طالَتْك أزمان و أعوام .. و عَرَكْتَها الأيام .. و ما زادك الشيْبُ إلا وقارا من قال أن صمتَك بعضُ خيلاءٍ .. و من ذا الذي يظن التأدُّبَ عند المذمةِ إستكباراً ؟؟؟ آهٍ من لظى نَفْسِكَ ... و أنفاسها الحرّى تلجُمُ خيولَ حرفك راغماً.. و هي مُسْرَجةٌ نثراً و أشعارا من قال أن سكوتَك إستسلامٌ ؟؟؟ يا لنفسك الأمَّارةٌ بالحُسْنَى .. فقالوا محْض رمادٍ قد خَمَد ... .. و أنتَ صابر تكابد نارا علَّمَتْكَ الأيام متى و كيف الكَرُّ و الفَرُّ فحفرْتَ لدنياك مسالكاً للعز.. زهْواً تتنادَى إقبالاً و إدبارا تخْتَزِنُ الحزنَ قسْراً .. لِتُزْهِر بَتْلاتٍ من الفرح و لو أفْرَدْتَ للحزنِ أشرعةً .. لَملأ الأسى أضابيراً و أسفارا كالتِّبْرِ مُمْتَحَنٌ في تُرْبِهِ .. مُجَمَّرٌ معدن روحك ... مُتْرَع النُّهَى .. إليك المكارم تنسابُ أنهارا أيَا فخْراً تُزيِّنُهُ .. و جلالاً يُزينك مُشْرَئِبٌ للمعالي .. عاليَ الهمَّةِ.. كَمَن حلَّق و شَارَكَ الطيرَ أوكارا بيضاءٌ صحيفَتُكَ ... سوداء غُلالة حُزْنك ... تقْتاتُ الذكرى محتسباً ... تنثر الفرح مكتئباً ...فتَنامت الأضَّدَادُ لوحةً و إطارا كالطَّوْدِ تَشْمَخُ كَشُمِّ الجبال ... تجفُّ تحت قدميك أنهارٌ .. و تجف أغصان .. و مجْبولةٌ تأبَى ينابيعك غيضاً و انحسارا فلتكُنْ أينما شئتَ ... و يَمَّمْ شطر وجهتك .. فأنت و الأفق صنوان .. يرْشِدُنا حداؤك ... فنغدو كقوافل تَتْرَى ..نجْتَرّكَ معلماً و مزارا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة