|
|
 Re: صوت الشارع .... (Re: Abdalla Hussein)
|
هنالك لحظات مفصلية فى تاريخ الامم تشكل الفرق بين الحياة والموت للامة كلها
, وفى ظرفنا السودانى فقد أتت هذه اللحظة عشرات المرات ربما لاناس لاناس
معاقين فكريا وذهنيا يتربعون على قمة الهرم فى السلطة الحاكمة فى البلاد وكانوا
دائما مايتصرفون بعكس مايجب ان يكون ..
فمنذ العام 1989 لحظة استيلاء البشير على الحكم يتذكر كل من سمع بيان الانقلاب
انه ليس ثمة خلاف على صحة ما ذكرة البيان من تردى وفساد وغلاء وغيره على
مقاييس الاوضاع فى ذلك الوقت ...وبالطبع كان ذلك المبرر المزعوم للقيام بالانقلاب
على السلطة المنتخبة ديمقراطيا وهو بالطبع سلوك مرفوض مبدأ سوى ان الناس في
مجملهم تغاضوا عن معارضة ذلك رجاء ان يأتى اليهم العسكر بالخير الوفير .
جاءت اللحظة التاريخية للجبهة الاسلامية بما اوتيت من كوادر ومصادر مالية وعلاقات
لتحويل البلاد الى جنة ارضية بما حباها الله من موارد يسيل لها لعاب العالم وبدلا منذلك
آثرت الجبهة ان تكون حزبا لعضويتها بدلا من ان تكون حزبا للسودانيين تحمل همهم
وتخدم قضاياهم فحدث ما حدث من تشريد وافقار للناس فى طول البلاد وعرضها .ثم اضاعت
فرصة . حين فشلت الجبهة الاسلامية فى تحويل التفاف الناس حولها وصبرهم على المسغبة
فى سنوات الحرب الطوال فى جنوب البلاد فشلت فى تحويل ذلك الصبر الى رصيد ايجابى وقوة
تسخرها للبناء وبدلا من ذلك كافأت مواطنيها بالاستئثار بكل الثروات من شتى المصادر كانفط
والذهب وغيرها فلم ترى بأسا فى تهريب المليارات الى البنوك الخارجية بدلا من استثمارها فى
بلدها الذى التحكمه وشعبها الذى صبر سنينا طوال على الجوع والفقر والمرض .
وربما لايمكن احصاء عدد الفرص الضائعة حين كان ضروريا ان يترجل رأس النظام لمصلحة
شعبة حفاظا على مصالح بلده بدلا من التمسك بالكرسى حفاظا على مصلحته ومصالح اسرته
وزمرته الضيقة من النفعيين واللصوص ولو فعل لكان سطر تاريخا لبلده سيرا على خطى المشير
سوار الذهب الذى مازال العالم يذكره بالخير حتى يومنا هذا .
ودون ذكر اعداد القتلى والجرحى والمشردين فى الداخل والخارج فمازال النظام يسير متكلسا
على نفس الدرب غير قادر على تصحيح مسيرته او ان يرى او يسمع هدير الجوعى الذين لم
يتبقى لهم شئ يخافون عليه .
واليوم فعل الحزب الشيوعى ما كان يجب على الاسلاميين ان يقومون به ان كانوا اهل مبدأ غير
انهم آثروا مناصرة الحاكم حتى فلى سيره بهم وبالبلاد الى الهاوية ...وهذه هى اللحظة التاريخية
التى تنتظر من يقتنصها كجوهرة على قارعة الطريق لا يعرفها الا ذو بصيرة ...
ولو فعلها الحزب الشيوعى فسيستحق حتما كل تقدير واحترام ويكون قد صنع لنفسه ولشعبه فرصة
تاريخية بعد يأس دب فى النفوس .
| |
 
|
|
|
|
Abdalla Hussein
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست