اصمت! فأنت لا تعرف السودان،و لا الشأن السوداني! من بين العبارات الشائعة في كتابات بعض السودانيين عندما يتناول غير السوداني أي شأن سوداني هو أن يقول هؤلاء إن أهل السودان أدرى بشؤونهم. و كأن هذه العبارة هي المعادل الموضوعي للقول القديم الشائع:أهل مكة أدرى بشعابها. و كذلك أجد أن بعض المسئولين يلجأون لمثل هذا الرد عندما يزنقهم المذيع في قناة فضائية أجنبية..فتلك أسهل وسيلة للهروب و تجنب الرد. و ذلك يأتي في سياق الرد على التحليل أو الكتابات التي كتبها ذلك الشخص غير السوداني و التي لا تعجبه أو لا تتوافق مع رؤيته أو وجهة نظره. .و في اعتقادي أن ذلك يعتبر مجرد هروب و تهرّب لعدم اخضاع الشأن السوداني لمقاييس و قوالب و مناهج و أدوات التحليل السياسي أو الاجتماعي هي قولة حق أريد بها باطل. و رد غير منطقي و غير حقيقي.و لكنه استخدام لأسلوب الزجر لإسكات مثل هذه الأصوات و لتفادي الحرج. إن معنى هذا الرأي المعوج أن السودانيين بشرا يختلفون عن بقية البشر و بالتالي لا يمكن إخضاعهم للبحوث و التحليلات السياسية و الاجتماعية و الثقافية و أن يترك ذلك فقط للسودانيين.. أو كأن الشأن السياسي للسودانيين لا يمكن أن يخضع للتحليل السياسي العلمي و الذي يمكن لأي شخص من أي مكان أن يتناوله غذا ما توفرت له المعرفة اللازمة. فإذا كان الأمر كذلك ما فائدة العلوم السياسية و الاجتماعية التي يمكن أن تُطبّق مناهجها على أي شعب أو مجموعة سكانية. و لماذا نحتفي و لا زلنا بكتابات الأجانب و الغربيين التي تشرّح و تحلل قبائلنا و عاداتنا و مناطقنا؟ بل أليس هي الآن ما نعتمد عليه عند الحديث عن الكبابيش و سلطنة سنار و الشايقية و قبائل دارفور و كردفان و الشرق؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة