انتشار شرطي حول ” التيار” ورئيس تحرير ينعى صحيفته

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 10:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-11-2018, 04:01 AM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
انتشار شرطي حول ” التيار” ورئيس تحرير ينعى صحيفته

    04:01 AM July, 10 2018

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    الخرطوم، وكالات

    فيما نعى رئيس تحرير صحيفة ” الصحافة” صحيفته لتوقفها عن الصدور لأسباب ماليةـ تعتزم الحكومة دمج صحفها والصحف التابعة لموالين للحزب الحاكم في مؤسسة واحدة. في غضون ذلك نشرت الشرطة أفراداً منها حول صحيفة ” التيار” بعد شكوى تقدم بها رئيس التحريرعثمان ميرغني خوفا على حياته.

    وكان ميرغني قد تعرض في عام ٢٠٤ لاعتداء عنيف بعد حملة صحفية ضده في وقت لم تقبض فيه الشرطة على أي مشتبه.

    وشكك ميرغني في إمكانية معاقبة من ضربوه فيما تقدم أمس الأول ببلاغ يفيد فيه وجود حملات منظمة للاعتداء عليه. وكان السفير خالد موسى قد اتهم ميرغني بالكذب، ملمحا لوجود علاقة مشبوهة بين ميرغني وبعض الدبلوماسيين الغربيين.

    وتبع مقال خالد موسى مقالان آخران مما اعتبره حملة ضده. وأعاد عثمان ميرغني ذكرى تعرضه للضرب واصابته في عينه.

    إلى ذلك نعى رئيس تحرير صحيفة ” الصحافة “إبراهيم صديق صحيفته لتوقفها عن الصدور لأسباب مالية. وشكر الصديق زملاءه في الصحيفة الذين عملوا تحت ادارته. ويعتبر صحافيون القرار “وسيلة أخرى للسيطرة على الصحافة من قبل الحكومة .




















                  

07-11-2018, 06:01 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتشار شرطي حول ” التيار” ورئيس تحرير ين� (Re: زهير عثمان حمد)


    تهافت الصحافة علي موائد السياسة .. بقلم: خالد موسي دفع الله
    التفاصيل C نشر بتاريخ: 04 تموز/يوليو 2018 > الزيارات: 649


    تختزن الذاكرة الجمعية للنخبة السودانية حساسية مفرطة تجاه مؤلفات الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل خاصة كتابه ( خريف الغضب) لما فيه من ازدراء وازراء بنسب الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي ينحدر من أصول سودانية مرتبطة ببخيتة السودانية، وقبلها ازداد الحنق علي هيكل ردا علي مقاله بعد ثورة أكتوبر ( ثم ماذا بعد في السودان ) التي لم يعترف بأنها تستحق وصف ثورة. وثارت عليه ثائرة السودانيين بعد حديثه في قناة ( الجزيرة ) عن حادث استشهاد الامام الهادي الذي ادعي انه مات مسموما بفاكهة المانجو ، وكذلك حديثه للأستاذة لميس الحديدي وهو يزعم ان السودان محض جغرافيا فقط و انه ليس شعبا متجانسا بل تحالف قبائل علي مدي تاريخ السودان.

    لكن يتجاهل السودانيون اهم كتبه ( بين الصحافة والسياسة) الذي اصدره في مطلع ثمانينات القرن الماضي ليوثق لإتهامات التجسس التي نهضت ضد الاستاذ والصحفي الكبير مصطفي امين. وقال انه قصد إصدار الكتاب وشهود هذا الحدث احياء حتي يردوا علي ما حرره من وقائع وحيثيات.

    وجوهر كتاب هيكل هو مناقشة الخيط الرفيع بين السياسة والصحافة وكلاهما ضروري للآخر. وعندما تتعدي الصحافة الخطوط الفاصلة مع السياسة يصبح الامر استغلالا لمنابر تبحث عن الحقائق المجردة بحياد تام وتوظيفها لخدمة أغراض واهداف سياسية مما يفرغ رسالة الصحافة من محتواها. ولعل المثقف السوداني الوحيد الذي اهتم بقضية الاستاذ مصطفي امين كما ورد في كتاب (السياسة والصحافة ) لهيكل هو السياسي والأديب الراحل محمد احمد المحجوب الذي زار هيكل في الأهرام مع صديقه اللبناني سعيد فريحة صاحب دار الصياد في بيروت يطلبان التوسط لدي عبدالناصر لإطلاق سراح مصطفي امين. كما رصد هيكل ايضا شكوي المحجوب الدائمة في مصر من تمدد نفوذ الشيوعيين في الخرطوم مما يخشي منه في مستقبل توجهات الدولة السودانية. هذا وسبق للمحجوب ايضا ان توسط لدي عبدالناصر لإطلاق سراح العقاد وقال قولته المشهورة لو كان العقاد أديبا سودانيا لأقمنا له التماثيل وخلدناه رمزا قوميا للأدب السوداني.

    لعل استدعاء كتاب هيكل في هذا المقام أملاه فقط سوق الأمثلة وتوليد الشواهدعلي ان الصحافة عندما تتخطي حدودها الطبيعية تفقد وظيفتها في إذكاء الوعي. وتمليك الحقائق لجمهرة القرّاء في اطار دورها الرقابي و مساهمتها في تأسيس عقد اجتماعي لتعميق الشراكة بين المواطن السوداني و الفضاء المدني والسياسي ومتعلقات شئونه العامة.

    لذا سقط مصطفي امين وعلي امين وهما من أساطين الصحافة المصرية بوثائق دامغة سجلتها هيئة المخابرات العامة بعد ان زرعت اجهزة تنصت داخل منزله.

    لعل أولي الملاحظات الجديرة بالتأمل هي ظاهرة وداع السفراء والقناصل بعد انتهاء فترك عملهم في السودان وعودتهم الي بلدانهم الأصلية . ولعل الجميع يتذكر مقال الاستاذ عثمان ميرغني وهو يودع قنصل مصر الأسبق ورجل مخابرات مصر في السودان حاتم باشات الذي حظي بأكثر من ٦٨ حفلة وداع في اظهر تجليات السذاجة العاطفية. وطلب حينها عثمان ميرغني في غمرة احتفائه وطربه الاجتماعي بوداع حاتم باشات ان يقول علي الدبلوماسية السودانية ان تتعلم فن العلاقات العامة من حاتم باشات. وكتمت الدبلوماسية السودانية غيظها حينذاك وهي تنظر لقلم وطني ضليع وهو يمجد رجل مخابرات دولة اجنبية وهو يستخدم بذكاء رأسماله الاجتماعي والسعي في المآتم والأفراح للحصول علي مايريد. وبلغت السذاجة ببعضهم ان ظن ان رجل مصر في السودان يتودد اليهم بأشخاصهم وهو يغذي فيهم الإحساس الذي يرضي غرور التضخم الذاتي والاهمية الكاذبة. واستغرب اهل الحكمة والرأي من ولوغ اقلام وطنية مرموقة في تمجيد عمل رجل مخابرات لدولة صديقة مقابل الحط من قدر دبلوماسيته الوطنية كأنها شرط لازم . وكان يمكن ان يفعل ذلك ما استجابت لقريحته كل قوافي المدح في الشعر العربي دون ان يتكبد مشاق الاساءة لأحد اهم مؤسسات الدولة الوطنية في العصر الحديث.لكنها عقدة المبالغة في التزلف.

    لقد مر علي تاريخ مصر أفذاذ من السفراء السودانيين ، ولعل اخر العنقود كان الاستاذ الراحل احمد عبدالحليم الذي كان يناديه الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك ب ( عم احمد) . وللدكتور احمد أيادٍ بيضاء علي تمثيل مصر في المنظمات الدولية منها تبنيه لمبادرة ترشيح البرادعي لمنظمة الطاقة الذرية انابة عن المجموعة الافريقية بعد ان عارضت مصر ترشيحه بل واعتمدت ترشيح شخص اخر لكنه فاز بجهد وعبقرية عم احمد وهذا ما شهد به مكتوبا الدكتور مصطفي الفقي.

    ذرفت عليه مصر فقط دموع العزاء الرسمي وودعته كما تودع احد ابنائها العائدين الي قراهم في صعيد مصر.

    لم ولن تتجرأ صحيفة مصرية ان تكتب في تمجيد سفير او قنصل او رجل مخابرات سوداني انتهت فترة عمله في القاهرة مهما تفتقت عبقريته وامتدت أياديه سابغة بيضاء علي الجميع ، او حتي ان تقام له حفلات الوداع علي الوجه العاطفي الساذج كما تفعل نخبتنا و رجرجتنا لأن هذا الفعل يوقعها مباشرة تحت طائلة القانون. يبدو ان هذا الامر داء قديم اذ ودعت مدن وقري ونجوع السودان عشية الاستقلال حكامها الإنجليز بحفلات الشاي كما يودعون صديقا عزيزا وليس حاكما مستبدا ومستعمرا. لذا قال روبرت هاو آخر حاكم عام في ليلة وداعه في ام درمان وهدايا المصنوعات التقليدية تتناثر أمامه مد البصر انه يوصي اهل السودان بضرورة احسان تمثيل كل أقاليم السودان في مؤسسات حكم الدولة الوليدة.

    لم يتوقف الامر عند هذه الظاهرة فحسب، بل امتدت لتفتح بعض الصحف ابوابها للسفراء والدبلوماسيين الأجانب ليقدموا لنا المحاضرات والدروس الوطنية المجانية، بل و تصل الجرأة ببعضهم ان يملي علي الدولة سياستها الخارجية وما يجب ان تفعله في المنابر الدولية . وسط استحسان تسبقه ابتسامات من حضور اللقاء. وتصدر الصحيفة في اليوم التالي وفي صدر صفحتها الأولي صورة تجمع رئيس التحرير بالضيف الزائر مع مجموعة منتقاة من المحررين ويحمل المانشيت درسا مجانيا للدولة والشعب السوداني في الوطنية، ومن ثم يفترع رئيس التحرير قلمه في اليوم التالي ليكتب عمودا مهللا بحكمة السفير وروح الالهام التي تنزلت عليه وهو بين محرري صحيفته ومتباهيا ان ما ذكره السفير هو نفس ما ظل يردده في أعمدته السابقة.

    لم اجد طوال حياتي المهنية استرخاصا لمثل هذا الصنيع الا في صحفنا السودانية. و في كل العالم يبحث السفراء عن منافذ في الاعلام الداخلي للدول من اجل التعبير عن مواقف بلادهم في بعض القضايا، بل وتستعين السفارات بشركات متخصصة في العلاقات العامة من اجل إيجاد مساحة للتعبير في الاعلام الوطني.و هو ما يعرف بايجاد مساحة للتأثير علي الرأي العام الداخلي Buying influence وبلغ التعسف في الولايات المتحدة ان تم حظر التعامل الإعلامي مع السودان بحكم قانون العقوبات حتي بالاعلان مدفوع الأجر. في الوقت نفسه كانت بعض الصحف تفرد صفحاتها للقائم بالاعمال الامريكي بل تفخر بذلك ما دام يرضي غرورها الساذج ، ليقدم دروسا مجانية في الوطنية للشعب السوداني. بل اصبحت سانحة زيارة بعض صغار الدبلوماسيين لبعض مقار الصحف مناسبة لالتقاط الصور مع مانشيت عريض بالخط الأحمر ينقل فيه النصائح لهذا البلد المنكوب.

    اتذكر وانا دبلوماسي يافع يتلمس خطواته في مدارج العمل الدبلوماسي ان رافقت سفيري وأستاذي الدكتور الخضر هارون لحضور اجتماع رتبه مع مجلس محرري الواشنطون بوست. وادهشني حين علمت ان الصحيفة تفصل مجلس التحرير والرأي عن مجلس الأخبار بما يعني ان لكليهما سياسة مختلفة وذلك بعد ان تناولنا بالنقد بعض افتتاحيات الصحيفة فقيل للدكتور الخضر هارون ان editorial board منفصل تماما عن news board ولا يجمع بينهما جامع. وبعد نقاش مستفيض وساخن بعد اكثر من ساعتين قيل لنا ان مادة هذا النقاش ليست للنشر بل هي فقط لتعميق فهم المحررين لقضية السودان. وحدث نفس الشيء مع صحيفة واشنطون تايمز.

    كانت فجيعتي اكبر وانا اقرأ عمود الاستاذ عثمان ميرغني
    مصحوبا بخبر في الصفحة الأولي بالخط الأحمر تحدث فيه السفير البريطاني لمحرري الصحيفة عن رؤية بلاده لطبيعة تطورات الاوضاع في السودان.
    ينقل عثمان ميرغني في عموده ان السفير البريطاني قال ان التطبيع لا يتم مع دولة منفردة بل مع المجتمع الدولي مشيرا الي ضرورة ترقية حقوق الانسان في السودان كشرط لازم لذلك. ويطرب عثمان ميرغني لتحرير هذه الروشتة وهو يعيد التأكيد عليها مبشرا انه لا توجد مؤامرة دولية علي السودان بل هو قصور ذاتي ظل ينبه له مرارا وتكرارا
    ولو قال هذا الامر صحفي غير الاستاذ عثمان ميرغني بعلمه وتجربته وخبرته لهان الامر لأنه من المعلوم بالضرورة في الشئون الدولية وجود ازدواجية في المعايير. وان المؤمرات الدولية حقيقة مجردة وليست ادعاءً ساذجاً. يقول الصحفي البريطاني ماكس كيزر انه قرر الاستقالة من البي بي سي لانها استجابت لضغوط من اسرائيل لانه قال انه لم ير دليلا يؤكد مزاعم اسرائيل ،في ان حماس تستخدم المدنيين دروعا بشرية.

    ولعل قراءة عجلي لكتاب الصحفي بوب وودورد ( الحجاب) The Viel كفيل بتأكيد وجود مؤامرات دولية أطاحت بحكومات في امريكا اللاتينية والشرق الأوسط واستطاعت ان تخلق كيانات من العدم وزرعها في خارطة الشرق الأوسط.
    يكفي كذلك مجرد الاطلاع علي التقرير الخاص الذي كتبته ربيكا هامبتون ونشرته رويتزر لتقف علي حجم المؤامرة التي خططت لفصل جنوب السودان.
    ان خارطة الشرق الأوسط الراهنة اكبر مؤامرة دولية رعتها بريطانيا من خلال سياستها الاستعمارية ، ولا تزال تعزز هذه الخارطة من خلال سياساتها الراهنة. ماذا يعني سكوت البرلمان والصحافة البريطانية عن صفقة سلاح مشهورة لان رئيس وزرائها قال ان مناقشتها او عرضها علي المحكمة سيضر بالمصالح البريطانية العليا . رحم الله الطيب صالح الذي ظل يردد حديث أستاذه ان القانون الدولي هو محاولة لتقنين اوضاع فرضت بالقوة القاهرة .

    هل يجروء اي سفير بريطاني في بعض عواصم دول الإقليم ان ينتقد اوضاع حقوق الانسان وهو يعلم ان السودان رغم التحديات و القصور في هذا المجال يعتبر نموذجا متقدما مقارنة بهذه الدول التي يعتبر ان مجرد الحديث عن حقوق الانسان في حد ذاته ترفا. ولعل السبب اضافة لاسباب اخري ان الصحافة في هذه الدول لا تتهافت لنقل احاديث السفراء التي تنتقد الاوضاع في بلادهم وتقدم لهم دروسا مجانا في الوطنية.

    يعتبر هذا النهج الذي اختارته بعض الصحف ذراعا فاعلا في أدوات الدبلوماسية العامة public diplomacy و تتحول الصحافة بذلك من اداة محايدة لنقل المعلومات و تبصير الرأي العام الي جهاز دعائي للدبلوماسية العامة لخدمة مصالح بعض الدول.

    بفضل هذه المحاضرة او حلقة النقاش التي استضافتها ( التيار) عرفنا انه لا توجد مؤامرة دولية علي السودان ، لان العالم يعج بالملائكة الطاهرين وان جيوش الدول ومخابراتها ودبلوماسيتها ومؤسساتها المختلفة تعمل علي تعليمنا أسس ومبادئ الانسانية واللحاق بركب بالحضارات المتقدمة وانتشالنا من ظلام الجهل الي نور العدالة والحريات.

    لو كنت مسئولا عن امر الصحافة لاصدرت فرمانا اداريا يعيد بموجبه الاستاذ عثمان ميرغني قراءة كتاب (كرري ) لعصمت حسن زلفو ، حتي يدرك ان فروة الخليفة عبد الله في ام دبيكرات تلطخت بدمائه الطاهرة لأنه لم يتخرج من اكسفورد وانه لم يدرك معني مؤامرة دولية وانه اضاع فرصة ان يفتح ابوابه لرسل الحضارة الانسانية دون قتال او دماء لان الخليفة لو اهتم فقط بصون حقوق الانسان لما تكفل بكتابة رسالته الهامة المزعومة الي جلالة الملكة يطلب منها ان اسلمت ان تتشرف بزواج يونس ود الدكيم.

    و يكفي لود الدكيم ان يمر علي اي كوافير في سوق الخرطوم لتحسين هيئه وتصفيف شعره وتشذيب لحيته اذا كان شكله العام لا يليق بالمقام الملكي الرفيع. ويمكن ان يستعمل مساحيق تفتيح البشرة مع ضرورة الابتعاد عن ماركة ( صنعت في الصين).

    [email protected]
                  

07-11-2018, 06:03 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتشار شرطي حول ” التيار” ورئيس تحرير ين� (Re: عبدالله عثمان)

    هيكل بين مصطفي البطل وعثمان ميرغني (1 و2) .. بقلم: خالد موسي دفع الله

    سودانيل نشر في سودانيل يوم 10 - 02 - 2014

    اصطخب جدل فعال بين النخب السودانية ردا علي تعليق الأستاذ هيكل الذي أدلي به لقناة سي بي سي المصرية أثناء برنامج حواري مع الأستاذة لميس الحديدي (هنا العاصمة). عندما وصف السودان بأنه محض جغرافيا.
    وانقسم الناس الي فسطاطين.فسطاط يغالي بالوطنية، وآخر يتدثر بالعقلانية.وبينهما موج من غاشيات التهارج والتناوش والإشكاس. ورغم إحتفائي بكل الردود والتعليقات لكني أنتقي لغرض الحجاج الفكري والسجال القلمي مقالات الأساتذة الأجلاء مصطفي البطل، عثمان ميرغني وبرفيسور أحمد إلياس وحسن أحمد حسن والدكتور هاني رسلان.
    كتاب خريف الغضب كما قال هيكل في مقدمته يتعرض لحالة رئيس غاضب وحالة مجتمع غاضب وحالة مسجد غاضب وحالة كنيسة غاضبة، وتلك كلها عناصر صنعت المأساة وتداعياتها التي حاول كتاب خريف الغضب أن يصفها ويرويها. وأنا أحرر مرافعتي (جديرون بالإحترام:ضد هيكل في إفادته الأخيرة عن السودان) لم تدركني رعدة من وثبة الغضب أو مس من لوثة الوطنية أو رجس من تعلقات الشوفونية. لم أكن أدعي أنني أمثل حالة وطن غاضب أو مواطن غاضب. ولكنها حالة من العتب لأن النقد لم يكن موجها لمصر الدولة أو الشعب أو الحضارة ولكنه ضد تفكير النخبة المصرية تجاه السودان التي يمثل هيكل أبرز تمظهراتها وضد محمولات العقل التاريخي للنخبة المصرية. وهو نقد موجه أيضا كما سنفصل لاحقا ضد المركزية المصرية في تفكير النخبة السودانية.
    يعتبر الأستاذ محمد أحمد المحجوب اشرس من حارب المركزية المصرية في تفكير النخبة السودانية وذكر أن الأدب المصري مثلا لا يعبر عن الهوية الوطنية أو الشخصية القومية التي يعيرنا بها المصريون حتي منتصف ثلاثينات القرن الماضي.ولخص هذا النقد بقوله في كتابه نحو الغد " وحتي الآن لم نري نتاجا مصريا جديرا بأن يسمي قوميا، فشوقي وحافظ كانوا يقرضون الشعر علي طريقة العرب ويسوقون الحديث عن النوق والخيام والهوادج ويتعزلون في سعاد ودعد وهند ولا يحفلون بزينب وفاطمة وبتثينة وما كنت تلمح أثر مصر في قصيدة إلا عندما يمدح شوقي خديويها". ويري البعض أن الدكتور جمال حمدان في مؤلفه شخصية مصر هو من أدرك أن عبقرية المكان هي أبرز أسباب تميز وتفرد مصر وأثر الجغرافيا في تكوين شخصية مصر الوطنية والحضارية. ويقول المحجوب "كثيرا من الكتاب في مصر يقرأون ويكثرون القراءة ولكنهم لا يهضمون، لذا يكون نتاجهم نصف غربي إن لم يكن غربيا من رأسه حتي القدم".
    البروفيسور أحمد إلياس أستاذ التاريخ بجامعة الخرطوم والجامعة الإسلامية بماليزيا محقق ثبت أخترط في مرافعته موقفا وسطا أثبت للمصريين إستعلاءهم وأتفق مع هيكل علي خلو السودان من الهوية الوطنية الجامعة. وساق البروفيسور أحمد إلياس مثالا لحالة إستعلاء النخبة المصرية حيث نقل عن البرادعي قوله في التقليل من شأن السودان عندما أستفحلت الأزمة السياسية : "حتى السودانيون أتوا لمساعدتنا" وعلق برفويسور أحمد إلياس شارحا هذه العبارة " فقوله هذا يعنى يا للهوان والمهانة التي بلغها المصريون، ألا نحترم أنفسنا حتى يتدخل القُصّر في شؤوننا".
    والبرادعي الذي يستخف بشأن السودان يعلم أن السودان هو من قدمه للترشح لمنصب الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وليست بلاده مصر. وأسوق هنا الإعتراف الجهير الذي ذكره الدكتور مصطفي الفقهي، سكرتير المعلومات للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري السابق، الذي أكد دور السودان المحوري والبارز في إنتخاب وفوز الدكتور محمد البرادعي بهذا المنصب الأممي الهام.وقال إن مصر لم تقدم البرادعي مرشحا بإسمها لهذا المنصب بل قدمت مرشحا آخر. ولكن نشط الراحل أحمد عبدالحليم سفير السودان الأسبق لدي القاهرة في إقناع المجموعة الإفريقية لتتبني ترشيح البرادعي نيابة عنها رغم عدم موافقة مصر لترشيحه وتفضيل شخصية أخري عليه. وقال الدكتور مصطفي الفقي أنه لولا السودان وجهود السفير أحمد عبدالحليم لما نال البرادعي هذا المنصب. ولكن جزاء السودان من البرادعي الذي قدمه بإسم المجموعة الإفريقية لهذه المنصب هو الإستخفاف والتقليل.
    وأستدعي الصديق الأستاذ حسن أحمد حسن من ذاكرة أوراقه القاهرية اللقاء اليتيم بين هيكل وفريق المعارضة السودانية في منتصف تسعينات القرن الماضي، وبرز في الحوار بشكل جلي محاولة هيكل للهروب من التعليق عن الشأن السوداني تحسبا لحساسية السودانيين المفرطة، وختم حديثه مشيرا الي أن الرئيس الأسبق مبارك ما كان يلتقي الرئيس السوداني لو أحس أن نظامه متهالك، فأدرك شهريار الصباح وسكت عن الكلام المباح.وجاء الدكتور هاني رسلان عاتبا في مقال نشره بالأهرام علي المرافعات والتعليقات السودانية لأنها حسب وصفه أعادت"إنتاج كل القضايا والوقائع التي تطرح في سياق الاستدلال علي التعالي المصري علي السودان والسودانيين" ،وزعم أن النخبة السودانية تري أن مصر هي مصدر الشرور ولا تعترف بأي عمل إيجابي لمصر في السودان وأنها تسعي الي تحميلها المسئولية المباشرة أو غير المباشرة لكل مشاكل السودان وأزماته, بما في ذلك انفصال الجنوب.ويري الدكتور هاني رسلان أن ما حملته عبارة هيكل ووصفه ليس جديدا، لأنه وصف مستخدم بطرق أخري من قبل الأكاديميين وحتي من الصادق المهدي نفسه عندما وصف الأزمة في السودان "بعدم إكتمال مشروع بناء الدولة الوطنية". ويبرر رسلان أن عدم إكتمال مشروع الدولة الوطنية هو ذات الوصف الذي قدمه هيكل إلا أن عبارته كانت صادمة ومباشرة ربما لأنها صادرة من شخصية ذات وزن وتأثير في المحيط الإعلامي والثقافي والفكري.وبالطبع لم تقع النخبة السودانية في خطل المترادفات لأن وصف هيكل بأن السودان عبارة عن جغرافيا فيه بعضا من أوشاب الإستخفاف ولا يتطابق معناها أو مفهومها المعرفي مع وصف "عدم إكتمال مشروع الدولة الوطنية". ورغم الحساسية المفرطة للسودانيين لكنهم لا يرون أن مصر هي مصدر الشرور.وبالطبع يدافع رسلان عن محمولات العقل التاريخي للنخبة المصرية في أبرز رموزها المعاصرة الأستاذ هيكل ظالما أو مظلوما.
    أتحفنا الأستاذ عثمان ميرغني برد رائع علي تهاوش بعض النخب السودانية في الرد علي هيكل وقال بعد أن دمغنا بتهمة النخبة المصرية بأننا قوم شديدوا الحساسية لكل نقد أو مشهد في الإعلام أو الدراما المصرية.ووصف الأستاذ عثمان بأن غضبنا نبيل لكنه سلبي لأنه عاجز عن تصحيح الصورة المتواضعة التي يرسمها الإعلام العربي عن السودان خارجيا. لكن الفرق أن صورة السودان في الإعلام والثقافة المصرية صورة نمطية مصنوعة لعوامل تاريخية وحضارية، تماما مثل صورة العرب في هوليوود التي تعج بالبربرية والهمجية. هل نعيش فعلا نحن في أوهام لنستقيظ منها كما زعم الأستاذ عثمان حتي ندرك واقعنا لنصبح أمة عظيمة.هذا الغضب ليس حالة سودانية صرفة بل هناك من يشاركنا ذات الإنشغالات حول تعالي النخبة المصرية علي بعض الشعوب العربية. تعليقا علي إفادات هيكل في ذات البرنامج رد وزير الخارجية البحريني علي حديث هيكل الذي قال إن دول الخليج قبلت بعروبة البحرين مقابل التنازل عن الجذر الثلاث موضوع النزاع لصالح إيران. وقال إنه كان حاضرا ومشاركا في تلك المفاوضات في أواسط ستينات القرن الماضي. وإستنكر وزير خارجية البحرين مزاعم هيكل وتحداه لإبراز مستنداته التاريخية التي تؤيد وجهة نظره وقال إنه يستشهد فقط بالأموات. فهل دفاع وزير خارجية البحرين عن بلده وتاريخه ينتمي الي مجموعة الغضب النبيل غير المنتج. وفي ذات السياق يقول الكاتب اليمني المرموق عارف أبوحاتم أنه لا بد من خارطة طريق للتخلص من المركزية المصرية لأن الشخصية المصرية لا يسعها التفكير إلا بصفتها قائدة ورائدة ومتقدمة علي الآخرين. وذلك ما واجه به الصحفي إبراهيم عيسي بعض المثقفين والكتاب الذين ما برحوا يرددون أفضال مصر علي دول الخليج وبأن المصريين هم حملة شعلة التعليم والحداثة لإضاءة ظلام الجهل الذي كان سائدا في دول الخليج العربي وأنه لولا جهود المصريين لما أحرزت دول الخليج ما وصلت اليه من رفاه مادي وتقدم عمراني. وذلك ما عبر عنه السيناريست أسامة أنور عكاشة قبل موته بقليل وهو يتحدث عن سوق الدراما المصرية. فقال إبراهيم عيسي إن المعلمين المصريين و العمالة المصرية التي ساهمت في نهضة التعليم والعمران كانت جزءا من سوق العمل والمنافع المشتركة إذ لا يخلو بيت في الريف المصري من تلفزيون وثلاجة مستوردة من الخليج وأن أرتفاع مستوي المعيشة لهذه الشريحة الهامة في نسيج المجتمع المصري تمت بفضل سوق العمل في دول الخليج لأن المصريين لم يتطوعوا في منظمة خيرية للعمل مجانا ودون أجر في الخليج. وذلك إنصاف من قلم مصري يستحق التنويه. هذه الشواهد تؤكد أن التعبير عن الضجر بشأن إستعلاء النخبة المصرية ليس حالة سودانية خالصة ولكن لها أصداء في بعض أركان العالم العربي ولكن ربما نكون أكثر حساسية من غيرنا لأسباب تاريخية ولعلاقة الجوار التي تسم علاقة الشقيق الأكبر والشقيق الأصغر بكثير من العنت و التوتر خاصة إذا كان هناك تاريح إستعماري مشترك. وهذا ما حدث بالضبط في علاقة اليابان بكوريا والصين. وهي علاقة في عمقها الثقافي تنوء بذات الحساسيات والتوترات جراء فظائع إستعمار اليابان لهذه الشعوب.
    إن الشعوب تغضب عندما تجرح كرامتها أو يحط من قدرها ولعلك تتساءل لماذا لم يصف هيكل ما يجري في ليبيا بأنها حرب قبلية عشائرية وهل أكتمل مشروع الدولة الوطنية في ليبيا؟ . لماذا تصبح الحالة في السودان جغرافيا وحالة القتل والسحل والفوضي في ليبيا ومصر في بعض فترات تاريخهم القريب هي عبارة عن مساومات اللحظة التاريخية في مسار الثورة والسياسة.
    هل يريدنا الأستاذ عثمان ميرغني أن نعتذر لشيخ المنافحة عن الكرامة الوطنية المؤرخ محمد عبدالرحيم في رده علي الدكتور محمد حسين هيكل (عشرة أيام في السودان) لأن غضبه غير منتج. وهو الذي وصف الكسرة بأنها أقبح أنواع الطعوم ووصف النساء يحتفرن بأظافرهن وهن جلوس كما يقعي الكلب بحثا عن حبيبات الغلال وان المساكن في ام درمان ما يزور عنه بصر الزائر لحقارته وقذارته.وقال الشيخ عبدالرحمن احمد في رده في صحيفة الحضارة ان وصف الدكتور محمد حسين هيكل للسودان يشتم منه رائحة الاهانة والتحقير. وقد وقع رد الشيخ عبدالرحمن احمد في المحظور إذ كان مثقفو ذلك الزمان شديدوا الإعتداد بعروبتهم ، كما كانت قضية الوعي بالهوية غارقة في فخر الإنتماء العرقي، وهو ما قاده ليقول لهيكل ان المرأتين اللتين وصفتهما بالإقعاء والنبش ليستا عربيتين بل هما مما ادمت يد النخاس اذنيهما. وربما يكونا من التكارنة. ورد الدكتور هيكل علي هذا النقد نافيا صفة الإهانة والتحقير لشعب السودان. وفات علي مثقفي السودان حينها أن الدكتور هيكل عندما خط سفره عن السودان كان في طور الإنتقال من مكانة الناقد الي موقف المؤرخ. وقال الدكتور عبدالفتاح أبو مدين معضدا هذه الفرضية إن الدكتور محمد حسين هيكل بعد أن كان داعيا لإحياء الفرعونية عاد الي التنقيب في التأريخ الإسلامي فكتب عن (حياة محمد) في (منزل الوحي)، بعد أن جاس في إبداعات طه حسين وتوفيق الحكيم.إن إتهام الكتاب السودانيين للنخبة المصرية بالإهانة والتحقير بدأت عام 1926، ولكن نري أن الحوار والجدل بين النخبة في البلدين أرتقي الي قضايا وموضوعات أكثر شمولا وموضوعية تمس عصب العلاقة الحيوية بين الشعبين ولم تعد متوقفة في محطة أن الكسرة هي أقبح الطعوم.
    وأختم الجزء الأول من هذا المقال بشهادة الأستاذ الراحل عبدالرحمن مختار في كتابه (خريف الفرح)،إذ تم أختياره ضمن مجموعة من رؤوساء تحرير الصحف العربية لزيارة الولايات المتحدة، والوقوف علي تجربتها الديمقراطية، وعندما وصل الوفد الي واشنطون، تم أختيار الأستاذ عبدالرحمن مختار ليكون رئيسا لوفد رؤساء التحرير العرب لإجادته اللغة الأنجليزية،فأحتج الأستاذ محمد حسنين هيكل علي هذا الأختيار زاعما أنه رئيس أكبر وأعرق صحيفة عربية هي الأهرام، وبالتالي لن يرضي أن يترأس الوفد رئيس تحرير صحيفة مغمورة في السودان، فكان أن تنحي الأستاذ عبدالرحمن مختار طوعا وإختيارا عن رئاسة المجموعة، حتي لا يحدث شرخ وسط رؤوساء التحرير العرب. ما فعله الأستاذ عبدالرحمن مختار هل يجرؤ أن يفعله أي رئيس تحرير سوداني في الوقت الراهن بدءا من جيل المخضرمين بقيادة الأستاذ محجوب محمد صالح مرورا بالجيل الوسيط مثل الأستاذ عادل الباز حتي جيل الشباب مثل الأساتذة ضياء الدين بلال ومحمد عبدالقادر.
    ما جادلالأستاذ مصطفي البطل كاتبا إلا غلبه، لمعرفته بأساليب الحجاج والمناظرة ولسخريته المالحة التي تبدو جاحظية الهوي ونوبية المنبت ،ومعلوماته الموسوعية ومثابرته في البحث والتقصي ولغته السلسة الصقيلة وبيانه الأتم. والبطل صديق عزيز الإلفة حتي إذا عزت الجغرافيا عن لقيته كفاحا، رغم أني عشت سنوات تقاسمت معه في بلاد العام سام بعضا من هواجس الحلم الأمريكي وطعوم اليانكي من الهامبيرغر والبيتزا وتركت له النبيذ الأحمر يعب منه وحده بعد كل وجبة تركين أما أنا فقد أكتفيت بحمرة الكركدي.. ولكن رغم إلفته إلا أن له قلم حاد الشذاة كما قال منصور خالد يرهب خصومه، ولهذا فإني أتمثل الهدي النبوي مع بعض التأويل إذ لا أتمني لقاء البطل علي سوح الورق والمحابر ولكن إذا أوقعني حظي العاثر أمامه علي بالثبات كما قال الرسول (ص) في باب ملاقاة العدو، والبطل ليس كذلك بل صديق حميم. دخل الأستاذ مصطفي البطل فسطاط عثمان ميرغني مؤازرا دون أن يستصرخه متحرفا لسجال ومتحيزا الي فئة يغلب عليها التبرم من هز عرش هيكل لقامته السامقة الرفيعة ، وتعمدا الإغلاظ علي نقد حساسية السودانيين تجاه كل ما هو مصري وأصابتهما هاء السكت في مقامات إستعلاء النخبة المصرية. لقد أنقدح في صدر الكاتبين أن نقد النخبة المصرية في نظرتها للسودان تعني التنكر لعيوبنا والتماهي في حالة الوهم التي نعيشها، ووصموا هذه الظاهرة في التصدي لهيكل كأنها مغالاة في الوطنية وإيغال في النزعة العاطفية مقابل المعسكر الذي أنحازوا الي فئته وهو الذي يعني بالنظر الواقعي والنقد العقلاني. وقد ساقني هذا الجدل للنظر الي حالة الإنقسام وسط الكتاب والمثقفين السودانيين تجاه مصر في الوقت الذي تبدوا فيه النخبة المصرية متوحدة الرؤي في حكمها ونظرتها للسودان.
    ذكرني هذا الجدل بالسجال الذي وسم الصحافة السودانية تجاه مصر في بداية عقد التسعين من القرن الماضي إذ تصدي الأستاذ عبدالرحمن إبراهيم مدير تحرير طيبة الذكر صحيفة الإنقاذ الوطني وقال معرضا في رده علي الكاتب المصري فرج فودة في عنوان مقاله (فرج الفرج)، فأضطر الأستاذ موسي يعقوب رئيس التحرير أن يكتب مقالا إعتذاريا في اليوم التالي ناعيا علي عبدالرحمن إبراهيم أنه كثير الوضوء إلا أن شيطان الغضب قد أعمي يراعه في شأن مصر.
    رماني الأستاذ البطل بالشطط اللغوي في ردي علي هيكل ونسبني الي الفرقة الجمهورية في عدائها التاريخي مع مصر، وربما رأي البعض أني تمثلت فقه أبوبكر الصديق في قول مقطعة البظور لأن الآية تبيح له الفحش بالسوء من القول لمن ظلم. ويأخذ علينا البطل أنني أغلظت علي هيكل جهلا بدوره وأستاذيته. ولكن لا أحد ينكر بالطبع أنه أحد أبرز أعلام العصر الحاضر في مجال الصحافة والفكر والسياسة.وقد أفتتنت به شخصيا حينا من الدهر، وأعترف بأستاذيته ودوره الإستثنائي في التاريخ العربي المعاصر، إلا أنني بذات اليقين شديد الوثوق والقناعة أنه يفقد نصف موضوعيته وأفضل توهجات فكره عندما يتحدث عن السودان، وقد سردت شواهدا عديدة في مرافعتي الماضية (جديرون بالإحترام:ضد هيكل في إفاداته الأخيرة عن السودان). البعض يردها الي نزعة عنصرية عميقة تسم نسيجه النفسي الداخلي كشف عنها في كتابه (خريف الغضب) عندما تحدث عن السادات وجذور جدته المسترقة التي تنحدر من السودان، رغم أنه دافع عن نفسه قائلا: إني لا أعرف لعيوني لونا أخضرا أو لشعري شقرة. وعلاقة هيكل بالسودان يصدق عليها الوصف الذي أطلقه لوصف علاقته بالرئيس الأسبق حسني مبارك إذ قال (الإتصال بيننا كان فاترا وفي معظم الأحيان مشدودا ومتوترا). وبعضا من توترات علاقته مع السودان تعود أيضا لنزعته الأرستقراطية والتي كشف عنها في كتابه الأخير (مبارك وزمانه:ماذا جري في مصر ولها). وقال يصف أول لقاء جمعه بالرئيس مبارك بعد تقلده الرئاسة أنه كان يدخن تبغا رخيصا كان يظن أنه أفضل مافي العالم، ويتحدث لغة شعبية بذيئة لا تنسجم ومنصب الرئاسة عللها بأنها لغة معسكرات الجيش، كما كشف عن سلوك التسوق الشخصي للرئيس مبارك عندما كان ضابطا صغيرا. ولعل نزعة الإستصغار لغيره من المشهورين كما فعلها مع السادات تستبين عندما وصف أول زيارة للرئيس مبارك الي الإمارات وقد تأخر المغفور له الشيخ زايد بضع دقائق، وعندما جاء لمقابلته أعتذر له مشيرا الي أنه كان يأخذ مقاس أطقم ملابسه السنوية مع احد المصممين العالميين، ودعا مبارك لخوض التجربة وتفصيل طقم جاكت هدية منه. وقال هيكل عندما ذهب مبارك لأخذ المقاسات أختار 15 طقم لبدل كاملة مما كان محط استهجان وإستغراب. وهو بهذا يحاول أن يقلل من سلوك مبارك وعدم اتساقه مع متطلبات هيبة التصرف الرئاسي وهو في سدة الحكم.
    تثبت سجلات التاريخ أن هيكل كان أكثر إهتماما بتطورات الأوضاع في ليبيا من السودان مما أغضب الرئيس نميري، وكان يصف نظام القذافي بأنه ثورة لأنه أطاح بنظام ملكي ولكنه كان شحيحا في أن ينعم بهذا اللقب علي نظام نميري لأنه حسب تبريره أطاح بحكم ديمقراطي. ولكن تكشف كتاباته اللاحقة أن تجافيه عن السودان وأهتمامه بليبيا يعود الي موارد النفط والثروة في ليبيا لدعم مشروع الثورة العربية مقابل الفقر المادي للدولة في السودان. هذه النزعة العنصرية والسلوك الأرستقراطي وكذلك نظريته لإستراتيجية الأمن القومي المصري التي تقوم علي التوجه نحو الشمال الشرقي(فلسطين وأسرائيل) بدلا عن الجنوب (السودان) ومعارضته لقيام مشروع التكامل بين مصر والسودان كما كشف في رسائله السرية لمبارك لعدم إمتلاك البلدان للحقائق والموارد الضرورية ، وزعمه أنه رغم أهمية السودان إلا أنه يجب ألا يكون علي حساب دور مصر العربي. تعتبر هذه الثلاثية هي مصدر تجاهل الأستاذ محمد حسنين هيكل للسودان، وإستمرار وصف أوضاعه وتطوراته السياسية في جميع الحقب بصورة مخلة لا تتسق مع الحقائق الثابته علي الأرض.
    لقد ورث هيكل من الحقبة الناصرية الباكرة عدم الإهتمام بالسودان لضعف تأثيره الجيوإستراتيجي علي المنطقة، والذ يلا يمثل له في تاريخه الصحفي سوي محطة عابرة لا يكتب عنها إلا قليلا ولايتحدث عنها إلا مضطرا . قال جونكومسكي في كتابه عن إعادة التفكير في الوطنية في دول الشرق الأوسط
    Countries Rethinking Nationalism in the Arab Middle East
    إن عبدالناصر لم يكن مهتما بالسودان في الأصل إلا بالقدر الذي يحقق له أهداف ثورته حتي أن مجلس قيادة الثورة كان يتجاهل مناقشة التقاريرعن المفاوضات مع بريطانيا بشأن تقرير مصير السودان ، وأكد أن محمد نجيب قد نقل عن عبدالناصر قوله في إجتماعات مجلس قيادة الثورة في فبراير 1953 أن السودان يمثل عبئا علي مصر ومن الأفضل التخلص منه.
    Sudan is being a burden upon Egypt which is better to abandon
    هذا الوصف الذي قلل فيه عبدالناصر من أهمية السودان وأنه عبء بالنسبة لمصر وتفضيله التخلص منه هي ذات القناعة التي ظل يحملها ويعبر عنها الأستاذ هيكل في كل مراحل تاريخ علاقته بالسودان. منذ مقال (ماذا بعد في السودان) الذي أنكر فيه ثورة أكتوبر الي الاوصاف التي بسطناها في مرافعتنا السابقة. أستنكر علي الأستاذ مصطفي البطل إستشهادي بكتاب الدكتور سيار الجميل تفكيك هيكل الصادر عام 2000 وقال أنه كاتب مغمور لا أحد يعرفه. والحقيقة أن الدكتور سيار الجميل لم يقدمه كاتب هذه السطور وهو لا يوازي شيئا أمام شهرة هيكل.العالمية الممتدة، ولكن أحتفت به الصحف المصرية وحاورته ونوهت الي كتابه. فقد استضافته مجلة روز اليوسف بمناسبة ثمانينية هيكل وقال في حواره مع المجلة المصرية أن هيكل بارع في خداع الناس و تمرن لفترة طويلة في إصطناع الملابسات متوهما أنه مركز الكون.وقال أن مطعنه الأساسي علي هيكل هو ظنه أنه يكشف أسرارا لا يعرفها أحد غيره.
    في ظني أن أحد أخطر الأمراض الثقافية التي يعاني منها الوطن هي أزمة المركزية المصرية في تفكير النخبة السودانية، أو ما يسميه الفرنجة Egyptocentric وهي حالة من التلبس الفكري تعني التفكير بالعقل المصري في شأن السودان أو التماهي مع النظرة المصرية تجاه السودان، أي أن تري بعض النخب المحلية ببلادنا بما يمليه التفكير المصري في قضايانا وتطورات حياتنا الثقافية والثقافية والإجتماعية. وقد حارب المحجوب هذه النزعة في التفكير كما ذكرنا منذ دعواه الباكرة الي فصل الأدب السوداني عن مصر وقال مخاطبا مثقفي وكتاب مصر " لا يمكن لنا أن نفضلكم علي أنفسنا".
    أتفق مع الأستاذ مصطفي البطل في أن نهتم بما يقوله ويعرفه هذا الهرم السياسي والثقافي المصري عن بلادنا، وأنه ينبغي أن ننظر فيه بإهتمام رزين وثقة بالنفس.وتلك دعوة عقلانية رحبة لكن دون الإذعان والتسليم بما يقوله هيكل،لأننا في نفس الوقت نملك حق التمحيص والنقد لآرائه وأحكامه عن السودان والرد أيضا بأسلوب رزين وحكمة مبتغاة وثقة بالنفس.
    إنها محاولة للخروج من المركزية المصرية في تفكير النخبة السودانية، والتأمل في صورة الجمل المدفون في رمال الصحراء إلا من رأسه وأذنيه، وذلك مثل ساقه سلاطين باشا أو شويطين في لغة الخليفة عبدالله بعد عودته الثانية غازيا مع جيش كتشنر إذ وصف متبرما الإنجليز ومحذرا السودانيين من المصريين أنهم مثل الجمل الذي دفن جسده في الصحراء ولم يبد منه إلا رأسه وأذناه، وأصبحت مثلا سائرا عبر عنه الشاعر السوداني حسن ازهري
    جمل في الرمل مدفون وما ظهرت للعين الا اذناه
    هكذا قال سلاطين لنا وسلاطين من القوم الدهاء
    أجدد تقديري للأستاذين مصطفي البطل وعثمان ميرغني اللذين فتحا لنا سوق الجدل والنظر في أمر علاقتنا بالنخبة المصرية ونموذجها الأبرز محمد حسنين هيكل في سوق عكاظ السياسي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de