فاز المحامي السوداني عبد الرحمن القاسم بالجائزة الدولية لحقوق الإنسان 2018، التي تمنحها رابطة المحامين الأمريكية والتي قالت إن فوز القاسم جاء تقديرا لسجله الطويل في تمثيل ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في بلاده والدفاع عنهم.
ومن المزمع تسليم الجائزة خلال الاجتماع السنوي للرابطة الأمريكية في شيكاغو في الـثاني من أغسطس المقبل. وتستهدف الجائزة الدولية لحقوق الإنسان تكريم وتقدير المحامين والحقوقيين والمنظمات الإنسانية الدولية من خارج الولايات المتحدة.
وفي حديث خاص ل(صوت الهامش) ، اعتبر القاسم، الفائز بالجائزة بمثابة امتحان عسير يوجّه أسئلة صعبة للمدافعين عن حقوق الإنسان في السودان حول مدى قدرتهم على إعادة البسمة للمستضعفين من الناس وردّ حقوقهم عليهم، لاسيما المحامين منهم.
وقال القاسم، السبت، إنه يهدي هذه الجائزة للمشردين داخليا وسجناء الرأي وإلى الصحافة الحرة وإلى النساء اللواتي يعملن بقوة لاسترداد حقوقهن.
ويعيش القاسم الآن حياة اللجوء في أوغندا. وقد لعب دورا محوريا في تأسيس هيئة محاميي دارفور وهي رائدة على صعيد حماية حقوق الإنسان والحريات المدنية في السودان.
وقد أسهم القاسم في الاعتراف بهيئة محاميي دارفور على الصعيد الدولي؛ وقد يسّر مشاركة الهيئة في مجلس حقوق الإنسان واللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب.
وقد جازف القاسم باتخاذ العديد من الخطوات التي تكتنفها المخاطر على صعيد الدفاع عن حقوق الإنسان. وفي سبتمبر 2010، دافع القاسم عن تمديد ولاية خبير الأمم المتحدة المستقل لحقوق الإنسان في السودان. وتعرض القاسم للاعتقال لدى عودته للسودان دون المرور على إجراءات قانونية.
وقد تعرض القاسم للتعذيب عقابا له على اتصاله بمنظمات حقوقية. وواجه اتهامات بمعاداة الدولة و”ارتكاب جرائم ضد الدولة” من بينها: “الترويج لأخبار كاذبة، والتآمر الجنائي، وتقويض النظام الدستوري والتآمر. وقد سقطت الاتهامات نظرا لنقص الأدلة.
وما أن سقطت الاتهامات الموجهة ضده، حتى فرّ القاسم هاربا إلى أوغندا طلبا لحياة اللجوء جرّاء ملاحقة الحكومة له بعد اعتقاله.
وفي المنفى، يشارك القاسم بانتظام في حضور جلسات اعتيادية للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، حيث يتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان في السودان.
وقالت رئيسة رابطة المحامين الأمريكية، هيلاري باس، “إننا نكرم في عبد الرحمن القاسم التزامه بحماية والدفاع عن حقوق الإنسان والحريات المدنية لضحيا الانتهاكات الحقوقية في السودان. إن إنجازات القاسم هي استثنائية لاسيما في ظل ما يكتنف طريقه من عقبات وتخويف وتهديدات يواجهها”. موخرًا، تقدم القاسم بمقترح لحل وضع حقوق الإنسان في السودان أثناء انعقاد جلسة اعتيادية للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب. ودعا القاسم عبر هذا المقترح حكومة السودان إلى وقف كل أعمال الانتهاكات ضد الحقوق والحريات الأساسية، لاسيما في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
ومنذ عام 2011، والقاسم يضطلع بدور هام في الشراكة بين هيئة محاميي دارفور ورابطة المحامين الأمريكية فيما يتعلق بمبادرة سيادة القانون. وقد ألهم القاسم العديد من المحامين السودانيين، ولاسيما هؤلاء القائمين في مناطق الهامش. وقادت أعمال القاسم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر إلى لفت الأنظار للعشرات من حالات انتهاكات حقوق الإنسان على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست