سعادة الأستاذ عثمان الشريف /نقيب المحامين حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في البدء أهنئكم على الثقة الغالية التي أولتك اياها قبيلة المحامين العظيمة وفوزك بمنصب النقيب، وهو فوز صادف أهله حقيقة نظراً لما تعرفه عنك قبيلة القانونيين الشامخة من مهنية وشفافية عالية ، بالاضافة لما تتمتع به من خبرة وتمرس وكفاءة علمية في المجال القانوني ، علاوة على ماتمتاز به من حس وطني صادق يميز بين الوطن ومقتضياته وقضاياه الجوهرية وبين ماتقتضيه معايير سيادة القانون وبناء دولة العدل والحق والخير والمؤسسات، واقول هنيئا لنقابة المحامين بك، ونتمنى أن تشهد هذه النقابة الفتية في عهدك الزاهر ماعجزت عن تحقيقه كل المكاتب التنفيذية السابقة ، وان تشهد مهنة المحاماة العريقة من الرقي والتطور والقوة مايعيدها الى مجدها وايامها الاولى الزواهر النضرة .
استمعت بانصات تام لكلمتك الضافية وأنت تخاطب محفل رابطة القانونيين السودانيين بمدينة (الرياض) العاصمة السعودية بتاريخ 19/1/2018هـ ، وحقيقة سرني للغاية ماجادت به قريحتك وأنت تميز بين الوطن الكبير والمعارضة ، وتتحدث باسم كافة ابناء قبيلة المحامين الشامخة ، وتضع خطوطا حمراء بأنه ليس في برنامجك الانتخابي لهذه الدورة اي تفرقة بين محام وآخر على اساس الحزبية أو الانتماء السياسي، وإن نقابتكم هي نقابة لكافة المحامين المقيدين رسميا في سجلاتها ، وأنه لن يهدأ لكم بال الا باعادة المهنة لسيرتها الاولى وأمجادها العظيمة كمهنة شامخة ساهمت بدور فاعل في كافة نضالات شعبنا ضد الانظمة الاستبدادية القمعية بدءا من اكتوبر انتهاء بانتفاضة ابريل الباسلة، وفي السياق ذاته تضع مؤشرات ممتازة لكيفية تبادل ونقل الخبرات والمعرفة بين محامي المهجر وزملائهم بالداخل، وأهمية الاستفادة من التجارب والخبرات لدي محامي المهجر ، وضرورة نقل تجاربهم الثرة الى الداخل ، وضرورة الانطلاق للعالمية والتغير والتبدل التام من مرحلة المحامي الفرد الى دور شركات المحاماة الرائدة ، وعقد وتكوين الشراكات الاستراتيجية مع مكاتب محاماة عالمية واقليمية،والاهتمام بالتقنية والتدريب والتطوير على راس العمل ، ودعم المحامين تحت التدريب والاهتمام بالمحاميات وتمكينهن من أداء دورهنّ بكفاءة عالية، مع أهمية الاهتمام بالجانب الخدمي والاجتماعي ، وتعميق الروابط والصلات بين ابناء القبيلة ، وتوفير وسائل العيش الكريمة والدعم المطلوب لكبار السن من المحامين الذين أقعدهم المرض ، وتمليك المحامين السيارات والسكن المريح والتأمين الصحي الامر الذي يجعل من مهنة المحاماة مهنة رائدة ينظر لها المجتمع باحترام وتقدير تام بالاضافة للدور المرتقب لابناء قبيلة المحامين في صياغة الدستور والقوانين ذات الصلة وفقا لما توافق عليه أهل السودان في وثيقة الحوار الوطني ، ومايمكن أن يتبعها من ملاحق وتعديلات واشراك للجهات التي لم تشارك في اعدادها ، وعلى النحو الذي يلامس نفس وروح الامة ومعاناتها واشواقها وتطلعاتها للحياة الرغدة الكريمة، فنحن لسنا في حاجة لمعايير وقوالب صياغة جامدة بقدر مانحتاج الى دستور مرن يستمد روحه والهامه وطبيعته من نفس وروح وطننا وشعبنا الابي المتميز.
أتمنى أن تتمكن من تحقيق ماورد في برنامجكم الانتخابي، وإحالته لواقع ملموس معاش يمشي على الارض بين المحامين ، حيث إن ماتضمنه برنامجكم لم يختلف كثيرا عن الشعارات التي رددتها كافة المجالس التنفيذية السابقة التي تعاقبت على مجلس النقابة الا انها للاسف لم تقدم شيئا يذكر لقاعدة المحامين العريضة الآخذة في الازدياد ، وكانت مجرد وعود وأحلام وأمنيات لم يستفد منها سوى القلة من ذوي الانتماء
إن الناظر لمهنة المحاماة في مجتمعنا يشعر بالاسف العميق لما اصابها من وهن وخوار وضعف وتردي، وان المحامي أصبح لايتمتع بالاحترام اللائق لامن قبل المواطن ، ولا من قبل بعض من ينتمون لمثلث العدل ممثلاً في :( القضاء الجالس ، والنيابة العامة، والشرطة) ، وان هناك نوعية من المحامين دخيلة على هذه المهنة ساهمت إسهاما مباشرا في ترديها وضعفها ، ونظرة المجتمع اليها من : (مهنة شامخة الى مهنة يمكن أن يلج اليها كل من ضل السبيل ) وذلك بسبب عدم تقيد هذه الفئة المحسوبة على المحامين الشرفاء بالاصول المرعية ، ومثل واخلاق المهنة ، وسعيها فقط للثراء السريع دون اعتبار لأي خلق أو ضوابط مهنية الامر الذي ينبغي التوقف عنده كثيرا .
وبصفتي من محامي المهجر العربي (بالمنطقة الشرقية الدمام/ المملكة العربية السعودية) أقول لسعادتكم إن العلاقة بين محامي المهجر وبين النقابة ظلت علاقة فاترة وهامدة وضعيفة طوال السنوات السابقة ، وعلى امتداد المكاتب التنفيذية التي تولت إدارة النقابة وتعاقبت عليها ، حيث لم يكن هناك اي تواصل أو ترابط أو علاقة تذكر بين محامي المهجر وبين النقابة ، ولم تكن توجد اي إدارة داخل المكتب التنفيذي تهتم بامر محامي المهجر ، او الاستفادة من خبراتهم، أو مساواتهم برصفائهم في الداخل على الاقل من حيث الحقوق والواجبات ، وقد أزف الوقت وآن الاوان لبناء علاقة متينة وثيقة بين المكتب التنفيذي ومحامي المهجر وبين زملائهم بالداخل ، حيث أن المهجر يزخر بكفاءات قانونية فذة تمتلك خبرات واسعة وعريضة وهم مثار فخر واعجاب مواطني تلك الدول ، وتمكنوا من عكس صورة مشرفة رائعة للقانونيين السودانيين بدول الاغتراب، وساهموا اسهاما مقدرا في بناء نهضتها القانونية ، ونتمنى أن يفرد مكتبكم التنفيذي مساحة مقدرة من التواصل مع زملائكم بالمهجر وانشاء ادارة أو قسم مختص بالمكتب التنفيذي تسند اليه مهام المتابعة والاشراف والتواصل مع المحامين السودانيين بالمهجر العربي أو الاوربي .
لقد آن الاوان سعادة النقيب لكي تستعيد المهنة مجدها وترجع لسيرتها الاولى ايام كان طيبي الذكر عطر الله ثراهما السيدين / المحجوب ، ومبارك زروق رحمهما ، يتنافسان ويتباريان حول ايهما أكثر فخامة من ناحية العطر وربطة العنق ؟ وفي هذا الصدد اقول لابد من القضاء على كافة المظاهر السالبة في المهنة مثل محامي دلالات السيارات ، واولئك الذين يسيرهم السماسرة ، واصحاب المكاتب نصف ضلفة كما يسمونها ، وأولئك الذين يمارسون المهنة من داخل منازلهم ، والذين لايتقيدون بالزي اللائق بالمحامي ، أو الفرش والأثاث الذي يليق بمكتب المحامي على سبيل المثال لا الحصر ، وضرورة وضع ضوابط صارمة لممارسة المهنة ، وأخرى خاصة بمكاتب المحاماة والحد الادنى الذي يجب أن تحتوي عليه .
نتمنى أن تقوموا بإحداث اختراق عميق فعلي في نصوص قانون المحاماة والقوانين ذات العلاقة مثل قانون الشركات السوداني لعام 2015 وقانون الشراكات واسماء الاعمال بحيث تستوعب أمكانية التصريح بانشاء شركات محاماة مهنية متخصصة ، بدلا من تسجيلها كاسم عمل ، او تحت قانون الشراكات وتسجيل الاعمال ، حيث اصطدمت بعض تجاربنا الحية (نحن عدد 100 محامي بالمهجر ) عندما فكرنا في انشاء شركة محاماة قانونية متخصصة واخرى للتدريب بعقبة أن قانون الشركات لايسمح بتاسيس وأنشاء مثل هذه الشركات .
كما نأمل أن يفرد مكتبكم التنفيذي معايير واضحة للتفرقة بين المحامي الممارس للمهنة وغير الممارس لها لأية سبب كاغتراب مثلا أو مرض أوماشابه ذلك –الخ بحيث تتولى لجنة مختصة عمل التصنيف اللازم من واقع السجل ، بالاضافة لأهمية تحديد شعار ولون معين للوحات الاعلانية لمكاتب المحاماة
سعادة النقيب : إن العلاقة بين المحامي وباقي اركان مثلث العدل (قضاء جالس ونيابة وشرطة) صار يكتنفها الكثير من الجدل والغموض والشد والجذب ، واحيانا عدم الاحترام المطلوب توافره من بعض هذه الجهات والمناط بها القيام بمهمة العدل والضبط وتنظيم المجتمع ، والحفاظ على أمنه واستقراره ، وكم سمعنا بمحامين كبار تمت بهدلتهم داخل مجالس القضاء واقتيادهم الى الحراسات نتيجة أوامر قضائية من بعض القضاة أو من بعض وكلاء النيابة وضباط الشرطة حديثي التخرج دون اعتبار للحصانة التي يتمتع بها المحامي (وانه لايجوز القبض عليه أو توقيفه قبل الحصول على اذن من لجنة قبول المحامين أو مجلسالنقابة) وينبغي وضع هذه المسألة الهامة للغاية في اعتباركم وانتم تتسنمون ذروة هذه النقابة الفتية .
كما لايخفى عليكم الضائقة المعيشية التي يمر بها وطننا العظيم وشعبنا المجاهد الصابر ونحن سلة غذاء العالم ، وبلادنا حبلى وزاخرة وعامرة بالخير والموارد ، وفيها بشر سوداني مميز شهد بجدارته وكفاءته الاعداء قبل الاصدقاء ، وان ابسط مايستحقه هذا الشعب المغلوب على أمره الحياة الكريمة والمعاملة اللائقة وتوفير احتياجاته وضروراته الاساسية الممثلة في الخبز والدواء والصحة والتعليم والامن ، ونأمل أن يهدر صوت نقابتكم عاليا مدافعا عن حقوق الوطن وحق الشعب في المساواة والتمتع بالحقوق والحصول على التنمية على اساس المواطنة بغض النظر عن الانتماء السياسي والحزبي ، وان تكون هناك خطوط حمراء على الدوام بين الوطنية وماعداها .
وفي مجال التوثيقات نأمل أن تقوم بتشكيل لجنة من مجلس النقابة ومن تثق بهم من خارج مجلس النقابة على غرار لجان مراقبة التوثيقات الموجودة بالسلطة القضائية لمراقبة الموثقين وأعمالهم ، ومدى اتساقها مع القانون والضوابط المنظمة لأعمال التوثيق ، ومثل واخلاقيا ت المهنة ونتمنى أن نسمع في عهدكم توقف تلكم الاخبار المشينة للمهنة ( بان ذاك المحامي أو تلك المحامية حكم عليها بالسجن نتيجة مخالفتها ضوابط التوثيق المعتمدة ).
وفي سياق ذي صلة نتمنى أن نشهد في عهدكم الميمون تشكيل لجنة من ذوي الاختصاص والخبرة للعمل على تنقيح قانون المحاماة الحالي الساري المفعول واضافة ماتقتضيه ضرورات المرحلة والغاء مايجب الغائه كي يتفق مع المستجدات الراهنة ، وظروف المرحلة ـ وبما يتفق مع المعاييير وقوانين المحاماة الدولية ذات الصلة والاستفادة من تلك القوانين لاسيما في الجانب الايجابي الذي يؤدي لتطوير وترقية المهنة .
وفي سياق ذي صلة أتمنى أن تعكفوا على تعديل القانون بحيث يسمح لمحامي المهجر بالمشاركة الفاعلة في اختيار نقابتهم وممثليهم فيها ، واشراكهم كذلك في اي محفل وطني كانتخابات عامة كتلك المزمع عقدها في العام 2020 كما نامل أن تشهد دورتكم كذلك انجازات باهرة مميزة للمحامين على الصعيدين العام والخاص ، ومشاركة فاعلة في كافة قضايا الوطن الجوهرية والمصيرية وان الوطن يسع الجميع ويسعنا كلنا بمختلف الوان طيفنا السياسي والحزبي .
اعلم تماما أخي النقيب إنك لاتملك عصا موسى ، ولن تتمكن من إحداث التغيير المطلوب مابين ليلة وضحاها ، وان المهمة شاقة وعسيرة وليست سهلة ، ولكن بالعمل والارادة الحرة الجادة تستطيع إنجاز ماعجزت عنه كافة المكاتب التنفيذية السابقة ، وثق تماما اننا سنكون يدك اليمنى اذا مابدأت بالفعل في اتخاذ خطوات جادة تعيد للمهنة وابنائها مجدهم السابق والتليد ، وعلى اساس أن تكون نقابة المحامين نقابة فتية قوية ترتعد من مجرد ذكر اسمها وعضويتها كافة الجهات الحكومية والخاصة –كما نأمل استمرار التواصل بيننا وبيين مجلس النقابة بزيارات دورية متكررة .
هذا قيض من فيض ونواصل باذن الله مع الامنيات الطيبة لكم بالتوفيق والسداد في دورتكم الحالية
والله الموفق والمستعان،،،،،
أخوكم وزميلكم طارق الأمين علي إدريس المحامي/ الدمام [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست