في كلام كتير...مسكوب ..... غير دقيق.... نعم تمن المقاومة كان عاليا و مكلفا...
ولكن طريق السيطرة أبدا لم يكن سهلا للنظام...
********************************************
انا افتكر تسويق فكرة سيطرة الإنقاذ على التنظيمات السياسية و الفضاء السياسي السوداني المعارض بدون النظر المتعمق فكرة غير دقيقة. اذا ان ما يسمى بالسيطرة ليس سوى طريقا سلكه النظام لتفكيك كل شي و تكسيره وتهديمه بما في ذلك وحدة الوطن بل كان طريقا شاقا لتفكيك النظام نفسه... فعلى رغم عنفوان وسائل النظام و استخدامه للكل شئ في مسيرة تهديم الوطن... فإن ذلك لم يكن سهلا أو سلسا........ بل كان على طريقة تهديم (الوطن)على رؤوس الجميع. فمثلا لو قارنا ترويض الأنظمة العربية المجاورة التي انهارت اخيرا....مثل نظام قذافي و مبارك و على صالح....الخ لشعوبه.... بالنظام السوداني فإننا نجد الفرق واضحا.... فبينما نجحت هذه الانظمة في تكسير البنية السياسية المعارضة و سيطرتها تماما دون إزعاج..كبير على مدى العقود....... فإن السيطرة الانقاذية كانت مختلفة تماما.....وأدت إلى نتائج مختلفة تماما.... اذا جاز لنا قراءة الربيع العربي وولادتها في أفق مختلف . ففي الميدان العسكري تمكنت القوى الثورية المسلحة من إجبار النظام على تبديل الجيش الوطنى ميليشيات خاصة لم يكن له عليها سيطرة تامة على حساب الكثير من السيادة السياسية التي تمس مفهوم السيطرة.... بل تمت في أفق توافق المصالح وإدارة التوازنات.... وفي أفق الميدان المدني فإن نماذج المعارضة و المقاومة السياسية في السودان على امتداد عمر النظام لم يكن له شبيها في عوالم الانظمة العسكرية برغم عنف النظام المعروف و عدوانيته السياسية وبرغم استخدامه لكافة وسائل التكسير و التفكيك في مواجهة المنظومات السياسية المعارضة ومع اعترافنا في نجاح النظام في تقسيم الكيانات السياسية القائمة إلا أنه لم يتمكن من السيطرة. بل إن قوى المقاومة للنظام و بخاصة القوى الثورية المسلحة نجحت في إغلاق النظام أمام الانفتاح الإقتصادي نحو العالم الحر وإغلاقه دوليا مجسدة في مطاردة راس النظام المنبوذ دوليا وساهمت آليات الحصار جنبا إلى جنب مع منظومة الفساد الاقتصادي في تفكيك النظام اقتصاديا وتحويله من اقتصاد دولة إلى إقتصاد تسول..... بل المنظومة السياسية السودانية الوطنية المعارضة اليوم رغم كل الممارسات التفكيكية التي مارستها النظام بحقها ...تتمظهر منظومة المقاومة السياسية اليوم بشكل أساسي في ثلاثة عناوين أساسية وهي كتلة نداء السودان و الإجماع والوطني وهذا بطل المولود باسنانه أي تجمع المهنيين السودانيين...
فأين هي منظومة النظام السياسي فهي منظومة علاقات توازن يحرسها المليشيات المنقبة... ويمولها الميليشيات المؤجرة.... اعتقد لو قارنا سيطرة الانظمة الاستبدادية الأخرى لشعوبها وترويضها مثل نظام صالح و مبارك...الخ بسيطرة النظام السوداني فإن سيطرة النظام السوداني على رغم زيادة جرعات العنف فيه كان سيطرة مهزوزة وبتمن غالي جدا.... تمن كلف الوطن وحدته...... وهذا دليل على ان الوعي السياسي لشعوب السودان لا تقارن..... وأمن وترويضهم عالي ان تمن الترويض الكامل للإنسان السوداني يعني واحد من الاتنين.... اما التضحية بالنظام أو التضحية بالوطن .
01-26-2019, 11:56 AM
د. بشار صقر
د. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 3845
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة