سواق الرقشة والدكتور علي الكرار هاشم محمد لا زال السودان بخيره ولا زال بنوه علي العهد يحتفظون بأنفس أبية وهمم عالية برغم (ضراوة الزمن) وارتفاع الدولار وصفوف الخبز ذلك أن الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا ولا خير في تطور وحضارة مهما سمقت وسمت وارتفعت اذ انعدمت الاخلاق وماتت الضمائر الحية وانعدمت النفوس الأبية. لا زال أخي دكتور معتصم يعيش الدهشة كاملة وهو يقضي اجازته بين الاهل وفي حضرة الوطن الذي يستقبله ماطرا حارا متقلب المزاج والاحوال ولا يسمح لمن يقصدون الراحة بأن يتنعموا لكنها الاوصر والارحام التي تشد الناس وتعود بهم الي الديار مهما كان حال البلد فالمغترب يقيس جمال بلده بلحظة اللقيا مع الاهل ولحظة الفرح التي يسرقها عبر كل لقاء ومناسبة. ولان زامر الحي لا يشجي فان صاحب أهل المكارم والفضائل والتصرفات النبيلة لا يهتم بهم الناس في وطن نشأ أهله علي المواقف القوية والتصرفات الانسانية التي إعتادوها ولعل حياتهم عبرت علي هذا المنوال من التصرفات الكريمة فظنوها عادية وما علموا أن الدول والشعوب تكرم من يفعل مثل تصرفاتهم وتعتبرهم من الابطال اصحاب المروءة والمثل والقيم. احتاج دكتور معتصم الي (رقشة) ليقضي بها حاجة عاجلة فوجدا شابا قام له بتلك المهمة خير قيام ذهابا وعودة دون ان يتفق معه علي أجرة المشوار وعند الحساب رفض ان يحدد السعر فما كان من الدكتور الا أن يقدر بنفسه ويدفع وقد كان ان سلم الشاب مبلغا محترما كان الدكتور يضعه في جيبه دون ان يراجعه فاستلمه سائق الرقشه دون ينظر اليه وانتهي المشوار. عاد الدكتور لنفسه ليجد أنه دفع مبلغا آخرا بل كان عملة صعبة ( ريالا سعوديا) فقدر ان ذلك نصيب السائق ونسي الموضوع. بعد يومين وعقب صلاة الفجر مباشرة سمع الدكتور طرقا علي بابه فخرج ليجد (صاحب الرقشه) الذي بارده بالسلام والاعتذار عن التأخير بحجة أنه سافر من الخرطوم للجزيرة في ظرف عزاء وهذا ما جعله يتأخر عن اعادة المبلغ وقد علم بفطرته ان هناك خطأ عند الحساب. بقية الموضوع هي مشاعر الوطنية والقيم النبيلة التي رضعها الشعب السوداني وتربي عليها ولا زال يتمسك بها رافضا ان تسرقها منه العولمة أو مظاهر الترف الغربية او غير ذلك من الصور الشائهة التي تتمدد عبر المدن والحواري فلكل هؤلاء ترفع القبعات عالية.
08-14-2018, 12:46 PM
السر عبدالله
السر عبدالله
تاريخ التسجيل: 11-10-2006
مجموع المشاركات: 1468
على الرغم من مصاعب الحياة وغلاء المعيشة وانتشار النهب والسرقات نجد أن هناك ومضات مشرقة تدل على أن الأخلاق السودانية لا زالت بخير وسواق الركشة يستاهل يقولوا ليه احتفظ بالمبلغ كاملا وهاك كمان دي زيادة من عندي
08-14-2018, 01:08 PM
علي عبدالوهاب عثمان
علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12475
حبيبنا الكرار .. مودتي .. هذه القيم موروثة وتكون سلوك طبيعي لدى البعض ، أذكر كان لي قريبي في الرياض يعمل مع شيخ سعودي (رجل اعمال معروف) سائق خاص ورغم بساطته وتعليمه المتواضع (زول تربال) كان هذا الشيخ يثق فيه ثقة عمياء في عائلته وماله .. وعندما استعد للسفر (إجازة) بقصد الزواج صارح الشيخ بذلك .. ويوم السفر أعطاه الشيخ 40 الف ريال مساعدة منه ( حق الزواج) ذهب قريبي إلى البلد وتزوج وكانت إجازة صيفية طويله لمدة 4 شهور وعندما رجع إلى الرياض توجه إلى الشيخ وبعد أن سلم عليه مد له ظرف به مبلغ 15 ألف ريال .. أصابت الدهشة الشيخ وسأله ( إيش هذا؟) وقال له قريبي ( هذا باقي فلوسك لقد صرفت منه 25 الف ريال في الزواج والباقي 15 ألف ) لم يكد يصدق الشيخ هذا السلوك .. بل تكفل ببناء بيت كامل له في العاصمة مع ذلك لم نسمع القصة إلا بعد فترة طويلة من زميل آخر يعمل معه في القصر والذي عرف القصة عن طريق زوجة الشيخ .. ورغم إعجابنا بتصرفاته إلا إننا كنا نمازحه .. أمد الله في أيامه وهو اليوم مستقر في البلد وفي سعة من الرزق ..
08-15-2018, 08:04 AM
علي الكرار هاشم
علي الكرار هاشم
تاريخ التسجيل: 02-10-2007
مجموع المشاركات: 3710
الاحباب السر عبد الله علي عبد الوهاب شكرا علي التعليق لا شك المواقف كثيرة واعتقد انه علينا ان ننشر منها دائما ولا نركن لكون هذه اخلاقنا ذلك ان الاحوال تتغير والاجيال تتغير وحتى لا ننسي نذكر بهذه المواقف التي ندرت حاليا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة