|
|
|
 Re: تروس يخوض فى وحل عوض شكسبير وينتقد السنى ل (Re: بدر الدين الأمير)
|
الكلام للفنان محمد السني .......
((( رســــــالة عــتـــــاب لأخي الحبيب عوض شيكسبير))))
(((انــهـا الكوميديا في مقابل الــتــهــريــج.)))
الكلمة كالحصاة إذا أُلقيت تعذر استردادها ...
كل نكتة لها هدف وبالتالي لديها القدرة على الاصلاح.
وليس الهدف أن تكون مؤذيا ...
في بلد المليون مطرب، المئات منهم بلا مواقف وبلا موهبة، يغنون اغاني الغير ويعيشون عليها ولا مواقف لهم ولا يؤمنوا بها .!
تتغاضى عن كل هذا الزخم العطن وتختار الأيقونة الوحيدة في سودان اليوم من بين كل هذه الهمرجة ، الفنان الموقف والمبدأ والشرف والخوة والصحبة النقيةـ المؤمن بتراب بلده ونيله ولا يعرف عن الدولار ولا اليورو ولا الين ولا كل اموال الدنيا انو كان مهموم بها
كيف صنعت هذا الاسيكتش!! دون تفكير ؟ والكوميديا هي التي تلامس الافكار والعقول لا العواطف، ربما ارضيت بعضهم فلك اسلوبك وحضورك ولكن يرثى لك كثير من محبي عركي وحتى المختلفين معه وينظرون لك بعين غير راضية.
ابوعركي من يختلف معه يحترمه ويترك مسافة للسماح والرضا ومن لايحب ابداعه يقدر جهوده وموهبته لاخلاقه واحترامه لنفسه وللأخرين .
الكوميديا في تناولها تنتقد الحماقات وكل الحال المايل وتضحك على المعوقات والسلبيات والطغاة وعلى المستقوين والمدعين وانصاف الابطال.
متى اصبحنا نوجه الكوميديا للشرفاء واخوتنا في الفنون والثقافة والتراث؟ هل تفتكر اننا راضين على كل من اختار طريقا مغايرا لايتفق وافكارنا؟؟ لا يا اخي الحبيب، هناك كثيرون نختلف معهم ونودهم ولا نتطاول عليهم ونرد لهم اعمالهم باعمالنا هذا هو دور الفنان الحقيقي
علماً ان ابوعركي اختار طريقاً صعباً ولم ولن يحيد عنه وهو الإنتماء للغلابة والغناء الحقيقي الصادق والفن الواعي بهموم وأحلام الناس.
هذا البوست مفتوح ليس لتعقب عليه، ولكن لترسلوا من خلاله رسالة حب وتضامن للفنان الوطن .......
أبوعركي البخيت ........
| |
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تروس يخوض فى وحل عوض شكسبير وينتقد السنى ل (Re: بدر الدين الأمير)
|
ده عصرك عصرة شديدة والله
ياهو البعثي الإنتهازي ود الباوقة بتاع المؤتمر الوطني عاوز يرجعك الإسلام تاني.
أكيد يكون عاوز يرجعك كوز.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يادنق
يرجعنى الاسلام ويرجعنى كوز
وبرضو ود الباوقة البعثى الانتهازى
يخربنى اكان فهمت حاجة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تروس يخوض فى وحل عوض شكسبير وينتقد السنى ل (Re: بدر الدين الأمير)
|
سلام يا ود الأمير،
موضوعك رائع ..! لولا أن علينا حِلفان أنّو ما ندخل بوست "دخلو" ود الباوقة
مرّتين ..! أو يُــخْــرَجــَــنّ مصكوكاً كَـفَّـــين ..
ــــــــــــــــــــــــ
يا أمير: أدّيهو بالــ"ألم" يا باشا؟ .. وما تخافش تفتُر، فإنّا من خلفك مُعَضِّدون.. فــ "أدّيهو فوق صنقوره دا" ال بل ....ل.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تروس يخوض فى وحل عوض شكسبير وينتقد السنى ل (Re: بدر الدين الأمير)
|
حبيبنا الامير .. مودتي ..
أمس في حلقة في سودانية 24 تقريباً برنامج ( حال البلد )
كانوا الضيوف حسين ملاسي ( مدافعاً عن شكسبير )
والاخر لا أذكر إسمه هو محامي ( مدافعاً عن أبوعركي )
مداخلات بالهاتف الصحفي فيصل محمد صالح ( مع بعض الحياد ولكن تشعر أنه مع محمد أبوعركي )
عبدالوهاب محمد وردي بالهاتف ( مع بعض الحياد ولكن مع شكسبير )
القامة ( محمد السني ) بالنسبة لينا خط أحمر ..
وشكراً لك على هذا المجهود ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: تروس يخوض فى وحل عوض شكسبير وينتقد السنى ل (Re: محمد أبوجودة)
|
| Quote: (ثم إني اعتذر عن المواصلة، بأمل العودة بإذن الله تعالى.. فقد جاء ما يُشغلني والحمدُ لله.) |
َ
وَ ها قد عُدتُّ، يا بدرالدين ودّ الأمير، ولو تدَع "شلاقتك" بتوصيف "سيد الحوش"
علَناً كِدا ..! ثم تدع "تدبيل" مداخلاتك كما "الحَلَّة معاها غُتايَتا" يكون أجمل لبوستك،
و طُعم لجذب الفرّاجة يعومون بعد أن يتبلبلون..
الحقيقة لله، فقد أعجبتني الحلقة الحوارية بــ فضائيتنا الجميلة "ســــ24ـــــوانية؛ ليس
فقط لأني أعرف المتحدّثَيْن، ولا لارتياحي للمقدِّم أبْ سِنَّيْن، بل ولا غياب المدير "أب-
سنّ" ناب..! وهو المدير العام الــ" حاوار" وُ "داوار" وَ بَ عَـ دْ "قرقار" عديل كدا ..!
أقول، ولله الحمدُ، فقد أعجبتني الحَلَقة، وكفى. صحيح أنني ربما تنازقتُ بيني وبين
نفسي وُ قُدّام تلفزيوني من "أفكار" حيرى! يبثّها الباثّون وهي نيــّــِــئة خدراااااء..!
المهم، أعجبتني الحَلَقة الحوارية لكونها عبّرتْ عن "فداحة" ذكاء
إدارة القناة (مين ما بيعرفش إدارة القناة..!؟) في كونها أكّدتْ ببثّها هذه الحَلَقة
الحوارية النارية! بل قُل: الذّرّيّة، أن هذه القناة الفتيّة، لا تخاف - في سبيل إيصال
رسالتها الإعلامية - الحكومة العميقة، ولا "المُطَفِّحَة" .. ويالها من حُرّة قُرّة.
ــــــــــــــــــــــــــــ
هنيئاً مريئاً، إذن، للفضائية ســـودانية 24 - بما تتمتّع وما "لا تخاف" ..!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تروس يخوض فى وحل عوض شكسبير وينتقد السنى ل (Re: najma)
|
يادكتورة منال
خلينا من قريبك اباجودة القال عندو شورة
انت جبتى الصادر ولم تجيبى المصدر
تنهدات: عوض شكسبير لم يرد حتى الان على الدكتورة عفاف الصادق حين سالته اليورو البلجيكى ياعوض شكسبير
ودى قصة رحلة رافق فيها عوض شكسبير عركى الى بلجيكا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تروس يخوض فى وحل عوض شكسبير وينتقد السنى ل (Re: بدر الدين الأمير)
|
ليك التحية عزيزي البدُر ود الأمير، والتحايا موصولة لقريبتنا الدكتورة
لاحظت أنّك بتفكّ في تحليللاتك بالنّقّاطَة ..! فكيف دايرنا نحنا نفتّ الأمر
فَتّة سيدي؟
عوض شكسبير، فنان درامي، وُ دا شغلو
أبوعركي البخيت، فنان من الطبقة السودانية البرنجي، ولكنه لا يعلو على النقد ..!
إن لم يكن لمُستَحَق جليّ! فعلى الأقلّ، أنّ فَنَّ وثقافة وأدب ومواقف أبي عركي، تستدعي
أن تُحْدَف بالحجارة (ال محاجين!) علّها تنالُ من ثمرِه الفينان ..
تُروِّس، زول فنّان (وُ قاهِر كمان جِنِس قَهْرَة، بل عينو بيضاء عدييييل كِدا) ودرامي لقالو هواء وُ "ضَرّى عيشو" لينا .. فله الشكر دوما ..
محمد السّني، فنّان درامي، ليهو تاريخيتو، ويبدو أنه قد استكان أنّ زمنو قد ذوى! ونجمه قد أفَل بي قعدة الخليج ..! وبي أمانة أنا لا أدري!
ما إن كان أخونا "السُّنِّي" لو كان مهجره " مونتريال" أو " USA " هل كان سيثور His fans (مُعجَبوه) بنفس ثورة مُعْجَبي أبي عركي؟!
بعد مشاهدتي، للحَلَقة التي أمّها أصحابك، من كُتّاب صحفيين كِبار، ومُثَقّفين مُرهَفين وُ (إمكن ما بلخبطوش العجين!) ، رفقاً مع قراءتي لبوستك
دا، برغم ما " حجبره " أخونا "ود الباوقــة" علينا، أستطيع أن أقول:
لم يخطيء "ود شكسبير" ..! وبالتالي، لم يكن يستحقّ أن تتوجّه له تلك الثورة الفيسبوكّية (ال وجاهاتية) لحمةً وَ سُداة ..
كذلك لم يُخطيء المُدافعون عن وجهة نظر شكسبير في دراماه الفيديوية، تكل التي كأنّما ذرّت - شَتَّتتتت - كمية من
الحصباء والشطوط القبانيت (بُنبان عديل كدا) في عيون اؤلئكم المُعجَبين بــعركي، وهم كثير، ولكنها كثرة تزيد بشهوة
الكتابة ضد الرتابة الفيسبوكّاتية ..!
أسوأ ما مَرّ عليّ في هذا الدراما القائمة - نصف قعدة - أنني قرأتُ بصحيفة خرطومية، بالأمس: أن مجلس المهن
الموسيقية، عاتِب على "عوض شكسبير" بل وأنذره بتوقيف العرض المسرحي، الجاري بالقاعة هذه الأيام (ملف سِرِّي)
إن لم يمتثل عوض للمجلس لمسائلته ....!!!
بالله دا كلام؟
هذه الحكاية تسيّست ..! فأصبح ناس فلان، كعادتهم!! مستعدين لاختلاق حتى أكابر الفِريات! لأجل أن يقنعوا الناس بأنّ
أبوعركي الناشط السياسي، والرجل ذو الموقف الصنديد في مواجهة " ما يجري من سجم وعدَم وقِلّة فَهَم" كلامو ما صحيح!!
طالما بياخد باليورو يا حبيبي!
ــــــــــــــــــ
واعذرني إن لم آتِ بعدها .. ولكم التحايا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تروس يخوض فى وحل عوض شكسبير وينتقد السنى ل (Re: محمد أبوجودة)
|
محمد السّني، فنّان درامي، ليهو تاريخيتو، ويبدو أنه قد استكان أنّ زمنو قد ذوى! ونجمه قد أفَل بي قعدة الخليج ..! وبي أمانة أنا لا أدري!
ما إن كان أخونا "السُّنِّي" لو كان مهجره " مونتريال" أو " USA " هل كان سيثور His fans (مُعجَبوه) بنفس ثورة مُعْجَبي أبي عركي؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اباجودة
ماش وين تعال النحدسك على قول امى الحرم بت على
قبل ما اعود لرايك في الذى جرى والذى منو اننضم ليك عن ابو السهرة وردى محمد السنى دفع الله (الكائن الدرامى)
قبيل مجىء اونقلاب نظام القتلة اعداء الفن والفنون والفنانين السنى كان في بعثة دراسية (الماجستير ) بمصر قطعت بعثته وتقطعت
به السبل جبرب يجابدها في مصر عسى والعلى يلملم يهو قريشات ويكمل ماجستيرو مالفقت اتى الى الدوحة في زيارة وبرضو عسى
ولعل جرينا وطرقنا الابواب بس مالفقت سافر الى سوريا ووقتها سوريا متربعة على عرش الدراما اشتغل وهبش جاى جاى برضو مالفقت
عاد مرة اخرى للدوحة التى قضى فيها فترة خالدة مع مصطفى سيد احمد وانفرد به كثيرا حين نذهب نحن نلقط الرزق وحين عاد للدوحة كان
مصطفى رحل ولكنه وجد الكائن الشعرى محمد الحسن حسن سالم حميد وبرضو انفرد به وقضو مع بعض ايام وليالى لاتقدر بعمر نوح
ومن ثم عمل السنى استاذ للتربية المسرحية بالمدارس الثانوية القطرية ولحدى يومنا هذا يعنى قريب عشرين سنة اخرج السنى جيل من
الممثلين القطرين يشار الهم بالبينة والبنان ويشارك السنى في معظم الاعمال الدرامية القطرية مع كبار الممثلين القطرين تلفزيونية اومسرحية
ومفتوحة له كل قنوات التلفزة القطرية حتى الجزيرة المغضوب عليها والمابتغضب لحالنا وماببالغ او اجامل لوقلت لك ان المبدع السودانى
الوحيد السدة الفرقة بتاعت المبدين السودانين في قطر بعد جيل الطيب صالح والنور عثمان ابكر وووالخ هو السنى وشخصيا اكره ان امشى
مع السنى في الاماكن العامة لان الكل يود ان يستوقفه ويصافحة ويدردش معه ويساله عن عمله القادم عندنا هنا ياباجودة مركز ثقافى هدية
من الشعب القطرى للشعب السودانى السنى اسس فيهى فصل لتدريب واكتاشف المواهب الاطفال في مجال الدرامة وبدات الاسرة المقيمة
ترسل اطفالها للمركز وحين اكتشفو قتلتة الابداع والمبدعين امر فصل المجانى الذى يدرسه السنى بالمركز ارسلو مدير للمركز كوز متجبر
وكاره للفنون اسمه عبدالله الاله ابوسن عشان يطرد السنى من المركز الثقافى وقد طرد السنى من المركز وبجلافة تغرس المدية في القلب
وكانى به قرر تقطيع شراين قلب السنى ومازال السنى هو الاستثناء كائن درامى وحياته درامية
تنهدات: حب القطرين للسنى اتعب شراين قلبه قامو استبدلوها له بشراين جديدة زى ماغنى ابوداود (ياناس في الدينا فى حب اكتر من كدا)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تروس يخوض فى وحل عوض شكسبير وينتقد السنى ل (Re: najma)
|
يادكتورة منال السر
البعرفو ان الاكادمين ممكن يكنو صارمين والاكادمية بطبعها صارمة وبطفش المواهب بصرامتها
وقصة القراية ام دق ماجات عن فراغ وكل من طفش من صرامة الااكادمية كان له شنة ورنة
انت هسى وينك من هذه (العوة) العوة حسب تفسيرى لكلام امى الحرم بت على تعنى الشكلة
تنهدات : عدد لك الموهبين المتمردين على الصرامة الاكادمية في العلم عملو شنو وهم الطرودين
من نار صرامتكم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تروس يخوض فى وحل عوض شكسبير وينتقد السنى ل (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: انت هسى وينك من هذه (العوة) العوة حسب تفسيرى لكلام امى الحرم بت على تعنى الشكلة
|
Quote: ان ت هسى وينك من هذه (العوة) العوة حسب تفسيرى لكلام امى الحرم بت على تعنى الشكلة
|
انا عاملة حكيمة وماخده حكمة امى الحرم بت على حكيمة ال الامير لمن تحصل عوه 😷
متتظرة التغير حين يبدا من السعودية😂😂😂😂
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تروس يخوض فى وحل عوض شكسبير وينتقد السنى ل (Re: najma)
|
يا مرحبا يا مرحبا بالأمير وبابنتنا الدكتورة منال، آل-الأمير .. وشكراً على إهداء
وااااحشني .. يا الخلّيت مراسيك جــوّة في ذاتي .. وشكراً عركي، على ما كُنّا
نتشاجن به - قدييييماً ..! - على زهوٍ أنغامِه العِذاب رُقاق وَ عِجاب..
التحية للســُّنِّي، أبي الســُّــهْرِوردي .. وبالله عليك، يا أبا الأمراء، عارفين دا
كلّو عن السُّنِّي الدرامي اللوذعي، وساكتين ..؟ أم لم نكن نسمع.
تلك، بلا شك، مسيرة نضال ثقافي لن تذوَ هدراً .. فأمنياتي له بالاطّراد والتقدّم.
تابعتُ شيئاً من تصدِّيك للمُلحَق الإعلامي، عبدالإله أبوسن، ولكنني لم أشهد
النهايات..
الآن هدأت "ثورة العركيين" وانخمدتْ - إلى حَدٍّ ما - دوشة النافخين في السَّــيــَّة ضد
الفنّ والثقافة السودانية التي لها "موقِف من النظام" ..! فالنظام الآن، في شُغُلٍ بما
حدث من تعذيب وقتل اثنين من منطقة العسيلات! بواسطة اثنين لعلّهم! من مُشاركيهم
النشاط في "تهريب الدولار عبر المطار! وأحياناً الدولار ..! كما جاء في بعض صُحُف الخرطوم..!!
الــ(عَوّة) حاصلة الآن، وليتها كانت من مستوى الــ(عَوّات) الحنينات دييييك، تختار اسماءهن الخالة
الحكيمة الحرَم ..
فالكُبري، الجديد كُبري سوبا، يُقال إنه مقفووووول! والتنادي بالثارات يشتعل أواره .. وَ ربّنا يسلّم
الجميع من التقاتل غير المُشَرِّف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأرجو أن تكون لي عودة ... مع وافر تحاياي..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: تروس يخوض فى وحل عوض شكسبير وينتقد السنى ل (Re: بدر الدين الأمير)
|
ابو جودة قريبي يسعد مساك
الامير يكون متمحن في 👇👇👇👇
"عركي أمام محكمة الردة الفنية"
هل تنزلق كوميديا عوض شكسبير إلى زَبَد الجمالية الطفيلية وحضيضها؟
(الحلقة الثانية والأخيرة)
● عبد الجبار عبد الله
في ذات السياق الذي كتبتْ في مقالي السابق، أعودُ من حيث وقفتْ لمواصلة ما انقطع من حديث وأفكار حول القضايا ذات الصلة بموضوع هذه المناقشة. وهي قضايا -في مبتدئها ومنتهاها- من صميم مبادئ حقوق الإنسان وديمقراطية الثقافة وحق التعبير الفني الجمالي للفنانين والكتاب في شتى ضروب الفن وألوان الكتابة الإبداعية وغير الإبداعية، كونها جزءا أصيلا ولا تنفصم عراه عن مبدأ حرية التعبير وحرية الفكر. وهو ما لا يمكن اختزاله أو ابتساره في الأفق الضيق المحدود لمناقشة مادة الفيديو الذي أنتجه عوض شكسبير حتى نجد أنفسنا غارقين في "فنجان موية" ولا تكون محصلتها النهائية سوى انتصار أو هزيمة لأحد الطرفين مع/ضد عوض. فمثل هذه المعادلة هي التي تسد أفق النقد الذي يضيق أمامه صدر النظام ومؤسساته وقنواته الإعلامية، لا صدور الحادبين أصالةً على صون حقوق الإنسان وحرية التعبير في أرحب معانيها وممارستها الحقة، لا الصورية.
وما دام مذيع البرنامج التلفزيوني -الذي سيلازمني مثل ظلي طوال هذه المناقشة- قد "دقّ صدره" مشكوراً وأكدّ حرص الإعلاميين على امتلاك الحقيقة كاملة في ما يتعلق بموقف عركي، فليتسع صدره لنا كثيرا لأن الرياح قد لا تأتي بما تشتهي السفن دائما كما يدري. وأول تلك الرياح هذا المقال الذي ليس خاتمة لها بطبيعة الحال. تجدون فيما يلي الرابط للبرنامج التلفزيوني المذكور وأرجو إيلاءه عناية فائقة لأن حوارنا هذا لا يستقيم بدونه. ولذلك السبب، وحرصا على ألاّ "أقوّل" أي من المتحدثين فيه ما لم يقل، فقد أمضيت وقتا طويلا في تفريغ مادته كتابةً.
https://www.youtube.com/watch؟v=f7myg4X0Cdghttps://www.youtube.com/watch؟v=f7myg4X0Cdg
وبذات الحرص على استقامة وصرامة منهج النقد الفني الجمالي، أنفقت وقتا ثمينا وعزيزا على مقالي السابق حتى لا يكون الحكم النقدي الصادر على فيديو عوض شكسبير مجرد حكم قيمة value judgement أي بلا أسانيد وأدلة وقرائن وبراهين وتحليل نقدي عميق للعمل قبل محاكمته نقدياً. ومن أراد أن يجادلني فيه فليجلس طويلا مثلي ويبحث ويكتب لأنني لا أصدر أحكاما مجانية عاطلة من شاكلة الـ"فاست فوود" على أحد، ولا أتعاطى ذلك النوع الرديء من الغذاء. فأرجو شاكراً معاملتي بالمثل.
تنازُع الشكل والمضمون
وفي مقام اللجاجة الكلامية التي أحاطت بتحليلي لعلاقة الشكل والمضمون في فيديو عوض شكسبير ومدى صلته بحرية التعبير، خطرت إلى ذهني تلك اللجاجة الأثرية الشهيرة في تاريخ الأدب العربي، التي رد عليها الشاعر أبو تمام عندما سئل "لماذا لا تقول ما يُفهم يا أبا تمام" فجاءت إجابته استنكارية صاعقة: "ولم لا تفهم أنت من الشعر ما يقال يا أبا سعيد"؟ فما أردتُ قوله في "شعر النقد الفني" هنا لمزيد من الإيضاح وخروجا عن المماحكة واللجاجة التي ستغرقنا في فنجان الماء هي أن الخلاصة النقدية التي توصلتُ إليها من تحليلي لمادة فيديو عوض أنها ذات عنصرين ومكوّنين، هما الشكل والمضمون مثلما هو الحال في جميع الأعمال الفنية. وبما أن شكل التعبير الفني في الفيديو هو "التعبير المسرحي" افتراضا، فهو ينتفي منه ولا ينطبق عليه بما أوضحت بتفاصيله في مقالي السابق. وبذلك لم يعُد هناك "تعبير جمالي كوميدي" يُنسب لفيديو عوض كي ندافع عنه أو نختصم عليه في الأساس. غير أن ذلك لا ينفي أن لعوض رأياً يود قوله، وهو مضمون رسالته التي أخفق في إيصالها فنياً وجمالياً، بل أساء إلى فنه وذاته بتلك المحاولة في واقع الأمر. فما المضمون الذي تبقّى لعوض، عارياً منفصلاً عن شكله الفني؟
هذه هي الإجابة كما فرّغتها "حرفياً" من شريط الفيديو:
"الآن أنا ما عندي إحساس بالغُنا
لكن اليورو بيحلها، مشكلتي اليورو بيحلها
الآن أنا... تقصد شنو؟ تقصد شنو؟
مشكلتي اليورو بيحلها.. وما عندي إحساس بالغُنا...
أحيّ يا اليورو."
يشد انتباهنا لغوياً ومسرحياً "تأكيد" عوض على اليورو و"مشكلتي" و"بيحلها" في توازٍ وتكرارٍ وتردادٍ بايخ سخيف للثيمة الأساسية "أنا ما عندي إحساس بالغُنا". والغاية كما أراد، هي أن عركي لا يغنّي إلا لليورو وفي مقر الاتحاد الأوروبي، أما جمهوره من عامة "الرجرجة والدهماء المقطّعين" فلا شأن له بهم ولا هو "فاضي ليهم" لأن جيوبهم أفرغ من بطونهم الخاوية، فلا يرجى منهم مليم واحد أحمر!
وهذا هو المعنى الذي التقطه المذيع موجها به سؤالا إلى الأستاذ حسين ملاسي: شكسبير قدح في شخص الرجل ووصفه كأنه يسعى إلى المال، وأن مبادئه قد تركها من أجل اليورو تحديدا. كيف نقدر نقول أنو دا حرية تعبير، وهو قدح في الشخصية وكأنو بيحرق فيها يعني؟
حسين ملاسي: لا زالت في الإطار بتاع حرية التعبير. وعلى حسب الكلام القالو الأخ البراق، كل الأمثلة القالها للحفلات العملها عركي في نيروبي، في قطر، في أمريكا وما فيش حفلة منهم في السودان. فدا بعزز نفس وجهة النظر الطرق عليها عوض. الفكرة المركزية للفيديو إنو عركي ما بيغني في السودان لجمهوره!
وبالمثل تعجبتُ أيما عجب وأنا أرى الأستاذ حسين ملاسي، وهو ينبري بصفة القانوني ليجيب عن سؤال المذيع مقدم البرنامج الذي سأله عما إذا كان ذلك يمكن أن يشكّل أساسا لإثارة اتهامات قانونية بحق عوض شكسبير، في استجابة لتعليق الأستاذ البراق النذير الوراق. صُعقت لملاسي وهو يرد بثقة القانوني الواثق الضليع: أنا بدّعي اني قانوني ومجاز في القانون. ما بفتكر أبدا ممكن تكون في مساءلة قانونية لأنو لو واحد ادّعى في اسكتش أو كاريكاتير أو كده، فلان أخد مبلغ بكاش بينما المبلغ مكتوب بشيك، ما حيكون في فرق في المعنى. فالفرق كله في إنو غناء بمقابل في حفل معمول للاتحاد الأوروبي من جهة، مقابل عدم الغناء للجمهور البترجّا عركي كل مرة يعني عركي غنّي لينا، والتظاهرات البتحصل دي تترجّاه أنو يغني ويعود للغناء.
خدعة التمويه الفني
سأعود لتفنيد هذا الفهم التبسيطي المُخل لمعنى قصيدة عركي ولمجمل موقفه في موضع لاحق بالضرورة. ولكن فلننتبه الآن بشدة إلى فكرة استخدام الفن لتفادي المساءلة القانونية " لأنو لو واحد ادّعى في اسكتش أو كاريكاتير أو كده..إلى آخره". والشاهد الآن أن ادّعاء عوض بحق عركي قد أصبح ادّعاء عارياً "ملوص ساكت" بلا كاريكاتير ولا يحزنون. يا أستاذ ملاسي، إن لعركي إن شاء، أن يلجأ إلى القضاء وأن يأخذ حقه قانونا، ولو من باب الاعتداء على نص شعري كتبه وشوّهه عوض شكسبير واستخدمه دون إذن من مؤلفه. هذا من حقوق عركي بموجب قانون الملكية الفكرية. ودعك عن حقه في القذف وإشانة السمعة التي لا مراء فيها. أليس هذا بعض ما يمليه عليك الضمير القانوني المدافع عن الحقوق كل الحقوق، بما فيها حماية الملكية وصون الكرامة الإنسانية وعدم الحطّ منها؟
الطفيلية الجمالية وإقصاء المبدعين
إلى مغزى الطفيلية الجمالية ندلف الآن لنرى كيف ينزلق الفنان إلى غثائها وحضيضها.
هنا نخرج من "فنجان موية" عوض شكسبير لندخل إلى صلب الموضوع الأساسي وجوهره.
"الطفيلية الجمالية" مصطلح نقدي جمالي نحتّه من عندي في وقت باكر من عهد الإنقاذ يعود إلى عام 1990. وقد أردت به وصف أشكال التعبير الفني والأدبي التي أفرزها المشروع الثقافي للدولة الدينية في السودان في ظل نظام الإنقاذ الحاكم منذ عام 1989. وهو المدخل النقدي الذي سيعيننا على تحديد السياق الثقافي السياسي الاجتماعي الذي ننظر من خلاله إلى محنة عركي البخيت وغيره من خيرة فناني بلادنا وكتابها ومبدعيها على امتداد سنوات الإنقاذ الطوال العجاف. إذ كيف يمكن النظر إليها بغير ذلك وهي محنة لحمتها وسداها الصراع الاجتماعي السياسي المتصاعد والمحتدم حول حقوق الإنسان وحرية الفكر والتعبير والضمير، بما فيها حرية التعبير الجمالي الإبداعي؟
إن ما يريده لنا صديقنا عوض شكسبير، وكذلك الحلقة التلفزيونية المشار إليها آنفا -بل والترسانة الإعلامية لنظام الإنقاذ كلها- أن ننظر إلى غياب عركي عن جمهوره في السودان كما لو كان "غياباً اختيارياً ذاتياً" وأن عركي قد ابتعد عن جمهوره داخل السودان بمحض اختياره وإرادته. لا أستبعد أن يكون عوض قد وقع في هذا الفخ دون وعي واحتراز منه، وبالتالي دون قصد منه أن يكون جزءا من الخط الدعائي الإعلامي للإنقاذ. ربما. غير أن ذلك لا يعفيه من الاندغام فيها عملياً على أية حال.
وأعيد هنا ثانية رد أبي تمام الاستنكاري على السؤال الموجه إليه: "ولم لا تفهم أنت ما يقال من الشعر يا أبا سعيد"؟
والمقصود بفهم "الشعر" هنا -في مدلوله الثقافي الاجتماعي السياسي - هو لماذا يلح علينا نظام الجبهة الإسلامية القومية -لا يهمني كثيرا جلد الثعبان والمسميات التي يرتديها ويخلعها كل مرة حسب الحاجة وبما يمليه عليه فقه الضرورة- ألاّ ننظر إلى واقعنا في عمومه وشموله وكلياته، وأن ينحبس الأفق والنظر عوضا عن ذلك إلى ظواهر الواقع الماثل أمامنا، والذي هو واقع من فعل سياساتها وممارساتها هي- وكأنها ظواهر وأحداثا فردية اعتباطية معزولة ومجتزأة من بعضها البعض؟ من قال أن عركي ظل واقفا وحده على طرفٍ منزوٍ من رصيف الفن والإبداع منذ انقلاب الإنقاذ بينما تتلألأ وتسطع في سماء ليل الطفيلية الجمالية أنجُم ما كان لها أن، ولا حتى في خيال المجتمعات والأمم والشعوب؟ لننظر هنا في ساحة المسرح ابتداء.
فمشكلة مَنْ من الفنانين المسرحيين نناقش، بينما يجلس على الرصيف مُبعداً منتبذا ركنا قصيا فرضته عليه سياسات الإنقاذ أستاذه الفنان المسرحي العملاق محمد عبد الرحيم قرني، الذي هو أيضا من أميز من يدرّس مادة التمثيل والإخراج المسرحي في أي مؤسسة أو أكاديمية علمية متخصصة بحق، وإلى جانبه الرشيد أحمد عيسى وقاسم أبو زيد، وأستاذنا جميعا هاشم صديق..وغيرهم مما لا يسع المجال لذكرهم. وفي المقابل تصعد إلى السماء أسماء أنصاف الفنانين وأرباعهم عبر استكتشات الكوميديا الهزيلة الرثة البائخة، وأرتال مروجي النكات العنصرية التي تبث مختلف أصناف السخف باسم الفن والفكاهة والدراما. بل أين المسرح القومي نفسه؟ أين تبخرت المواسم والمهرجانات المسرحية؟ هل باختيار المسرحيين يا ترى أم بفعل فاعل؟ واسألوا بربكم مصطفى أحمد الخليفة وزملاءه في فرقة الأصدقاء، أسألوا أعضاء فرقة الهيلاهوب بأي ذنب طوردوا وحوربوا واعتقلوا وتم استدعاؤهم مرات ومرات إلى أجهزة الأمن. ولكم أنت محظوظ يا صديقي "تروِس" تصول وتجول في هناك في عالم "الكوميديان الفرد" الذي تخلقه وتبنيه بكامل حريتك من ثياب "حاجة المؤتمر الوطني" وما إليها وحولها مستظلاً بنسائم الحرية التي تتيحها لك مدينة لندن. ولكن هل كان ممكنا أداء هذا الدور في السودان؟ عندها تكون محظوظا إن لم يبتلعكما الغول معا أنت و"حاجة المؤتمر الوطني بتاعتك دي". أُدرك قيمة وأهمية ما تفعل. فأنت لست ممن ينحدرون بفنهم إلى حضيض الجمالية الطفيلية وغثائها. ولكنّ لا مناص من الحذر وكل الاحتراز.
أنا ما عندي إحساس بالشعر!
وفي مقام الشعر هل كتب محمد طه القدال قصيدة قال فيها أيضا "أنا ما عندي إحساس بالشعر" وبذلك صاغ له "مبدأ حنبلياً" بمقاطعة جمهور شعره الواسع العريض في السودان؟ كان شاعر الشعب محجوب شريف منفيا محبوسا وراء القضبان، وكان هناك أيضا زميله الشاعر كمال الجزولي، كان عمر الطيب الدوش منفيا مشردا من مملكة الشعر -التي كان وما زال أحد نواصيها الراسيات- شقيا مطرودا من عمله في معهد الموسيقى والمسرح حتى لحظة وفاته، كان حميد بعيدا عن دوائر وقنوات الإعلام الرسمي وكذلك أزهري الحاج وعاطف خيري والصادق الرضي وحافظ محمد خير وغيرهم ممن لا يسعهم المجال. ولكن في مقابل تغييبهم وحبس أنفاسهم وإحصائها من قبل جهاز الأمن وعسس الليل، كانت هناك روضة الحاج شاعرة الإنقاذ وأندادها الذين سطعت أنجمهم في برنامج شعري وُلد ميتا أسموه حينها "شعراء بلادي". أذكر جيدا أنني نظرت إليه فلم أر شاعرا ممن أعرف، فقلت لنفسي يا ترى هل أنا مواطن في بلاد الواقواق، أم أني الآن مقيم في بلادي التي اسمها السودان ويتحدث باسمها هذا البرنامج؟
فانظر كيف انتباني شعور عميق بالاغتراب -بمعناه الفلسفي- عن وطني الذي خُلقتُ له مثل سيجارة البرنجي المكتوب على علبتها "صُنعت خصيصا للسودان". هذه هي العبارة المحببة التي كان يصف بها صداقتنا المشتركة محجوب شريف. فهي ملكٌ له بلا منازع وتظل كذلك في حضوره وغيابه جسدا عنّا. فتأمّل كم من مثقفي السودان ومبدعيه ينتابهم ويؤرقهم هذا الشعور الممض كل يوم ويوم. بل إنه الشعور نفسه الذي يدفع عددا لا يستهان به من السودانيين إلى الفرار من وطن لم يعودوا يشعرون بأنه ملكٌ لهم وينتمون إليه، ما أحالهم قسراً ورغما عنهم إلى "مغتربين" منفيين داخليا. "أنا ما عندي إحساس بالغنا رغم الغنا الجواي كتير".
وأين أنت من مقررات كليات الآداب في بلادنا يا الطيب صالح، منذ أن دمغوا رواياتك وأدبك بعدم توافقهما مع التوجه الحضاري للأمة، وطردوك أنت واتحاد الكتاب السودانيين شرّ طردة من داركم العامرة التي أنشأتمونها في المقرن لتصبح مقرا لاتحاد الطلاب السودانيين الموالي للنظام؟ وبما أن التداعيات تترى والكلام يسوق بعضه بعضا: أين فرقة الفنون الشعبية؟ هل أصابتها لعنة عبد الله دينق، ذلك الإبن العاق لقبيلة الدينكا، الذي سرعان ما تنكّر لتراث أهله وتعالى عليه واحتقره بعد أن لبس العمة والجلباب وتأسلم واستوزر مع مستوزري الإنقاذ فما ارعوى عن وصف رقصات فرقة الفنون الشعبية بأنها رقصات خليعة ومسيئة للإسلام، وأن على الراقصات إن أردن أن يرتدين زيا إسلاميا؟ بالله أنظر كيف تكون "لغوسة" الرقص في تناقضها مع التراث والأزياء إن أذعنت الفرقة واستجابت. فهل من خيار آخر أمامها سوى أن ينفض سامرها وينفرط عقدها! فما لم يقع من سياط الإنقاذ على ظهور النساء تحت أحكام قانون النظام العظام سيء الصيت، يقع على ظهور الراقصات والفنانات منهن قرارات ذكورية مغلظة تعيدهن قسراً إلى "الخدور" والمخادع وبيوت الطاعة. فثقافة التمييز ضد المرأة وقهرها واضطهادها ظلت ركنا أصيلا من أركان التوجه الحضاري ومشروعه الثقافي المزعوم.
نبتات قيقم الشوكية في حقل الغناء
ورحماك يا مصطفى سيد أحمد، رحماك يا وردي يا من "اغتربتما" وتشردتما كثيرا وطويلا من وطن صدحت له حناجركما بحبه والتغني له بأعذب وأزهى وأجمل ما تكون الأغاني والألحان. ولكنه يا للحسرة تنكّر لكما ووضع أصابعه في أذنيه لافظا إياكما في سماء تحتها "أرض يباب" لا تنمو في رمالها إلا نبتات "قيقم" الشوكية المؤذية للروح والوجدان، التي منها نبتة "فرقة نمارق" الموسيقية.
بل إن هناك معتوها في التلفزيون أمر في باكر عهد الإنقاذ بإعدام أبدع وأندر ما حواه الأرشيف لعدد من أغنيات الفنانين المغضوب عليهم. حينها حُرّم عليك أنت يا كابلي "بالثلاث المغلظة" ترديد ذلك البيت الزنديق الآبق الذي تقول فيه الأغنية:
"رفعتُ الكأس عن شفتي لعلّ جمالِك الخمرُ
وبي سُكرٌ تملكّني وأعجَبُ كيف بي سُكرُ".
أوعك يا كابلي بلا كأس بلا خمر بلا كلام فارغ معاك في ظل التوجه الحضاري للأمة. ده مش عهد الجاهلية الوثنية البائد الكنتو فيه تبرطعوا وتغنوا زي ما عايزين على كيفكم زمان.
وعلى وقع حافر مثل ذلك الإنقاذي المتبلّد الحس والوجدان، القاصر عن إدراك مغزى الشعر ومدلوله في مختلف مستويات معانيه وظلالها وطبقاتها، فُسّرت قصيدة عركي بذات القصور ليحاكَم ويُساء إليه بذريعتها عن جهل وبلادة كما سنرى في موضعٍ تالٍ من المقال.
جالسٌ أنت على الرصيف يا عركي "يا حردان الغُنا" وكأنك بإصرارك العنيد ذاك على بقائك في السودان، ما أردت إلا بيع المساويك أو الفجل والملوخية والرجلة في سوق ملجة امدرمان! وهل أغواك "عدم إحساسك بالغُنا" للدخول في سوق الله أكبر، ربما فتحها المولى عليك مرة واحدة فدشنتَ لك محلا تجاريا تفوح منه رائحة الشواء في سوق الناقة القريب من بيتك في امدرمان؟ نان فايدة قعادك شنو وانت الهجرتَ الغُنا؟ قاللو العربي مستنكراً متعجباً: نان شن كافرْلَها يا النصراني؟ لا سيجارة لا تمباك لا شربة..! والله ياهو ده حالك يا عركي من منظور الآلة الجهنمية لإعلام الإنقاذ. حالة عبثية لم يكتبها مسرحياً حتى صمويل بيكيت، حالة سريالية لم يرسم لوحتها حتى سلفادور دالي، وليت الروائي الكولمبي غارسيا ماركيز كان سودانياً. منذ زمن بعيد قرّ بذهني أن السودان رواية "مفطوطة" في أدب ماركيز، وأن ليس هناك من دراما عبثية أقوى وأوقع من دراما الواقع اليومي في بلدي. إنه "المسرح الحي" بعينه كما أسماه صاحبه ضمن تيارات المسرح الأوروبي الحديث.
حزنتُ أيّما حزن وأنا ألتقط صورة تذكارية لسينما امدرمان الوطنية وقد آلت إلى خرابة مهجورة ترتع فيها الكلاب والقطط الضالة. دمعت عيناي وأنا اشاهد صورة أخرى مثلها لسينما كوستي . أين مؤسسة الدولة للسينما؟ أين دار الرجس تلك التي كان يتحلق حولها ويحج إليها أولئك المثقفاتية المقاطيع الصعاليك التي يهرعون إليها أفواجا كما لو كانت مكّتهم المكرمة؟ ما اسمها يا ربي؟ لعل اسمها كان المجلس القومي للآداب والفنون مقطوع الطاري والذكر.
حين تنطق التماثيل رافضة وجودها
وبأي ذنب حُطمت التماثيل المنصوبة في عدة شوارع ومواقع في مدن العاصمة الثلاث وخارجها ومن أشهرها تمثال عثمان دقنة؟ ألم تكن رمزا لوجهنا الحضاري الجمالي عندما كنا من بين الشعوب المتحضرة التي تقدّر الفن والجمال؟ ربما -والله وحده أعلم- قد كسر أنف تلك التماثيل الانتظار الطويل، أعياها الوقوف فكتبت هي الأخرى رسالة إلى المعتمد فحواها "بِقى ما عندي إحساس بالوجود" لعل "الأصنام" والحجارة نفسها تنطق وتطالب بالإزالة. فكل أمر جائز في هذه الدنيا الدبنقا الفرندقَس التي لا بد من دردقتها بشيش شان ما ينكسر كما يقول أهلنا المقهورين في دارفور!
وبعدين تعالو يا جماعة.. قال أحد عباقرتهم الأفذاذ: إنتو المتحف القومي دا ذاتو مالو كلو أوثان وأصنام ورموز مسيحية ونوبية.. ليه نحن ما نغيّر هويته عشان يعكس التوجه الحضاري الإسلامي المشرق للأمة؟ ولولا أن لطف الله بفضل وجود المرحوم البروفيسور أسامة عبد الرحمن النور وكوكبة من علماء الآثار السودانيين حينها، لحدثت كارثة وأي كارثة في تاريخ حضارات السودان النوبية القديمة، بل أكبر كارثة يمكن أن تحدث لأي شعب من شعوب الدنيا. أن يُمحى تاريخها مرة واحدة وإلى الأبد.
ومن نبتات الطفيلية الجمالية الشبيهة والمتآزرة مع بعضها بعضا في مختلف أوجه التعبير الجمالي "مدرسة الواحد" التي قطعها من رأسه في حقل التشكيل الفنان التشكيلي الراحل أحمد عبد العال.
دعكم من عركي ومحنته، فهو ليس سوى فرد مثل غيره من عشرات بل مئات فنانينا ومبدعينا الجالسين على الرصيف. ألم ينفصل جنوب السودان نفسه بسبب مظالم تاريخية، من ضمنها اللغة والثقافة والدين؟ عجبتُ وأنا أشاهد "فخامة الرئيس" بين مكذب ومصدق لما أرى في ذلك الفيديو المبثوث على اليوتيوب لزواج ابنة ابراهيم شمس الدين. ولمَ العجب؟ كان "الريّس" يتمايل يمينا وشمالا مع كلمات أغنية أحمد المصطفى "يا بنت النيل" الشهيرة.وما أن بلغ الفنان المقطع الذي يقول فيه "ليك من سحر الجنوب قسَماتُه ومن طيب زهرَ الشمال نسماته" حتى كاد يطير على أجنحة الطرب والنشوة والرقص، فكدت أطير على أجنحة الأسى والحزن، إذ كان جنوبنا الحبيب قد انفصل أصلا! يا ربي كيف يكون هذا؟ اللهم إلا نكايةً بنا كوننا أصبحنا في نظرهم شعبا مغلوبا على أمره حتى أنه لم تعد له ذاكرة.
ذلك توصيفٌ ومسحٌ عام للواقع الثقافي السوداني الماثل منذ يونيو 1989 وإلى اليوم، وهو الذي ننظر من خلاله وعلى أساسه إلى محنة الفنان عركي البخيت ومحنة العشرات بل المئات من زملائه في مختلف ضروب الفن والتعبير الجمالي. وهي أزمة حق التعبير في عمومها، التي منها أيضا محنة الصحافة وحريتها إلى اليوم. فهل كان هذا كله محض صدفة؟
أسلمة الآداب والفنون
إلا غبيٌ أعمى من يجيب بلى. ففي خلفية هذا المشهد تقف هجمة "حملة الدفتردار" الانتقامية التأديبية التي قادتها إنتللجنتسيا تنظيم الإخوان المسلمين الأوباش منذ فجر الانقلاب على الثقافة والمثقفين في مختلف وجوه أنشطتهم وألوأنها وأشكالها. وكانت قد نُظمت تلك الحملة في المؤتمر الذي عقدوه في عام 1990 تحت شعار "أسلمة الآداب والفنون". وتقوم الفكرة كما حوتها وثيقة المؤتمر على نهج عدمي nihilistic ينزع إلى القطيعة التاريخية مع كل ما لا يتفق مع سياسات "التوجه الحضاري" من منظور التنظيم الحاكم، وبما يخدم مصالح دولتهم المستبدة القابضة ويعزز ممارسات التمكين الاقتصادي الرأسمالي الطفيلي. وقد تبدّت إرهاصات ذلك المشهد منذ إعلان قوانين سبتمبر 1983 وإعدام الأستاذ محمود محمد طه، شهيد الفكر وحرية الرأي والفكر والضمير، يوم أن كان في أفقهم التخطيط للانفراد بالحكم بعد أن كفروا بالديمقراطية النيابية من أساسها. ولذلك لم تكن الديمقراطية الثالثة التي لم تدم طويلا بعد انتفاضة مارس أبريل 1985 سوى عقبة على الطريق سرعان ما اجتازوها انقضاضا عليها بانقلابهم العسكري في يونيو 1989. وهو الانقلاب الذي بدأوا التدبير له عمليا منذ عام المصالحة الوطنية مع نظام جعفر نميري في 1978. ومن أراد الأدلة فهي مبذولة على "قفا من يشيل" في سسلة الحلقات التلفزيونية المسجلة مع شيخهم الراحل حسن الترابي في برنامج "شاهد على العصر" الذي بثته قناة الجزيرة بعد وفاته.
وعليه، فإن من الضروررة أن نعي هذا المشروع الجهنمي أولا، وأن نتبين أبعاده وتجلياته واستراتيجيات عمله وميكانيزماته الإقصائية الاستعلائية برمّته وكليّته. وغني عن القول أن ما يستتبع ذلك ويقتضي مناهضته فكريا وبعقل مفتوح مستنير نشط ،هما ما يمهدان الطريق أمام بلوغ وطن وآفاق أرحب تُحتَرم فيها كل الحقوق والحريات وتزدهر فيها كل ثقافات السودان وآدابه وفنونه. هكذا نفهم الدعوة إلى حرية التعبير واحترامها في عمقها ومغزاها الأصيل.
عركي أمام محكمة التفتيش
"ومن أنا سوى رجل واقف خارج الزمن" هكذا تبدو صورة الفنان عركي في حالة "اغترابه" في صقيع هذا المشهد العبثي العام، الذي هو مركّب استثنائي معقّد من مسخٍ اقتصادي اجتماعيٍ سياسي ٍ روحي فظ، يصعب احتماله ومواجهة آثاره الكارثية المدمرة لكل إنسان. قال عركي إشفاقا على شعبه، تلطّفا به وبدافعٍ من نبل الفنان وإرهاف حسّه ووجدانه:
الآن أنا ما عندي إحساس بالغُنا
رغم الغنا الجواي كتير
وساكن الروح والزفير
حالة البلد بي وضعها الراهن
ومعاناة شعبها
بِحتّم علي أدسّو غناي
جوه حشاي
وما أمرق على الناس الرُهاف وحُنان
وأعكس ليهم الجواي ..!
فما كان من الذهن "التخين" الخامل إلا أن أوّلها "حرفيا" وأحالها إلى "مبدأ أخلاقي فني حنبلي" خانه عركي منجذبا بفعل سطوة بريق المال بمشاركته في الحفل الذي أقامه الاتحاد الأوروبي. ألم يسأل هذا المخ التخين نفسه عمّا هي "علة وجود" عركي في الحياة إن لم تكن الغناء الذي لا ينقطع، كونه الرئة التي يتنفس بها ويعيش؟ ألم يلاحظ أن هذه الكلمات نفسها قد ألقاها عركي غناءً وليس شعراً؟
قالت ابنته نيلوفر: سألني الكثيرون لماذا توقف عركي عن الغناء؟
"إجابتي كانت دائماً تملؤها صيغة المتحدث عن واقع الحقيقة المعاشة .. أقولها بكل الصدق أن عركي لم يتوقف يوماً عن الغناء ولن يتوقف" ولكن هيهات من يسمعك يا نيلوفر في سوق الطرشان هذا.
قال حسين ملاسي: "إن القضية المركزية هي أن عركي قد اتخذ مبدأ عدم الغناء لجمهوره داخل السودان، ولكنه غنّى في حفل الاتحاد الأوروبي مقابل مبلغ من المال". ألم يكن بوسعك أستاذي العبقري الفذ الوقوف لوهلةٍ تتمعن فيها أي سبب يحمل أبوعركي على الامتناع عن الغناء لجمهوره في السودان، وهو المصر على العيش والبقاء بين شعبه وجمهوره؟ نان فايدة قعادك شنو ياعركي وانت الهجرتَ الغُنا؟ قاللّو العربي مستنكراً متعجباً: نان شن كافرْلَها يا النصراني؟ لا سيجارة لا تمباك لا شربة. بالله مش ياها ذاتها يا حسين ملاسي وعوض شكسبير؟
وبالمثل لفت نظري بشدة صمت الفيديو والبرنامج التلفزيوني -لا عوض شكسبير ولا مذيع البرنامج ولا المتحدثين- عن سبب مشاركة أبو عركي في حفل الاتحاد الأوروبي. ألم يكن ذلك للاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان ولتكريم اتحاد الكتاب السودانيين وتكريم الأستاذ محجوب محمد صالح؟ أي أن عركي كان يحتفل بحقوق الإنسان ويدافع عن حرية الفكر والتعبير؟ وفي موسم "السهو" العام هذا نسى كل المدافعين عن حرية التعبير في البرنامج أن عركي هو الذي صودر حقه في التعبير بانتظام طوال سنوات الإنقاذ التي ناهزت الثلاثة عقود!
ولولا سوء النية وقصد الإساءة والتجريح، لماذا لم ينتج عوض شكسير مقطع فيديو مشابه عن عركي عند مشاركته قبل شهرين من ذلك في فعالية مبادرة لا لقهر النساء؟ وقبل حفل الاتحاد الأوروبي أيضا، عند مشاركته في زواج صديقه يوسف الحبوب في أمدرمان في شهر نوفمبر؟
ثم وقفتُ طويلا على قول المذيع متسائلا: الرجل حاول يغني قبل 3 سنوات في حديقة القرشي وما أدوه تصريح؟
حسين ملاسي: إذا افترضنا أنو تم منعه قبل 3 سنوات كحدث واحد قبل 3 سنوات، وآخر حفلة مثلا اضَّرب فيها بالمولوتوف ولاّ حصل فيها شغب سنة 1992، دا يعني ما بفتكريعني مبرر للتوقف النهائي والظهور في...
المذيع مقاطعاً: وصلت الفكرة.
وكم رأيت ملاسي مفتوناً بعبارة "تقوقُع" عركي في نفسه وابتعاده عن جمهوره في السودان.
قال أبو تمام: "ولم لا تفهم أنت من الشعر ما يقال يا أبا سعيد"؟ وفيما يبدو أن فهم الشعر صار أشد صعوبة من فهم اللغة الهيروغليفية وفك طلاسمها الغامضة الغريبة.
لست أدري لماذا تذكرتُ فجأة محاكم التفتيش في العصر القروسطي الأوروبي. ومن أين ومَضَت بخاطري فكرة "الردة الفنية" فيما يشبه "ردة محمود الدينية".. لعلها يا ترى من بنات تهيؤاتي وأوهامي التي أثارتها في ذهني عبارات "المبدأ" و"الخروج" التي من فرط تكرارها والدق عليها في ذلك البرنامج التلفزيوني حتى لكأنها بدت لي "لباناً طاعماً بنكهة النعناع" يلوكه المتحدثون بتلذذ غريب ودون توقف. أقسم بالله أنها قد أصابتني بحالة من الغثيان والدوار.
وختاماً، أعرب عن عميق امتناني للأستاد التيجاني مذيع البرنامج الساعي إلى معرفة الحقيقة. فهذا ليس سوى غيض من فيض منها إن شئت. وأشكر القراء على حسن صبرهم على إطالتي. فهذا حالي وحال كل الموجوعين في وطن اسمه السودان.
ولكّنا سنظل نردد مع شاعرنا المبدع عبد الحي ونحن نتطلع إلى شمس يوم سيأتي لا محالة.
"عند فجرِ الأُغنية
تشرقُ الشمسُ
وفي مغرِبِها
يمتلي بالنجم ليل القافية"
وسيغنّي "عركي" حينها مثلما غنّى الخليل.. مثلما غنّت مهيرة تلهمُ الفرسانَ جيلاً بعدَ جيل. وسنأتيكَ خفافاً كخيولِ الريحِ من جوفِ العتاميرِ نغنّي ونغنّي ونغنّي يا وطني.
بدرالدين اعفى لى القشرة بالمادةدى حقوق النشر عبر الواتساب محفوظة😊
| |
|
|
|
|
|
|
| |
بدر الدين الأمير
Nader Abu Kadouk
خال فاطمة
دفع الله ود الأصيل
محمد حيدر المشرف
Deng
عبداللطيف حسن علي
Arif Nashed
محمد أبوجودة
علي عبدالوهاب عثمان
صابر فضل المولي
حسن حماد محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست