كأنما كانت القوى السياسية المشاركة في حكومة الوفاق الوطني تنتظر احتجاج الشعب على الضائقة المعيشية، لينسحب بعضها من الحكومة، وتدفع البقية بمذكرة للرئاسة، وبعد أن انسحب حزب الأمة الذي يرأسه مبارك الفاضل، من الحكومة، عقد (22) حزباً مشاركاً في حكومة الوفاق الوطني، تحت اسم (الجبهة الوطنية للتغيير)، مؤتمراَ صحفياً بدار حزب الأمة أمس، أعلنوا فيه عن تقديم مذكرة مطلبية إلى رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير .. الأحزاب الموقعة على المذكرة أكدت بأنه في حال رفض المذكرة سيكون خيارهم الحل السلمي كمطلب جماهيري يطالب به المواطنون.
تفاصيل المذكرة
الأحزاب دفعت بالمذكرة إلى رئيس الجمهورية، وطالبت فيها بحل الحكومة والبرلمان الوطني ومجلس الأحزاب، وتشكيل مجلس سيادة انتقالي يقوم بتولي أعمال السيادة وتشكيل حكومة انتقالية تجمع ما بين الكفاءات والتمثيل السياسي دون محاصصة ولا تستثني أحداً، الحكومة تقوم بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني على أن يقود الحكومة رئيس وزراء متفق عليه، كذلك طالبت المذكرة بتعيين مجلس وطني توافقي من 100 عضو فقط بالإضافة إلى حل الحكومات الولائية ومجالسها التشريعية وإعادة هيكلة الحكم الولائي والمحلي وفق لمكونات الحوار الوطني، المذكرة دعت الحكومة إلى تنفيذ الإصلاح القانوني والدستوري وإصلاح أجهزة الدولة وإعداد قانون الانتخابات واعتماد الخارطة الأفريقية للسلام والحل السياسي في السودان واعتبار قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2046 ومجلس السلم والأمن الأفريقي بالأرقام 538و456 في ذات الشأن جزءاً لا يتجزأ من مخرجات الحوار الوطني، وشددت المذكرة على أن يتم فتح وثيقة الحوار الوطني للقوى السياسية التي لم توقع عليها مع اتخاذ إجراءات وتدابير اقتصادية تخفف معاناة المواطنين وبسط الحريات العامة .
قناعة الأحزاب
رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل، أشار إلى مايز حدث عندما انسحبت الأحزاب المشاركة في حكومة الوفاق الوطني من قانون الانتخابات، وقال إن الاتجاه لتعديل الدستور فيه خرق واضح، وأضاف أن القوى التي أحسنت النية وتعاملت مع المؤتمر الوطني وصلت إلى قناعة قبل أن ينتفض الشعب، وأشار إلى أن المذكرة أوضحت أن الحكومة ليست لديها قدرة على تجاوز الأزمة الاقتصادية لأنها أزمة سياسية قبل أن تكون اقتصادية ، لافتاً إلى أن حلولها سياسية، مبارك أوضح أن الشعب قال كلمته بصورة واضحة في الشارع وإنه يطلب التغيير وأن المذكرة بها الحلول للأزمات الراهنة، وشدد على ضرورة التغيير لنظام جديد عبر كل القوى السياسية ، وقال إنهم ينسقون مع كل قوى المعارضة في نداء السودان وقوى الإجماع نحو هدف واحد هو التغيير .
تغيير وإصلاح
من جانبها قالت رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي (المسجل)، تيار الإصلاح والتجديد، إشراقة سيد أحمد، إن عام 2019م سيشكل تغييرا حقيقيا للسودان، وطالبت بإطلاق سراح كل المعتقلين موضحة بأن الجبهة الوطنية للتغيير تضم عددا من الأحزاب والحركات، وأكدت أن جماهير تلك القوى موجودة مع المواطنين في الشارع تنادي من أجل الديمقراطية وشرطها الأساسي أنها مع الحل السلمي، ومع الشعب للتغيير الذي يتبعه الإصلاح، إشراقة أكدت أن الإصلاح مرتبط بالتغيير، وهو شعار للمرحلة القادمة، وأشارت إلى أن التجارب السياسية السابقة في الحوارات لم تحدث تغييرا جذريا، واستدلت بحديث الرئيس البشير في عيد الاستقلال أمس، وطلبه للأحزاب بتقديم النصح، مؤكدة أنهم في الحزب قدموا النصح عدة مرات، وأضافت لسنا اقصائيين وليقدم المؤتمر الوطني نفسه في شراكة حقيقية في انتخابات ديمقراطية مثله مثل كل الأحزاب، إشراقة دعت للعمل بيد واحدة لكل القوى السياسية.. من جانبه أكد المراقب العام للإخوان المسلمين الدكتور عوض الله حسن، أنهم مع الجبهة الوطنية للتغيير، مشيرا إلى أن الحكومة لا علاقة لها بالإخوان المسلمين، ودعا إلى عدم تجيير الاحتجاجات إلى أي حزب موضحا أنها احتجاجات شعبية تلقائية، وقال نحن كأحزاب تأخرنا عنها لكن الآن نحن معهم في الاحتجاجات .
انسحاب حركة الإصلاح
رئيس حزب الإصلاح الآن د. غازي صلاح الدين، أعلن عن سحب المكتب السياسي للحزب لمنسوبي حزبه من الحكومة في أي منصب يتولونه كموقف على ما يجري من الأحداث، وقال إن المذكرة ليس لها أسنان ولا تكفي، وأضاف غازي إن المذكرة مفتوحة للتحسين والتجويد كمضمون للعمل السياسي في حقبة جديدة تراجعت فيها الأيدولوجيات بحسب قوله، وقال غازي سوف نبني على هذه المذكرة، وأكد أن المشكلة ليست مشكلة إضرابات أو حقوق ولكنها مشكلة وعي وإدراك للمرحلة التاريخية ومتطلباتها، وقال نحن ندرك تبعات هذه الأحداث، وسوف نعمل سويا مع الأحزاب والمواطنين، وقال إن سلمية الاحتجاجات تؤكد قوتها، داعيا إلى تجسير الهوة ما بين الأحزاب والشعب .
ما هو البديل ؟
ماهو البديل إذا تم التغيير ؟، سؤال كان حاضرا في المؤتمر الصحفي ، وفي ذات الصدد يقول محمد الجزولي إنهم يريدون طرح رؤية حول الإجابة على سؤال ماهو الحل أو البديل، مشيرا إلى أن ذلك تخويف من المجهول ، وأكد أن المذكرة تقدم البديل السياسي بتفاصيل أهدافها الانتقال من دولة الحزب إلى دولة الوطن .
فيما مضى مبارك الفاضل في القول، إذا استجاب المؤتمر الوطني للمذكرة سيكون قد حقن الدماء ووفر للناس جهدا كبيرا وهذا يحسب له وليس عليه، وقال ستكون هناك مساومات بالقضايا التي ستكون في ذهن الوطني مثل المسامحة وعدم المساءلة، واستدرك بأن الأحزاب التي شاركت في حكومة الوفاق الوطني قدمت حسن النية، وقال الفاضل (إذا اعتقد الوطني بأنه خدعنا بإعطائنا الشايب، نحن الآن رجعنا ليهو الشايب بتاعو ) ، وبالتالي ننادي بذهاب الحكومة وقيام وضع انتقالي يشرف على عملية تغيير دولة الحزب الواحد إلى دولة الوطن، وطالب القوات المسلحة بحماية التحول السلمي، داعيا الوطني بعد ذلك للتنافس الديمقراطي متساوياً مع الأحزاب.
01-02-2019, 08:32 AM
عبدالله عثمان عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
عبدالله عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست