في عموده المقرؤ في صحيفة النيو يورك تايمز المنشور في يوم الثلاثاء 24 ابريل 2018 ، حكى لنا الكاتب الامريكي الاشهر التوم فريدمان ملحمة هارون الاسطورية ، وما ادراك ما هارون ؟
تاج هارون ( 29 سنة ) لاجئ دارفوري في اسرائيل سارت به ركبان الدولة العبرية .
في عام 2003 ، بدأ الجنجويد بأوامر من الرئيس البشير ، في ابادة شعوب دارفور من الزرقة . اضطرت والدة هارون لبيع كبابي وحلل وكناتيش قطيتها ، واشترت تذكرة سافر بها هارون من دارفور الى الخرطوم على لوري بضاعة ، حيث احتضنته خالته ، لتقيه شر ابادات الجنجويد الجماعية . اكمل هارون وقتها عامه ال 17 .
في عام 2007 ، تمكن هارون من الحصول على باسبورت سوداني سافر به للقاهرة بفيزا سياحية ، هرباً من كوابيس الجنجويد .
سجل هارون نفسه في كنيسة في القاهرة لمتابعة دراسته ، فالكنيسة وليس المسجد هي من يقدم العون الانساني في مصر . لم تطب له الاقامة في مصر لعدة اسباب ، ففكر في اللجؤ الى اسرائيل ، لانه سمع ان الدارفوريين لا يظلمون في اسرائيل الصهيونية كما في مصر العربية .
في يوم الاثنين 4 فبراير 2008 ، سافر مع ستة دارفوريين آخرين الى مزرعة في اطراف الاسماعيلية في معية بدوي من سيناء يعمل في تهريب اللاجئين الى اسرائيل . دفع كل واحد من اخوانه الدارفوريين 300 دولار للبدوي ، ولكن هارون لم يكن يملك على شروى نقير .
بعد اقامة 10 ايام في المزرعة ، احضر البدوي لوري رملة ، انبطح سبعتهم على ظهر صندوقه ، وأهال عليهم البدوي الرملة ، حتى غطتهم ، ثم غطى الرملة بمشمع ، وسار بهم عبر نقاط التفتيش حتى الحدود المصرية - الاسرائيلية ، بدون ان يكتشف جنود الجيش المصري وجودهم داخل الرملة .
كانت تلك ساعات بئيسات !
قفز هارون واخوته على الحاجز المصري من الحدود ، ووابل من رصاص جنود الحدود ينهمر عليهم ، كما في دارفور . ولكنهم وبقدرة قادر تمكنوا من عبور الفاصل الترابي بين الحاجز المصري والحاجز الاسرائيلي ، ووجدوا انفسهم داخل اسرائيل ، بمعجزة تحاكي معجزات النبي موسى . التقط حرس الحدود الاسرائيلي هارون واخوته ، ولم يطلق عليهم النار كما فعل الحرس المصري .
تم وضع هارون واخوته في معسكر لاجئين بالقرب من تل ابيب ، وكانت المعاملة كريمة داخل المعسكر ومع الشعب الاسرائيلي ، بعكسها في مصر الشقيقة والحكومة الاسرائيلية . سعت الحكومة الاسرائيلية لاغراء هارون واخوته بترحيلهم ، طوعياً ، الي يوغندة او رواندا ، مقابل حافز مادي . ولكنهم وبمساعدة محامين ومنظمات طوعية اسرائيلية ، نجحوا في البقاء في اسرائيل حتى يوم الدين هذا .
وصل هارون الى اسرائيل ، وهو معدم ، اباطه والنجم ، لا يملك التكتح ... فقط قميصه وبنطلونه بدون ملابس داخلية ، وجزمته بدون شراب ، وبس .
وبدات ملحمة هارون الاسطورية في اسرائيل .
في العشرة سنوات التي امضاها هارون في اسرائيل ، نجح هارون في الحصول على شهادة الباكلريوس والماجستير في العلوم السياسية والاتصالات من جامعة تل ابيب ، وصار معلمة في اللغة العبرية ، ورمز من رموز مجتمع اللاجئين في اسرائيل .
بعكس الدول الغربية ، لا تعطي اسرائيل جنسيتها لغير اليهود ، مهما طالت اقامتهم بها .
يخطط هارون ليكون ممثلاً لاحد الشركات الاسرائيلية في دولة من الدول الافريقية ، لإجادته العبرية والعربية والانجليزية . ولم لا فربما رجع الى السودان ممثلاً لواحدة من هذه الشركات ، اذا تم التطبيع مع اسرائيل كما يسمع ويقرأ عن هكذا فرصة للتطبيع في الوسائط الاعلامية الاسرائيلية .
هذه قصة تؤكد ان الحلم والعزيمة لتحقيقه ، سوف يقودان للهدف مهما بعد .
تذكرنا قصة تاج هارون ، بقصة عبدالرحمن هارون الدارفوري .
2- ملحمة تاج هارون الاسطورية ؟
في عموده المقرؤ في صحيفة النيو يورك تايمز المنشور في يوم الثلاثاء 24 ابريل 2018 ، حكى لنا الكاتب الامريكي الاشهر التوم فريدمان ملحمة هارون الاسطورية ، وما ادراك ما هارون ؟
تاج هارون ( 29 سنة ) لاجئ دارفوري في اسرائيل سارت به ركبان الدولة العبرية .
في عام 2003 ، بدأ الجنجويد بأوامر من الرئيس البشير ، في ابادة شعوب دارفور من الزرقة . اضطرت والدة هارون لبيع كبابي وحلل وكناتيش قطيتها ، واشترت تذكرة سافر بها هارون من دارفور الى الخرطوم على لوري بضاعة ، حيث احتضنته خالته ، لتقيه شر ابادات الجنجويد الجماعية . اكمل هارون وقتها عامه ال 17 .
في عام 2007 ، تمكن هارون من الحصول على باسبورت سوداني سافر به للقاهرة بفيزا سياحية ، هرباً من كوابيس الجنجويد .
سجل هارون نفسه في كنيسة في القاهرة لمتابعة دراسته ، فالكنيسة وليس المسجد هي من يقدم العون الانساني في مصر . لم تطب له الاقامة في مصر لعدة اسباب ، ففكر في اللجؤ الى اسرائيل ، لانه سمع ان الدارفوريين لا يظلمون في اسرائيل الصهيونية كما في مصر الاسلامية .
في يوم 4 فبراير 2008 ، سافر مع ستة دارفوريين آخرين الى مزرعة في اطراف الاسماعيلية في معية بدوي من سيناء يعمل في تهريب اللاجئين الى اسرائيل . دفع كل واحد من اخوانه الدارفوريين 300 دولار للبدوي ، ولكن هارون لم يكن يملك على شروى نقير .
بعد اقامة 10 ايام في المزرعة ، احضر البدوي لوري رملة ، انبطح سبعتهم على ظهر صندوقه ، وأهال عليهم البدوي الرملة ، حتى غطتهم ، ثم غطى الرملة بمشمع ، وسار بهم عبر نقاط التفتيش حتى الحدود المصرية - الاسرائيلية ، بدون ان يكتشف جنود الجيش المصري وجودهم داخل الرملة .
كانت تلك ساعات بئيسات !
قفز هارون واخوته على الحاجز المصري من الحدود ، ووابل من رصاص جنود الحدود المصريين ينهمر عليهم ، كما في دارفور . ولكنهم وبقدرة قادر تمكنوا من عبور الفاصل الترابي بين الحاجز المصري والحاجز الاسرائيلي ، ووجدوا انفسهم داخل اسرائيل ، بمعجزة تحاكي معجزات النبي موسى . التقط حرس الحدود الاسرائيلي هارون واخوته ، ولم يطلقوا عليهم النار ، وهم الداخلين بطريقة غير شرعية لبلدهم اسرائيل ، كما فعل الحرس المصري ، وهم المغادرين للجنة المصرية .
تم وضع هارون واخوته في معسكر لاجئين بالقرب من تل ابيب ، وكانت المعاملة كريمة داخل المعسكر ومع الشعب الاسرائيلي ، بعكسها في مصر الشقيقة والحكومة الاسرائيلية . سعت الحكومة الاسرائيلية لاغراء هارون واخوته بترحيلهم ، طوعياً ، الي يوغندة او رواندا ، مقابل حافز مادي . ولكنهم وبمساعدة محامين ومنظمات طوعية اسرائيلية ، نجحوا في البقاء في اسرائيل حتى يوم الدين هذا .
وصل هارون الى اسرائيل ، وهو معدم ، اباطه والنجم ، لا يملك التكتح ... فقط قميصه وبنطلونه بدون ملابس داخلية ، وجزمته بدون شراب ، وبس .
وبدات ملحمة هارون الاسطورية في اسرائيل .
في العشرة سنوات التي امضاها هارون في اسرائيل ، نجح هارون في الحصول على شهادة الباكلريوس والماجستير في العلوم السياسية والاتصالات من جامعة تل ابيب ، وصار معلمة في اللغة العبرية ، ورمز من رموز مجتمع اللاجئين في اسرائيل .
بعكس الدول الغربية ، لا تعطي اسرائيل جنسيتها لغير اليهود ، مهما طالت اقامتهم بها .
يخطط هارون ليكون ممثلاً لاحد الشركات الاسرائيلية في دولة من الدول الافريقية ، لإجادته العبرية والعربية والانجليزية . ولم لا فربما رجع الى السودان ممثلاً لواحدة من هذه الشركات ، اذا تم التطبيع مع اسرائيل كما يسمع ويقرأ عن هكذا فرصة للتطبيع في الوسائط الاعلامية الاسرائيلية .
هذه قصة تؤكد ان الحلم والعزيمة لتحقيقه ، سوف يقودان للهدف مهما بعد .
تذكرنا قصة تاج هارون ، بقصة عبدالرحمن هارون الدارفوري .
3- ملحمة عبد الرحمن هارون الاسطورية ؟
الدرك الأسفل من الجحيم الذي اوقع نظام الإنقاذ بلاد السودان فيه ، خصوصاً في دارفور والمنطقتين ، تجسده قصة المهاجر الدارفوري عبدالرحمن هارون ( 40 سنة ) ، الذي نجح في عبور نفق المانش ( 48 كيلومتر ) من فرنسا إلى إنجلترة يوم الثلاثاء 4 أغسطس 2015 ، في عملية أسطورية .
تحرك عبد الرحمن من فرنسا الساعة السابعة ونصف صباحاً ، ونجح في تسلق 4 حواجز سلكية شائكة وعالية ، ثم تحاشي فرق الحراسة وكلابها التي تفور على مدخل النفق في الجانب الفرنسي من النفق ... في عملية أقرب لمعجزات النبي موسى . كما اخرج لسانه ل 400 من كاميرات الامن مثبة على واجهة وداخل النفق ، ولم يظهر عبدالرحمن على شاشات المراقبة التي تعمل على مدار الساعة . وبعد نجاحه في دخول النفق بدون ان يتم إكتشافه في عملية لا يصدقها العقل الأروبي ، بدأ عبدالرحمن المشي داخل النفق المُظلم وطوله 48 كيلومتراً ، وتمرق فيه القاطرات بسرعة تفوق 160 كيلومتر في الساعة . لم يصدم عبدالرحمن اي قطار من هذه القطارات المجنونة ، إذ كان يتحاشاها بالوقوف على حائط النفق ، وبينه وبينها اقل من متر ، كلما مرت مرتين في الساعة الواحدة . وأخيراً وبعد 10 ساعات من المشي المتواصل داخل النفق المظلم ، وفي حرارة فرنية ، تمكن عبدالرحمن من الوصول إلى إنجلترة في الجانب المقابل ، في حوالي الساعة السادسة مساء نفس يوم الثلاثاء ، في عملية لا تزال وسائط الإعلام في بريطانيا وفرنسا تتناولها بالتعليق والإعجاب من بهلوانية عبدالرحمن الخارقة .
ولكن للأسف تمكنت قوات الأمن البريطانية من القبض على عبدالرحمن وهو يخرج من النفق بعد نجاحه في عبوره . تمت محاكمة عبدالرحمن وسجنه ، ولم تشفع له عمليته البهلوانية ، ببساطة لانه كسر القانون ، وهو من المحرمات في بلاد الفرنجة . وتم منحه حق اللجؤ وهو في سجنه .
بدأ هارون في دراسة القانون في جامعة اكسفورد ، وسوف يتخرج ليقود الحملة الدولية لإنفاذ امر قبض محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس البشير .
نعم ... قصة عبدالرحمن الماساوية تجسد الدرك الاسفل من الجحيم الذي اوقعنا فيه نظام الإنقاذ . لا يمكن ان نتهم عبدالرحمن بأنه يبحث عن وظيفة في بريطانيا وجازف بحياته في سبيل تحقيق هذا الهدف . بل هو هرب من الجحيم الذي كان يعيش فيه في دارفور ، مضحياً بحياته ، إذ إكتشف إن حياته لا قيمة لها في دارفور وحميدتي يصول ويجول بأسم القانون في دارفور .
05-01-2018, 06:48 AM
مدثر صديق
مدثر صديق
تاريخ التسجيل: 04-30-2010
مجموع المشاركات: 3896
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة