7 من هذه البنتُ التشبِهُنِي عيناهَا نوافِذُ الشّجنِ: تعتصِرانِ الأيّامَ في اِستغراقِهِمَا بِالحنِينِ والوجدِ ترتسِمُ بِملامِحِهَا المرايَا المُفضّضةُ، كالتِي رشقتْ صفحةَ السّماءِ بِماءٍ فكفكفَهُ بيدِ البرقِ... من هذه البِنتُ التشبِهُنِي لا تُحطِّمُهَا جلجلةُ الكونِ الحُرُوبُ القذِرةِ لا ولا تأكُّلُ ماءُ اِبتهاجاتِهَا السّنواتُ العجلَى تُضعضِعُ الأيامَ بِأفانِينِهَا في غزلِ الضِّحكةِ على نولِ المحبّةِ فيما إلى جِوارِ دقّاتِ القلبِ، في صمِيمِهِ يبرقُ الفقدُ والأسَى ولا ينطفِئُ.
.... إلى نيالاو حسن آيول
8 هذا ما لن أفعلَهُ في الشّارِعِ مُجدّداً: - أصرُخُ مِلءُ حنجرتِي. - أمشِي عارِياً. - أُقهقِهُ دُونَ توقُّفٍ لِساعةٍ كامِلةٍ. - أحصِّبُ المارّةَ بِذِكرياتِي المشجُونةِ. - أبولُ على رأسِ عابِرٍ في موكِبِهِ الرِّئاسِيِّ. - ...
فقد اِتّهمُونِي بِالجُنُونِ ولا أعرِفُ السّببَ!
9 سأظُنُّ أنّهَا اِستوعبتْ حِكايتِي مع الشّارِعِ الفأرةُ التي فرّتْ من فكِّ كُوبرا لِتدهَسَهَا مُجنزرةٌ.
10 الشّارِعُ الذي أباحَ بِالقِسطِ عِطرَ رُوحِهِ لم ينسَ أن يدّخِرَ لِعابِرٍ مِثلِي مُختلِطُ الحواسِّ حنُوطاً لِموتِهِ الكثِيرِ.
11 بِعينِينِ دامِيتينِ تكتُبُ الرِّيحُ حُضُورَهَا على دفترِ الشّارِعِ في الصّفحةِ الثّالِثةِ بعد السّبعمِئةِ.
13 من يطرُقِ البابَ منذ دُهُورٍ أقطِّنُ بِحوافِّ الشّارِعِ ولا أعرِفُ منفذَهُ؟
14 من أيقظَ العسسَ أصابَ هذه البِلادَ بِالجُوعِ والخرس؟ من زنَى بِطفلةِ القُلُوبِ أماتَ في العِبادِ الحُبَّ والونس؟ كزهرةٍ خلِيتَهَا لكِنّهَا اُستُبِيحتْ بِالهلسِ والهوس.
15 سألتُهَا عن سببِ البُؤسِ فأشارتْ نحو عِباراتٍ كِدنَ يختفِينَ في ظِلِّ غيمةٍ أرسلتهُنّ رُوحِي الماجِنةُ لِعِطرِ اِمرأةٍ في الخيالِ.
16 إشحنْ رصِيداً لِرُوحِكَ من كرمةِ أُنثاكَ وأعنِي النّظرَ ثم أدفعْ على قِسطينِ لها عُمرَكَ وحقلَ مسافاتِكَ القدِيمِ فالمُنتظرَ.
17 خاطِرٌ ----- لأجلِ الماءِ.. ها قد قُلتُ: نعم!! لما رُحتُ أُفتشُّ: بعضَ الماءِ، فكان لغم!! أن الماءَ إذا ما هلَّ: ابتلَ هزيعُ النفسِ: نغم!!
18 التّيهُ والضّوءُ ------- الضّوءُ أبداً لا يُرتقى إِليهِ بِالسّلالِمِ لا ولا بِالوثبِ في فراغِ الأحلام. الضّوءُ طِفلُ الدُّرُوبِ المعالِمِ منهجُ النّدى على مدارِ الأيّام. حسبُكَ التّوهُّجَ في أفئِدةِ الأنامِ فما نفعُ اللّغطِ الفجِ أو الاِقتِحام. زينةٌ لِلدّارِ نفسٌ ترشحُ بِالوِئامِ فهل بِالدراهِمِ يشري الضّوءَ الكِرام؟ كُنتَ حُجّتنَا ضِدّ كُلِّ التّمائمِ لكِنّا السّاعةَ بِلا صدرٍ بِوجهِ اللِّئام.
19 من أخفَى النّهرَ في جيبِهِ -------- وتسلّلَ الماءُ من أصابِعِ النّهارِ كالطّيفِ المُسافِرِ يحمِلَهُ ربِيعُ الرُّوحِ لِيرُوحَ في شفقِ الغِيابِ. هذا وبِالنّهرِ اِرتِدادُ الصّوتِ وما ذابَ من غِناءِ الفوتِ ومُوسِيقى.. مُوسِيقى تردُّ إلى المجازِ: اللّحنَ والكلِماتَ والنّشوى وتصفِيقَ السّحاب. كُلُّ الوُجُوهِ ترجُفُ وسعَهَا هذا وقد ضحِكَ الحنِينُ على تجاعِيدٍ خبّأتُهَا خلفَ صبرٍ مُستحِيل. اللّيلُ تغرِيدٌ على أغصانِ طيرٍ لم يُماسِسْ في اِتِّزانٍ: شمسَ يومٍ آيلٍ لِلانتِفاضِ على تفاصِيلٍ لِويل. كيف لِلدُّنيَا.. وقد مجّ الصِّغارُ: ظِلَّ براءةٍ أودى بِنضرتِهِ جحِيمٌ شبّ في الأحلامِ... كيف.. وهذه الدُّنيا بِسطوتِهَا ليستْ جناح.. كيف للدُّنيَا نمُدُّ اللّيلَ حيل. هذا وقد رقصَ الغُرابُ على الخرابِ وراحَ ينبُشُّ الآهاتَ يُرسِلُهَا إلى كفٍّ يُرقِّعُهُ: سُوءُ كِيل. 1/11/2016
11-01-2017, 02:23 PM
النذير بيرو
النذير بيرو
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 215
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة