|
Re: قليل من الابتسام قليل من الإحسان يبقى حيا (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
هذا الرجل كان يسكن جوارنا...و كان يعمل في محل في السوق و لا يأتي إلا ليلا..و لا نراه بالنهار مطلقا إلا في الأعياد...
أذكر زارنا في أحد الأعياد و أعطاني شلن و قال لي: يلا أمشي للسينما
فكانت لفتة منه بارعة لم يكن يتقنها الكثيرون...خاصة مع ضيق ذات اليد للأسر في ذلك الزمان.. كانت فرحة طاغية لم انساها مطلقا...
ثم كانت حادثة أخرى منه في بداية العام الدراسي أهداني شنطة مدرسية فاخرة لم أكن أحلم بها و قد تعودت على شنطة القماش..
و الآن بعد أن صرت أكبر منه في العمر الذي كان هو فيه عندما أهداني لا أنسى تلك الحادثة و أدعو له كلما ذكرني بتلك الحادثة مذكّر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قليل من الابتسام قليل من الإحسان يبقى حيا (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
أذكر أن شقيقي بابكر و هو يحب الشاي حبا جما منذ أن كان صغيرا.. ..
..........حيث لا ينسى حتى اليوم تلك المرأة التي قام بزيارتها بصحبة إحدى قريباتنا لمنزل إحدى النساء التي لم تعطه شايا مثل ما أعطت الآخرين....
............فجاء يشكو لوالدتي إنه فلانة لم تعطه شايا... و لا زال حتى اليوم تنذكر تلك الحادثة و نضحك..رغم أن عمره لم يكن يتعدى الثامنة.
فتصوروا يا احباب أي حب نحن نزرعه في قلوب الصغار و أي نفرة قسوة و غلظة نزرعها بتجاهلنا و غلظتنا و أنانيتنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قليل من الابتسام قليل من الإحسان يبقى حيا (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
مواصلة لسرد الذكريات التي لا تنسى رغم بساطتها:
لم أنس و حتى أنا في السابعة من العمر وجه ذلك الرجل من جبال النوبة ...
لا زلت.أذكره ..كأنه حدث بالأمس رغم مرور كل هذه السنين..وجه باسم و تعبيرات مواسية في الوجه ذو العيون الضيّقة المحببة ...
الساعة حوالي السادسة أو السابعة صباحاً...جيراننا مصريين مولّدين لديهم كلب أبيض بلون أحمر لا زلت أذكر شكله ..اسمه بيجو.. كنت اعتبره صديق. و لكنه ذلك الصباح نسي الصداقة فجرى خلفي مخربشا و ناهشا لرجلي و أنا أصرخ صرخة طفل مرتعب ملأ الرعب كل كيانه و ملك عليه الأفق.....
... لم ينقذني إلا ذلك الشاب الذي كان ذاهبا للعمل في تلك الصباحية ..
للآن كلما أذكره ادعو له ..أغلب ظني أنه قد توفي الآن الا رحمه الله..
و هكذا يا احبائي تذهب الوجوه و تختفي خلف الزمن و لكن تبقى الأفعال و السجايا و الذكريات..
| |
|
|
|
|
|
|
|