|
Re: منْ يصطاد دمشق ؟ (Re: عبدالله الشقليني)
|
(5)
أيريدون إزاحة المزلاج عن بوابة التوبة أم عن بوابة التاريخ ؟. تلك قُدور الهمّ تُنضج الأيام بالعشق الذي ينضحُ بالعذاب.على رنين كأس الشاي في مقهى المدينة ، تطربُ المواخير . الأنوف تنفثُ الدخان . شيشة هُنا ، واثنان يتبادلان مِبسمها . سقف المقهى العتيق يُضاحِك الصور الشهوانية المُعلقة . غسلت الطريق أرجل المارة وفتيات الزحام . لكل هواه وعِشقه المسكون في عينيه . يعلو صوت المغنّي مغموس في الطرب الدافئ ، فتعرف أنك في زقاق من أزقة أم المدائن ، شرابها مُعتّق التاريخ . أظفارها بيضاء ناعمة مطلية ، ومن ثناياها يفوح العطر المميّز بالهوى .
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: منْ يصطاد دمشق ؟ (Re: عبدالله الشقليني)
|
(6)
قولي لمنْ يهواكِ ، أن يبادلَكِ الودّ عبر الأثير ، فشمس لقاؤنا حبلى بأضواء المدينة عند الضُحى أو عتبات العصر قبل الغروب . كنتُ أقرأ كتاباً عنكِ ، وقلتُ لنفسي ، لمَ لم أزرها أيام السكينة ، ونفسي حاملة البهاء بدُنياها ؟. موعد اللقيا هو وعد الدماء تملأ كوءوس الحانات في الليل. جاء موعد الصبح الذي يُشرق على حانات المساهرين يمسكون جمر الصبابة . يعلّقون في صدورهم كل أنجُم الزينة والحفاوة ، بميلاد سيأتي وميلاد يروح . كيف نفرح ؟ وكبسولة الفرح قد انقضى تاريخ صلاحيتها منذ زمان ، أو منذ سبع سماوات خلتْ .متى يتوقف الهجر والحقد المُعتق عند الفضاء من حولكِ ، ومتى ينقطع سيل المُجاهدات وزنى الزواج على حدود مشافر القتلة والمذبوحين ؟
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: منْ يصطاد دمشق ؟ (Re: عبدالله الشقليني)
|
طريق دمشق ** قصيدة درويش ** من الأزرق ابتدأ البحر هذا النهار يعود من الأبيض السابق الآن جئت من الأحمر اللاحق.. اغتسلي يا دمشق بلوني ليولد في الزمن العربي نهار أحاصركم: قاتلا أو قتيل و أسألكم .شاهدا أو شهيد متى تفرجون عن النهر. حتى أعود إلى الماء أزرق أخضر أحمر أصفر أو أي لون يحدده النهر إنّي خرجت من الصيف و السيف إّني خرجت من المهد و اللحد نامت خيولي على شجر الذكريات و نمت على وتر المعجزات ارتدتني يداك نشيدا إذا أنزلوه على جبل، كان سورة "ينتصرون" .. دمشق. ارتدتني يداك دمشق ارتديت يديك كأن الخريطة صوت يفرخ في الصخر نادى و حركني ثم نادى ..و فجرني ثم نادى.. و قطرّني كالرخام المذاب و نادى كأن الخريطة أنثى مقدسة فجّرتني بكارتها. فانفجرت دفاعا عن السر و الصخر كوني دمشق فلا يعبرون ! من البرتقالي يبتديء البرتقال و من صمتها يبدأ الأمس أو يولد القبر يا أيّها المستحيل يسمونك الشام أفتح جرحي لتبتديء الشمس. ما اسمي؟ دمشق و كنت وحيدا و مثلي كان وحيدا هو المستحيل. أنا ساعة الصفر دقّت فشقت خلايا الفراغ على سرج هذا الحصان المحاصر بين المياه و بين المياه أنا ساعة الصفر جئت أقول : أحاصرهم قاتلا أو قتيل أعد لهم استطعت.. و ينشق في جثتي قمر المرحلة و أمتشق المقصله أحاصرهم قاتلا أو قتيل و أنسى الخلافه في السفر العربي الطويل إلى القمح و القدس و المستحيل يؤخرني خنجران : العدو و عورة طفل صغير تسمونه بردى و سمّيته مبتدا و أخبرته أنني قاتل أو قتيل من الأسود ابتدأ الأحمر. ابتدأ الدم هذا أنا هذه جثتي أي مرحلة تعبر الآن بيني و بيني أنا الفرق بينهما همزة الوصل بينهما قبلة السيف بينهما طعنه الورد بينهما آه ما أصغر الأرض ! ما أكبر الجرح مروا لتتسع النقطة، النطفة ،الفارق ، الشارع ،الساحل، الأرض ، ما أكبر الأرض ! ما أصغر الجرح هذا طريق الشام.. و هذا هديل الحمام و هذا أنا.. هذه جثتي و التحمنا فمروا .. خذوها إلى الحرب كي أنهي الحرب بيني و بيني خذوها.. أحرقوها بأعدائها أنزلوها على جبل غيمة أو كتابا و مروا ليتسع الفرق بيني و بين اتهامي طريق دمشق دمشق الطريق و مفترق الرسل الحائرين أمام الرمادي إني أغادر أحجاركم_ ليس مايو جدارا أغادر أحجاركم و أسير وراء دمي في طريق دمشق أحارب نفسي.. و أعداءها و يسألني المتعبون، أو المارة الحائرون عن اسمي فأجهله.. اسألوا عشبة في طريق دمشق ! و أمشي غريبا و تسألني الفتيات الصغيرات عن بلدي فأقول: أفتش فوق طريق دمشق و أمشي غريبا و يسألني الحكماء المملون عن زمني فأشير حجر أخضر في طريق دمشق و أمشي غريبا و يسألني الخارجون من الدير عن لغتي فأعد ضلوعي و أخطيء إني تهجيت هذي الحروف فكيف أركبها ؟ دال.ميم. شين. قاف فقالوا: عرفنا_ دمشق ! ابتسمت. شكوت دمشق إلى الشام كيف محوت ألوف الوجوه و ما زال وجهك واحد ! لماذا انحنيت لدفن الضحايا و ما زال صدرك صاعد و أمشي وراء دمي و أطيع دليلي و أمشي وراء دمي نحو مشنقتي هذه مهنتي يا دمشق من الموت تبتدئين. و كنت تنامين في قاع صمتي و لا تسمعين.. و أعددت لي لغة من رخام و برق . و أمشي إلى بردى. آه مستغرقا فيه أو خائفا منه إن المسافة بين الشجاعة و الخوف حلم تجسد في مشنقه آه ،ما أوسع القبلة الضيقة! وأرخني خنجران: العدو و نهر يعيش على معمل هذه جثتي، و أنا أفقّ ينحني فوقكم أو حذاء على الباب يسرقه النهر أقصد عورة طفل صغير يسمّونه بردى و سميته مبتدا و أخبرته أنني قاتل أو قتيل. تقّلدني العائدات من الندم الأبيض الذاهبات إلى الأخضر الغامض الواقفات على لحظة الياسمين دمشق! انتظرناك كي تخرجي منك كي نلتقي مرة خارج المعجزات انتظرناك.. و الوقت نام على الوقت و الحب جاء، فجئنا إلى الحرب نغسل أجنحة الطير بين أصابعك الذهبيّة يا امرأة لونها الزبد العربي الحزين. دمشق الندى و الدماء دمشق الندى دمشق الزمان. دمشق العرب ! تقلّدني العائدات من النّدم الأبيض الذاهبات إلى الأخضر الغامض الواقفات على ذبذبات الغضب و يحملك الجند فوق سواعدهم يسقطون على قدميك كواكب كوني دمشق التي يحلمون بها فيكون العرب قلت شيئا، و أكمله يوم موتي و عيدي من الأزرق ابتدأ البحر و الشام تبدأ مني_ أموت و يبدأ في طرق الشام أسبوع خلقي و ما أبعد الشام، ما أبعد الشام عني 1 و سيف المسافة حز خطاياي.. حز وريدي فقربني خنجران العدو و موتي وصرت أرى الشام.. ما أقرب الشام مني و يشنقني في الوصول وريدي.. وقد قلت شيئا.. و أكمله كاهن الاعترافات ساومني يا دمش و قال: دمشق بعيده فكسّرت كرسيه و صنعت من الخشب الجبلي صليبي أراك على بعد قلبين في جسد واحد و كنت أطل عليك خلال المسامير كنت العقيدة و كنت شهيد العقيده و كنت تنامين داخل جرحي و في ساعة الصفر_ تم اللقاء و بين اللقاء و بين الوداع أودع موتي.. و أرحل ما أجمل الشام، لولا الشام،و في الشام يبتديء الزمن العربي و ينطفيء الزمن الهمجي ّ أنا ساعة الصفر دقّت و شقت خلايا الفراغ على سطح هذا الحصان الكبير الكبير الحصان المحاصر بين المياه و بين المياه أعد لهم ما استطعت .. و ينشقّ في جثتي قمر.. ساعة الصفر دقّت، و في جثتي حبّة أنبتت للسنابل سبع سنابل، في كل سنبلة ألف سنبلة .. هذه جثتي.. أفرغوها من القمح ثم خذوها إلى الحرب كي أنهي الحرب بيني و بيني خذوها أحرقوها بأعدائها خذوها ليتسع الفرق بيني و بين اتهامي و أمشي أمامي و يولد في الزمن العربي.. نهار
*
| |
|
|
|
|
|
|
|