تتكشف هنا كل يوم فصولاً جديدة من مسرحية محاربة الفساد والتي ترفع شعار تنظيف البلد من القطط الإنقاذية البدينة بينما هدفها غير المعلن هو إلهاء الناس عن الواقع الاقتصادي المأساوي وتمديد أجل نظام مات سريرياً. يلخص العارفون خطة الإفلات من زنازين قطط صلاح قوش بثلاثة أشياء ، الاحتماء بشخصية نافذة من عشيرة قبيلته أو بصديق قديم من أيام العسرة أو أن تشهر عداوتك لعبدالغفار الشريف أو الفريق طه لحسين – أو الإثنين معاً.
فمثلاً، قبل ثلاثة أيام من ليلة زفاف كريمته (شيماء) على (محمد عباس السلاوي) في شهر فبراير الماضي، وعقب عودته لمنصبه القديم / الجديد مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، إستنجد صلاح قوش بإبراهيم الخواض مدير مكتب النائب الأول السابق علي عثمان محمد طه ليساعده في مقابلة نفقات زواج إبنته!! وبرغم ما قد يستغربه كثيرون، فإن قوش أبلغ الخواض أنه في ورطة مالية حادة ولا يملك مالا لإتمام مراسم الزواج.
الخواض ابراهيم الخواض علمت (الراكوبة) من مصدر مقرب للرجلين، تابع التفاصيل ميدانياً، أن قوش طلب تحديدا بمبلغ ( 500)ألف جنيه سوداني عندما هاتفه الخواض من رقم هاتفه الخاص ( 0912301707) بغرض السؤال عن أحواله.
وبرغم إعتذار مصدرنا التكهن بأسباب تحديد هذا المبلغ ( يعادل يومها قرابة 130 الف دولار) ، الا انه أجزم بأن الخواض حمل المبلغ وسلمه لقوش عند منتصف الليل. هذا التفاعل السريع يعزز فرضية توفر المبلغ بمنزل المليونير الخواض شأنه ككل القيادات الانقاذية التي تحتفظ بكميات ضخمة من الكاش في منازلها ومكاتبها. وأيضا يكشف ربما معرفة الخواض المسبقة بما كان ينوي صلاح قوش تنفيذه من ملاحقات مالية إستكفى شرها مبكراً بدفع هذه الجباية.
بجسب رواية مصدرنا ، لم يتردد الخواض لحظة وأجاب قوش بأنه سيصله بعد قليل . وبالفعل ذهب مدير مكتب علي عثمان بنفسه إلى منزل قوش بحي المجاهدين جنوب الخرطوم وسلمه المبلغ في تمام الساعة الثانية عشر مساء قبل إكمال المراسم ب(72) ساعة .
وكما يظهر الفيديو المرفق فقد كان وكيل العروس في عقد قرانها هو رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ، بينما كان وكيل العريس علي عثمان محمد طه النائب الاول السابق لرئيس الجمهورية.
جدير بالذكر أن أوضاع قوش المالية كانت قد تدهورت خلال الأعوام الأخيرة وواجه صعوبات بالغة التعقيد بعد أن جرد من كل صلاحياته بعد اعفائه من منصبه في العام 2009 وتوجيه عدد من التهم إليه ، أخطرها تهمة ترتيب إنقلاب . وتؤكد مصادر مقربة من قوش في فترة سنواته التسعة الماضية، وبالذات في دبي، أن محاولات أعدائه تدمير إمبراطوريته المالية خارج السودان قد فشلت ( وبالذات في دبي ) بينما نجحوا في تكسير أجنحته التجارية محليا. فقد حجز محافظ بنك السودان السابق محمد خير الزبير علي أرصدة شركاته يوم 26 ديسمبر 2012 علي ذمة التحقيقات في المحاولة الانقلابية التي أعتقل بسببها في 22 نوفمبر 2012 وسجن لثمانية أشهر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست