توقف التخليص بنسبة 90% ميناء بورتسودان..المصائب لاتأتي فرادي جلال شلية:مايحدث حاليا يتكرر كل عام اتحاد وكلاء التخليص:زيادة الدولار الجمركي كارثة حقيقية المصدرين:عدم وجود الحاويات يهدد صادرات البلاد بورتسودان:صديق رمضان "الحركة واقفة" ،هذه الجملة التي تتكون من كلمتين فقط الا انها تعتبر هذه الايام الاكثر ترددا ببورتسودان والتي وللمفارقة ورغم انها تشهد ازدحاما في فنادقها لكثرة ضيوفها ،الا ان الميناء الاول للحاويات بالبلاد الذي تحتضنه يعاني ركودا غير مسبوق ويشكو ضعف الاقبال عليه،ويبدو لمن يزره ان شلل قد اصاب اجزائه وجعل الحركة فيه بطيئة ان لم تكن معدومة ،والسبب كما يؤكد كل من التقيناهم رفع سعر الدولار الجمركي الي ثمانية عشر جنيه ،ولم يحجم الموردين عن عمليات تخليص وارداتهم وحسب بل عدد منهم بدأ ولاول مرة في عملية اعادة صادر حتي لايتكبدوا خسائر فادحة،فيما توقفت حركة الصادر لعدم وجود حاويات فارغة. توقيت غريب اثناء تجوالي بالميناء الجنوبي الذي عملت فيه بداية هذه الالفية استرجعت شريط الزكريات واستدعيت تلك الايام التي كان خلالها عبارة عن خلية نحل لاتهدأ من الحركة ،فهنا عمال يدندون باهازيج اغنية بلغة البداوييت وهناك عتالة يرددون مقاطع من اغاني الشايقية ،وفي محل ثالث تصل الي مسامعك لهجات مختلفة لعتالة يشحذون هممهم بترديد مقاطع لاغان مختلفة ،وفي مكان اخر تواصل الرافعات الضخمة عملها في انزال الحاويات من البواخر لتحملها الشاحنات وتضعها في اماكن مختلفة بالميناء الذي كان يعج بالحركة ،ولكن في زيارتي الاخيرة بدأ المشهد مختلف كليا ،ليس علي صعيد العمل الذي يشهد ضعفا واضحا رغم ان الميناء شهد تطور كبير عما كان عليه في الماضي ،بل حتي علي صعيد تعابير وكلمات العاملين بالميناء الجنوبي الذين يسيطر عليهم الاحباط ليس لضعف حركة التخليص بل بداعي ارهاصات ذهاب ميناء قام علي اكتافهم بعيدا عنهم ناحية شركة اجنبية تعتزم الدولة وفي قرار يؤكد كثيرون خطأه ان تمنحه لها لعشرون عاما لادارته وتشغيله ،اذن فان المصائب لم تأتي فرادي علي من يعملون بميناء بورتسودان. الحركة واقفة معظم الذين التقيتهم أكدوا ان قرار رفع سعر الدولار الجمركي القي بظلاله السالبة علي عملية التخليص للواردات والصادرات وذلك لأنه يسهم في رفع الاسعار 300% ،وهذا مايؤكده رئيس اتحاد وكلاء التخليص ،عبد الله حسن عيسي ،الذي كشف في حديث ل(الصيحة) عن ان الحركة في الميناء الجنوبي متوقفة بنسبة 90% ،وقال ان الموردين اختاروا عدم تخليص وارداتهم بعد رفع سعر الدولار الجمركي،مرجعا السبب الي انهم يتخوفون من عدم امكانية بيع البضائع الواردة وعجز المواطن عن شرائها نسبة لارتفاع سعرها المتوقع ،موضحا عن بروز اتجاه داخل اتحاد اصحاب العمل يذهب ناحية ايقاف الاستيراد نهائيا حتي لايتكبد المصدرين خسائر لادراكهم التام استحالة قدرة المواطن علي شراء الواردات بالاسعار الجديدة ،ولم يكتفي عبدالله حسن عيسي بذلك بل قطع بان صادرات البلاد ايضا ستتوقف لتأثرها بسعر الدولار الجمركي الجديد الذي قال انه سيرفع من تكلفتها وبذلك لايمكنها المنافسة في الاسواق العالمية ،وقال ان الحركة ليست متوقفة في الميناء الجنوبي المخصص للحاويات وحسب بل شملت ايضا ميناء سواكن بعد ان وجد كثيرون صعوبة في تخليص وارداتهم منها السيارات التي تضاعفت ايضا جماركها 300% . ازمة حقيقية ويمضي رئيس اتحاد وكلاء التخليص في حديثه لافتا الي ان عدم تخليص الموردين لبضائعهم تترتب عليه اثار كارثية تتمثل في ارتفاع قيمة رسوم الارضيات التي يتم تسديدها للموانئ ووكلاء خطوط البواخر ،مبينا ان مدير الموانئ يواجه معاناة حقيقية بسبب مطالبة الكثير من الموردين ان يتم تخفيض رسوم الارضيات التي بدورها اسهمت في رفع تكلفة وارداتهم ،موضحا ان بعض من وكلاء البواخر استغلوا توقف حركة التخليص بالميناء الجنوبي وعمدوا الي زيادة قيمة رسوم الارضيات التي قطع بانها تتفاوت من شركة ملاحة الي اخري وان المواطن هو الذي يتحمل في النهائية دفع فاتورتها . حقيقة صادمة وفي حقيقة صادمة يؤكد رئيس اتحاد وكلاء التخليص ان عدد مقدر من التجار والموردين اتجهوا الي اعادة البضائع التي استوردوها ووصلت ميناء بوتسودان الي دول المنشأ وذلك حتي لايتعرضوا لخسائر ،مؤكدا ان القرار الذي اتخذته الحكومة برفع الدولار الجمركي لم تسبقه اليه حكومة من قبل في مختلف دول العالم ،كاشفا عن ان القرار كان خاطئا وغير مدروس وان نتائجه تبدو واضحة في ميناء بورتسودان الذي يشهد تكدس غير مسبوق بالواردات التي يرفض اصحابها تخليصها ،وقال ان الزيادة في كل دول العالم علي الدولار الجمركي لاتتجاوز في العام 1% ،منوها الي ان هذا القرار سيؤثر علي انضمام السودان الي منظمة التجارة العالمية بل _ والحديث لعبدالله _ ان الموانئ السودانية لن تكون جاذبة لخطوط الملاحة العالمية والدول التي كان يفترض ان تستغل الميناء ،مطالبا مجلس الوزراء بتسجيل زيارة لميناء بورتسودان للوقوف علي افرازات القرار الاخير الذي قطع بان اثارة الكارثية بدأت تطل برأسها منذ الان. تأثير شامل وماذا عن افرازات هذا القرار وانعكاساته علي وكلاء شركات الملاحة ،الاجابة تاتي علي لسان الناطق الرسمي لشعبة وكلاء البواخر،عماد هارون ،الذي يؤكد ان الميناء يشهد حالة شلل غير مسبوقة بسبب رفع سعر الدولار الجمركي ،مبينا في حديث ل(الصيحة) ان التأثير لن يطال وكلاء البواخر وحسب بل ستشمل اثاره كل مدينة بورتسودان التي قال انها تعتمد بشكل رئيس علي حركة الميناء في التخليص ،واضاف:عندما تتوقف عمليات التخليص او يحجم الموردين عن فعل ذلك فهذا يعني ان المخلصين الجمركيين لن يعملوا وهم باعداد كبيرة ويوفرون فرص عمل واسعة ،كما ان شركات الملاحة ستتأثر بتوقف اعمالها ،هذا بخلاف فئات وشرائح اخري مثل عمال الشحن والتفريغ والشاحنات وغيرها ،بصفة عامة اعتقج ان قرار رفع الدولار الجمركي ومع احترامنا الكامل للحكومة الا انها لم يأت مدروسا بشكل كامل ،واثاره الشاخصة بالميناء توضح ضرورة اعادة النظر فيه حتي لاتتأثر صادرات البلاد وتخرج من المنافسة العالمية وكذلك حتي لاتشهد الاسواق ندرة في السلع باحجام الموردين عن التخليص او اتجاه بعضهم لاعادة تصدير وارداتهم. انخفاض طبيعي اذن فان اتحاد وكلاء التخليص وشعبة شركات البواخر تؤكد حدوث ركود بالميناء الجنوبي وكذلك بميناء سواكن ،وهنا يبرز السؤال هل مايحدث نتاج لاحجام الموردين عن عمليات التخليص بداعي ارتفاع سعر الدولار الجمركي ام لاسباب اخري ،تأتي الاجابة علي لسان مدير هئية الموانئ البحرية الدكتور جلال الدين شلية ،الذي يكشف في حديث ل(الصيحة) ان الميناء في ومثل هذه التوقيت من كل عام تشهد عمليات التخليص الجمركي فيه حالة من الركود ،ويرجع السبب الي ان الموردين يحجمون عن عمليات الاستيراد خواتيم وبداية العام وكذلك يتوقفون عن اجراءات التخليص وذلك لأنهم ينتظرون اجراءات السنة المالية الجديدة التي وعلي ضوئها يعرفون تفاصيل الزيادات التي تشهدها الرسوم او خفضها ،ويستبعد شلية ان يكون رفع سعر الدولار الجمركي سببا اساسيا رغم اقراراه بوجود شكاوي من موردين ومخلصين من زيادته الي ثمانية عشر جنيه ،وقال انهم في الميناء يتعاملون بمرونة فيما يتعلق برسوم الارضيات حتي لاتسهم في رفع تكلفة الورادات ،ورغم تأكيده استمرار عمليات التخليص الا انه اعتبرها في مستويات أقل عن الفترات السابقة. توقف الصادر من الحقائق المعروفة بميناء بورتسودان ان انسياب عمليات تخليص الواردات يصاحبها انتظام في الصادرات ،ولكن هذه العملية اختلت وفقدت عامل التكافؤ بسبب ضعف الاقبال علي اجراءات التخليص ،وهذا مايشير اليه العضو باتحاد المصدرين ورجل الاعمال ،محمود صديق،الذي يلفت في حديث ل(الصيحة) الي ان الصادر تأثر سلبا في الفترة الاخيرة بضعف عملية تخليص الواردات ،مشيرا الي ان الصادر يعتمد بشكل اساسي علي الوارد فيما يتعلق بالحاويات ،واضاف: عندما تتم تكملة اجراءات تخليص وتفريغ الواردات سريعا وارجاع الحاويات الفارغة الي شركات الملاحة فان هذا يساعد المصدرين علي تكمللة اجراءاتهم سريعا ،ولكن الصادر هذه الايام يواجه مشكلة عدم وجود حاويات فارغة بسبب احجام الموردين عن تخليص وارداتهم بداعي ارتفاع سعر الدولار الجمركي ، مبينا ان عمليات الصادر لولا هذه المشكلة لما توقفت. الصادر يتأثر وتعضيدا لحديث محمود صديق فان الخبير الجمركي الذي يتولي عمليات تخليص الصادر والوارد لعدد من الشركات ورجال الاعمال ،محمد ادم الطيب ،يشير في حديثه ل(الصيحة) الي ان الازمة الحالية التي يشهدها ميناء بورتسوان تجاوزت الواردات الي الصادرات التي يقطع بانها تأثرت تأثيرا كبيرا وغير مسبوق ليس بداعي رفع سعر الدولار الجمركي ،بل لعدم وجود الحاويات التي يتم عبرها تصدير الحبوب خارج البلاد خاصة الحاويات من مقاس عشرون قدما ،وقال ان الموردين دخلوا في سباق مع الزمن حتي لاينتهي اجل العقود التي ابرموها مع جهات وافراد خارج البلاد التي تنص علي ايصال البضائع المصدرة التي الدول المحددة في ميقات متفق عليه ،مشيرا الي ان الغرابيل ببورتسودان لم تعد تستقبل المزيد من الشاحنات المحملة بالحبوب وذلك لأن الواردات التي تم اخضاعها لعمليات الغربلة لم يتم شحنها حتي الان في حاويات وماتزال موجودة فيما تقف الشاحانات باعداد كبيرة في انتظار تفريغ ماتحمله ،مؤكدا بان موسم الصادر يشهد تحد حقيقي وخطر يتهدده ،موضحا ان الموردين باتوا في حيرة من امرهم ،وحول اسباب اختفاء الحاويات قال انه يتمثل في عدم اقبال الموردين علي تخليص وارداتهم عقب ارتفاع سعر الدولار الجمركي ،لافتا الي ان مايواجهه المصدرين حاليا من تأخير وارتفاع في التكلفة يؤثر سلبا علي ايراداتهم وذلك لأن الاسعار في الخارج ثابتة ،ويكشف عن عدد قليل من الموردين هم الذين اقبلوا مكرهين علي تخليص وارداتهم لارتباطهم بعقود مع جهات بالبلاد لتسليمها واردات محددة او انهم يبحثون عن تخليص بضائع حتي لاترتفع التكلفة برسوم ارضيات الموانئ وشركات الملاحة ،ويرجع عزوف الموردين عن اكمال عمليات التخليص الي ارتفاع سعر الدولار الجمركي بصورة يصفها بالتاريخية والخرافية والخيالية ،متوقعا ان يستمر هذا الركود ،ويري ان حل مشاكل اقتصاد البلاد ليس في زيادة الدولار الجمركي بل في ايقاف الفساد والتجنيب واهدار المال العام ،متوقعا ان يواجه المموردين مصير قاتما لايخرج من احتمالين ،اما ان تتم مصادرة بضائعهم بعد اكمالها الفترة القانونية بالميناء او ان يعملوا علي اعادة تصديرها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست