18 ليُلاعِبَ الثّرى ماءُ أخيلتِهِ السّماءُ أمسكتْ أبوابَهَا التي ستفتحُهَا لِطِينٍ جدِيدٍ لا يتوفّرُ الأنَ.
19 بحرُ الشّيطانِ ------ (1) البحرُ الرّابِضُ بِرأسِي كقصِيدةٍ لا شاطِئُ يحُدُّ أمواجَهَا البحّارةُ أيضاً -دُونَ نِسائِهِمْ- طفِقتُ أستدِينُ من السُّوبرماركِت كي أعِدَّ لِكُلِّ واحِدٍ منهُمْ غليونَهُ المحشُوُّ بِالتّبغِ الرّدِيء أذهبُوا وبيتُكُمْ البحرُ أُريدُ دفنَ رأسِي في ذِكرياتٍ لِصدِيقٍ أوّابٍ اِنتحرَ الموتُ بِرأسِي بعدهُ ولا زالتْ أحلامُهُ ترعانِي. (2) أكذِبُ عليكَ إن قُلتَ أعددتُ البّارِحةَ العشاءَ لِحبِيبتِي كُنتُ على موعِدٍ مع الأرقِ فأتَى يجُرُّ معَهُ المِزاجَ المُتصلِّبِ والفزعَ اِستلقيتُ يا صدِيقِي بِملامِحِي نفسُهَا -إن صدّقتنِي- أهِلتُ على بدنِي النُّعاسَ والبحرَ فصوّبتِ السّماءُ نحوِي الغِبارَ فتخبّطنَا جمِيعاً في الوحلِ. (3) أرضعُ حلمةَ البحرِ بِفمٍ أسفلهُ الصّحراءُ أغفُو وأصابِعِي تستدِرُ الدّمَ هواجِسِي مُستدِقّةٌ بِمُؤخِّرتِهَا معكُوفٌ ذيلُ الشّيطانِ. (4) سحرةُ البحرِ بِعِصِيِّهِمْ الطّوِيلةِ يبقونَ المِلحَ بِرُوحِي حتّى تُجفِّفَنِي الحرائِقُ من أُسرِهِمْ لأتدفّقَ في برِّ الوجلِ. (5) لِيصطفِيكَ الهربُ روّضَ قدميكَ على مُؤانسةِ الرِّيحِ والتّغاضِي عن الأسئِلةِ.
20 البندُ السّابِعُ ----- لن تعرِفَ ما بعينِيكَ لِي حتى تراكَ مرايا الرُّوحِ تقرأُ بندَهَا السّابِعِ. أعرِفُ فجرَكَ الصّادِحِ نهرُ الشّجنِ في قلبِكَ أغانِيُّكَ التي في الجُبِّ فهل صادَ الصّدى صدرِي؟ لكُنتَ عليكَ قد وثّقتُ هذا الماءَ لكِنّي قرأتُ بِحائِطِ الزّمنِ: - اِختِلالُ الخُطَى - خبطاتُ الشّارِعِ - أشواقُ الغريبِ - السّهوُ المُتفاقِمُ - تبرُّمُ المدارِكُ - اِعتِلالُ الرُّوحِ أيضاً: ما بِعينِيكَ لِي من مباهِجٍ.
21 اِهتِزازٌ طَفِيفٌ في التّرتِيبِ ----------- 1) كأنا كُنّا نُمسِكُ بين أماسِينَا الغضَّةِ رُوحَينَا" عن قَلقِ النَّقرِ على مَروحةِ اﻷيّامُ.. 2) أقصينَا شجرتَنا من شجوٍ ريانٍ يصحبُهُ إيقاعُ الدِّفءِ فخانتنا اﻷزهارُ.. 3) كأنا كُنّا ننحتُ في السِّرِّ ثُقُوبِ الغَرقِ حتى تطلعُ أفكارٌ سكرى من جمرِ النِّسيانِ.. 4) غابَ كمانُ البّرقِ وعبرتْ تحتَ الجِسرِ أحابِيلٌ شتّى.. وغنّيتُ..... غنّيتُ وما اِنتفضَ النّقرُ. 5) أيُعذِبُكِ رحِيقُ الخَفقِ؟ كأنّا كُنّا إذ ذاكَ الحِينِ نكِيلُ سِباباً أقصرَ لِلطّيرِ ونختبِرُ الكفينَ كأجنِحةٍ.
22 ينفتِحُ بابُ الشَّارِعِ على حينِ غِرَّةٍ ويَخرُجُ شيخٌ تتدفّقُ من عينيهِ أنهارُ الهوى وقلبِي ظامِئٌ لا تروِهِ دِنانٌ ولا ينفعُهُ سِواها سِوى.
23 وما التطّفِيفُ..!! أهو قِشرةُ الأبجدِيّةِ الكفِيفةِ المُنهمِرةُ على الرُّوحِ؟ أم التّراتِيلُ التي لم تتأتى بعدُ لِلبصِيرةِ؟ لِنبِرةِ صوتِ القلبِ في نبضِهِ المُشتعِلِ آناءَ الصّحوِ وأطرافِ النّومِ ليلٌ ونهارٌ يترامى في الهَجسِ ككفيفٍ، يترامَى في التّفتِيشِ عن أبجدِيّاتِ الحياةِ التي فرّتْ أوّلُ الخلقِ أوّلُ سِكِّينٍ مَغروزٍ في جسدِ الإِنسانِ أوّلُ القتلِ أوّلُ سَوءةٍ لم يُدرِكْهَا إلّا غُراباً ومنذها والغِربانُ تنعقُ على رأسِ البشريّةِ تنعقُ على الأحياءِ على الأمواتِ على الحياةِ بِرُمّتِهَا.......... ما التطّفِيفُ سيّدي.... أهو حُرُوفُكَ التي كونتكَ كثِيراً فأعُشي الكونَ؟ كونتك ن و ر اً وأطفأتِ السِّراجَ... إلى النور أحمد علي
24 وأنكَ عاشقٌ تخطُبُ ودّهُ المرايا ليصُبَّ بقلبِها من نضارِ روحِهِ: نبضاً مُستثار.. ××× وأنكَ عاشِقٌ من بين همسِكَ تُستقى اﻷلحان ××× وأنكَ عاشِقٌ . . . كُلُّ شيءٍ لا يكتمِلُ إلاكَ مبنىً ومعنىً مكانٌ وزمانٌ.. إلى غرم الله الصقاعي (يرحمه الله)
25 كيف تستفِيقُ أمطارُ العِشقِ من تبرُجِها كغيمٍ فتتدلّى بين قلبِ الصّبِّ ذاكِرةٌ لا تشِعُ بِمراياهَا الصُّورُ..!!
26 يا إِلهِي أعنِي على النِّسيانِ لم يعُدْ بِالقلبِ من شمعٍ يكفِي ولا الأدمُعُ يشغلُهَا الجريانُ يا إِلهِي وهنتْ الرُّوحُ كبُرتْ المتاهةُ فمن أين لِي بِإِذنٍ كي التحِقَ بِمارِدِ المرايا يقطِفُنِي من الهزائِمِ جان؟ 22/10/2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة