لا يمر علي الناس صباح الا وتزداد الامور تأزماً وتلاحق الناس المشاكل لكن أن تصل الأحوال إلي هذا الحد فلم يكن الوضع متصوراً قط. الحكومة تنادي كل يوم بضرورة تفعيل خدمة الدفع الالكتروني وتقليل التعامل بالنقود – الكاش – لكنها في نفسها غير جادة لجعل هذه الخطوة واقعاً معاشًا بين الناس والا لالتزمت في البداية بهذا الأمر وطبقت علي نفسها هذه السياسة لكن أن ترفض الشرطة – إلي وقت قريب – الانصياع ولاتقبل التعامل مع الجمهور الا باالكاش فهذه أولي الاختراقات لهذا القرار ، وقد سمعنا انهم الآن قبلوا مارفضوه سابقا ولا ندري أصحيح هذا القول ام خاطئ والي أي حد تمثل درجة الالتزام وكم هي النسبة المئوية . الكهرباء كمؤسسة خدمية تتعامل مع الجمهور وتعرف بأنها من كبريات الجهات التي تحظي بوجود إيرادات يومية لكنها وبحسب شهادة مختصين حكوميين رفضت بشكل بات التعامل بالمقترح الحكومي القاضي بتبديل نظام الشراء إلي نظام الدفع الإلكتروني ومع أنها – والحق يقال – تقدم خدماتها للمشترين عبر تطبيقات الهواتف الذكية والبرامج العادية عبر الهواتف البسيطة العادية إلا أن ذلك لا يمثل الا ىنسبة ضئيلة جدا لاتكاد تذكر ولا تقارن مطلقا بمايرد إليها نقدا وعبر الكاش المباشر الذي يدفعه الناس يوميا فإن كانت مؤسسات كالشرطة والكهرباء تحجم عن تنفيذ السياسات الحكومية ولو جزئيا فلا يمكن الرهان علي نجاحها. يستبشرون مؤسسة علاجية وخدمية كبري ويرتادها قطاع واسع من الجمهور وبشكل كبير ومكثف وهي تتبع للبروف مامون حميدة – وزير الصحة بولاية الخرطوم والمقرب من الرئيس البشير – وظلت هذه المؤسسة إلي يومنا هذا ترفض التعامل بالبطاقات المصرفية ولا تتعامل مع الناس الا بالكاش أو من يحظون بتغطية من التأمين الصحي لبعض مقدمي الخدمة، ورفضها الدفع الالكتروني يعتبر هزيمة لسياسات معتز بل ربما تكون حتي حرباً عليه ويلزم الضغط عليها ومثيلاتها واجبار الكل على التقيد بهذه السياسة المالية . في ظل هذه الأزمة المستفحلة في السيولة التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم فإن البنوك جاءت ببدعة جديدة وغير مسبوقة فلو افترضنا مثلا أن لك حساباً في بنك ما فمن المعروف انك تستطيع السحب منه في اي فرع تشاء داخل السودان فالمال ملكك والحساب لك والبنك بكل فروعه شبكة واحدة ومن حقك أن تسحب من أيما شئت لكن بنك فيصل مثلاً وفي أحد فروعه بالعاصمة الخرطوم يضيق علي الناس ويزيدهم حنقا على حنقهم بقراره أن لايسمح لاي شخص بالسحب من حسابه في بنك فيصل ما دام الحساب ليس بذات الفرع وهذا العمل لايسنده منطق ولا قانون ، والشيء الآخر الاكثر غرابة أن موظف الكاوتتر للفرع يراجع حسابك ليري هذه الأموال أتم توريدها كاش ام جاءتك كتحويل وفي هذه الحالة لن يعطيك ما تطلب في اغرب قرار . هل بعد هذا الظلم من ظلم ؟ وهل بعد هذا التضييق علي الناس من تضييق ؟ وهل هى مساهمة فى تسيير الامور وتيسيرها ام انها المناكفة حتى يسخط الناس ويلعنوا يوماً جاءهم فيه معتز وجاءت بمجيئه الصدمات . مؤسسات حكومية واخرى تعود ملكيتها لشخصيات حكومية بارزة لا تلتزم بموجهات السياسة النقدية العامة للبلد أضف إلي مصارف تتفنن في ظلم الناس وتعذيبهم وزيادة دفعهم للاحجام عن التعامل مع المصارف وتسهم في تعزيز فقدان الثقة في المصارف ومع ذلك يرجو معتز نجاحا هيهات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة