على الشعب السوداني ان يحول مسيرة دعم الطاغية الى ملحمة ثورية يرمونه بها الى مزبلة التاريخ، تماماً كما حدث مع الطاغية شاوشيسكو..
في ديسمبر 1989 ثار الشعب الروماني على الدكتاتور شاوشيسكو الذي ظل يحكمهم بالحديد والنار لمدة 24 عاما بصفته سكرتير عام الحزب الحاكم، وخرجت الجماهير في مظاهرات طوال عدة أيام واجهها النظام بالقمع والرصاص مما أدى الى مقتل رجال ونساء وأطفال ولكن التظاهرات تواصلت.
فأراد الدكتاتور ان يحشد مسيرة يثبت بها شعبيته فقام حزبه الحاكم بتجميع الاف العمال والموظفين من أماكن عملهم تحت التهديد بفصلهم إذا لم يشاركوا في المسيرة، وتم حشدهم رغما عنهم في ساحة القصر وبلغ عددهم حوالي ال 80 ألف وتم اعطائهم لوحات مؤيدة للدكتاتور وصور شاوشيسكو وزوجته كما طلب منهم التصفيق وترديد الهتافات مع الهتيفة.
وتم تنظيم الساحة بحيث يقف قيادات الحزب الحاكم مع شاوشيسكو وزوجته في المنصة الرئيسية وان يجلس رجال الحزب الحاكم في المقاعد الأولى يليهم الموثوقون من أعضاء الحزب وبعدهم رجال الامن بملابس مدنية وبعدهم طابور من رجال الشرطة وبعد ذلك مسافة فاصلة تليها صفوف وحشود العمال الذين جيء بهم قسراً للمسيرة تحت التهديد بالفصل.
وظهر الطاغية شاوشيسكو وبدأ خطابه وكعادة الدكتاتوريين اتهم قوى خارجية بالتآمر على رومانيا واتهم المتظاهرين بالعمالة للمخابرات الأجنبية وردد ما يقوله المتشبثون بالسلطة في كل العصور بانه هو وحزبه الحاكم يمثلون الضمان الوحيد لاستقلال البلاد وانهم صمام الأمان وان رومانيا ستفقد استقلاليتها وستتفتت وحدة أراضيها ان لم يكونوا هم في الحكم.
وما هي الا لحظات، وبالضبط بعد ثمانية دقائق من بدء شاوشيسكو خطابه، حتى بدأت الجماهير في الهتاف ضده وضد حكومته ونظامه، وقد تفاجأ الدكتاتور بذلك وبدأ يطلب من المواطنين ان يسكتوا وان يبقوا في أماكنهم، وتدخلت زوجته أيضا وطلبت من المواطنين السكوت، وعندما لم يستجيبوا بدا التردد على ملامح وصوت شاوسيسكو وقد سمعت زوجته وهي تلح عليه بجزع وخوف: (تحدث إليهم، تحدث إليهم)، ولكن كان الشعب قد قال كلمته واسمع صوته للطاغية.
كانت المسيرة متلفزة على الهواء مباشرة وشاهد الملايين من الرومانيين مدى ضعف الدكتاتور امام هتاف الشعب وامام قوة الجماهير، فخرجت رومانيا عن بكرة ابيها في مظاهرات بعد ان استبان لهم مدى ضعف الطاغية وان نظامه قد انهار.
في اليوم التالي لتلك المسيرة وبعد المظاهرات التي عمت البلاد هرب الدكتاتور شاوشيسكو وزوجته من القصر الجمهوري بهليكوبتر ولكن الثوار تمكنوا من القبض عليهما وتم قتلهما رمياً بالرصاص في نفس اليوم. #تسقط_بس #مدن_السودان_تنتفض #موكب9يناير
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة