عند الساعة الخامسة مساءً في مطار الخرطوم كنا قد اتمننا كل إجراءات الصعود على الاثيوبية المتجهة صوب كوالالمبور عبورا باديس ابابا ثم سنغافورة في رحلة تستغرق حوالي 15 ساعة بدون زمن التوقف في كل من اديس ابابا للتحويل لحوالي ثلاثة ساعات ثم في سنغافورة لمدة ساعة لعمل الفحص الامني وطيران متواصل من مطار اديس ابابا الى سنغافورة في رحلة تستغرق حوالي اثنتا عشرة ساعة او يزيد. في مطار بعد عمل البوردينغ والانتهاء من الشحن والانتهاء من المراجعة الامنية واخذ تأشيرة الخروج جلسنا حوالي الساعتين في انتظار النداء للصعود الطائرة على الرحلة رقم 638 والتي كان معظم ركابها من المسافرين بغرض قضاء شهر العسل اما في اديس ابابا او كوالالمبور، عند هبوط الطائرة في مطار اديس كان المسافرين قد توزعوا فمنهم من وصل محطته الاخيرة في أديس ابابا واخرين اتجهوا صوب البوابة 6B, ليكملوا رحلتهم عبر الاثيوبية في رحلة تستغرف اثنتا عشرة ساعة الى سنغافورة، كان جميع الركاب في جوف الطائرة وعند الساعة الثانية عشر مساءً كانت الطائرة قد اقلعت من مطار أديس أبابا وتغيرت ملامح الركاب اذ انضم ركاب بملامح افريقية واخرين من اسيا، ماليزين وصينين وجنسيات اخرى بالإضافة للوجوه التي كانت في الرحلة الاولى التي سافرت من الخرطوم الى أديس أبابا مواصلة رحلتها عبر اديس ابابا لقضاء شهر العسل. وصلت الطائرة عند الثالثة ظهرا الى سنغافورة ثم اكملت رحلتها بعد الفحص الامني في مطار سنغافورة الى كوالالمبور في رحلة تستغرق ساعة وخمس دقائق وكان جميع الركاب قد بلغ بهم التعب مبلغه. هبطت الطائرة الاثيوبية بسلام واتجه كل الركاب داخل المطار بالقطار الى منافذ الفيزا كما هي العادة. وهنا بدات المشكلة. يطلب الظباط في الغالب من القادمين من السودان قبل منحهم فيزا الدخول التوجه الى مكتب الحجر الصحي للتأكد من خلو المسافر من الحمى الصفراء وذلك اعتمادا على البيانات المسجلة في الكرت الاصفر والذي في الغالب يكون كل السودانيبن قد اساؤ التعامل مع هذه البطاقة والتي تباع بقيمة زهيدة وفي الغالب مضروبة وبلا بيانات تحدد نوع الجرعة التي تلقاءها حامل الكرت الاصفر ودون تحديد كود الجرعة وتاريخ التطعيم والذي حسب الجهة المنظمة في ماليزيا تحدد ان يكون تاريخ تلقي الجرعة قد مر عليه واحد وعشرون يوما، ولا يجاملون اي شخص اتضح لهم تلاعبه بهذا الكرت ويطلبون افادة موقعة ومختومة من الجهة التي قامت باعطاء الجرعة والإفادة تتضمن صورة من صفحة الدفتر الذي تم رصد الجرعات فيه عند تلقي المسافر العلاج والتي كما اسلفت يجب ان تكون البيانات فيه متطابقة مع البيانات في الكرت وموضح في الصفحة المطلوبة نوع المصل وتاريخ تصنيعه ورقم الجرعة نفسها وتوقيع وختم الطبيب، ورغم بساطة العملية فان المسافرين برغم انهم دفعوا مبالغ خرافية من تذاكر وحجوزات فنادق ودفع تكاليف الوكالات ان وجدت ورغم هذا الجهد يغفل امر الكرت الاصفر ويكون عرضة للارجاع للسودان على متن نفس الطائرة او يوافق على وضعه في محجر صحي داخل المطار لمدة ستة ايام ثم السماح بالدخول بعد تلقي العلاج داخل المطار وحجوه في غرف متواضعة للغاية. والعروض التي تقدم للمسافر في حالة الشك في صحة كرت الحمى الصفراء هي واحد من ثلاثة عروض كل واحد فيهم غير ممكنة التنفيذ وهي العودة لموطنك حالا او التوجه الى اي دولة حول ماليزيا مثل تايلاند او سنغافورة او اندونيسيا وكل الخيارات قد تطبق نفس الشروط غير الغلاء الملاحظ في سنغافورة والتي تعادل قيمة عملتها الدولار خمسة مرات للرينجت الماليزي كما انها لاتسمح لدخول السودانين على ما اعتقد. عليه اوجه جميع المسافرين الى ماليزيا الاهتمام بكرت الحمى الصفراء وان يكون تاريخه قديم حوالي واحد وعشرون يوما وان تكون بياناته كاملة وان يكون للكرت بيانات مودنة في ملفات الجهة التي اصدر منها الكرت لربما احتاج الرجوع اليها في حالة المغالطة على عدم صحة الكرت وان يباشر المسافر هذا الاجراء بنفسه لان الماليزين لا يبدون اي نوع من التعاون في هذا الموضوع كما انهم لا يقبلون الرشوة الا بشق الانفس وان تكون رشوة معتبرة كما ان متلقي الرشوة لا يقدم اي ضمانات للدخول بل يكون هو السبب مجددا لاعاقة دخولك. احد المسافرين وزوجته تم ارجاعهم وقد وقعت في محنة بسبب كرتي المضروب لكن طلبت الحاقي بفندق غالي التكلفة بحجة المغادرة الى سنغافورة قيمة الساعة في الفندق حوالي اربعون دولارا وقد كان ان استلمت جوازي وكرتي المضروب للاسف واستطعت الدخول بعد انتهاء دوام المجموعة التي ضبطتني وعملت على اكمال بيانات الكرت الاصفر من صورة ارسلت لي مكتملة البيانات. اعملوا حسابكم وظبطوا كروتكم الصفراء يا المسافرين الى ماليزيا. اقول قولي هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة