طاولات لم تتغير حتى رحلوا، قد ينتابنا الفضول لرؤية تلك المقاهي، والطاولات، وقد لا ينتابنا شيء، وبالتالي لا نربي دهشة ما ولا نحول طاولة لأديب كبير إلى أسطورة.
    في النهاية، هاري بوتر، كتابة تحولت إلى أسطورة، مثلما تحولت الخيميائي لباولو كويلهو، وتلك الروايات التي كتبها الأفغاني خالد حسيني عن بلاده في ظل حكم الطالبان.

    ٭ كاتب سوداني
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de