بسم الله الرحمن الرحيم موقف مصر تجاه إنقلاب تركيا تركيز الإعلام المصري علي تداعيات الأحداث في تركيا إثر المحاولة الإنقلابية الفاشلة ومحاولتة الضغط إعلامياً في إتجاه نجاح الإنقلاب كان ديدن القنوات المصرية وخيبة أملها في الحصول علي إنتزاع تصريح من بعض الجهات الرسمية الدولية التي تَحَفَّظَ أغلبها في الإدلاء بأي نوع من التصريحات السلبية أو الإيجابية إذ كانت أغلبها تصريحات دبلومسية لا هي تدعم الإنقلاب الذي لم تتضح معالمه ولا هي ترفض مبدأ المحاولة إذا كان بإمكانها تحقيق بعض المصالح في الإقليم . القارئ للمشهد الإعلامي يوم أول أمس الذي حاول فبركة بعض الأنباء وجعلها تصب في صالح مصر تجاه تركيا الرافضة لنظام السيسي وإستدراج مضافي حلقات التحليل السياسي للأوضاع في أنقرة وفق أجندة وأسئلة موضوعة بعناية لتأليب الشارع التركي ضد أردوغان كذا الشارع المصري المتشدد والمتلهف لزول نظام أردوغان بتكرار المشاهد المصورة والتجمعات في الشارع محاولة منها لعكس أسباب التجمع الرافضة للإنقلاب وجعلها في نظر الرأي العام أنها تؤيد المحاولة الإنقلابية ، وأمس الذي شهد إنفعالاً أقلَّ بعد فشل المحاولة الإنقلابية مما يشير إلي خيبة الأمل في الإطاحة بنظام أردوغان ويبدي أسفه بالإيعاز للمحللين السياسيين والخبراء الباحثين في الشأن التركي بعدم نجاح الإنقلاب ، مما أثبت فشل وجودة الإعلامي في المنطقة وهو الأمر الذي جعل ضيف البرنامج محمود الشافعي أن يعتذر لمقدم البرنامج عن المواصلة في التحليل مسبباً " أنه لا يوجد جديد في الأحداث حتي يعلق عليها " مما دعا المحاور الإعتذار له وإستئذانه بالخروج من الإستديو . إستضافت القناة الأولي المصرية عدداً من الضيوف لمناقشة الأوضاع وتداعيات الأحداث في أنقرة وسط تكهنات متباينة ، إلا أنَّ الغالب عليهم هو الرغبة في نجاح الإنقلاب ، فقد أدلي المحلل السياسي طه عودة من أنقرة وهو مصري الجنسية برأيه حول الحدث ، حيث قال : " إذا نجح الإنقلاب ستعود تركيا لحكم العسكر إبَّان فترة السبعينات من القرن الماضي وإذا فشل سيعود نظام أردوغان أكثر قوة من ذي قبل وستخرج الحكومة بقوة وتــــــــــــــلقي درساً كبيراً علي خصومها " . وأضاف : " الإنقلاب فجَّر المفاجأآت وألقي حجراً في المياه الراكدة ولاقي الكثير من ردود الأفعال الدولية ، وأنَّ فترة أردوغان إنتهت " . ويعزي أشرف عرفات ، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة أنَّ سبب الإنقلاب هو : " تورط أردوغان في دعمه لداعش في العراق وجماعة الإخوان المصريين في تركيا ومحاولة عودة الخلافة العثمانية وتنصيب نفسه السلطان العثماني الجديد ، ويمكن أن يؤدي نجاح هذا الإنقلاب إلي إنقسام في الشارع التركي مما يقود إلي حرب أهلية هذا عندما دعا أردوغان مخابراته للإشتباك مع الشارع العام التركي ، وأيضاً تلاعبه في الدستور " وأضاف : " الوضع الآن داعم للسيطرة علي البلاد بتأييد الإنقلاب " . كما أدلي اللواء / محمود خلف المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية بالتعليق حول أسباب الإنقلاب فقال : " روسيا كانت تعلم ، وكذلك واشنطن ، وسوء العلاقات التركية في الشرق الأوسط وسوء السياسة الداخلية والخارجية ، عكست إرادة الشعب التي ترفض سياسة أردوغان ، كذلك عدم تصريح أوباما ولافروف بإدانة هذا الإنقلاب يؤكد نجاحه ويشير إلي دعمهما ضمناً " . وأضاف : " ليس لأردوغان صديقاً في أوروبا ولا في الشرق الأوسط ، وهو يخوض حالة مخاض عسير وليس له أرضية شعبية ، كما لا يتوقع أي رد فعلي إيجابي تجاه أردوغان ، وهذا الحديث علي مسئوليتي التامة " . ووصف المراسل الإعلامي المصري عمر أحمد الموقف بأنقرة حيث قال : " ليلة تأريخية تعيشها تركيا ، والجيش يطلق الرصاص علي المتظاهرين ويسيل الدماء ، مما يعني إنهيار النظام السياسي والإقتصادي ويبث الخوف والهلع والرعب بين المدنيين " . وعن الموقف الأميركي أدلي المراسل وليد فارس من واشنطن فقال : " ردود الأفعال حتي هذه اللحظة شكلية ودبلومسية ، وسينجلي الأمر بعد 36 ساعة ، وقد يكون تمَّ التخطيط لهذا الإنقلاب من المعارضين في الجيش التركي " . وأضاف حول سؤال المحاور له عن تأييد واشنطن ومباركتها لهذا الإنقلاب فقال : " مباركة غير مباشرة ، ولا أعتقد أنها تؤيده لأنه لا ناقة ولا جمل لأوباما بهذا الإنقلاب " . وعن دور الأحزاب السياسية وموقفها أجاب : " الأحزاب السياسية ليست أقوي في هذه اللحظات ، وإنما تحتاج لدعم شعبي ومن الجيش ، وهذا ما ستظهره الساعات المقبلة " . وفي مداخلة من الباحث والمؤرخ محمد الشافعي حول الموضوع أفاد بقوله : " الوضع غير مفاجئ ، والجيش قاد كثيراً من الإنقلابات الناعمه " . وأضاف حول موقف أردوغان تجاه الجيش فقال : " وعمد إلي إصلاحات للبني التحتية للجيش ومحي فكرة الإنقلابات العسكرية ونسي ضباط الصف الثاني والثالث أنَّ بإمكانهم القيام بفكرة الإنقلاب وهو الذي أغضبهم حتي لا يحاول العبث والتدخل في شئون الدول الداخلية وهو الذي فتح أبوقاً معادية لمصر ومأجورين ، وفي نفس الوقت يشير إلي أنَّ هناك ليس إجماعاً في الجيش بالقيام بفكرة الإنقلاب ، وإنقلب علي حلفاءه مثل عبد الله قول وأحمد داؤد أوغلو وأبعد كل المنافسين المتوقعين " . وعن الموقف العربي وعلاقاته الخارجية قال : " أخطاء أردوغان مع مصر وسوريا والعراق وتغليب مصلحته العقدية في الإنتماء للإخوان المسلمين رافضي النظام في مصر وإيواءه فارين وهاربين من الإخوان ال############ان وموقفهم محرج ، ولا يمكنهم العودة إلي قطر التي تدعمهم ، حيث لم تصرح حتي الآن بشئ تجاه الموقف وهناك إنقساماً في أنفسهم وحول قضية سوريا " . وعن إمكانية طلبه للجوء قال : " نعم ! قد يلجأ لقطر أو ألمانيا ، لأنهما فصيل واحد ويدعمان بعضهما " . وأضاف : " التحرك جاء متزامناً مع التطبيع مع إسرائيل وروسيا ومتضارباً بين المؤيدين والمعارضين للتطبيع والإعتذار لروسيا وإسرائيل " . أمَّا المحلل السياسي عاطف عبد الجواد من واشنطن فيري أنَّه : " لا يتحكم تماماً في البلد وهو غير موجود لا بأنقرة ولا بإسطنبول ، وظهوره بشكل خاص في قناة خاصة بـــــــsky be فهذا يعني أنه في موقف لا يسمح له بإتخاذ أي إجراء ، ولا يستطيع التعويل علي الشرطة ولا الجيش ، وتري واشنطن أنه لم يتضح من القائد لزمام الأمور وأنها تدعو حتي الآن بدعم الحكومة المنتخبة " . وعن موقف ألمانيا قال مراسل القناة إيمان البكري : " ستكون هناك حرباً أهليه حال نجاح الإنقلاب " . والنمسا تقول وفق رؤية المراسل المصري : " لم يصرِّح المسئولون رسمياً بأي شئ إلا أنَّ الشارع العام النمساوي يبدي إرتياحه لهذا الإنقلاب نظراً للتوجهات الغير سليمة مع الدول الأوروبية ودول الجوار خصوصاً مصر – اللهم لا شماته - ، كذلك المسئولون في الخارجية والمستشارية لم يبديان أي تصريح " . وأدلي اللواء / أشرف أمين الخبير الأمني والإستراتيجي حول الموقف فقال : " هذا التطور إذا إنتهي بشكل إيجابي سيكون هناك تغييراً كلياً في تركيا وأري أن الشعب سيقف مع الإنقلابيين ضد أردوغان ، لأنه يدعم داعش بشكل مباشر وأثَّر علي بعض الدول كسوريا والعراق " . وأضاف متحملا مسئولية هذا القول : " إنَّ مصر تتهم تركيا بإسقاط الطائرة المصرية وكذلك الروسية المدنية بشرم الشيخ بناءاً علي حقائق وليس إستنتاجات ، كما أنَّ التوجهات التي حدثت في الخليج العربي كلها من تركيا والتي تدل علي عدم الإحترام وتدخلها في الشئون الداخلية لبعض الدول ومصر تحديداً " . وأيضاً : " أتوقع ألاَّ تعود تركيا كما كانت سواء نجح أو فشل الإنقلاب وأنَّ السياسة القديمة لن تستمر والشعب رافض تـماماً لسيـــــاسة أردوغان والإنقلاب نتيجة حتمية لهذه السياسات " . وجاء رد الحكومة المصرية اليوم السبت علي لسان المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد فقال : " تفاعل الدولة المصرية ركزت في الأساس لحماية الدستوريين هناك بأنقرة وإسطنبول والتواصل مع الجالية المصرية هناك ، وما تزال الأزمة بين الخارجية والقنصلية المصرية بإسطنبول بإعتبارها الهم الأول للحكومة " . وحول سؤال المحاور للموقف الرسمي للحكومة المصرية في هذا الإنقلاب أجاب السفير : " مصر مبدأها عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري ، وهذا شأن داخلي ، ونؤكد أنَّ التواصل مع القنصلية هناك سيستمر لحين تحسين الأوضاع بأنقرة "
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
بدر الدين العتاق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست