تابع الناس فى الداخل والخارج فى اليومين الماضيين الحراك الجماهيرى الواسع الذى عم عددا من المدن السودانية احتجاجا على الاوضاع المعيشية المتأزمة البالغة التعقيد والعجز الحكومى التام عن المعالجة ، ومع ابتدار هذا التحرك فى عطبرة وبورسودان ثم تمدده الى عدد من المدن بما فيها الخرطوم فان كل هذه الحراكات لم تشهد حرقا وتخريبا فى كل المدن وانما نقلت الانباء ان مقار الحزب الحاكم فى عطبرة ودنقلا – فى الشمال – وربك – فى النيل الابيض – و الرهد – فى شمال كردفان – قد شهدت حرق دور الحزب الحاكم بينما انتفضت مدنا اخرى كثيرة ولم تشهد تحريقا واتلافا منظما لمؤسسات عامة او حزبية ، ونقول هذا الكلام استنادا الى ما وصل الينا من انباء فى ظل الندرة فى توفر المعلومات بسبب الحجب الذى فرضته الجهات المختصة على وسائل التواصل الاجتماعى وانقطاع عدد كبير من الناس عن المتابعة الدقيقة للاحداث الا من تيسر لهم استخدام تطبيقات ومواقع فك الحجب وهذه نسبة ضيئلة جدا مقارنة بعموم الناس الذين انقطعوا عن متابعة مايجرى ، نقول انه فى ظل هذه الظروف لم نسمع بعمليات حرق غير هذه التى تناقل خبرها الناس فى عطبرة ودنقلا وربك والرهد ولكن ربما تكون هناك عمليات مشابهة لها وقعت فى مناطق اخرى ولم يصل الينا خبرها .
فى هذا الجو نقرأ جزءا من خبر نقلته الزميلة كوش نيوز عن لقاء السيد مدير الامن ببعض الصحفيين ونعلق على الجزئية التى ننقلها ادناه
يقول الخبر :
اتهم مدير جهاز الامن والمخابرات الوطنى الفريق مهندس صلاح قوش، أفرادا يتبعون لمجموعة عبد الواحد محمد نور، بممارسة التخريب والعنف في بعض المدن أحرقوا خلالها بعض المقار الحكومية، وكشف أن الحركة أعادت 280 فرداً من إسرائيل انتقلوا إلى نيروبي ومنها دخلوا إلى البلاد، وذكر أنه تم تجنيد بعض من أولئك العائدين للموساد الإسرائيلي، تم إلقاء القبض على سبعة منهم، بينهم رئيس الخلية.
وقال إنه كان يراقب سوق ستة بـ”الستلايت” يوم الخميس وشاهد مراهقين يحرقون “لساتك” لكن بعد فترة دخل إلى السوق من أسماهم “الكباتن الكبار” ملثمي الوجوه.
انتهى الخبر ولنا معه وقفه فنقول :
اولا نشير الى ما ذكرناه فى بداية المقال من ان الحرائق لم تعم كل المدن ولا حتى اغلبها وهذا يجعل رواية الفريق صلاح قوش محل تساؤل فلماذا لم يعمد هذا التيم المدرب بشكل محكم فى دولة الكيان الصهيونى لم يعمد الى توزيع نفسه بشكل علمى دقيق ويرتب امر انطلاق التحركات فى ساعة صفر واحدة او على الاقل فى اوقات متقاربة حتى تكون النتائج التى يسعون اليها افضل لكننا نرى ان بعض المدن تحركت بعد ايام من الاخريات فعطبرة مثلا انطلقت فيها التظاهرات يوم الاربعاء بينما تحرك اهل الرهد فى شمال كردفان يوم السبت والحراكين حرقا دورا للحزب الحاكم فى المدينتين فلماذا لم تمتد ايدى المنظمين المدربين على يد الموساد كما ذكر السيد الفريق لم تمتد ايديهم الى مؤسسات اخرى ولم يتحركوا فى وقت واحد ليربكوا الحكومة ولا يعطوها مهلة للتفكير وترتيب امورها وحتى يعطوا لحراكهم زخما دوليا كبيرا ويحشدوا لانفسهم دعما من جهات عدة ؟ لو ان فى الحراك من دربهم الموساد لكانت خطواتهم على الاقل بقليل من التنسيق لا هذه العشوائية التى تقوى من الفرضية القائلة ان الحراك شعبى وان التخريب والحرق ليس الا عملا فرديا وانفلاتا ، ومن غير السهل تصديق الرواية الرسمية
نؤكدعلى تبرئة الموساد وحركة عبد الواحد الغير مرتبطة بدولة الكيان الاسرائيلي فكلهم ما اهل ولا يظن بهم المواطنون سوءا ، بل ليس من الحصافة فى شيئ ان يظن بهم الناس خيرا ويكفى حركة عبد الواحد سوءا وعدم احترام ان تكون لها علاقة بهذه الدولة العنصرية البعيدة عن كل موقف سليم ولكن فى نفس الوقت لانستطيع تصديق اتهامات الحكومة لاعدائها فهى ليست من اهل الورع الذين يمتنعون عن رمى مخالفيهم بامور غير سليمة بل بالعكس فالحكومة يمكنها بكل بساطة وبدون ان يطرف لها جفن ان تعد الملف المليئ بالاكاذيب من اوله الى آخره لادانة وتجريم منافسيها ناهيك عن ان يكونوا اعداءها لذا فانا نقول للسيد صلاح قوش ونحن نقرأ كلامه للصحفيين ان الموساد يمكن ان يتورط فى اعمال العنف والتخريب وحركة عبد الواحد ممكن ان ترتهن له وتصبح بيده يحركها كا يشاء سواء بموافقتها والتنسيق معها او غصبا عنها والزامها بما يريد فهى لا تستطيع مخالفة الموساد وفى نفس الوقت فالحكومة ليست محلا لثقة الناس مطلقا ولا يصدقها الجمهور ويكفى لسقوط اى خبر عن الاعتبار ان يصدر عنها
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست