نعم يا عمر، تفطر القلب لا شكـ لا شك، تفطر القلب. حتى القلب الصدئ سيعرف إنها كالمناحة، نعم مناحة، وحي ووب، يا بلادي حتى ولو جمرك عندو زوق، يا بلادي خيولك دايرة البسوق يا بلادي، وحي ووب يا بلادي، لكن ما بعيدة على الله، يخرج الحي من الميت، ويديك طولة العمر يا بلادي..
من يومي السمعتها أورثتي حزنا ثقيلا لا بنشال ولا بنخت ولا اتزحزج ولا بنهد. من أول مرة أبكتني دمعا أسخن من دمع الحياة والممات المعتاد، ويا حر ما تبكيني الآن . تسمعها وتحس إنك إنما تسمع نياحة أناس أنت منهم، على أنفسهم وعلى بلادهم وعلى ناس بلادهم.
عاطف خيري عرف كيف ينوح وبالشعر ويضرب بإيقاعه سكليب النحاس الحارس على بلاد الحلم الفارس، والنصري استقطر من صوته ومن أنين ربابته إرث المناحات لي حدّهن. عرّفونا كيف تختبيء الفجيعة في أمل الوجد وكيف يندس في اللقيا نصل الفقد، عرفوا كيف يمنِّحونا بها، بل واستحضرونا معاهم، ميت وحي، في مركز دايرة المناحة. يا شبه النجيمة الحايره .. وما خايفة الشروق يا ... بلادي شلتي من الشحوب الدايره .. شهِّيتي الخلوق يا ... بلادي يا شغف البشوفك دايره أباليسك مروق يا ... بلادي نارك رحاها الدايرة وجمرك عندو ذوق يا ... بلادي تعجني في الغياب باللقيا .. وقام بعضك يضوق يا ... بلادي يا زاجرة الغيوم الدايرة .. كان أولى البروق يا ... بلادي هاكي من الخيال الدايرا .. لو فوقك يحوق يا ... بلادي تشبهي في الخيول ما دايرة وما لاقية البسوق يا ... بلادي
06-04-2018, 03:45 PM
عمر دفع الله
عمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353
كان الراوى في رواية موسم الهجرة الى الشمال يتسكع آخر الليل في ازقة قريته المغمورة الذكر عند منحنى النيل والناس نيام ، فعبرت برأسه حكاية مصطفى سعيد بطل الرواية ، في لندن والنهاية الحزينة التى حاقت به في بلاد الانجليز ، في ارض ليست ارضه وتحت سماء ليست سماء بلاده ، فسأل نفسه ذات السؤال الذى يعبر بخواطرنا كل ليلة عن البعد عن الارض الاولى والسماء الاولى ، بل نزيد على ذلك بغرس الخناجر في قلوبنا ، الى اين تذهب بلادنا ، واية قدر يتربصها في المجهول ويا ليتنا كنا اكاذيب . فأن تعيش اكذوبة خير من ان تعيش معلق بين الارض والسماء .. قال الراوى : https://www.0zz0.com https://www.0zz0.com
06-05-2018, 08:02 AM
هاشم الحسن
هاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428
Quote: هل أنا أيضا أكذوبة؟ ..... ويا ليتنا كنا أكاذيب!
أي والله يا عمر، أو كما عرفها من قبل، الشاعر (تميم بن مقبل)؛ "ما اطيبَ العيشَ لو أن الفتى *** حجرٌ تنبو الحوادثُ عنهُ وهو ملمومُ’" لو أن الفتى حجر... ملموم بي وين يالشلهَّتك يغَنُّو بيها عاصم الطيب ويحي فضل الله من أقاصى ما وراء وقاويق الغيابات العنيدة. "يا مشتت في مدن نائية وبعيدة "؟ والقلب ينفطر... آخ بس، لو أن الفتى حجر.
شكرا ياخي على تباريح التلاويح التطهرية على ها النجيمة الحايرة بين قلوب الحزانى، يا لكيف تتكاثر بها الرثاءات! لدرجة أوصلتني اليوم إلى رثائية مالك بن الريب لنفسه ولأنفس كم وكم تتابعت من بعده.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة