لازال بلاغ قتل محمد عبد السلام بابكر بنقطة شرطة كوبر بلا تحقيق

Quote: كان بالمكتب أربعة أشخاص لم أستطيع التعرف عليهم ولكنى عرفت قائدهم ومن يصدر الأوامر بشانى آلا وهو عبد الغفار الشريف وهو مسؤول عن الطلبه بجهاز الأمن فعرفوه معظم طلبة الجامعات والمعاهد العليا وبالتحديد من عمل بالسياسة أو من تم اقتياده لمكاتب الأمن في ظروف أي أحداث أو حراك سيأسى في تلك الجامعات .كنت اقف في وسط المكتب تماما وكان علىّ الإجابة على الأسئلة التي يتسارع كل واحد في طرحها وكذلك سماع سيل من الشتائم مما لا يمكن أن تسمعه إلا من أفواه هؤلاء المرضى أما الأستاذ عبد الغفار الشريف فلم يستطيع إلا أن يجعل منى مادة جيدة للضحك فكان يدفعني شمالا ويمين بالعصا التي كان يحملها بيده ويدفع بها رأسي حيثما شاء ويصوبها نحو أعيوني بعد كل فترة , اختار ذلك المكتب بعناية فائقة والذي اسمع فيه وقع السياط على أجساد المعتقلين وكأنهم موجودين معي وفى نفس الغرفة... كنت اسمع الأنين و أحيانا صراخ مرير اثر ضربه محددة وما قصر الجلاد صاحب سوط العنج الطويل فأتى متباهيا أمامي ولا أدرى بماذا كان يريد التباهي , كان عاري الصدر ومبتل تماما من شدة عرقه ... أدى دوره جيدا في مهرجان الضحك والسخرية منى فدفع بيده التي تحمل السوط إلى الوراء وحشد كل قوته وتراجع عن ضربي في آخر لحظه وهو ضاحكا . لم يكن يهمني أن اضرب ولا كيف اضرب فهذا لا يخيفني أبدا , بل أخذتني أفكاري بعيدا وهو أن يحدث ما لا طاقة لي بتحمله وأنا اسمع عبد الغفار الشريف يقول لأحدهم ( قوم وفك ليها الزراير دى ) فقد كنت ارتدى اسكيرت وبلوزه والاثنين بهما زرار من الأمام فكان علىّ توقع أي شي فأنا كنت موجودة وسط أشياء ليست لها علاقة بالإنسان مطلقا ذئاب تنتظر أن تنهش فريستها وتنتظر الإشارة بذلك أو الغفلة لتقوم بمهمتها كاملة , لم يكن عندي تصور لكيف يمكن أن تسير الأحداث ولكنى أيقنت أنى صامدة ومقاومة حتى آخر نفس يخرج منى وانتشلتني من الكابوس فكرة عبدالغفار الشريف والذي رأى انه يمكن أن يجندني للعمل في جهاز الأمن وخصوصا إنني في نظره برلومه 90/91 في جامعة الخرطوم و أتمتع بصحبة ناس الجبهة الديمقراطية ( الله يديهم العافية )