في الذكري الخامسه لإغلاق بيت الفنون (خمسه سنوات من الظلم الصراح) 2018 ------------2012. ماذا تبقي من وطن نتجرع فيه الظلم كما السم علي رؤس الاشهاد والوزراء كيف لي ان افتخر بوطني واغنيه للاجيال القادمه ، الظلم لايقود الي ذاك الطريق
بقلم: طارق الٱمين
في ليلة الإغلاق وفي ذات المبني وامام المسرح كان احدهم قد قذف بحصاة تمر مستاءا من القرار الجائر، فمكثت هنالك ،وظلت تنمو من باطن الٱرض وتنمو الي ان صارت اليوم نخله مثمره والمكان من حولها لايزال متوشحا بسواد الظلم حيث الصمت الذي يشبه صمت المقابر رغم صمود خشبه المسرح واندهاشها ان كان للخشب اندهاش لقد بات الاغلاق واقعا ،وظلاما يمتد من حولها يحكي سيرة القهر والاستبداد في ذات المكان .
تمر هذه الٱيام ذكري ثقيله علي القلب والنفس ،ذكري اغلاق الصرح الثقافي المثابر مركز بيت الفنون الثقافي، ففي مثل هذه الايام وقبل خمس من الاعوام كان( علي كرم الله) مستشار وزارة الثقافه ومسجل الجماعات الثقافيه قد اصدر قراره بالغاء ترخيص مركز بيت الفنون الثقافي وعدد من المراكز الثقافيه الاخري ابرزها مركز الدراسات السودانيه ومركز علي الزين ومركز الاستاذ محمود بالاضافه لمركز الخاتم عدلان للاستناره والتنميه البشريه ان اغلاق مراكز الثقافه والفنون يقف شاهدا علي كذبة الحريات ويشكل دليل ادانه للحاكمين لايملكون معه ادني دفوعات تسند ذلك التبجح المستمر بتوفر الحريات وسياده مناخ الحوار الوطني وحريه التعبير تٱسس بيت الفنون في الخرطوم بحري في العام 2009 ورغم عمره القصير فقد كان قد احدث نقله نوعيه وحراكا ثقافيا وابداعيا واجتماعيا وانسانيا مقدرا في حركه المجتمع المدني السودانيه مساهما بقدر وافر في تبديد ظلام العاصمه الخرطوم واشعال امسياتها بالليالي الثقافيه في مجالات الشعر والمسرح والموسيقي والقصه القصيره وقدم كثيرا من الاسماء الفنيه اللامعه التي تشغل مواقعها الان في ساحه العمل الفني والثقافي والعمل الطوعي والانساني ،فقاد مبادرات التضامن مع المدارس والتلاميذ في دعم العمليه التعليميه في البلاد واعادة تٱهيل المدارس كما احيا فضيله النفير السودانيه واقام كثيرا من الانشطه ومعارض الكتاب والمكتبات المدرسيه وٱبدع الكثير من المساعدات للاجيال الشابه في مجال التدريب الفني والتنميه البشريه بمرور خمس سنوات من الاجهاز علي ذلك الحلم الفسيح تقف الحكومه عاريه من العدل والمنطق والمساواه بين مواطنيها ان اغلاق مركز بيت الفنون يمثل وصمه عار في جبين المسؤلين كافه لاسيما من يتشدقون بعبارات السلام والحريه والحوار والديمقراطيه وحقوق الانسان لقد جاء تجاهل الحكومه للمطالبات المتكرره التي تنادي باعاده فتح المراكز الثقافيه والتي تضمنتها حتي توصيات الحوار الوطني المزعوم ، جاء ذلك دليلا ساطعا علي معاداتها فكريا وبنيويا لقضايا الثقافه والفنون وحقوق الناس في العمل العام السلمي والديمقراطي ، اكثر من ذلك لقد خالفت السلطات قرار وزير الثقافه والاعلام احمد بلال عثمان الذي قبل باستئنافنا وقرر (بالقلم الملون) إعاده فتح بيت الفنون وفورا، دون ان يكون لقراره اي اثر، وحين التقيته في مناسبه عامه باحد الانديه تلقاني حسيرا منكسرا حتي ظننت بانه صاحب المظلمه ، لم اكن اظن قبلها بٱن الوزراء مثلنا مغلوبين علي امرهم ايضا، ويحيرني إن يستمر الاغلاق ويستمر ذات الوزير الذي رفض الإغلاق ،لكنها دنيا الحكام حمانا الله واياكم صولجانها وغرورها وتبديلها للعقول والقلوب إن التعتيم علي الحريات الاساسيه في زمان التبجح بمصالحه العالم ورفع العقوبات واطلاق الحريات ووسط دعاوي التطبيع مع اسرائيل ،الم يكن من الاولي رفع العقوبات عن الشعب السوداني وجماهيره والتطبيع معه قبل الاخرين؟ ارجو ان لايستبق التطبيع مع (تل ابيت) التطبيع مع( بيت الفنون) ،سيكون ذلك امر محرجا لنا وربما يحتاج ذلك لدعوي قضائيه جديده لمحو اشانه السمعه 😊(عاملونا زي اسرائيل طيب ياسيد مبارك) ان الاصرار علي انتهاك الحقوق والابتعاد عن تحقيق العداله ومحاربه الانشطه السلميه مع انتشار ممارسات ظلم السلطه يذكر الناس بممارسات السلطه في عهد التسعينات وهي ذات السلطه التي تدعي مفارقه عهد الحكم الشمولي ،والتي لازالت تطارد الناس وتلاحقهم في انشطتهم اليوميه العاديه وتعادي الفنون وتضهد الحقوق وهي من الممارسات التي سيتجاوزها التاريخ في هذا الجزء المظلم من العالم لماذا لاتضع السلطه اي اعتبار للمشتغلين في الانشطه الثقافيه والسلميه وتمجد المتمردين وحمله السلاح وتسعي للقاءهم والتفاكر معهم في مدن العالم هل يخافون الاغاني والمسرحيات؟! ،انها لاتقتل الاطفال ولاتشرد الاهل، هي تجمل لهم زمانهم الحزين ودولتهم القاهره ورسائلهم البائسه والفقيره مجددا من اين اتوا؟هؤلاء الرجال الذين درسو في جامعات السودان مجانا واكملو تعليمهم العالي في اوربا وعاشو طقوس الحريه والديمقراطيه والعداله هنالك ثم غفلو الينا عائدين كي يغلقو منافذ الحريه والعداله والديمقراطيه باسم الاسلام الف وثمانمائه يوم تجرعناها كالسموم في الجسد وكنا ندخرها لاسعاد الناس واشاعه المحبه والسلام في ربوع الوطن ، بلا جدوي سيظل بيت الفنون وان اغلق للابد معلما في درب الحقوق ورمزا لظلم السلطات وقهرها وإستبدادها وستبقي الحريه والكرامه الانسانيه مشاعلا في طريق شعب السودان يبحث عنها في كل الازمان وسيجدها وان طال السفر طارق الامين مدير مركز بيت الفنون الثقافي المغلق بامر الاستبداد ديسمبر 2017
12-04-2018, 07:43 PM
عبدالله الشقليني عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
عبدالله الشقليني
Yasir Elsharif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست