عليّ الاعتراف، فقد فشلتُ تماماً في ايجاد تفسير او تأويل أو تخمين: ما السبب الذي يجعل اسلاميو السودان يتعاملون بعنف امام أي همس او علاقة بالتراضي بين شاب و فتاة بالغين راشدين؟ .. بينما يتعاملون بتراخ و تساهل كأنه تشجيع ان كان هذا التقارب بين الرجل و المرأة بالغصب و الاكراه و الاجبار، بالاغتصاب أعني ؟ .. أن درجة حساسية "ولاة الامر " لاختلاء الذكر و الانثي جعلتهم منذ منتصف التسعينيات يقطعون اشجار اللبخ و فروعها الوارفات و يعكسون اتجاه المقاعد الخشبية المطلة على النيل الازرق لتطلّ على الاسفلت الاسود و الضوضاء و الحركة الصاخبة بحيث يعطي الجالس وجهه للاسفلت و ظهره للنيل .. بدلاً عن الاطلالة الرومانسية على النيل و شواطئه المفعمات بالخضرة و انعكاس اشعة الشمس الذهبية عليه شروقاً و غروباً و بزوغ الهلال و انبلاج البدر.. ذلك أن الجالسين على المقعد ان كانا شاباً و فتاة من الممكن لاصابعهما ان تتشابك ، بينما الاطلالة على الاسفلت تسد الذرائع و تدرء المفاسد التي تجلبها الجلسة الرومانسية المطلة على النيل و الماء و الخضرة و الوجه الحسن !.. و الامر هكذا يا صديق .. و قياساً على عقوبة الجلسة النيلية الرومانسية التي هي الجلد و السجن و الغرامة في القانون الجنائي السوداني تحت مادة " الافعال الفاحشة " طالما أعطى العاشقان وجهيهما للنيل و ظهريهما للاسفلت ، فما تظن مقدار عقوبة المغتصب لطفل او طفلة او فتاة بمسجد او دور عبادة ؟ مؤبد؟ اعدام في ميدان عام ؟ سحل و سحق
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة