|
Re: طبقات أُم بناياً قش ( 2 ) (Re: ابو جهينة)
|
تأبّط أحلامه وأغترب بصحبة أحلامه وأمنياته، وعاش في المنفى الإختياري الذي بدأ في حصد أيامه، رافقته عاشقة مدخراته وعرق جبينه، وعندما توفي دُفن بعيدا عن وطنه بكفن من إحدى الجمعيات الخيرية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طبقات أُم بناياً قش ( 2 ) (Re: ابو جهينة)
|
ليلة عرسها خلعت ثوب العُرف المتعارَف عليه في عُرْف القبيلة، وهي في حالة تشبه قلق دجاجة محشورة في قفص. ثم ارتدت ثوبها العُرفي المعروف في هكذا ليلة. و لكن الديك كان يقف قبالتها بلا عُرف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طبقات أُم بناياً قش ( 2 ) (Re: ابو جهينة)
|
يقولون أن السكران في ذمة الواعي ، فما بالكم لو كان الواعي دة إمرأة ، وعلى وجه التحديد زوجة السكران ، الذي يأتيها قرب انبلاج تباشير الصباح ، ونصف قميصه المكرفس خارج البنطلون ، أما لسانه فمحشور في فمه أو ملصوقا في سقف حلقة ، فيتحاوران : تقول له : مش وعدتني الليلة نمشي خطوبة سعاد ؟ فيقول : إنت وسعاد طايرات. أنا فاضي لخطوبتها ولا طلاقا. فتقول : لو كانت واحدة من بنات أهلك كنت إتكبكبت و جريت. فيقول : تشتمي أهلي يا بت الذين ..... ( و تزغرد صفعة على خدها ). وهنا أدركت الزوجة الصباح فسكتت عن الحوار المباح ، فبدأت في لملمة ثيابها استعدادا للمغادرة. فيحضنها زوجها وهو مذهول : الله يخرب بيت العزابة ، كل ما أقول ما أشرب هم البحلفوا طلاقات ويمين. أنا سويت شنو أمبارح ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طبقات أُم بناياً قش ( 2 ) (Re: ابو جهينة)
|
الغربة طاحونة ، و حباتها ( المدقوقة و المدروشة بين رحاها هم المغتربين و ضجيجها يصيب أسرهم هنا و هناك فتجعلهم يعيشون في حالة من إنعدام الوزن ). أهلنا في الشمال ، مارسوا الإغتراب منذ عهد الملكية في مصر ، الملك فؤاد .. و منذ أيام الملك فؤاد و الدون جوان الأرناؤوطي فاروق ، أو قيل قبل ذلك. سألوا أحد جهابذة الإغتراب ( و هو من عندينا ) : ما رأيك في الإغتراب ؟ فقال : العشرة سنوات الأولى صعبة. معنى هذا أن سنوات الغربة عندنا تقاس بالحزمة ( كالسنة الضوئية )، كل حزمة تساوي عشرة سنوات. يعني أربعين سنة غربة تساوي أربعة حزم و كل حزمة إغترابية تكون حبلى بالبحث عن كفيل أو عمل أو تأشيرة للذهاب و العودة بها أو طلبات لا تنتهي إن لم تنتهي كل الحزم بمرض السكر أو الضغط أجاركم الله و إيانا. تسأل واحدة عن زوجها : متى يأتي ؟ فتقول لك : بعد نص حزمة. لأنه لو قالت بعد خمسة سنوات ، الواحد بيشوفها كتيرة ، بالضبط زى ( الجنيه بالقديم و الجديد ) نحن أحسن شعب نختزل الزمن بصبر عجيب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طبقات أُم بناياً قش ( 2 ) (Re: ابو جهينة)
|
B]البعض ، يتحكم فيه ( المزاج ) بل و يطغى على أولوياته الأسرية و الإجتماعية الملحة
حجوة سودانية خرج منها مثل يؤكد ما جاء بعاليه :
جاءوا إلى رجل يدخن ( كدوسه/ الغليون ) و قالوا له : أبوك مات فقال بدهشة و هو يعافر كدوسه : إنتو في أبوي ال مات ولا كدوسي دة ال إنكسرتْ فيه عويشة ؟؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طبقات أُم بناياً قش ( 2 ) (Re: ابو جهينة)
|
أخيرا أرتاحت الأم وهي تنظر إلى أبنها المكفوف يغط في النوم،
فلا فرق الآن بينه وبين سائر أبناء المدينة..
دائما ما تسعد حين يرخي الليل ستاره،
حين تشعر بالظلام يساوي ما يبرزه النهار من فروقات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طبقات أُم بناياً قش ( 2 ) (Re: ابو جهينة)
|
سأل الصبي ( حبوبته ) :
العلاقة شنو بين الغنماية ( كريت ) و ( القرض ) و ( جلدها ) ؟
فأبتسمت الحبوبة وبانت نواجذها رغم ضمورها وقالت بين ضحكاتها وسعالها :
حسه ( القرض ) بقى ما يسوي شي للغنم. تاكل فيهو وتبرطع ساااكت، جلدها بقى أتخن من حيطة بيتكم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طبقات أُم بناياً قش ( 2 ) (Re: ابو جهينة)
|
قال و هو في حالة من الذهول :
دائماً ما كنت أراها تدعو بعد صلاتها بدعاء تهمسه همسا. واليوم أخذتنى صاعقة عندما استطعت ترجمة همساتها الدُعائية بعد مرور أربعين عاما. فلأول مرة تدعو علنا ويخرج الدعاء من بين ضلوعها لا من بين شفتيها. كانت تقول فى دعائها: اللهم استرنى بوقفة زوجى على قبري... ولا تفضحنى بوقفتى على قبره.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طبقات أُم بناياً قش ( 2 ) (Re: ابو جهينة)
|
تقطع العجوز الزقاق الضيق ، وهي تتمتم بكلمات، ثم تقف للحظة تحدق في قطين يتمازحان. فتبتسم إبتسامة ذات مغزى
في شبه ركوع تعاود المشي إلى سوق الحي القديم . بيد تحنو على أكوام الليمون والطماطم وبحركة يدها الأخرى المرتعشة تسأل البائع عن ثمن ( القرض ).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طبقات أُم بناياً قش ( 2 ) (Re: ابو جهينة)
|
في الإجازة الصيفية ، أهداه عمه ( عرّاقي ) لكى يشجعه على مساعدته في الحواشة و في المراسيل داخل ال( حِلّة ) والحلّال المجاورة. لكن لما عاد به إلى البيت و لبسه وجد بأنه طويل جدا و أن عليه قصه حتى يصير مناسبا لمقاسه.. فطلب من أمه قص العراقي قليلا ليصير مناسبا له. تعلّلتْ أمه بمشاغل ووعدته بأن يتم ذلك لاحقا. فطلب من أخته ( عيشة ) تقصير ( العراقي )، فطلبتْ منه أن يصبر حتى تنتهي من غسل الملابس. ثم طلب من ( حبوبته ) أن تقوم بتقصير العراقي، فتحجّجت بعدم اعتدال المزاج لنفاد ( الصعوط ) من حُقّتها ومن الدكان أيضا ووعدته خيرا. في اليوم التالي وجد العراقي معلقا على المسمار في غرفته. فلبس عرّاقيه الجديد ولكنه فوجيْ بأن قد صار قصيرا جدا، بل فوق مستوى الركبتين. أصابه الحزن ... ولما أستوضح الأمر ، أكتشف أن أمه قد أنقصت منه مقدار شبر كما طلب منها. ثم جاءت أخته دون أن تدري وقصت شبرا آخر كما وعدته. وجاءت أخير ( حبوبته ) بعد أن إنعدل مزاجها بسفة ( شحدتْها من جارتها ) وقامت بقص شبرا ثالثا. ما تبقي من العراقي أهداه إلى أمه لتستعمله ( كيس مخدة ) ، أما هو فقد عاد إلى العراقي القديم الذي تغير لونه إلى لون موية الدميرة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طبقات أُم بناياً قش ( 2 ) (Re: ابو جهينة)
|
كثير الشكوى من حالته، ومن بيته الطيني المتواضع عندما لاحت له فرصة الإغتراب، باع بيته وأنطلق نحو المهجر وبعد أن أن ذاق طأطأة الرأس والنوم تملؤه الذلة والمذلة، عرف أن بيته الطيني كان قلعة من عزة النفس.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طبقات أُم بناياً قش ( 2 ) (Re: ابو جهينة)
|
(أجمل إمرأة هي التي في خيالك) ***
لذا ، دائما ما يقارن الزوج زوجته بأول إمرأة يصادفها كانت بها مواصفات يضعها في ذهنه عن شريكة حياته. و يظل يجعل هذه المقارنات و لا يبوح بها حتى يصل إلى أرذل العمر حيث لا حرج حينهاعليه فيطلق سهام إنتقاداته لشريكة عمره
| |
|
|
|
|
|
|
|